السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم القصة:
هيفاء: فتاة بالصف الثاني الثانوي...... تعيش مع عائلتها المكونة من الأب والأم و 4 أخوة.....الأب والأم دائما في شجار..... هيفاء أخر العنقود كما يقال والبنت الوحيده بالعائله...... الأب كثير الخوف عليها...... لا يجرأ أحد أن يتركها بمفردها بالبيت...... ضرب أم هيفاء لأنها تركت هيفاء بالبيت وذهبت لبيت الجيران لدقائق...... الأخوة كثيري العصبيه لدرجه كبيره..... لا يسمح لهيفاء الذهاب إلى السوق إلا للضرورة القصوى وبمرافقة الأب أو أحد الاخوة....أدخل أحد اخوتها الإنترنت للبيت..... كانت تأتي بجوار أخيها وهو يتصفح مواقع الإنترنت...... أخذ يعلمها كيفية دخول الشبكة....... بدأت بدخول الشبكه بمفردها...... فتح لها أخيها بريد إلكتروني بعد إصرار منها..... سمعت من بنات عمها عن مواقع الدردشه..... بدأت بدخول مواقع الدردشه ( آفة مجتمعنا العصريه)...... اكتشف أحد اخوتها بذلك لكنه لم يبدي استياء مما فعلت..... بدأت بالتحوار مع أناس من جميع أنحاء العالم لأنها كانت تدخل موقع غير عربي..... لكن العرب طبعا موجودون بأي موقع به خدمة دردشه..... معظم ممن تلتقي بهم من الذكور..... الكل يسألها عن بريدها الإلكتروني كي يتم التواصل عن طريقه...... لكن هناك مشكله...... أخوها يحفظ كلمة السر لانه هو من فتح لها البريد الإلكتروني..... وكان يواضب على فتحه بين فتره وأخرى ليرى من يراسلها..... طلبت منه أن يفتح لها بريد إلكتروني كي تصلها رسائل من بنات عمها وبعض صديقاتها..... وجدت هيفاء الحل..... طلبت من بنت عمها أن تفتح لها بريد إلكتروني جديد لا يعلمه أحد من أخوتها...... وبالفعل تم لها ذلك..... بدأت بإعطاء عنوان بريدها الإلكتروني لكل من تتحدث معه بغرف المحادثه..... معظم من تلتقي بهم من الأجانب ..... لكنها التقت بعرب وعمانيين..... منهم صالح, مهندس, من صلاله, خريج جامعة السلطان قابوس..... وكذلك خالد, طالب بالجامعه بكلية الزراعه, من المنطقة الداخلية....... دخلوا عليها من مدخل العلاقة الأخويه المحترمة والصادقه( كعادة الشباب في التعرف على الفتيات)...... كانت تتلقى رسائل يوميا من قبل من التقت بهم بغرف المحادثه ومنهم صالح وخالد..... طلب صالح من هيفاء أن تتصل به هاتفيا ليسمع صوتها لكنها رفضت وغضبت منه لكنه سرعان ما أعترف بخطأه واعتذر لها كي لا يفقدها ( إنها صيده ويجب الحفاظ عليها)..... أخذت هيفاء تحكي مغامراتها بغرف المحادثه لصديقاتها وبنات عمها وخالها...... تسرب خبر دخول هيفاء لغرف المحادثه وتحدثها مع الشباب ومراسلتهم إلكترونيا إلى أخيها الأكبر...... نصحها بعدم الدخول بحجة انهم قد يرسلون لها صور ورسائل غير أخلاقيه...... لم تستمع هيفاء للنصيحه...... لكنها لا تستطيع دخول تلك غرف المحادثه وخصوصا الموقع التي اعتادت الدخول اليه لان أخيها قد يرى اسم الموقع من ضمن المواقع المتصفحه في ذلك اليوم..... بعدها لن تستطيع حتى من استخدام جهاز الحاسب الالي..... ماذا تفعل؟ انها متشوقه للدردشه....... أرسلت رساله لأحد الاشخاص الذين تتواصل معهم عن طريق البريد الاكتروني وشرحت له مشكلتها..... جاءها الفرج...... أرسل لها صديقها الطريقه لتتخلص من هذا المأزق...... شرح لها كيفية خذف الموقع من المواقع المتصفحه وكذلك الملفات المؤقته...... تنفست الصعداء...... أخذت تدخل الدردشه بوقت متأخر من الليل..... استمرت هكذا لشهور بعدها توقفت عن دخول الشبكه بأمر من أخيها الأكبر...... أنها الأن بالثانويه العامه وتحتاج لجهد مضاعف للدراسه والمذاكره ودخولها للشبكه قد يضيع لها وقتها...... لم تكن راضيه عن هذا القرار طبعا لانها اعتادت على دخول الشبكة بشكل شبه يومي..... طرحت فكرة أن تتصفح الانترنت بأيام العطله....... لكن بدون جدوى....... طلبها مرفوض...... المستوى الدراسي لهيفاء ممتاز والكل يتطلع بأن تحصل على معدل بالثانويه العامه يمكنها من دخول الجامعه والكلية التي ترغب بها.......أخذت تسترق الدخول للشبكة فقط لترى الرسائل التي تصلها من الأشخاص التي أعطتهم عنوان بريدها الاكتروني.
كان لهيفاء صديقه مقربه جدا منها, اسمها ساميه ,ازدادت علاقتهما قوه بمرحلة الثانويه العامه, كانتا لا يفترقان عن بعض أبدا, كل منهما تحب الأخرى, كانت ساميه تتحجج بأي شي كي تتصل بهيفاء أو تزورها في منزلها, كان أبو هيفاء متشدد, يمنع هيفاء من زيارة صديقاتها حتى ساميه مع انهم جيران...... انتهى الفصل الأول...... ظهرت النتائج. نتائج هيفاء مخيبه للآمال..... حصلت على نسبة 80%. الكل كان يتوقع نسبه ليس دون 95%...... احست هيفاء باكتئاب شديد...... دب فيها اليأس..... جميع الاهل وقفوا بجانبها وشجعوها على المواصله والرضا بم كتب الله لها..... أخيرا وبعد فتره اقتنعت وقررت المواصله, انتهى العام الدراسي وظهرت النتائج...... ارتفعت نسبة هيفاء كثيرا وبعد القسمه حصلت على 88%. كان هم هيفاء الخروج من البيت باي طريقه, نسبتها لا تؤهلها لدخول الكلية التي كانت تريدها( كلية الهندسه) ...... لكنها لا تريد الجلوس في البيت والذي تعتبره سجن مؤبد..... التحقت بكلية الزراعه, تعدت اختبار التحدي للغة الأنجليزيه...... كانت بدايه قويه...... اخذت المقررات المطلوبه من أول فصل, قلة من الطلاب من يتعدى اختبار التحدي..... تقول أن ممارستها للغة الأنجليزيه بالتحدث في غرف المحادثه هو ما ساعدها على تقوية مستواها في اللغة الأنجليزيه.
