هيكل سيدنا سليمان حسب المنظور المسيحي و اليهودي وتزييف التاريخ مقالة تستحق الوقوف عندها

CYRINE

:: عضو مُشارك ::
إنضم
3 أكتوبر 2009
المشاركات
218
نقاط التفاعل
2
النقاط
7
1166742659.jpg


ليس من الصعب ـ على الإطلاق ـ البرهنة على خرافة ووثنية الديانة اليهودية ، ولكن الصعب ـ كل الصعب ـ أن نجعل اليهودية تنصت إلى البرهان ..



********



هيكل سليمان .. وعبادة الشيطان



دراسة من واقع نصوص الكتاب المقدس


إن تداعيات الأحداث التي يفرضها علينا طبيعة الوجود الإسرائيلي .. وطبيعة المجازر الإبادية والإجرامية التي يقوم بها هذا الوجود .. ليس فقط على مستوى المنطقة العربية وحدها .. بل على مستوى العالم الإسلامي وغير الإسلامي أيضا ..!!! تحتم علينا دراسة تاريخ بني إسرائيل من خـلال مصادر موثـوق بها لا تحتمل الطعن أو التأويل بغير ما جاء بها . وربما كان أهم هذه المصادر ـ أو المراجع ـ جميعا .. هو الكتاب المقدس .. أي الكتاب الديني المعتمد والمتفق على صحته .. والمتداول اليوم بين الشعوب المسيحية واليهودية معا . وبهذا يصبح تاريخ الأمة اليهودية ـ أو بني إسرائيل ـ المستخرج من واقع أحداث هذا الكتاب .. هو تاريخ غير قابل للطعن أو التكذيب .. لأن الطعن أو التكذيب به لا يعني سوى بطلان الكتاب المقدس نفسه ..!!! كما يصبح الاستشهاد بهذا الكتاب ـ أي الكتاب المقدس ـ هو شهادة صدق تاريخية ودينية ملزمة لكل من هو مسيحي ويهودي للتصديق بها ..!!!


وبني إسرائيل ـ على حسب رواية الكتاب المقدس ـ لم يكونوا سوى أسرة واحدة مكونة من ( 70 ) فردا فقط .. هم أولاد يعقوب ( u ) ، ومن ضمنهم يوسف ( u ) الابن الحادي عشر ليعقوب في هذه الأسرة . وكانت تسكن ـ هذه الأسرة ـ في منطقة بئر سبع في فلسطين من ضمن تجمع سكاني هائل .. هم شعوب المدن الفلسطينية وغيرها من المدن المجاورة ، وكانت تعمل برعي الأغنام والماشية ..!!! وبعد غدر إخوة يوسف بيوسف وإلقائه في البئر لتلتقطه مجموعة من التجار السيارة ويبيعوه في مصر ، لتجري الأحداث معه حتى يتقلد المشرف على خزائن مصر ، فيرسل في طلب أسرته .. لتدخل مصر سنة 1925 ق.م. [1] أي بعد بناء الأهرامات بأكثر من ستمائة عام ، حيث تجمع الموسوعات العلمية بأن الأهرامات قد تم بناؤها سنة 2600 ق.م. ، وتعمل هذه الأسرة في الطين وَاللِّبْنِ والأشغال النجسة ( على حسب رواية الكتاب المقدس ) [2] . ويتكاثر نسل هذه الأسرة .. ويزيد عدد أفرادها بشكل واضح .. فتخرج من مصر في حوالي سنة 1495 ق.م. في عهد موسى ( u) ، ولم تنس قبل خروجها أن تسرق المصريين ، لتعود إلى المـدن الفلسطينية .. لتغزوها وتبيد شعوبها بلا رحمة .. وتستولي على أرضها .. تحت دعوى أو أسطورة دينية .. فحواها أن " الإله " : قد وهبها أرض هذه المدن .. وجعلها تستبيح دماء شعوبها .. لأن جدهم الأعلى " سام " لم ير عورة أبيه " نوح " .. بينما الجد الأعلى " حام " لشعوب هذه المنطقة رأى عورة أبيه " نوح " بدون أن يقصد ..!!! ( وسنأتي إلى هذه تفاصيل هذه القصة في مقالة أخرى .. إن شاء الله ) .

وعلى حسب رواية نصوص الكتاب المقدس ؛ نجد أن مدينة القدس ( أورشليم ) كانت موجودة قبل ظهور بني إسرائيل في التاريخ ( أي منذ عهد إبراهيم u ) بأكثر من ثلاثمائة عام .. وقبل خروج بني إسرائيل من مصر بأكثر من سبعمائة عام .. وقبل عهد داود بأكثر من ( 1100 ) سنة . بل ويؤكد الكتاب المقدس على أن مدينة القدس هي كنعانية الأصل والمولد ( أي عربية ) ولا علاقة لبني إسرائيل بإنشائها بالمرة .. كما يأتي هذا في النص التالي ..

[ (1) وأوحي إلى الرب بكلمته قائلا (2) " يا ابن آدم ، أطلع أهل أورشليم ( أي القدس ) على أرجاسهم (3) وقل هذا ما يعلنه السيد الرب لأورشليم . أصلك ومولدك من أرض الكنعانيين . أبـوك أموري وأمك حثية ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : حزقيال {16} : 1 - 3 )


وعلى حسب الموسوعات العلمية ؛ ينسب الكنعانيين إلى كنعان الابن الرابع لـ " حام " ( سفر التكوين 10:6 ) ، وهو حفيد نوح ( أولاد نوح الثلاثة هم : سام وحام ويافث ). ويعتبر الكنعانيون أكبر الموجات البشرية التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية قبل الميلاد بحوالي 3 - 4 آلاف سنة ( أي هم في الأصل عرب ) وقد استقروا في فلسطين وساحل بلاد الشام حتى سوريا مروراً بلبنان .ومن النص السابق نرى أن الكتاب المقدس يعترف صراحة بأن القدس هي فلسطينية الأصل .. بل ويقر بعروبتها منذ نشأتها .. ومع هذا يأتي بنو إسرائيل اليوم ويدعون بحقهم التاريخي فيها على الرغم من عروبتها ..!!! وقد ظلت فلسطين والقدس عربيتان حتى استولى عليهما بني إسرائيل بقيادة الملك شاول ( طالوت في الفكر الإسلامي ) حوالي سنة 1300 ق.م.

وتبدأ فكرة بناء الهيكل ( أو بيت الرب : the house of the LORD ) في فترة حكم الملك داود ( 1010 ق.م. إلى 970 ق.م. ) ، ولكن الرب رفض أن يقوم داود بهذا البناء لكثرة ما سفكه من دماء ..

[(7) وقال داود لسليمان يا ابني قد كان في قلبي أن ابني بيتا لاسم الرب إلهي (8) فكان إلي كلام الرب قائلا قد سفكت دما كثيرا وعملت حروبا عظيمة فلا تبني بيتا لاسمي لأنك سفكت دماء كثيرة على الأرض أمامي (9) هو ذا يولد لك ابن يكون صاحب راحة وأريحة من جميع أعدائه حواليه لأن اسمه يكون سليمان . فأجعل سلاما وسكينة في إسرائيل في أيامه (10) هو يبني بيتا لاسمي وهو يكون لي ابنا وأنا له أبا وأثبت كرسي ملكه على إسرائيل إلى الأبد ]

( الكتاب المقدس : أخبار الأيام الأول : {22} : 7 - 10 )


وقد بدأ في بناء الهيكل في السنة الرابعة من حكم سليمان في حوالي سنة 968 ق.م. ( أو سنة 959 ق.م. ) ، واستغرق العمل سبع سنوات وستة أشهر . وظل الهيكل قائما إلى أن هاجم البابليون ( أصحاب الحضارة العراقية ) القدس وسبوا أهلها واستولوا على ما في الهيكل من ثروة سنة 586 ق. م.

ويجيء مكان الهيكل .. ووصف مكوناته على النحو التالي ..

[ (1) وأخذ سليمان في بناء هيكل الرب ( the house of the LORD ) في بيدر أرنان اليبوسي في أورشليم على جبل المُرَيَّا [3] ، حيث تراءى الرب لداود أبيه ، وحيث وقع اختيار داود على مكان الهيكل . (2) وشرع في البناء في اليوم الثاني من السنة الرابعة لحكمه . (3) أما الهيكل الذي أنشأه سليمان فكان ستين ذراعا ( نحو ثلاثين مترا ) طولا وعشرين ذراعا ( نحو عشرة أمتار ) عرضا (4) وكان طول الرواق القائم أمام الهيكل عشرين ذراعا ( نحو عشرة أمتار ) معادلا لعرض الهيكل ، وارتفاعه مئة وعشرين ذراعا ( نحو ستين مترا ) وقد غشاه من الداخل بالذهب النقي (5) وغطى الجدران الداخلية بخشب السرو .. (8) وشيد محراب قدس الأقداس فكان طوله مساويا لعرض الهيكل ، فكان مربع الشكل ، طوله يعادل عرضه ، عشرون ذراعا في عشرين ذراعا ( أي نحو عشرة أمتار في عشرة أمتار ) ، وغشاه بست مئة وزنة ( نحو واحد وعشرين ألفا وست مئة كيلو جرام ) من الذهب النقي (9) .. .. ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : أخبار الأيام الثاني : {3} : 1 - 8 )


ويسبك سليمان كروبين ويضعهما في قدس الأقداس في الهيكل ..

[ (10) وصاغ سليمان كـروبين ( Two cherubims ) ( وهما تمثالان لملاكين ) غشاهما بذهب ووضعهما في قدس الأقداس ( the most holy house ) (11) وكان طول كل جناح من أجنحة الكروبين خمس أذرع ( نحو مترين ونصف المتر ) فكانت في جملتها عشرين ذراعا ( نحو عشرة أمتار ) . ومس طرف جناح الكروبيم الخارجي جدار الهيكل أما طرفه الداخلي فتلامس مع طرف جناح الكروبيم الآخر (12) .. .. .. (13) وكان هذان الكروبان منتصبين على أرجلهما في مواجهة المحراب باسطين أجنحتهما على امتداد عشرين ذراعا (نحو عشرة أمتار) ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : أخبار الأيام الثاني : {3} : 10 - 13 )


وهكذا ؛ يمس جناحي الكاروبيم من الخارج جداري الهيكل بينما يتماسان من الداخل مع بعضهما البعض .

ولنا الآن وقفة لتحليل معنى وجود ملائكة الكاروبيم الموضوعة في داخل قدس الأقداس بالهيكل . فالكاروبيم هي ملائكة من نفس نوع ورتبة الشيطان كما يقول بهذا الكتاب المقدس .. حيث يشرح لنا " مثلث الرحمات نيافة الأنبا يوأنس " [4]هذا المعنى بقوله : ويبدو أن الشيطان وهو رئيس الملائكة ـ ويدعى سطانائيل ـ كان من رتبة الكاروبيم ( ومفردها : كاروب ) " . ويضيف نيافته ـ بعد الشرح ـ قائلا : " وهكذا نعلم أن الشيطان كان كاروبا ( مفرد كاروبيم ) وسقط .. وسقط معه ملائكة آخرون " [5] . وبهذا يحتل قدس الأقداس في هيكل سليمان تمثالين لملاكين من نفس نوع ورتبة الشيطان ..!!!

وإذا كان الشيطان ـ من منظور الكتاب المقدس ـ هو رئيس العالم ..


[ (31) الآن دينونة هذا العالم . الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجا ]


( الكتاب المقدس : يوحنا 12 : 31 )


كما وأنه ـ أي الشيطان ـ هو إله هذا الدهر .. كما جاء هذا في النص التالي :

[ (3) ولكن إن كان إنجيلنا مكتوما فإنما هو مكتوم في الهالكين (4) الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله ]

( الكتاب المقدس : كورنثوس الثانية 4 : 3 - 4 )


وإذا اعترف " الإله " ـ صراحة ـ وهو في الصورة البشرية ( لاحظ أن السيد المسيح هو الله [6] ـ من المنظور المسيحي ـ بعد أن تجسد ونزل على الأرض ) .. بأنه لم يرتكب خطأ ما .. أثناء وجوده على الأرض يستحق عليه عقاب الشيطان ( رئيس هذا العالم ) ..!!! كما جاء هذا في النص المقدس التالي ..


[ (30) لا أتكلم أيضا معكم كثيرا لأن رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء ]


( الكتاب المقدس : يوحنا 14 : 30 )


فلنا أن نتخيل مدى قوة وقدرة الشيطان .. بالنسبة لقوة وقدرة الإله ..!!!

والآن ؛ إذا كان الشيطان هو ملاك من ملائكة الكاروبيم .. وهي الملائكة الموضوعة داخل قدس الأقداس في الهيكل ..!!! وإذا كان الشيطان هو رئيس هذا العالم .. كما وأنه إله هذا الدهر ..!‍!! وإذا ما أخذت خطبة سليمان ( الحكيم ) عند افتتاح الهيكل في الاعتبار .. والتي جاء فيها ..

[ (1) حينئذ قال سليمان : " قال الرب إنه يسكن في الضباب (2) ولكني بنيت هيكلا رائعا ، مقرا لسكناك إلى الأبد ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : أخبار الأيام الثاني : {6} : 1 - 2 )


فيكون معنى هذا أن الرب سوف يسكن في الهيكل مع ملائكة الشيطان .. وهنا لابد وأن يطفو السؤال التالي إلى السطح : هل الهيكل على هذا النحو والذي تحتل فيه ملائكة الكاروبيم ( أو الشيطان ) قدس الأقداس ـ مع الرب ـ قد أصبح مخصصا :

(1) لعبادة الرب فقط ..؟!
(2) لعبادة الشيطان فقط ..؟!
(3) لعبادة الرب والشيطان معا ..؟!

وبديهي ؛ تصبح الإجابة على هـذا السؤال من السهولة بمكان .. إذا علمنـا أن " سليمان " هو ذلك " الحكيم " الذي قادته نساؤه إلى إدخـال الآلهة الزائفة .. والعبادة الكاذبة .. إلى إسرائيل كما يقول بهذا الكتاب المقدس ..!!! ( أنظر : التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ـ الملوك الأول / ص : 697 ) .. وكما جاء هذا مباشرة في النص المقدس التالي :

[ (1) وأحب الملك سليمان نساء غريبه كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وأدوميات وحثيات (2) من الأمم الذين قال عنهم الرب لبنى إسرائيل لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم . فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة (3) وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئه من السرارى فأمالت نساؤه قلبه (4) وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه (5) فذهب سليمان وراء عشتورث إلاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين (6) وعمل سليمان الشر فى عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود أبيه (7) حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذي تجاه أورشليم ولمولك رجس بنى عمون (8) وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن ويذبحن لآلهتهن (9) فغضب الرب على سليمان لأن قلبه مال عن الرب إله إسرائيل الذي تراءى له مرتين (10) وأوصاه فى هذا الأمر أن لا يتبع آلهة أخرى . فلم يحفظ ما أوصى به الرب (11) فقال الرب لسليمان من أجل أن ذلك عندك ولم تحفظ عهدي وفرائضي التى أوصيتك بها فإني أمزق المملكة عنك تمزيقا وأعطيها لعبدك (12) إلا إني لا أفعل ذلك فى أيامك من أجل داود أبيك بل من يد ابنك أمزقها ]

( الكتاب المقدس : الملوك الأول {11} : 1 - 12 )


ثم ننتقل الآن إلى كيفية بناء أو إنشاء الهيكل ـ هيكل سليمان ـ فمن الفقرة رقم (3) من سفر " أخبار الأيام الأول " .. نجد أن مساحة هيكل سليمان هو حوالي 300 مترا مربعا ..

[ (3) أما الهيكل الذي أنشأه سليمان فكان ستين ذراعا ( نحو ثلاثين مترا ) طولا وعشرين ذراعا ( نحو عشرة أمتار ) عرضا (4) ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : أخبار الأيام الثاني : {3} : 3 )


فكما نرى أن مساحة الهيكل = 10 × 30 = 300 مترا مربعا .. أي أن مساحته تساوي مساحة شقة متواضعة جدا بالمقاييس الحديثة [7] . ويخصص داود ( u ) كمية أسطورية من الذهب النقي والفضة والمعادن الأخرى لبناء الهيكل .. ويستدعي داود .. سليمان ( u ) قبل وفاته مباشرة ليخبره بالآتي ..