أول يوم لها بالجامعه تاهت في ممراتها وبكت حتى تورمت عيناها...... بعدها قررت التعرف على كل جزء بالجامعه بمعية بنت عمها( طالبة بكلية الطب تكبرها4 سنوات) كي لا تتوه مره أخرى..... بدت غريبه لا تعرف أحد سوى ممن كان معها بالمدرسه وعددهن قليل..... ساميه كانت معها لحسن الحظ...... لا يفترقان أبدا..... بعد أن تأقلمت على جو الجامعه الذي يبدو موحشا للوهلة الاولى أخذت تتردد على مختبرات الحاسب الألي لتستخدم الأنترنت...... هنا لا رقيب ولا حسيب...... لا يوجد أخ متعصب يمنعها من دخول مواقع الدردشه...... فتحت بريدها الاكتروني لتجد كومة من الرسائل على بريدها الاكتروني....... ومن تلك الرسائل رسائل وصلتها من صالح وخالد...... أرسلت لهم تخبرهم بانها التحقت بالجامعه...... عاد الاتصال بينهم عن طريق البريد الاكتروني..... لكنها لم تكن تتردد كثيرا لمختبرات الكمبيوتر بسبب ساميه التي كانت تنصحها بعدم الادمان على الانترنت...... ومضت الأيام وهيفاء تتعرف على صديقات جدد من جميع أنحاء البلاد....انتهى الفصل الدراسي الاول وحصلت هيفاء على معدل مرتفع 3.4 .
بدأ الفصل الدراسي الثاني و بدأت علاقة هيفاء وساميه تهتز....... لم تعد هيفاء تهتم بساميه ولم تقوله..... لم تعد تتصل بها هاتفيا..... لم تعد تتشوق لرؤيتها كالعاده..... يا ترى ماذا حصل؟؟
أحست ساميه ببعد هيفاء وكانت تسألها عن السبب ولكن بدون إجابه مقنعه.... تعرفت هيفاء على صديقه جديده اسمها ريم, ريم فتاة مغرورة وسمعتها سيئة....... أخذت هيفاء تتردد كثيرا على مختبرات الحاسب الألي بمعية ريم التي كانت تشجعها على ذلك..... تلقت رساله من صالح يعرض عليها الاتصال به هاتفيا بحجة انه محتاج لمن يتكلم معه...... هذه المرة لم تغضب هيفاء وأخذت تفكر كثيرا...... حفظت رقم صالح ...... تشاورت مع ريم التي كانت تمتلك هاتف..... نصحتها بأن تتصل به لتسمع ماذا يريد أن يقول ( يا لها من نصيحة قيمه), ومما شجعها أكثر بأن ريم تتحدث مع شباب عن طريق الهاتف وكانت دائما تحدث اصدقائها عن هيفاء التي كانت غالبا ما تستمع لريم وهي تتحدث معهم بكلام لا يخرج الا من فتاة لم تعرف القيم والمبادىء والاخلاق..... قررت هيفاء الأتصال بصالح وفعلا اتصلت به, أخذ صالح يتكلم معها بشيء من الرومنسيه المنحطه...... لم يلقى حديثه إعجاب هيفاء ولكنها قررت التواصل معه عن طريق الهاتف بعد أن اقنعها..... رسالة أخرى من خالد يطلب من هيفاء الاتصال به هاتفيا ( هكذا هو حال شبابنا اليوم)..... هذه المره لم تتردد بالاتصال..... اتصلت به وكان حوار خالد أفضل من حوار صالح..... كان محترما ولم يخرج عن حدود الأدب..... لاحظت ساميه تغير هيفاء السلبي وإدمانها على الانترنت وكذلك صحبتها مع ريم المعروف عنها بسوء الخلق..... نصحتها أكثر من مره ولكن لا حياة لمن تنادي.......
هيفاء لم تقطع علاقتها بساميه تماما, كانتا يلتقيان بالصدفه بالمجمع السكني وكل واحدة تخفي تغيرها...... ساميه تراقب تحركات هيفاء بحسره.....تعرفت هيفاء على صديقة جديده اسمها حميدة.....حميدة معروف عنها بطيب الخلق وكذلك بالروح المرحه دائما.....حميدة ايضا صديقة لساميه......ما الذي دفع حميدة للتعرف على هيفاء..... أهو من تدبير ساميه أم ماذا؟؟ ارتاحت هيفاء كثيرا لحميدة.....بدأت تحكي لها عن اسرارها وعن مغامراتها بغرف المحادثه.....أخذت حميدة تنصح هيفاء بطريقه لا تجعلها تنفر منها لانها لا تريد أن يحدث كما حدث بين هيفاء وساميه.....كانت حميدة ترافق هيفاء لمختبرات الكمبيوتر وتجلس بجانبها وهي تدخل غرف المحادثه مع انها لا تحب هذا الفعل و لكن ما الذي يجبرها على مرافقة هيفاء؟؟......الله أعلم......تعرفت هيفاء على صديقة جديده اسمها عبير.....عبير فتاة سمراء.....كثيرة الغيره......تمتلك هاتف قد اشتراه لها صديقها أو حبيبها بلغة العصر......أهلها لا يعلمون بوجود الهاتف ( أمثله كثيره مثلها بمجتمعنا)...... هيفاء تقسم وقتها مع ريم وساميه وحميدة وعبير....أحيانا يجتمعن بأحد الغرف......ريم لا تحب مثل هذه التجمعات لانها مغرورة وغيورة......تريد أن تمتلك صداقة هيفاء لوحدها فقط......وهي أيضا تخاف من نصائح سامية وحميدة لهيفاء......لذلك كانت تحاول ابعادها عنهم......هيفاء لا تريد اغضاب أحد.....تارة مع ريم وتارة مع حميدة وتارة اخرى مع عبير..... تستغل هيفاء هاتف عبير للاتصال بصالح وخالد.....هاتف ريم مشغول دائما لانها تستخدمه للتحدث مع اصدقائها الكثر لذلك لم تجد هيفاء الوقت لاستخدامه......كانت هيفاء تتكلم مع خالد بوجود حميدة لان كلامه فيه نوع من الأدب لكنها لم تجرؤ على التحدث مع صالح بوجودها بسبب فضاعة الحوار الذي يدور بينهم.......لم تكن سامية تعلم بأن هيفاء تتكلم مع شباب عن طريق الهاتف.......هيفاء تحذر حميدة من أن تخبر ساميه بم تفعله.......لانهما من نفس البلد وتخاف أن تخبر أهلها اذا ما علمت بذلك....... ريم تطلب من هيفاء مرافقتها لتلتقي بأصدقائها.....غالبا ما يلتقون بالمستشفى.....بعيدا عن أعين الطلاب والطالبات......تارة تخرج ريم مع أصدقائها خارج الحرم الجامعي من بوابة المستشفى( أين أمن الجامعة؟؟)......لم تكن هيفاء ترافقها بالخروج من الحرم الجامعي.....