[ (14) وها أنا قد كابدت كل مشقة لأعد لبناء بيت الرب : مئة ألف وزنة ( نحو ثلاثة آلاف طن ) من الذهب ، وألف ألف وزنة ( نحو ستة وثلاثين ألف طن ) من الفضة ، ونحاسا وحديدا لا يمكن وزنه لوفرته . وقد جهزت أيضا خشبا وحجارة ، وعليك أن تضيف عليها (15) ولديك عدد غفير من العمال ، من نحاتين وبنائين ونجارين ، وكل ماهر في كل حرفة ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : أخبار الأيام الأول : {22} : 14 - 15 )


وبعملية حسابية بسيطة يمكننا حساب حجم المعادن ( الذهب والفضة والنحاس والحديد ) الداخلة في إنشاء هذا الهيكل . فبفرض أن وزن الحديد والنحاس ـ على أقل تقدير ـ هو ضعف وزن الفضة .. على اعتبار أنهما من الوفرة بحيث لا يمكن وزنهما .. فيكون إجمالي حجم هذه المعادن عبارة عن كتلة صماء ـ من هذه المعادن ـ قاعدتها تساوي مساحة الهيكل ( أي 300 متر مربع ) وطولها أكبر من طول عمارة سكنية ـ صماء ـ ارتفاعها أكثر من ثلاثين طابقـا ( أي أكثر من مائة متر طولي ) ..!!! وهذا غير الحجارة .. والتي خصص لها ـ سليمان ـ ( 80 ) ألف عامل لقطعها على مدى سبع سنوات كاملة ..!!! فكيف لم يجد الإسرائيليون ـ الآن ـ أي آثار لكل هذا الكم الهائل من الذهب والفضة والنحاس والحديد فقط ( علما بأن أجهزة الكشف عن المعادن أصبحت متقدمة إلى حد بعيد ) .. هذا غير الحجارة ..؟!!! وبديهي ؛ لن يجدوا شيئا لأن كل ما كتب هو مجرد أسطورة .. وأكاذيب ليس لها أساس من الصحة ..!!!

ثم نأتي إلى المشتركين في بناء الهيكل ..

[ (17) وعد سليمان جميع الرجال الأجنبيين الذين في أرض إسرائيل بعد العد الذي عدهم إياه داود أبوه فوجدوا مئة وثلاثة وخمسين ألفا وست مئة (18) فجعل [8]منهم سبعين ألف حمال وثمانين ألف قطاع على الجبل وثلاثة آلاف وست مئة وكلاء لتشغيل الشعب ]

( الكتاب المقدس : أخبار الأيام الثاني : {2} : 17 - 18 )


فكما نرى أن عدد العمال الذين اشتركوا في بناء الهيكل هو ( 153 ) ألف وست مئة عامل .. هذا عدا البناءين والنجارين والحدادين .. وخلافه ( يجب ألا ننسى أن مساحة الهيكل هي 300 متر مربع فقط .. أي هي مساحة مساوية لمساحة شقة متواضعة بالمقاييس الحالية ..!!! ) وربما يمكننا تخيل الرقم الحقيقي ( الذي يشير إليه الكتاب المقدس ضمنيا .. والذي قد يصل إلى نصف مليون عامل وفني على أقل تقدير ) .. هذا إذا ما تنبهنا إلى أن سليمان قد استخدم (3600 ) مشرف على أعمال البناء والإنشاء ..!!! ويستمر العمل بكل هذه العمالة الهائلة لمدة سبع سنوات كاملة ( في هذا المبنى المحدود ذي الثلاثمائة مترا مربعا ) ..

[ (38) وفي شهر بول ( تشرين الثاني ـ نوفمبر ) من العام الحادي عشر لملك سليمان ، اكتمل بناء الهيكل بكل تفاصيله ، وهكذا استغرق تشييده سبع سنوات ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : ملوك الأول : {6} : 38 )


وإذا قال الكتاب المقدس أنه لم يستخدم أي معول أو أداة حديدية في بناء الهيكل ..

[ (7) وتم بناء الهيكل بحجارة صحيحة ، اقتلعها العمال ونحوها في مقالعها ، فلم يسمع في الهيكل عند بنائه صوت منحت أو معول أو أي أداة حديدية ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : ملوك الأول : {6} : 7 )


فيكون معنى هذا أن الهيكل قد بني بدون أساسات ..!!! أي أن الأحجار كانت تأتي جاهزة لترص فحسب فوق بعضها البعض .. وهنا يقفز السؤال التالي إلى الذهن : على أي أساس ـ الآن ـ يقوم الإسرائيليون بالبحث عن أساسات للهيكل .. بعد أن بين لهم الكتاب المقدس أن الهيكل قد تم بناؤه بدون أساسات ..؟!!!

أي هي مجموعة أساطير تراكمية .. يسطرها لنا الكتاب المقدس .. لتجد عالم فاقد الوعي ـ حقيقة وبشكل كامل ـ يؤمن بها ..!!!

ثم تبقي لقطة أخيرة لابد لنا من ذكرها حول افتتاح الهيكل .. وهي لقطة تمثل كيفية تقبل الرب للقربان المقدم له على مذبح الهيكل ..!!! فعقب انتهاء سليمان من بناء الهيكل .. قام هو والشعب بتقديم القرابين إلى الرب الإله .. والاحتفال بتدشين الهيكل .. وبإدخال تابوت العهد في قدس الأقداس أمام الكروبين .. تمهيدا لافتتاح الهيكل ..

[ (1) وكمل جميع العمل الذي عمله سليمان لبيت الرب . وأدخل سليمان أقداس داود أبيه . والفضة والذهب وجميع الآنية جعلها في خزائن بيت الله (2) حينئذ جمع سليمان شيوخ إسرائيل في العيد وكل رؤوس الأسباط .. لإصعاد تابوت عهد الرب .. (6) والملك سليمان وكل جماعة إسرائيل المجتمعين إليه كانوا يذبحون غنما وبقرا مالا يحصى ولا يعد من الكثرة (7) وأدخل الكهنة تابوت عهد الرب إلى مكانه في محراب البيت في قدس الأقداس إلى تحت جناحي الكروبين (8) .. .. .. .. .. .. (10) ولم يكن التابوت يضم سوى لوحي الحجر اللذين وضعهما موسى [9] هناك في حوريب حين عاهد الرب بني إسرائيل لدى خروجهم من ديار مصر ]

( الكتاب المقدس : أخبار الأيام الثاني : {5} : 1 - 10 )


ويقوم سليمان بتوجيه خطبة الافتتاح إلى أسباط بني إسرائيل وشيوخهم .. ثم يقوم بالصلاة التدشينية للهيكل ..

[ (12) وانتصب سليمان أمام مذبح الرب في مواجهة كل جماعة إسرائيل .. (13) .. .. وبسط يديه إلى السماء ، (14) وقال : " أيها الرب إله إسرائيل، ليس إله نظيرك في السماء والأرض ، أنت يا من تحافظ على عهد الرحمة مع عبيدك السائرين أمامك بكل قلوبهم (15) .. .. .. (40) لتكن يا إلهي عيناك مفتوحتين وأذناك مصغيتين للصلاة المرفوعة إليك من هذا الهيكل (41) والآن ؛ انهض أيها الرب الإله إلى مكان راحتك ، أنت والتابوت رمز عزتك .. ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : أخبار الأيام الثاني : {6} : 12 - 41 )


وتأتي نار من السماء لالتهام الذبائح ...

[ (1) وما أن أتم سليمان صلاته حتى نزلت نار من السماء التهمت المحرقة والذبائح ، وملأ مجد الرب الهيكل (2) ولم تتمكن الكهنة من الدخول إلى بيت الرب ، لأن مجد الرب ملأه (3) وشهد جميع بني إسرائيل نزول النار ومجد الرب على الهيكل ، فخروا على وجوههم ساجدين على بلاط الأرض المجزع ، وحمدوا الرب لأنه صالح ، ولأن رحمته تدوم إلى الأبد (4) ثم قدم الملك وسائر الشعب ذبائح أمام الرب (5) فذبح الملك سليمان اثنين وعشرين ألفا من البقر ، ومئة وعشرين ألفا من الغنم . ودشن الملك وجميع الشعب الهيكل ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : أخبار الأيام الثاني : {7} : 1 - 2 )


ولا تعليق على الأعداد الهائلة من البقر والأغنام التي تم ذبحها .. قربانا للرب ..!!!


وأخيرا نأتي إلى قصة : " حائط المبكى " ففي زمن الخلافة العثمانية عام 1542 كلف " السلطان سليمان القانوني " ( لاحظ اسم سليمان ) مهندس باشا البلاط " سنان باشا " بإنشاء سور حول مدينة القدس للحماية والدفاع ، ولسماحة الإسلام من جانب ولسماحة السياسة العثمانية من جانب آخر .. هاجر بعض يهود أوربا إلى المدن الإسلامية ومنها القدس هربا من كره واضطهاد الأوربيين لهم . وأصدر السلطان سليمان فرمانا بالسماح لليهود بإقامة مصلى لهم بجوار السور الغربي . وأقام " سنان باشا " حائطا فاصلا بين مصلى اليهود وحي المغاربة ( وهو حي بمثابة محطة لحجاج المغرب للأراضي الحجازية ) .. وكان الحائط بطول الحي وبارتفاع 65 قدما . وهذا الحائط له قدسيته عند المسلمين لارتباطه بإسراء الرسول ( r ) ولذا يسميه المسلمون بحائط البراق . وكان الجميع يطلقون على أسوار مدينة القدس " سور سليمان " عرفانا بعمل هذا السلطان العثماني . وبعد مرور قرنين من الزمان تهدمت الأسوار وبقى القليل منها .. ومنها حائط البراق . وفي القرن السابع عشر الميلادي أخذ اليهود كعاداتهم محاولة قلب وتزييف الحقائق من أجل أن يكون لهم مكانا في التاريخ وخاصة في فلسطين .. وسردوا الخرافات بأن هذا السور هو : " سور الملك سليمان " نسبة إلى الملك سليمان ابن داود ( وليس إلى سليمان .. السلطان العثماني الذي بناه ) .. ولم يبذلوا جهدا إلا في تحويل كلمة " سلطان " إلى كلمة " ملك " ..‍‍‍!!! ثم أخذوا يغذون الفكرة من سور الملك " سليمان القانوني " إلى أحد بقايا جدار سليمان ( u ) .. ثم تم تطوير فكرة الجدار من مجرد جدار أو سور .. إلى بقايا جدار هيكل سليمان . وأصبحوا يطلقون على هذا الجدار حائط المبكى .. أي البكاء على أطلال ذكراهم ومجد هيكلهم ..!!!

ونختم هذه المقالة بتزييف المؤلفين المسيحيين للتاريخ .. حيث يقول الباحث في التاريخ القبطي الدكتور مكاري أرمانيوس سرور ( الأهرام بتاريخ 10 / 11 / 2000 ) في بحثه المعنون بـ : " هيكل سليمان من منظور مسيحي " :

" .. و ظل هيكل سليمان قائما لعشرات المئات من الأعوام .. إلى أن ولد السيد المسيح في بيت لحم اليهودية "

.. وهي عبارة تدل على أن الهيكل قد ظل قائما لمدة ثلاثة آلاف سنة على أقل تقدير ( عشرات المئات ) ..!!! بينما كما رأينا ؛ أن الكتاب المقدس يبين لنا أن سليمان الحكيم قد تولي الحكم عام 980 ق. م. وأن الملك نبوخذناصر البابلي قد دمر مملكة يهوذا وهيكل سليمان وسبي بني إسرائيل في عام 586 ق. م. فيكون معنى هذا أن الهيكل قد ظل قائما لمدة 373 سنة فقط ( بعد الأخذ في الاعتبار فترة بناء الهيكل ) .. أي لعدة مئات من السنين فقط وليس لمدة ثلاث آلاف سنة ـ على أقل تقدير ـ كما يقول بهذا الباحث في التاريخ القبطي . وحتى إن أقيم هيكل آخر بعد هذا التاريخ فهو " هيكل قورش الوثني أو هيكل زربابل " .. وقد أقيم في مملكة غير يهودية .. وهو مختلف عن هيكل سليمان .. كما سبق وأن بين هذا الكتاب المقدس . كما نلاحظ أن الباحث قد أسبغ الصفة اليهودية على مدينة بيت لحم التي ولد فيها السيد المسيح .. رغم زوال مملكة يهوذا .. وإسرائيل كلها .. قبل هذا التاريخ بـ 586 سنة على أقل تقدير ..!!!

وهكذا يقومون بتزييف التاريخ ..!!!

هوامش :

[1]جميع الأرقام المستخرجة هنا من واقع رواية الكتاب المقدس ، وفيها خطأ بالزيادة حوالي 300 سنة ، بمعنى وجود بعض الموسوعات التي تقول بأن دخول بني إسرائيل مصر قد تم سنة 1650 ق.م. ـ وليس سنة 1925 ق.م. ـ ( أي بعد بناء الأهرامات بحوالي ألف سنة ) . للتفاصيل يمكن الرجوع إلى مرجع الكاتب السابق : " بنو إسرائيل / من التاريخ القديم وحتى الوقت الحاضر " .

[2]بديهي ؛ تعكس مثل هذه الحقائق التاريخية على بني إسرائيل : الإحساس بالانطوائية .. والدونية ( النقص ) .. والتشاؤم .. والشك ..!!!

[3]وقع اختيار مكان الهيكل على جبل " موريا " جنوب شرق القدس القديمة .. حيث يعتقد اليهود بأنه في هذا المكان امتحن الرب عبده ونبيه إبراهيم ليقدم ابنه " إسحاق " ذبيحة فداء . بينما يرى المسيحيون أن هذا الحدث العظيم قد تم بموضع : " هيكل جلد المسيح " .. بدير مار إبراهيم بمنطقة كنيسة القيامة .. وليس بموضع هيكل سليمان كما يدعي بهذا التقليد اليهودي .

[4] " السماء " ، لمثلث الرحمات : نيافة الأنبا يوأنس ، الطبعة الخامسة ، ص : 98 / 102 .

[5] يستند نيافة الأنبا يوأنس في تحليله هذا إلى النص المقدس التالي ..

[ (14) أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك . على جبل الله المقدس كنت . بين حجارة النار تمشيت (15) أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجدت فيك إثم (16) بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فأخطأت . فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار (17) قد ارتفع قلبك لبهجتك . أفسدت حكمتك لأجل بهائك . سأطرحك إلى الأرض وأجعلك أمام الملوك لينظروا إليك ]

( الكتاب المقدس : حزقيال : {28} : 14 - 17 )


[6] " لفظ الجلالة : الله .. وموقف أهل الكتاب من هذا الاسم " .. مقالة أخرى سوف يتم نشرها ـ إن شاء الله ـ قريبا .

[7] أما بعد عودة اليهود من السبي ( سبي بابل ) أصبح مساحة " الهيكل " ـ والذي يعرف باسم هيكل قورش أو هيكل زربابل ـ حوالي (200) متر مربع فقط .. كما يأتي هذا في النص المقدس التالي :


[ (2) .. .. ثم قاس الهيكل فكان طوله أربعين ذراعا ( نحو عشرين متر ) ، وعرضه عشرين ذراعا ( نحو عشرة أمتار ) . ] ( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : حزقيال : {41} : 2 )


وقد بدأ في بناء هذا الهيكل الثاني في سنة 537 ق.م. وانتهى البناء سنة 515 ق.م. ( عن قاموس الكتاب المقدس الطبعة الثانية عشر / ص : 1014 )

[8] حذفت كلمة : " فجعل " من الترجمة العربية الحديثة للكتاب المقدس .. حيث جاءت هذه الترجمة على النحو التالي بعد :

[ (18) منهم سبعون ألف حمال ، وثمانون ألف نحات لقطع حجارة الجبل ، وثلاثة آلاف وست مئة أقامهم وكلاء للإشراف على العمل ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : أخبار الأيام الثاني : {2} : 18 )


وهو ما يعني أنه ليس من الضروري أن كل هذا العدد قد اشترك في البناء . وبذلك تجنب المترجم ـ الحديث ـ إقحام كل هذا العدد أو هذا الكم الهائل من العمالة في بناء هذا الهيكل ذي المساحة المحدودة ( 300 متر مربع ) . وبهذا تتناقض الترجمة العربية الحديثة مع نسخة الملك جيمس ..!!!