ربما لانها غير موافقة على هذا الشي فكانت كثيرا ما تنصح ريم بعدم الخروج معهم ولكن بدون فائده.......وربما كي يأخذون راحتهم بدون ازعاج من أحد.....وربما خوفها من أهلها اذا علموا بهذا الشي فهي تعلم بعصبية أبيها وأخوتها.....مضت الأيام وبنفس الأسلوب.....تعرفت هيفاء على حارس الأمن بالسكن ( حاميها حراميها.....أين الأمانة الموكلة عليه؟؟ زمن الخيانة وانعدام الضمير).......اسمه سعيد .....من الباطنة......أعطاها رقم هاتفه......أتصلت به....أبدى لها حسن نيته بالزواج....فرحت هيفاء كثيرا.....أخيرا سوف تستقر ويصبح لها زوج وتتخلص من غطرسة أبيها وأخوتها..... طلب منها التعرف على بعض قبل أن يتقدم لها......أحست هيفاء إنها بحاجة لهاتف خاص بها.....ذهبت للبيت بيوم العطله....طرحت فكرة الهاتف على أخيها الثاني.....كانت حجتها إنها غالبا ما تريد الاتصال بهم ولكنها تجد الهواتف العمومية إما مشغولة أو معطله....أحيل الأمر إلى الأب.....الأب يحب ابنته كثيرا مع انه يقسوا عليها.....وافق على شراء الهاتف مع بطاقة حياك ( البطاقة التي أفسدت أبناء هذا الوطن الغالي)...... كانت فرحة هيفاء عارمة ولا توصف......أخيرا تستطيع أن تتحدث مع صالح وخالد وسعيد بمنتهى الحرية......زفت الخبر لصديقتها ريم التي كانت تتضايق أحيانا من طلبات هيفاء لهاتفها لانها كثيرا ما تطلبه بوقت هي في حاجة إليه لتتحدث مع أصدقائها......فرحت ريم بهذا الخبر.....علمت حميدة بهذا الخبر واستاءت كثيرا لأنها كانت تعلم انه سبب رئيسي في دمار هيفاء.....علمت سامية فازدادت حسره عليها.......اتصالات سعيد عديدة قد تصل باليوم أكثر من خمس مرات ( من أين لها الوقت للمذاكرة؟؟ )...... دائما ما تشاهد هيفاء ممسكة بهاتفها وتتحدث به......الكل يستغرب ويسأل يا ترى مع من تتكلم؟؟ بعضهن يتطفل ويسأل سامية او حميده أو عبير..... هل هيفاء مخطوبه؟؟ وتكون الاجابه بالنفي.......بعضهم يتجرأ ويسأل هيفاء.... مع من تتكلمين؟؟ وتجيب مع أخوتي( لا تعلم الغبيه أن أحد لن يصدقها)......مازالت تتردد على مختبرات الحاسب الآلي فقط لفتح البريد الإلكتروني ودخول غرف الدردشه( هل وضع الإنترنت فقط لهذين الغرضين؟؟).
في أحد الأيام التقت هيفاء بشاب من نفس المنطقة التي تسكن بها في إحدى غرف الدردشه.....أسمه خليل....طالب بالجامعة...تحاورت معه لمده نصف ساعه بعدها همت هيفاء بالخروج فطلب منها عنوان بريدها الالكتروني....طبعا وبدون تردد أعطته عنوان بريدها الاكتروني .....تم التواصل بينهم عن طريق البريد الاكتروني لمدة تزيد عن الشهرين.....غالبا ماتكون حميدة بمعية هيفاء وهي تقرأ رسائل خليل....لم يكن خليل يسيء لها بأي كلمه.....ولم يخرج عن نطاق الأدب.
انتهى الفصل الدراسي الثاني وحصلت هيفاء على معدل منخفض ومغاير عن معدلها بالفصل الأول.....حصلت على معدل 1,9 ( يعني تحت الملاحظة بالنظام الأكاديمي للجامعه) يا للهول؟؟ من 3,4 إلى تحت الملاحظة؟؟ نتيجة حتمية. أليس كذلك؟؟
مرت شهور على تواصل خليل مع هيفاء عن طريق البريد الإلكتروني....طلب منها الاتصال به هاتفيا( كالعادة)...رفضت هيفاء ليس لعدم رغبتها ولكن كي تبين له أنها لأول مره تتحدث مع شاب وأن أخلاقها وعاداتها لا تسمح لها بأن تفعل هذا الشي.....كان غرض خليل هو التأكد من إنها فتاة وليس شاب......لأنه انتشرت ظاهرة الشباب الذين يتسمون بأسماء فتيات ويدخلون غرف المحادثة فقط ليهزؤوا بالناس....استمروا بعد طلبه أسبوعين تقريبا بعدها عاود الطلب مرة أخرى....أحست هيفاء أن خليل يريد التأكد من إنها فتاه.....وافقت على أن تتصل به مرة واحدة ومن هاتف عمومي لكي يتأكد من إنها فتاة.....أرسل لها رقم هاتفه ووعدته بأن تتصل به بساعة محددة.....انتظر خليل اتصالها بفارغ الصبر.....وأتى الموعد لكنها لم تتصل.... مضت ربع ساعة عن الموعد المحدد.....توقع خليل أنها سوف لن تتصل....بعدها بلحظات جاءه اتصال من هاتف نقال برقم حياك....رد على المكالمة وإذا بصوت فتاة تقول له السلام عليكم....هل أنت خليل؟ فأجاب نعم.....قالت له أنا هيفاء وهاأنا نفذت وعدي لك...قال: أنك فاجأتني لقد وعدتني بأن تتصلي من هاتف عمومي.....قالت: الهواتف العمومية هنا مشغولة( أتضنون انه سبب مقنع لاتصالها من هاتفها الخاص؟؟) بعدها حاول خليل الاستمرار بالحوار فقاطعته وقالت: كنت تريد التأكد وها أنت تأكدت من أني فتاة والآن أغلق الخط. ففعل.
بعد يوم أتصلت هيفاء به من نفس الهاتف لتتأسف عن مقاطعتها له بالمكالمة الأخيرة( تتحجج كي تتصل به).
بعدها دار الحوار بينهم وتعرف كل واحد منهم على الثاني أكثر واتفقوا على أن يستمروا متواصلين عن طريق الهاتف........مرت الأيام وهم على اتصال بالهاتف.... بطبيعة الحال كل واحد منهم متشوق ليرى الثاني وبم أنهم يدرسون بنفس الجامعة فالأمر سهل.....طلب خليل منها أن تحضر ليراها فوافقت طبعا.....اتفقوا على مكان يلتقوا به لكن بدون أن يتكلموا مع بعض مباشرة......كان لهم ذلك ورأى كل واحد منهم الأخر.....كان خليل يمتلك قليل من الوسامة وكذلك هيفاء فكانت جميلة وتمتلك عينان واسعتان ووجنتان حمراوان.....بعد اللقاء أخذ كل واحد منهم يمتدح الثاني بحسن جماله.