[9] التابوت ( The Covenant ) هو الصندوق الذي يحرز فيه المتاع أو جثة الميت . والمعنى المقصود هنا أن بنى إسرائيل كانوا إذا دخلوا الحرب يصطحبون معهم " تابوت الرب .. أو تابوت العهد .. أو تابوت الله " ( وجميعها أسماء مختلفة لنفس المعنى ) وهو التابوت أو الصندوق الخشبي الذي توضع فيه التوراة أى أسفار الشريعة ليستنصروا به . ويصنع التابوت ( كما جاء في : سفر الخروج : {37} : 1 - 9 ) من خشب السنط بالأبعاد التالية : ( 125 سم طول x 75 سم عرض x 75 سم ارتفاع ) ويبطن الصندوق من الداخل بالذهب وله أربع حلقات تثبت على قوائم الصندوق الأربعة لحمله منها .


**********
 
بارك الله فيك على هذا الموضوع المهم وعلى تعليقك العلمية المفيدة

الهيكل عند اليهود هو بيت الإله ومكان العبادة المقدس، وطوال الفترة بين عهد النبي موسى إلى عهد النبي سليمان عليهما السلام لم يكن لليهود مكان عبادة مقدس ثابت. وكانت لوحات الوصايا العشر توضع في تابوت أطلق عليه اسم "تابوت العهد" وخصصت له خيمة عرفت بـ "خيمة الاجتماع" ترحل مع اليهود أينما رحلوا. وقد مرت قصة الهيكل بعدة أطوار عبر التاريخ منذ بناه النبي سليمان عليه السلام والذي امتد حكمه بين عامي 965 و928 ق.م. الهيكل في عهد سليمان بنى نبي الله سليمان بناء أطلق عليه اسم "الهيكل" لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشر فيه، غير أن هذا البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلي نبوخذ نصَّر أثناء غزوه لأورشليم (القدس) عام 586 ق.م والله اعلم
 
شكرا لك اخيchiva وفيت بارك الله فيك و اطلب من كل الاعضاء الكرام من يدخل يثرينا بالمعلومات التي عنده حول هدا الموضوع وهدا الهيكل المزعوم لتبيان الحقائق و دعونا من التفاهات نريد بحث علمي قائم علي براهين وادلة حقيقة اريد ان اقوم بابحاث عميقة من سيدنا يعقوب الى غاية نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم
 
وفيكم بركة اخي hamid2009
 
شكرا لك اخيchiva وفيت بارك الله فيك و اطلب من كل الاعضاء الكرام من يدخل يثرينا بالمعلومات التي عنده حول هدا الموضوع وهدا الهيكل المزعوم لتبيان الحقائق و دعونا من التفاهات نريد بحث علمي قائم علي براهين وادلة حقيقة اريد ان اقوم بابحاث عميقة من سيدنا يعقوب الى غاية نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم


فكرة رائعة انا معك فيما دكرتي ننتظر اراء الاعضاء
 
المسجد الأقصى المبارك وهيكل بني إسرائيل"
وهناك أقوال متناثرة عن المخطط اليهودي تجاه المسجد الأقصى في كتاب النبوءة والسياسة لمؤلفته الأميركية "غريس هالسل"
وهناك كتاب للدكتور حسنظاظا "أبحاث في الفكر اليهودي"

لماذا أثير موضوع هيكل سليمان فى هذا الوقت بالذات؟ السؤال لقد أثير موضوع الهيكل في هذا الوقت بالذات من قبل رئيس وزراءالدولة العبرية باراك في محادثاته مع الوفد الفلسطيني في كامب ديفيد وبحضور الرئيس الأميركي كلينتون، عندما أثيرت مسألة السيادة على شرقي القدس، حيث يوجد المسجدالأقصى، ولعل اليهود يسعون من خلال إثارة هذا الموضوع لجسِّ نبض الفلسطينيين، ومنثَم المسلمين تجاه مخططهم الذي أعدوه من أجل بناء هيكل سليمان في هذه الأيام علىأنقاض المسجد الأقصى،يعتبر هدم المسجد الأقصى من علامات الساعة الصغرىلا الكبرى إذ وردت أحاديث عن علامات الساعة الكبرى تحصرها في عشر علامات، وليسمنها هدم المسجد الأقصى، ومما يدل على أنه من العلامات الصغرى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال اليهود قبل قيام الساعة الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما،والحديث الذي رواه أهل السنن في قوله صلى الله عليه وسلم: "عمران بيت المقدس خرابيثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة"
ولعل هدم المسجد الأقصى يكون قبل خروج المهديوقبل نزول عيسى عليه السلام،فالمهدي وعيسى عليه السلام هما اللذان يقومان بإقامة الخلافة الراشدة في فلسطين وقتل المسيح الدجال،إن موضوع هيكل سليمان له أصل في التراث الديني القديم والحديث عند اليهود، فلقد ذكر في الكتابالمقدس "التوراة وبقية الأسفار"، وفي التلمود، وفي القبالة اليهودية، ويحتل مساحةمن تاريخهم القديم والحديث وفي أدبياتهم كذلك .... أما من ناحية علمية موضوعيةفإن التاريخ لا يثبت وجود هذا الهيكل، بل يُعِدُّه من الأساطير والخرافات المؤسسة للعقيدة اليهودية بأن سليمان عليه السلام بنى لله تعالى مسجدًا هو المسجد الأقصى الذي يقدسه المسلمون اليوم ويذود عنه الفلسطينيون الآن بأرواحهم ودمائهم،
 
هل هيكل سليمان .. هو المسجد الأقصى

بداية ؛ يجب إلقاء الضوء على بني إسرائيل من منظور " القرآن الكريم " .. [1] . فبني إسرائيل هم أولاد النبي يعقوب [2] ( u ) .. وهم المسلمون الأوائل في المنطقة العربية . وكما سبق وأن بينا [3] .. أن الله ( U ) لم ينزل سوى الإسلام دينا على جميع الأنبياء والرسل . وربما كان هذا المنظور بديهيا أو منطقيا .. طالما وأن الدين مصدره الله ( U ) وليس مصدره الإنسان .. وطالما وأن الله ( I ) واحد ولا متغير .. فلابد وأن يكون الدين ـ هو الآخر ـ واحد ولا متغير . وهكذا يصبح الإسلام هو الدين الصادر عن المولى ( U ) منذ عهد : آدم .. مارا بنوح وإبراهيم .. ويعقوب ويوسف .. وموسى وعيسى .. منتهيا بمحمد .. عليهم جميعا السلام . ولهذا كانت وصية إبراهيم ( u ) لبنيه .. كما كانت وصية يعقوب ـ أي إسرائيل ـ أيضا لبنيه .. الالتزام الكامل بالدين الإسلامي من بعد موتهما كما يأتي هذا في قوله تعالى ..

) وَوَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّـهَ اصْطفَىَ لَكُمُ الدِّيـنَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوتُ إذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِى قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ ءَابائِكَ إبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) (

( القرآن الكريم: البقرة {2} : 132 - 133 )


وهكذا يصبح أولاد يعقوب ( u ) وأحفاده ـ أي بنو إسرائيل ـ هم المسلمون الأوائل في منطقة الشرق الاوسط بشهادة القرآن المجيد . ويظل حال بني إسرائيل على الإسلام دينا منذ عهد يعقوب ( أي إسرائيل ) وحتى بعثة موسى ( u ) . ولم يكن لبعثة موسى .. أي أهداف تبشيرية بالدين الإسلامي في فرعون أو الشعب المصري .. بل اقتصرت ـ هذه البعثة ـ على طلب موسى ( u ) من فرعون مصر بالسماح له أن يأخذ بني إسرائيل .. والخروج بهم من مصر .. بعد أن اضطهدهم هذا الفرعون اضطهادا بالغا أثناء إقامتهم فيها . وكان هذا الطلب صدعا للأمر الإلهي الصادر عن المولى ( U ) لموسى وأخيه هارون .. كما جـاء ذلك في قوله تعالى ..


) فأتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ (16) أنْ أرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إسْرائِيلَ (17) (


( القرآن الكريم : الشعراء {26} : 16 - 17 )


فهذه هي رسالة موسى ( u ) .. ) أنْ أرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إسْرائِيل َ (.. أي لا تبشير ولا دعوة لفرعون لاعتناق الدين الإسلامي أو خلافه . بل تمحورت الرسالة حول مجرد السماح لبني إسرائيل بالخروج مع موسى ( u ) من مصر . وقصة الخروج هي قصة دينية مشهورة ومعروفة تقريبا للجميع . حيث تنتهي هذه القصة بمحاولة فرعون مصر من منع موسى ومعه بني إسرائيل من الخروج من مصر فيقوم بمطاردتهما واللحاق بهما .. حيث ينتهي الأمر به بالغرق في أليم .. في البحر الأحمر .. هو وجنوده . وينجي الله ( U ) نبيه موسى ومن معه من بني إسرائيل من ظلم هذا الفرعون الجائر .

ومع كل المعجزات المادية التي صاحبت خروج بني إسرائيل ـ مع موسى ـ من مصر إلا إنهم لم يمتثلوا للأمر الإلهي القاضي بعبادته وحده عز وجل ..!!! بل قاموا بالشرك به .. وعبادة الأوثان ..!!! فيقضى الله ( U ) عليهم بالتيه في صحراء سيناء وتخومها لمدى أربعين سنة حتى يتغير هـذا الجيل الفاسد .. لتأتي أجيال أخرى من بعده .. قد تكون أحسن حالا من سابقتها . وتتنزل التوراة ـ أي أسفار الشريعة / الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم ـ في هذه الأثناء .. أي في فترة التيه .. على موسى (u ) .. ثم يموت موسى ( u ) بعد ذلك .. ويدفن في سيناء .. ويتولى قيادة الشعب الإسرائيلي من بعده : " يشوع بن نون " ..

ويأتي " يشوع بن نون " ـ وعلى حسب روايات الكتاب المقدس ـ ليرسي قواعد السلب والنهب والقتل .. والإبادة الجماعية ويجعلها شرعة دينية واجبة الاتباع في الكتاب المقدس . فهو ذلك الخليفة الذي بدأ مسلسل الإرهاب والإبادة والقتل ضد شعوب مدن هذه المنطقة .. ونهب ممتلكاتهم .. وإباحة أعراضهم .. والاستيلاء على أرضهم بدون وجه حق . ونظرا لتناقض هذه الأعمال الإجرامية مع معطيات الدين ـ الإسلامي ـ الحق .. فقد لزم أن يقوم بنو إسرائيل بتحريف نصوص الكتاب المقدس عن واقع التنزيل الإلهي .. حتى يمكنهم الاستناد إلي مسوغ .. أو تفويض إلهي .. لتبرير كل ما يقترفونه من آثـام وإجرام .. ضد شعوب هذه المنطقة .. وضد شعوب العالم أجمع فيما بعد .

فالمعلوم جيدا أن : " شعوب العالم " من المنظور التلمودي [4] هم ذلك : " الجوييم " .. أي هم تلك الحيوانات التي خلقها " الله " لبني إسرائيل في صورة بشر ..!!! لكي يستبيحوا دمائـها .. ويهدروا أعراضها .. وينهبوا أموالها ..!!! وهكـذا ظهرت لعنة بني إسرائيل على هذه المنطقة .. منذ تولي يشوع بن نون خلافة الشعب اليهودي عقب موت موسى ( u ) .. وحتى وقتنا المعاصر .

  • هل هيكل سليمان .. هو المسجد الأقصى ..؟!!!
وهكذا ؛ لم يكن الدين اليهودي ـ من المنظور الإسلامي ـ سوى إحدى النسخ الأولى للديانة الإسلامية نفسها ( One of the versions of the Islamic Religion ) . وبالتالي ما كان ينبغي أن يطلق عليها اسم الديانة اليهودية .. بل كان ينبغي أن يكون اسمها الطبيعي هو الدين الإسلامي [5] . وبديهي ؛ ما يقال ـ هنا ـ عن الديانة اليهودية والتوراة ، يقال أيضا عن الديانة المسيحية والإنجيل .

فالمولى ( U ) يبين لنا ـ في قرآنه المجيد ـ أنه .. طالما وأنه ( أي الله ) واحد ولا متغير .. فلابد وأن يكون الدين الصادر عنه ـ هو الآخر ـ واحد ولا متغير . فالدين من المنظور الإسلامي ليس سوى : البلاغ الصادر عن الله ( سبحانه وتعالى ) الخالق للوجود ( الكون والأكوان المتطابقة ) .. للبشرية جمعاء لتعريفها بالغايات من خلقها وحتمية تحقيقها لهذه الغايات .. حتى تنال الخلاص المأمول والسعادة الأبدية المنشودة .

وبالتالي ؛ لا ينبغي أن يكون للبشرية ديانات مختلفة بل هو دين واحد صادر عن الخالق المطلق الواحد لها ولهذا الوجود .. طالما وأن الغايات من الخلق لا متغيرة .. وأن هذا الدين : هو الدين الإسلامي [6] . كما وأن " القرآن المجيد " من المنظور الإسلامي ليس سوى : " العهد الحديث : The Modern Testament " .. بالنسبة إلى الديانات السابقة عليه .. كما جاء هذا في حديث الرسول ( r ) [7] ..

[ .. عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ فَهْمُ الْعَقْلِ وَنُورُ الْحِكْمَةِ وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَأَحْدَثُ الْكُتُبِ بِالرَّحْمَنِ عَهْدًا .. ]

وكما جاء في قوله تعالى ..


) وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ .. (48) (


( القرآن الكريم : المائدة {5} : 48 )


[ التفسير : مصدقا لما بين يديه : بما قبله / من الكتاب ومهيمن : شاهدا ( عليه ) والكتاب بمعنى كتب الله السابقة على القرآن مثل : صحائف إبراهيم .. وتوراة موسى .. ومزامير داود .. وإنجيل عيسى ]

أي أن القرآن المجيد هو آخر الكتب أو الرسالات الصادرة عن المولى ( U ) للبشرية جمعاء لا تخصيصية فيه لجنس أو قوم أو لون .. بل هو كتاب صادر لكل البشر .. كما توضح هذا آياته الكريمة بنصوص لا لبس فيها ولا غموض .

ومن هذا المنظور يصبح كلا من داود وسليمان ـ عليهما السلام ـ هما من أنبياء الله لا مرية في هذا .. كما وأن دينهما هو الإسلام [8] .. وبذلك يكون داود وسليمان هما أول من أقاما الخلافة الإسلامية في هذه المنطقة .. منطقة الشرق الأوسط . وبهذا لم يكن أجداد اليهود الحاليين سوى المسلمين الأوائل في هذه المنطقة . ويترتب على هـذه المعاني السابقة ما يلي :

أولا :أن الله ( U ) قد مكن لداود وسليمان ( عليهما السلام ) من إقامة أول خلافة إسلامية في هذه المنطقة . وبديهي لابد وأن تكون هذه الخلافة قد قامت على أسس مختلفة تماما عما ورد ذكره في الكتاب المقدس .. أي لا قتل / ولا إبادة / ولا تطهير عرقي لشعوب المنطقة / ولا إحلال .. بل يمكن أن تكون قد قامت هذه الخلافة الإسلامية .. بسيناريو مشابه كثيرا لسيناريو الدعوة في زمن الرسول محمد ( r ) . وبقيت هذه الخلافة الإسلامية قائمة ما دام المسلمون الأوائل ( أي أجداد اليهود الحاليين ) قائمين على حدود الله وشرائعه .. وكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

ولكن ـ وبكل أسف ـ بحيودهم عن الدين الحق .. وعصيانهم .. وكفرهم .. وإشراكهم بعبادة الله .. وعبادة الأصنام ( كما بيّن هذا الكتاب المقدس ) أصبحوا يهودا .. وليسوا مسلمين لله عز وجل . ولهذا عاقبهم الله بإزالة ملكهم .. أي إزالة الخلافة الإسلامية من هذه المنطقة [9] .. لأنها لم تعد إسلامية بأي حال من الأحوال . وقد نبه المولى ( U ) إلى ذلك بقيامهم بتحريف الكتب المنزلة على أنبيائهم من بعد علم .. كما جاء في قوله تعالى ..

) أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) (

( القرآن الكريم: البقرة {2} : 75 )


ثانيا :عندما أُسْرِيَ برسول الله ( r ) ـ في رحلة الإسراء والمعراج ( عام 621 م ) ـ من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بأورشليم ( القدس ) .. ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى ( الأكوان المتطابقة أو الموازية [10] ) .. ليعود بعدها إلى مكة ليروي عن هذه الرحلة وحكمتها .. كان عليه أن يأتي بدليل صدق ـ مادي ـ على حدوث هذه الـرحلة . وهنا يسأله قومه عن وصف المسجد الأقصى ومنهم من سبق وأن رآه .. فقال [11] :

[ .. فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ .. فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ .. فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ ( أي جاء به الملاك جبريل عليه السلام )وَأَنَا أَنْظُرُ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عِقَالٍ أَوْ عُقَيْلٍ .. فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ .. فَقَالَ الْقَوْمُ أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَصَابَ .. ]

وهكذا وصف الرسول ( r ) المسجد الأقصى وهو ينظر إليه كدليل صدق على حدوث هذه الرحلة المعجزة . وبهذا المعنى لا يسعنا سوى أن نقول أن المسجد الأقصى كان موجودا بالفعل قبل هجرة الرسول إلى المدينة .. أي قبل بناء أول مسجد في الإسلام .. أي مسجد الرسول بالمدينة . وبهذا المعنى ؛ يصبح المسجد الأقصى هو الإرث الطبيعي للخلافة الإسلامية التي أنشأها داود وسليمان [12] ( عليهما السلام ) .. في هذه المنطقة .

وبديهي ؛ بزوال الخلافة الإسلامية وتحريف الدين أدخلت التماثيل والأصنام والصور في داخل المسجد الأقصى ( على سبيل المثال : أدخل يربعام عجلين ذهبيين في المعبد اليهودي كما قاد الأمة للخطية / التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص : 768 ) .. تماما كما أدخلت هذه الأوثان ـ من قبل ـ في المسجد الحرام بمكة . وبظهور الإسلام ـ وكما هو معلوم بالضرورة ـ أزال الرسول ( r ) هذه الأصنام والوثنيات من داخل المسجد الحرام بعد أن قام بفتح مكة .

وبالتالي ؛ فمن المتوقع أن يكون الخليفة عمر بن الخطاب قد قام بإزالة مثل هذه الوثنيات والأصنام ـ في حالة وجودها ـ في المسجد الأقصى عند فتحه للقدس ( أي لأورشليم ) .. كما فعل الرسول بالمسجد الحرام .. عند فتحه لمكة .

ثالثا :تستخدم لفظ أو كلمة " هيكل : Temple " في الكتاب المقدس مـرادفة لكلمـة : " بيت الـرب : the house of the Lord " . وكما هو معلوم أن لفظ : " بيت الله " .. أو .. " بيوت الله " .. هو نفس اللفظ الذي يطلقه الإسلام على المساجد .. كما يأتي هذا في قوله تعالى ..


) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) (


( القرآن الكريم {24} : 36 )


وبهذا المعنى يصبح الهيكل هو المسجد في الدين الإسلامي .

رابعا : وبهذا المعنى السابق .. طالما وأن الهيكل ـ في حقيقة الأمر ـ هو المسجد في الدين الإسلامي .. ونظرا لكون داود وسليمان ( عليهما السلام ) من أنبياء الله .. ويدعون بنفس دعوة الأنبياء جميعا .. وهي ألا وهي الإسلام .. وعبادة الله الواحد الأحد .. فلابد وأن يكون ما قام سليمان ( u ) ببنائه هو مسجد .. وليس معبدا يحوي أصناما ..!!! لذا ؛ لا ينبغي أن يحوي هيكل سليمان ( أو بمعنى أدق مسجد سليمان ) في داخله أي تماثيل لملائكة أو شياطين ( الكاروبيم ) أو مذبح .. أو خلافه .. كما هو الحال مع الهيكل المزمع إنشاؤه ـ في الوقت الحاضر ـ من واقع وصف الكتاب المقدس ( على النحو الذي بيناه في مقال : هيكل سليمان وعبادة الشيطان ) .

فمثل هذه الأوثان أو الأصنام هي ما حاربه الإسلام منذ بداية ظهوره . فقد كانت التماثيل أو الأصنام وصور الملائكة تملأ الكعبة ( بيت الله الحرام ) قبل ظهور الإسلام . ثم أمر الرسول بهدم هذه التماثيل أو الأصنام وإزالة الصور منها عقب فتحه لمكة . وهنا يمكننا رؤية الخلاف الجوهري بين اليهودية الحالية وأصنامها في المعابد ( تماثيل الكاروبيم .. والمذبح ) .. والمسيحية الحالية وأصنامها في الكنائس ( تماثيل المسيح .. والصليب .. والعذراء .. والمذبح ) .. وبين الإسلام .. دين التوحيد الخالص .. الذي لا يحوي أيا من هذه الوثنيات الفكرية داخل المساجد .

خامسا : والآن .. إذا ما قطع اليهود أو ادعوا ـ أو حتى برهنوا ـ بأي صورة من الصور .. على أن المسجد الأقصى قد بني في مكان الهيكل .. فلن يكون معنى هذا سوى أن المسجد الأقصى نفسه ـ ميراث الخلافة الإسلامية ـ هو الهيكل الحق .. لأنه ميراث النبي سليمان ( u ) الداعي للإسلام .

وتفيد الروايات التاريخية ـ عن الرسول ( r ) ـ بأن المسجد الأقصى قد شيد بعد المسجد الحرام بأربعين سنة . ولما كان إبراهيم ( u ) . هو الذي رفع قواعد المسجد الحرام بمكة حوالي سنة 2150 ق. م. ، لذلك يعتبر هو أول بان للمسجد الحرام . وبالتالي ؛ يكون المسجد الأقصى قد شيد بعد المسجد الحرام وفي نهاية أيام إبراهيم ( u )تقريبا .. أي حوالي سنة 2100 ق. م. أي قبل بداية أول ظهور لبني إسرائيل في التاريخ بأكثر من 100 سنة على أقل تقدير .. لأن بني إسرائيل هم أحفاد إبراهيم ( u ) . وهناك روايات أخرى تفيد بأن المسجد الأقصى قد شيده يعقوب أي إسرائيل ( u ) وجدده فيما بعد سليمان ( u ) .. وبالتالي يكون " هيكل سليمان " هو " المسجد الأقصى .

وبذلك تكون المساجد الثلاثة الأولى التي بنيت على كوكب الأرض هي : المسجد الحرام ( بمكة ) بني حوالي سنة 2150 ق.م. / ثم المسجد الأقصى ( بالقدس ) بني حوالي سنة 2100 ق. م. ـ وقد جُدّده أو أعاد بنائه سليمان ( u ) سنة 959 ق. م. / ثم المسجد النبوي والذي تم بنائه في المدينة سنة 622 ميلادية .

هذا وقد عمل الإسلام ـ منذ بداية ظهوره ـ على إزالة كل آثار الوثنية من أصنام وتماثيل وصور ومذابح من داخل بيوت الله ..!!! وبالتالي يكون الإسلام قد صحح فكر بيوت الله ( أي المساجد ) وما ينبغي أن يكون عليه : " الهيكل " أي : " بيت الرب " الحق . وبالتالي يصبح المسجد الأقصى .. هو مسجد سليمان ( u ) الحق .. وليس " هيكل سليمان الوثني " المزمع إنشاؤه في الوقت الحاضر ( أنظر مقال الكاتب السابق : هيكل سليمان وعبـادة الشيطان ـ دراسة من واقـع نصوص الكتاب المقدس ) .

ومما سبق نرى ؛ حتى بفرض صحة زعم اليهود بأن سليمان قد قام ببناء " هيكله الوثني " في سنة 959 ق. م. في منطقة المسجد الأقصى .. فليس لهم الحق في المنطقة لكون وجود المسجد الأقصى قبل هذا التاريخ بحوالي 1200 سنة ..!!!

وجدير بالذكر بأنه ليس هناك أدنى تجاوز في وصف الهيكل الذي تحاول إسرائيل إنشاؤه في الوقت الحاضر باسم : " هيكل سليمان الوثني " .. لأن الكتاب المقدس نفسه يعترف صراحة .. بأن سليمان .. هو ذلك : " الحكيم " الذي أدخـل عبادة الأصنام إلى إسرائيل ..!!! على النحو السابق ذكره في مقال الكاتب السابق : " هيكل سليمان وعبادة الشيطان .. " ( أنظر كذلك : التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ـ سفر الملوك الأول / ص : 697 ) . وبهذا المعنى يمكن القطع بأن الهيكل الموصوف في الكتاب المقدس هو أحد الهياكل أو المعابد الوثنية .. والتي قام سليمان بإنشائها ـ على زعم الكتاب المقدس ـ إرضاء لزوجاته السبعمائة .. والذي كان يهيم بهن حبا وشوقا ..كما ذكر الكتاب المقدس

ومما يؤكد هذا المعنى ؛ أن مترجم الكتاب المقدس إلى اللغة العربية لم يشأ أن يتورط في استخدام كلمة : " معبد " عند ترجمته لكلمة : " Temple " بالإنجليزية .. ( نسخة الملك جيمس : KJV ) والتي تعني : "معبد " .. لأنه يعلم تماما أن كلمة : " معبد " ـ في اللغة العربية ـ تطلق على معابد الديانات الوثنية القديمة . ولهذا استخدم المترجم إلى العربية كلمة : " هيكل " بدلا من كلمة " معبد " . والغريب أن كلمة : " معبد " لم ترد ذكرها في الكتاب المقدس الصادر بالعربية ولا مرة بعهديه القديم أو الجديد .. علما بأن كلمة : " معبد " هي الكلمة السائدة في الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس عند الحديث عن معابد اليهود . مع ملاحظة أن كلا من الترجمتين العربية والإنجليزية للكتاب المقدس .. صادرة عن نفس اللغات الأصلية وهي : العبرانية والكلدانية واليونانية .