اعترفت هيفاء لخليل بأنها مخطوبة لحارس الأمن( سعيد) وطلبت منه أن يكونوا مثل الاخوة....وافق خليل على ذلك.....استمروا على الاتصالات اليومية لمدة طويلة.....طلب خليل من هيفاء أن يلتقوا... لا يوجد مكان يلتقوا به غير الفصول الدراسية.....التقوا مرات عديدة وكانت هيفاء تأتي لملاقاته أما بصحبة حميدة التي لا تدخل للفصل و أما مع ريم التي اعتادت على ملاقاة أصدقائها وأحيانا تأتي معها عبير.....ظلوا يلتقون بالفصل شبه يوميا بعد أن زادت قوة علاقتهم كثيرا.....لان خليل كان يعامل هيفاء كأخته تماما وكان يثق بها كثقته بنفسه.......حتى حميدة التي لم تجرأ على محادثة شاب تكلمت مع خليل بالهاتف.....بعد أن رأت أنه شاب مؤدب ويستحق الثقة....بعدها بدأت حميدة تثق بخليل وتأتي بمعية هيفاء للقائه بعد أن كانت ترفض الدخول معهم.....كان خليل لا يرفض لهيفاء طلب وكثيرا ما قدم لها خدمات جليلة.....كان يعاملها كأخته تماما ولم يسيء لها بشيء أبدا.
كان مستوى خليل هو الأخر منخفض ونزل مستواه بعد أن تعرف على هيفاء إلى تحت الملاحظة الأكاديمية..... كان يعاني من عدم الرغبة في الدراسة وحالة نفسيه صعبه وكان يظن تعرفه على فتاه سوف يحل له هذه المشكلة النفسية.
استمرت هيفاء على هذا الشي فكانت تلتقي بخليل يوميا وكذلك مع سعيد الذي يطلب منها اللقاء بين الحين والأخر وكان يراها وهي تخرج للمحاضرات لأنه حارس على نفس المجمع الذي تسكن فيه هيفاء.....طبعا أحيانا يتغير مكان حراسته للمجمعات الأخرى....كان سعيد يلتقي بها بالمستشفى بمعية ريم.
خليل يسأل كثيرا عن سعيد وطلب منها أن تخبره كيف تعرفت على سعيد لكنها رفضت البوح له....استغرب خليل من فعلها لأنها لم تكن تخفي عنه شيئا حتى أسرار البيت كانت تقولها له.....استنتج خليل بأن الأمر به شي خاطئ لذلك لم تخبره......بدأ خليل يشك بمصداقية سعيد ولم يعد يرتاح له.....خليل شديد العصبية بهذه الأمور وكان دائما ما يعنف هيفاء عندما تفعل أمرا خاطئ....لانه فعلا يعتبرها كأخته....كان يسألها هل أنت واثقة من أن سعيد يريد خطبتك؟؟ هل تثقي بحبه لك؟؟ ولماذا لم يتقدم إلى أهلك بطلب يدك؟؟ وهي دائما تقول له بأن الوقت غير مناسب ليتقدم لان الأمور بالبيت متوترة وهي تنتظر هدوء الأوضاع......قرر خليل الانتظار ليرى إلى متى سيظل هذا الحال.
انتشر بالسكن بأن هيفاء تتكلم مع شباب عن طريق الهاتف.....لكنها لم تبدي أية اهتمام بل بالعكس كانت تظاهر بهذا الشي علنا...لأنها كما تقول ليست الوحيدة بالسكن أو بالجناح الذي تسكن به التي تتحدث مع شباب.....فكثير مثل حالتها ( هذا هو تأثير البيئة وكذلك الصحبة).......عرفت سامية بم تفعله هيفاء من كلام ممن حولها.....حاولت نصيحة هيفاء مرارا لأنها تريد لها الخير ومازالت تبقي شي من التقدير لهيفاء نظرا لعلاقتهم القديمة ولكن لا حياة لمن تنادي.
في أحد الأيام اتصل خالد بهيفاء وأخبرها بخبر غير سار.......لقد سمع من بعض الشباب عن ريم وعن قلة أدبها....نصح هيفاء بتركها لأنها ليست جديرة بالمصاحبة....الكل ينصح هيفاء بترك ريم لكنها تكابر وتبقي على علاقتها مع ريم وتقول بأنها مسكينه والكلام الذي قيل عنها غير صحيح...يا ترى ما هو السبب في تمسك هيفاء بريم؟؟ هل لان ريم كثير ما تقدم هدايا لهيفاء فأحيانا تعطيها بطاقة المصرف كي تأخذ مبلغ من المال لان أبو ريم رجل ثري أم لان هيفاء تفعل نفس الأعمال التي تفعلها ريم لذلك لا ترى بأن هناك سبب في تركها؟؟ الله أعلم.
ترك خالد هيفاء لأنها لم تستمع لنصيحته بترك ريم..... لم تتأثر هيفاء كثيرا لفراقه فهناك عدة أشخاص ممكن تتكلم معهم.
بدت علاقة خليل وهيفاء بالتوتر ....غالبا ما تتأخر عن مواعيدها عند ملاقاته وعندما يتصل بها يجد عندها مكالمة....يسألها عن سبب تأخرها فتجيبه إنها كانت تتكلم مع ابنة خالها أو ابنة عمها وأحيانا تقول أن أخوها من أتصل بها.....تكرر هذا الشي مرارا وتجيبه بنفس الجواب.....خليل يثق كثيرا بهيفاء.... طلبت هيفاء من خليل بأن يلتقوا مره أو مرتين في الاسبوع فسألها عن السبب فقالت بأن صديقاتها بدأن يسألنها عن سبب تأخرها للرجوع إلى السكن خصوصا سامية ( منذ متى وهي تهتم لم تقوله صديقاتها؟؟)......اتضح الأمر بأنها ترتب كي تلتقي بشخص أخر بالأيام التي لا تلتقي فيها بخليل.....من هو هذا الشخص يا ترى؟؟ انه حمد.....من الظاهره..... كيف تعرف عليها؟؟ بيوم من الأيام نسى حمد بريده الإلكتروني مفتوحا بالجهاز الذي يستخدمه في إحدى مختبرات الحاسب الآلي .....فأتت هيفاء وجلست عند نفس الجهاز فلاحظت البريد الإلكتروني المفتوح فانتظرت لكن أحد لم يأتي فقررت استخدام ذاك الجهاز وقرأت ما في البريد من رسائل.....بعدها بعثت له برسالة تخبره بأنها تعرف عنه معلومات فاستغرب حمد من أين أتت بهذه المعلومات؟؟ أصر أن يعرف من هذه الفتاة وبعد العديد من الرسائل وافقت على كشف هويتها.....بعدها أخذ يقنعها بأنه محتاج لأحد يقف لجانبه ويشجعه على الدراسة لان مستواه الدراسي منخفض وليس لديه أصدقاء يتكلم معهم......ليس هناك وسيلة سوى الهاتف.......أعطاها رقم هاتفه فاتصلت به من هاتفها.....وبدأت العلاقة بينهما ( يالها من فتاة فضيعه).