ونخلص من هذا التحليل السابق ؛ بأن على اليهود الآن .. ومعهم العالم الغربي المغيب فكريا وعقليا ( بفعل الإعلام الصهيوني ) .. إذا ما قطعوا بأن المسجد الأقصى قد بُـنِيَ في مكان هيكل سليمان ( وليس العكس ) .. فلن يكون معنى هذا سوى أن المسجد الأقصى نفسه هو الهيكل الحقيقي لسليمان ( u ) .. أي هو بيت الله الحق . وبالتالي ؛ فإذا ما أرادوا الوقوف بين يدي الله حقا وصدقا .. لكي يجدوا لهم خلاصا أبديا .. فما عليهم ـ الآن ـ سوى أن يخلعوا نعالهم .. وأن يخلعوا ثوب الوثنية والكفر من فكرهم المتردي .. وأن يدخلوا المسجد الأقصى ( the house of the LORD ) .. " هيكل الرب " الحق .. و " بيت الرب " الحق .. ليسجدوا لله حمدا وشكرا لأنهم اهتدوا إلى الدين الحق وليتعانقوا مع المسلمين .. وليكفروا عما قدمت أيديهم في حقهم .. ومن آثـام في حق الدين الإسلامي العظيم .. وفي حق البشرية جمعاء ..!!!

ولكن هيهات .. هيهات .. أن يفعلوا هذا ..


) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) (


( القرآن الكريم : الأنفال {8} : 23 )


ولا أقصد بهذه الآية الكريمة أن أسد عليهم باب الرحمة .. وباب التوبة المفتوح على مصراعيه أمامهم .. كما جاء في قوله تعالى لبني إسرائيل ..


)عَسَى رَبُّكُمْ أنْ يَرْحَمَكُمْ وَإنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) (


( القرآن الكريم: الإسراء {17} : 8 )


ولكن لم أذكر تلك الآية الكريمة الأولى سوى أن أدلل على واقع التجارب الدامية والمريرة التي مر بها ويمر بها دين الله الحق ( الدين الإسلامي ) ـ حتى الآن ـ على أيدي بني إسرائيل .. والمسيحية المغيبة فكريا وعقليا حتى الوقت الحاضر ..!!!

وإلى حديث آخر إن شاء الله تعالى ..



****************


  • هوامش :
[1] كما قال الرسول ( r ) ..


.. عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ فَهْمُ الْعَقْلِ وَنُورُ الْحِكْمَةِ وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَأَحْدَثُ الْكُتُبِ بِالرَّحْمَنِ عَهْدًا .. ]


رواه عمرو بن عاصم عن كعب .. " سنن الدارمي " .. حديث رقم 3193 ( موسوعة الحديث الشريف الإلكترونية : الإصدار الأول 1, 1 / شركة صخر لبرامج الحاسب ) .

[2] " يعقوب " هو " إسرائيل " . وعلى حسب رواية الكتاب المقدس .. فقد أمسك يعقوب بـ " الله " ـ يغفر لنا الله هذا التجاوز اللفظي ـ وهو يتمشى على سطح الأرض .. وبعد أن دارت بينهما معركة استطاع يعقوب أن يأسر " الله " .. ولم يتركه إلا بعد أن يباركه .. ثم ليغير اسمه من يعقوب إلى إسرائيل ..!!! لتفاصيل هذه المعركة المذهلة ، ورأي قداسة البابا شنودة الثالث ، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، أنظر مرجع الكاتب السابق : " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " .

[3] " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " . لمؤلف هذا الكتاب . يطلب من مكتبة وهبة.

[4]" التلمود " :هو الكتاب الأهم بين الكتب اليهودية . وهو مستودع التراث اليهودي كله سواء التاريخي أو الجغرافي أو السياسي أو الأدبي . ويحتوي التلمود على " التوراة " وهي أسفار موسى الخمسة .. وهو القسم الرئيسي أو القسم التأسيسي للتلمود ، ثم يأتي بعد ذلك : " المشناة : Mishnah " وهي تعليق على التوراة وشرح لها . ومن بعد المشناة تأتي : " الجمارا : Gemarah " وهي هوامش وتعليقات على المشناة . ثم ظهر بعد ذلك شروحات وتعليقات وأطروحات صغيرة سميت : " توسيفوث : Tosephoth "ضمت إليه . وينقسم التلمود بشكل عام إلى ستة أجزاء تتناول جميع نـواحي الحيـاة اليهوديـة من القضايـا الخطيرة .. إلى التسلية والترفيه . وقد ضم التلمود بين دفتيه التراث اليهودي كله .

[5] لتفاصيل هذا المعنى أنظر : " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " . نفس مؤلف هذا الكتاب . مكتبة وهبة .

[6] لابد من التنبه بأن محور الغايات من خلق الإنسان هو الإيمان المبني على العقل بتوابعه .. وهو ما يعني التعرف على الدين الحق من بين الديانات الوثنية باستخدام البرهان والمنطق العلمي .

[7] رواه عمرو بن عاصم عن كعب .. " سنن الدارمي " .. حديث رقم 3193 ( موسوعة الحديث الشريف الإلكترونية : الإصدار الأول 1, 1 / شركة صخر لبرامج الحاسب )

[8] " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " . نفس مؤلف هذا الكتاب . مكتبة وهبة .

[9] من المعروف تاريخيا ؛ أنه عقب موت سليمان ( u ) في عام 930 ق. م. انقسم بنو إسرائيل على أنفسهم وكونوا مملكتين مختلفتين : " مملكة يهوذا " في الجنوب .. سكنها سبطي يهوذا وبنيامين وكانت عاصمتها أورشليم . و " مملكة إسرائيل " في الشمال وسكنها العشرة أسباط الباقية من أبناء يعقوب أي إسرائيل ( u ) .. وكانت عاصمتها شكيم ثم ترصة ثم السامرة . ودارت الحرب الأهلية بين المملكتين لمدة سنتين في الفترة من 734 ق. م. إلى 732 ق.م. وعقب ظهور الحضارة الآشورية ـ في شمال نهر دجلة في العراق ـ قامت هذه الحضارة بتدمير مملكة إسرائيل وسبي بني إسرائيل على يد شلمنأسر عام 722 ق.م. ثم ظهرت بعدها الحضارة البابلية ـ في جنوب نهر الفرات ـ حيث قامت بتدمير مملكة يهوذا في الجنوب ( على يد نبوخذناصر ) في عام 586 ق.م. وتدمير مدينة القدس والهيكل .. كما تم سبي بني إسرائيل إلى مدينة بابل ( مدينة الحلة العراقية الآن ) . ويضيف الكتاب المقدس بأن ملوك المملكتين قد قاموا باستكمال إدخال عبادة الأصنام إلى إسرائيل .. وهي العبادة التي بدأها سليمان ( u ) ..!!! ( لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى مرجع الكاتب السابق : " بنو إسرائيل .. من التاريخ القديم وحتى الوقت الحاضر " ؛ مكتبة وهبة . جمهورية مصر .

[10] " الدين والعلم .. وقصور الفكر البشري " ؛ نفس مؤلف هذا الكتاب . مكتبة وهبة .

[11] رواه ابن عباس .. " مسند أحمد " .. حديث رقم 2680 ( موسوعة الحديث الشريف الإلكترونية : الإصدار الأول 1.1 / شركة صخر لبرامج الحاسب
 
العودة
Top