ومرت الأيام وهيفاء على هذا الحال.....حميدة تنصح هيفاء بأن تترك ما تفعله وإذا كانت تريد التحدث مع شخص فخليل يكفيها لأنها ترى انه الشخص الوحيد الذي يعاملها كأخت ولم يخطأ بحقها أبدا ودائما ما ينصحها......حتى بدأت هيفاء بالتذمر أمام عبير وريم وحميدة من نصائح خليل وتقول بأنه يتدخل في كل أمورها......كانت تحذر عبير وحميدة من أن يقولن له بأنها تتكلم مع أشخاص غيره.....كانت تخاف منه كخوفها من أشقائها.
لاحظ خليل انه عندما يتصل بهيفاء يجد عندها مكالمة وخصوصا بأوقات متأخرة من الليل....وتستمر مكالماتها طويلا.....عندما تنتهي من مكالمتها تتصل به أو بالأحرى ترسل له رنه ليتصل بها وعندما يسألها تقول له بأنه خطيبها سعيد.....وأحيانا تقول أحد اخوتي كان يريد شيئا مهم( أهلها لا يتصلون بها أبدا فقط عندما تريد الذهاب إلى البيت أثناء عطلة نهاية الأسبوع ليتفقوا على الوقت كي يستخرجوا لها التصريح وينقلوها للبيت.....أحيانا تمكث عدة أسابيع وهي بالسكن بدون أن يتصل أحد من أهلها ليسأل عنها......هذا هو حديثها مع صديقاتها والله أعلم).....دائما ما تشتكي أمام صديقاتها من معاملة أخوتها لها وكذلك معاملة أبيها المتشددة.....تقول هذا الكلام كي تبرر ما تفعله من أعمال خاطئة كمحادثة الشباب.
قرر خليل إرغام هيفاء على إخبار أهلها عن سعيد الذي يريد التقدم لها ليوقف تلك المهزلة( تناديه بحبيبي وتتعامل معه كأنه خطيبها تماما وهو لم يتقدم لخطبتها قط)......رفضت هيفاء بحجة بأن الوقت غير مناسب لكن خليل أصر على أن تخبر أهلها لأنه دائما ما تقول له بأن الوقت غير مناسب ويخاف خليل من ازدياد تعلق هيفاء بسعيد وتعلق سعيد بها لدرجه لا يستطيعون الانفصال عن بعض إذا ما رفض أهل هيفاء سعيد.......وهي تعلم بأن نسبة قبول أهلها لسعيد ضئيلة بحكم انه من بلد غير بلدهم وانه يعمل حارس وأمور أخرى متعلقة بالعادات والتقاليد......أخبرت هيفاء أخيها الأكبر عن سعيد في اليوم الثاني فأجابها بالرفض وبأن لا تفتح معه هذا الموضوع مرة أخرى......كانت الصدمة لهيفاء كبيرة مع أنها كانت تتوقع الرفض......بكت كثيرا ولكن ما جدوى البكاء....الأخ مصر على موقفه ورأيه......أخبرت هيفاء سعيد بهذا الخبر والذي كان كالصاعقة عليه.....نام بالفراش يومين من أثر الصدمة.....بعدها اتصل بها ليتفاهم معها لكنه فوجئ برد لم يتوقعه......قالت له: لا تتصل بي أبدا فقد انتهى ما كان بيننا وليس هناك مبرر لاتصالك.......لم يكن هذا رأيها ولكنه رأي خليل الذي طلب منها أن تقوله لسعيد.....انتهت علاقتها بسعيد......كانت لا تكف عن البكاء قبل النوم ( لا أدري لماذا؟؟ هل كانت تحبه لدرجه كبيره؟؟ لو كانت تحبه حب صادق لم تكلمت مع غيره من الشباب ولم تخنه)......بعدها استمرت حياة هيفاء عاديه......لم تتوقف عن محادثتها لبقية الشباب ولم يأثر عليها درس سعيد.
في يوم من الأيام بينما عبير وحميدة وهيفاء يتجولن داخل السكن, إذا بالهاتف العمومي يرن فهرعت هيفاء لترد على الهاتف.....وكانت عبير وحميدة على بعد لا يسمح لهن بالاستماع لم تقوله.....تأخرت هيفاء فظنت عبير وحميدة أنه أحد الأشخاص الذين يتصلون بها لكن لماذا لم يتصل بها على هاتفها؟؟ وكيف عرفت هيفاء بأن من أتصل كان يريدها؟؟ مرت ساعتين تماما وهيفاء مازالت تتحدث بالهاتف العمومي.....يا إلهي يا ترى ما سر هذه المكالمة؟؟ بعد يومين اتصل شخص بهاتف هيفاء ولم تكن هيفاء موجودة فرفعت السماعة عبير التي كنت متواجدة في ذلك الوقت بغرفتها......فردت عليه بأن صاحبة التلفون غير موجودة.... عبير لم تعرف من كان المتصل؟؟ إنها تعرف جميع من يتصل بهيفاء لأنهم يتصلون على هاتفها عندما يتعذر الاتصال بهاتف هيفاء..... عندما أتت هيفاء أخبرتها عبير عن الاتصال وسألتها من يكون؟؟ في البداية ترددت ولكن بعد إصرار عبير المعروف عنها بالفضولية....أخبرتها وقالت لها: أتذكرين عندما رن التلفون العمومي فرفعت السماعة؟؟ قالت عبير: نعم وكانت المكالمة طويلة جدا......قالت هيفاء : إنه نفس الشخص......اسمه يوسف........موظف بأحد أجهزة القوات المسلحة.......من المنطقة الشرقية....يالها من فتاة؟؟ معقولة استطاع إقناعها بالاستمرار مع بعض خلال مكالمة استمرت ساعتين وهم لا يعرفون بعض من قبل؟؟؟كيف تثق بشخص كان يريد محادثة أي فتاة ترفع السماعة؟؟ ألهذه الدرجة وصلت الأمور بمجتمعنا؟؟ أي نوع من الفتيات تلك؟؟ لا حول ولا قوة إلا بالله...... استمرت علاقة هيفاء مع يوسف طويلا......كان يغرقها بالهدايا ويوهمهما انه يحبها ويسعى للزواج منها.
هيفاء تتعرف على شخص جديد اسمه علي.....طالب بكلية التربية(تخصص لغة إنجليزية).....من المنطقة الداخلية.......سبب تعارفهما هو انه اتصل بطريق الغلط على هاتفها( ربما تعمد الاتصال).....تكلم معها باللغة الإنجليزية وهذا الشي الذي جذبها لأنها بادلته بنفس اللغة.......قال لها: لغتك الإنجليزية قويه (تكاد تطير من الفرحة عندما يمتدحها أحد).......وهكذا قرروا الاستمرار مع بعض طبعا مع إبداء بعض المعارضة منها لتبين له أنها مؤدبة وليست من نوع الفتيات اللائى يتحدثن مع الشباب......الآن برصيدها خمسة أشخاص ( صالح, حمد, خليل, يوسف, علي).
حميدة تشتكي لخليل بأن هيفاء تصاحب فتيات ذو سمعة سيئة......وتطلب منه أن ينصحها لأنهن يأسن من نصحها.....فعلا بدأ خليل بنصحها ولكن بدون جدوى.
كارثة حلت بريم......استدعيت للذهاب إلى البيت بعد أن كانت مقرره المكوث بالسكن بعطلة نهاية الأسبوع......ماذا حصل يا ترى؟؟ أحدهم أخبر والد ريم بم تفعله بالجامعة من محادثة الشباب وخروجها معهم خارج الحرم الجامعي......فعلا إنها كارثة حلت بريم.....اتضح بأن الهاتف الذي تمتلكه لا يعلم به والدها......اشتراه لها خطيبها كي يأخذ راحته بالحديث معها أثناء تواجدها بالجامعة( لا يعلم المسكين إنها تتحدث مع عشرة غيره)......ماذا تتوقعون أن يفعل والدها؟؟ هل سوف يخرجها من الجامعة ويجلسها بالبيت؟؟ لا لم يفعل ذلك.....أخذ جهاز الهاتف عنها فقط ووبخها وحذرها من تكرار ما فعلته( يالها من حمية وغيرة)....مباشرة اتصلت ريم بهيفاء تبلغها بالمصيبة التي حلت بها وتطلب منها إخبار أصدقائها بعدم الاتصال بها لان الهاتف مع أبيها.....انتهت العطلة ورجعت ريم الجامعة بشي من الحزن والأسى على فراق هاتفها المسلي لها بالليل والنهار......أخذت تتصل بأصدقائها من هاتف هيفاء وتطمئنهم بأنها مازالت على قيد الحياة وأنها مازلت موجودة بالجامعة.....أحد أصدقاء ريم صعب عليه حالتها بدون هاتف, لأنه لا يوجد سوى هاتف هيفاء والذي دائما ما يكون مشغول باتصالات أصدقاء هيفاء لذلك قرر شراء لها هاتف مع بطاقة حياك كي يأخذ راحته بالحديث معها وبذلك انفرجت أزمة ريم....لكنها لا تجرأ على الإمساك بالهاتف إلا داخل غرفتها كي لا يراها أحد لأنها كانت تظن أن من أخبر عنها والدها هي فتاة من نفس الجناح الذي تسكن به لان المعلومات التي أعطيت لوالدها معلومات دقيقة لا يمكن لأحد أن يعرفها سوى المقربين منها......من يا ترى تلك الفتاة؟؟ هل هي سامية أم حميدة كي يبعدوها عن هيفاء أم هي عبير الكثيرة الغيره؟؟ أم أن هناك فتاة أخرى تسعى لدمار ريم( مع أني أرى أنها فعلت خيرا) الله أعلم.
لم يتغير شي....ريم وهيفاء كأنهما ظل بعض لا يفترقان أبدا.....تخرجان من السكن بالليل ولا يعدن إلا قرب إغلاق البوابة بدقائق....يا ترى أين يذهبن؟؟ الكل يتسائل.......هل يذهبن لملاقاة أحد الشباب؟؟ أم يذهبن لمختبرات الحاسب الآلي للدخول في غرف المحادثة؟؟ أم ماذا؟؟ الله أعلم.
خليل مازال مستمر مع هيفاء وبعض الأحيان يجد عندها مكالمة بوقت متأخر نوعا ما.....يتساءل في نفسه مع من تتكلم؟؟ لقد انتهت علاقتها مع سعيد......عندما تنتهي من مكالمتها والتي تسارع على إنهائها بسرعة كي لا يشك خليل بالأمر ترسل له رنه كي يتصل بها......عندما يسألها تقول : صديقتي نست كتابها عندي والآن اتصلت لتسأل ما إذا كان عندي أم لا.....تارة تقول له :كان الهاتف عند إحدى صديقاتي المتزوجات وتستخدم هاتفي للتحدث مع زوجها ( صحيح إن كيدهن عظيم).
بيوم من الأيام اتصلت فتاة بخليل لم يكن يعرفها من قبل......قالت له: ابتعد عن هيفاء لأنها لا تستحق اهتمامك بها وبأنها خائنة.....سألها خليل: لماذا تقولين هذا الكلام؟؟.....قالت له: هيفاء تتحدث مع عدة أشخاص غيرك وبكلام غير لائق وإذا كنت تريد التأكد حاول الاتصال بوقت متأخر وأوهمها بأنك ذاهب للنوم لأنها عادة تتحدث مع أصدقائها بوقت متأخر من الليل حتى الفجر وذلك بعد أن تتأكد من أنك سوف لن تتصل......لم يصدق خليل ما قالته تلك الفتاة مع إنه كان في شك من كثرة المكالمات عند هيفاء......وكذلك يلاحظ تغيرها في تعاملها معه.....ألا أن ثقته الكبيرة بها أعمته عن رؤية الحقيقة.......أخذ يفكر طويلا ولم ينم في تلك الليلة.....في اليوم التالي اتصلت تلك الفتاة مرة أخرى وقالت له: تأكد من أن هاتفها ليس في وضع صامت عندما تقابلك.....استغرب خليل من أين عرفت بأنه يقابل هيفاء؟؟ لابد أنها تعرف كل شي بينه وبين هيفاء......أخذ يفكر في نفسه لعل هذه الفتاة تريد الإيقاع بينه وبين هيفاء ولكن لماذا؟؟......دخل الشك بقلب خليل.....بعد يوم قابل خليل هيفاء كالعادة فقرر رؤية هاتف هيفاء فطلب منها رؤية هاتفها.......ارتبكت هيفاء......أول مره يطلب منها هذا الطلب.....لابد أن هناك شي غريب.....ترددت بالبداية بإعطائه الهاتف.......لكنها خافت أن يسألها عن السبب.....فهي تخاف أن يرى الأرقام الصادره أو الوارده.....وكذلك تخاف أن يرى الرسائل التي بهاتفها......أخيرا أعطته الهاتف لكنه لم يرى سوى إشارة وضعية الهاتف صامت......كلام تلك الفتاة صحيح.....سألها خليل: لماذا هاتفك بوضع صامت؟؟ ردت هيفاء: لا أحب هاتفي يرن وأنا بالممر.....بدأت هيفاء تحس بشكوك خليل......قرر خليل الأتصال بوقت متأخر ليرى صدق تلك الفتاة بعد أن تأكد من صدق وضعية الهاتف الصامت......اتصل بها كالعادة قبل النوم وبعدها أنهى المكالمة....... انتظر ساعة بعدها قرر الاتصال....لكنه خائف من أن يثبت كلام تلك الفتاة.....وبعد كثير من التفكير قررالاتصال....ضغط أرقام هاتف هيفاء واتصل......ماذا تتوقعون؟؟........هيفاء عندها مكالمة.....انها الساعة 2:30
إليكم القصة:
هيفاء: فتاة بالصف الثاني الثانوي...... تعيش مع عائلتها المكونة من الأب والأم و 4 أخوة.....الأب والأم دائما في شجار..... هيفاء أخر العنقود كما يقال والبنت الوحيده بالعائله...... الأب كثير الخوف عليها...... لا يجرأ أحد أن يتركها بمفردها بالبيت...... ضرب أم هيفاء لأنها تركت هيفاء بالبيت وذهبت لبيت الجيران لدقائق...... الأخوة كثيري العصبيه لدرجه كبيره..... لا يسمح لهيفاء الذهاب إلى السوق إلا للضرورة القصوى وبمرافقة الأب أو أحد الاخوة....أدخل أحد اخوتها الإنترنت للبيت..... كانت تأتي بجوار أخيها وهو يتصفح مواقع الإنترنت...... أخذ يعلمها كيفية دخول الشبكة....... بدأت بدخول الشبكه بمفردها...... فتح لها أخيها بريد إلكتروني بعد إصرار منها..... سمعت من بنات عمها عن مواقع الدردشه..... بدأت بدخول مواقع الدردشه ( آفة مجتمعنا العصريه)...... اكتشف أحد اخوتها بذلك لكنه لم يبدي استياء مما فعلت..... بدأت بالتحوار مع أناس من جميع أنحاء العالم لأنها كانت تدخل موقع غير عربي..... لكن العرب طبعا موجودون بأي موقع به خدمة دردشه..... معظم ممن تلتقي بهم من الذكور..... الكل يسألها عن بريدها الإلكتروني كي يتم التواصل عن طريقه...... لكن هناك مشكله...... أخوها يحفظ كلمة السر لانه هو من فتح لها البريد الإلكتروني..... وكان يواضب على فتحه بين فتره وأخرى ليرى من يراسلها..... طلبت منه أن يفتح لها بريد إلكتروني كي تصلها رسائل من بنات عمها وبعض صديقاتها..... وجدت هيفاء الحل..... طلبت من بنت عمها أن تفتح لها بريد إلكتروني جديد لا يعلمه أحد من أخوتها...... وبالفعل تم لها ذلك..... بدأت بإعطاء عنوان بريدها الإلكتروني لكل من تتحدث معه بغرف المحادثه..... معظم من تلتقي بهم من الأجانب ..... لكنها التقت بعرب وعمانيين..... منهم صالح, مهندس, من صلاله, خريج جامعة السلطان قابوس..... وكذلك خالد, طالب بالجامعه بكلية الزراعه, من المنطقة الداخلية....... دخلوا عليها من مدخل العلاقة الأخويه المحترمة والصادقه( كعادة الشباب في التعرف على الفتيات)...... كانت تتلقى رسائل يوميا من قبل من التقت بهم بغرف المحادثه ومنهم صالح وخالد..... طلب صالح من هيفاء أن تتصل به هاتفيا ليسمع صوتها لكنها رفضت وغضبت منه لكنه سرعان ما أعترف بخطأه واعتذر لها كي لا يفقدها ( إنها صيده ويجب الحفاظ عليها)..... أخذت هيفاء تحكي مغامراتها بغرف المحادثه لصديقاتها وبنات عمها وخالها...... تسرب خبر دخول هيفاء لغرف المحادثه وتحدثها مع الشباب ومراسلتهم إلكترونيا إلى أخيها الأكبر...... نصحها بعدم الدخول بحجة انهم قد يرسلون لها صور ورسائل غير أخلاقيه...... لم تستمع هيفاء للنصيحه...... لكنها لا تستطيع دخول تلك غرف المحادثه وخصوصا الموقع التي اعتادت الدخول اليه لان أخيها قد يرى اسم الموقع من ضمن المواقع المتصفحه في ذلك اليوم..... بعدها لن تستطيع حتى من استخدام جهاز الحاسب الالي..... ماذا تفعل؟ انها متشوقه للدردشه....... أرسلت رساله لأحد الاشخاص الذين تتواصل معهم عن طريق البريد الاكتروني وشرحت له مشكلتها..... جاءها الفرج...... أرسل لها صديقها الطريقه لتتخلص من هذا المأزق...... شرح لها كيفية خذف الموقع من المواقع المتصفحه وكذلك الملفات المؤقته...... تنفست الصعداء...... أخذت تدخل الدردشه بوقت متأخر من الليل..... استمرت هكذا لشهور بعدها توقفت عن دخول الشبكه بأمر من أخيها الأكبر...... أنها الأن بالثانويه العامه وتحتاج لجهد مضاعف للدراسه والمذاكره ودخولها للشبكه قد يضيع لها وقتها...... لم تكن راضيه عن هذا القرار طبعا لانها اعتادت على دخول الشبكة بشكل شبه يومي..... طرحت فكرة أن تتصفح الانترنت بأيام العطله....... لكن بدون جدوى....... طلبها مرفوض...... المستوى الدراسي لهيفاء ممتاز والكل يتطلع بأن تحصل على معدل بالثانويه العامه يمكنها من دخول الجامعه والكلية التي ترغب بها.......أخذت تسترق الدخول للشبكة فقط لترى الرسائل التي تصلها من الأشخاص التي أعطتهم عنوان بريدها الاكتروني.
كان لهيفاء صديقه مقربه جدا منها, اسمها ساميه ,ازدادت علاقتهما قوه بمرحلة الثانويه العامه, كانتا لا يفترقان عن بعض أبدا, كل منهما تحب الأخرى, كانت ساميه تتحجج بأي شي كي تتصل بهيفاء أو تزورها في منزلها, كان أبو هيفاء متشدد, يمنع هيفاء من زيارة صديقاتها حتى ساميه مع انهم جيران...... انتهى الفصل الأول...... ظهرت النتائج. نتائج هيفاء مخيبه للآمال..... حصلت على نسبة 80%. الكل كان يتوقع نسبه ليس دون 95%...... احست هيفاء باكتئاب شديد...... دب فيها اليأس..... جميع الاهل وقفوا بجانبها وشجعوها على المواصله والرضا بم كتب الله لها..... أخيرا وبعد فتره اقتنعت وقررت المواصله, انتهى العام الدراسي وظهرت النتائج...... ارتفعت نسبة هيفاء كثيرا وبعد القسمه حصلت على 88%. كان هم هيفاء الخروج من البيت باي طريقه, نسبتها لا تؤهلها لدخول الكلية التي كانت تريدها( كلية الهندسه) ...... لكنها لا تريد الجلوس في البيت والذي تعتبره سجن مؤبد..... التحقت بكلية الزراعه, تعدت اختبار التحدي للغة الأنجليزيه...... كانت بدايه قويه...... اخذت المقررات المطلوبه من أول فصل, قلة من الطلاب من يتعدى اختبار التحدي..... تقول أن ممارستها للغة الأنجليزيه بالتحدث في غرف المحادثه هو ما ساعدها على تقوية مستواها في اللغة الأنجليزيه.
أول يوم لها بالجامعه تاهت في ممراتها وبكت حتى تورمت عيناها...... بعدها قررت التعرف على كل جزء بالجامعه بمعية بنت عمها( طالبة بكلية الطب تكبرها4 سنوات) كي لا تتوه مره أخرى..... بدت غريبه لا تعرف أحد سوى ممن كان معها بالمدرسه وعددهن قليل..... ساميه كانت معها لحسن الحظ...... لا يفترقان أبدا..... بعد أن تأقلمت على جو الجامعه الذي يبدو موحشا للوهلة الاولى أخذت تتردد على مختبرات الحاسب الألي لتستخدم الأنترنت...... هنا لا رقيب ولا حسيب...... لا يوجد أخ متعصب يمنعها من دخول مواقع الدردشه...... فتحت بريدها الاكتروني لتجد كومة من الرسائل على بريدها الاكتروني....... ومن تلك الرسائل رسائل وصلتها من صالح وخالد...... أرسلت لهم تخبرهم بانها التحقت بالجامعه...... عاد الاتصال بينهم عن طريق البريد الاكتروني..... لكنها لم تكن تتردد كثيرا لمختبرات الكمبيوتر بسبب ساميه التي كانت تنصحها بعدم الادمان على الانترنت...... ومضت الأيام وهيفاء تتعرف على صديقات جدد من جميع أنحاء البلاد....انتهى الفصل الدراسي الاول وحصلت هيفاء على معدل مرتفع 3.4 .
بدأ الفصل الدراسي الثاني و بدأت علاقة هيفاء وساميه تهتز....... لم تعد هيفاء تهتم بساميه ولم تقوله..... لم تعد تتصل بها هاتفيا..... لم تعد تتشوق لرؤيتها كالعاده..... يا ترى ماذا حصل؟؟
أحست ساميه ببعد هيفاء وكانت تسألها عن السبب ولكن بدون إجابه مقنعه.... تعرفت هيفاء على صديقه جديده اسمها ريم, ريم فتاة مغرورة وسمعتها سيئة....... أخذت هيفاء تتردد كثيرا على مختبرات الحاسب الألي بمعية ريم التي كانت تشجعها على ذلك..... تلقت رساله من صالح يعرض عليها الاتصال به هاتفيا بحجة انه محتاج لمن يتكلم معه...... هذه المرة لم تغضب هيفاء وأخذت تفكر كثيرا...... حفظت رقم صالح ...... تشاورت مع ريم التي كانت تمتلك هاتف..... نصحتها بأن تتصل به لتسمع ماذا يريد أن يقول ( يا لها من نصيحة قيمه), ومما شجعها أكثر بأن ريم تتحدث مع شباب عن طريق الهاتف وكانت دائما تحدث اصدقائها عن هيفاء التي كانت غالبا ما تستمع لريم وهي تتحدث معهم بكلام لا يخرج الا من فتاة لم تعرف القيم والمبادىء والاخلاق..... قررت هيفاء الأتصال بصالح وفعلا اتصلت به, أخذ صالح يتكلم معها بشيء من الرومنسيه المنحطه...... لم يلقى حديثه إعجاب هيفاء ولكنها قررت التواصل معه عن طريق الهاتف بعد أن اقنعها..... رسالة أخرى من خالد يطلب من هيفاء الاتصال به هاتفيا ( هكذا هو حال شبابنا اليوم)..... هذه المره لم تتردد بالاتصال..... اتصلت به وكان حوار خالد أفضل من حوار صالح..... كان محترما ولم يخرج عن حدود الأدب..... لاحظت ساميه تغير هيفاء السلبي وإدمانها على الانترنت وكذلك صحبتها مع ريم المعروف عنها بسوء الخلق..... نصحتها أكثر من مره ولكن لا حياة لمن تنادي.......
هيفاء لم تقطع علاقتها بساميه تماما, كانتا يلتقيان بالصدفه بالمجمع السكني وكل واحدة تخفي تغيرها...... ساميه تراقب تحركات هيفاء بحسره.....تعرفت هيفاء على صديقة جديده اسمها حميدة.....حميدة معروف عنها بطيب الخلق وكذلك بالروح المرحه دائما.....حميدة ايضا صديقة لساميه......ما الذي دفع حميدة للتعرف على هيفاء..... أهو من تدبير ساميه أم ماذا؟؟ ارتاحت هيفاء كثيرا لحميدة.....بدأت تحكي لها عن اسرارها وعن مغامراتها بغرف المحادثه.....أخذت حميدة تنصح هيفاء بطريقه لا تجعلها تنفر منها لانها لا تريد أن يحدث كما حدث بين هيفاء وساميه.....كانت حميدة ترافق هيفاء لمختبرات الكمبيوتر وتجلس بجانبها وهي تدخل غرف المحادثه مع انها لا تحب هذا الفعل و لكن ما الذي يجبرها على مرافقة هيفاء؟؟......الله أعلم......تعرفت هيفاء على صديقة جديده اسمها عبير.....عبير فتاة سمراء.....كثيرة الغيره......تمتلك هاتف قد اشتراه لها صديقها أو حبيبها بلغة العصر......أهلها لا يعلمون بوجود الهاتف ( أمثله كثيره مثلها بمجتمعنا)...... هيفاء تقسم وقتها مع ريم وساميه وحميدة وعبير....أحيانا يجتمعن بأحد الغرف......ريم لا تحب مثل هذه التجمعات لانها مغرورة وغيورة......تريد أن تمتلك صداقة هيفاء لوحدها فقط......وهي أيضا تخاف من نصائح سامية وحميدة لهيفاء......لذلك كانت تحاول ابعادها عنهم......هيفاء لا تريد اغضاب أحد.....تارة مع ريم وتارة مع حميدة وتارة اخرى مع عبير..... تستغل هيفاء هاتف عبير للاتصال بصالح وخالد.....هاتف ريم مشغول دائما لانها تستخدمه للتحدث مع اصدقائها الكثر لذلك لم تجد هيفاء الوقت لاستخدامه......كانت هيفاء تتكلم مع خالد بوجود حميدة لان كلامه فيه نوع من الأدب لكنها لم تجرؤ على التحدث مع صالح بوجودها بسبب فضاعة الحوار الذي يدور بينهم.......لم تكن سامية تعلم بأن هيفاء تتكلم مع شباب عن طريق الهاتف.......هيفاء تحذر حميدة من أن تخبر ساميه بم تفعله.......لانهما من نفس البلد وتخاف أن تخبر أهلها اذا ما علمت بذلك....... ريم تطلب من هيفاء مرافقتها لتلتقي بأصدقائها.....غالبا ما يلتقون بالمستشفى.....بعيدا عن أعين الطلاب والطالبات......تارة تخرج ريم مع أصدقائها خارج الحرم الجامعي من بوابة المستشفى( أين أمن الجامعة؟؟)......لم تكن هيفاء ترافقها بالخروج من الحرم الجامعي.....ربما لانها غير موافقة على هذا الشي فكانت كثيرا ما تنصح ريم بعدم الخروج معهم ولكن بدون فائده.......وربما كي يأخذون راحتهم بدون ازعاج من أحد.....وربما خوفها من أهلها اذا علموا بهذا الشي فهي تعلم بعصبية أبيها وأخوتها.....مضت الأيام وبنفس الأسلوب.....تعرفت هيفاء على حارس الأمن بالسكن ( حاميها حراميها.....أين الأمانة الموكلة عليه؟؟ زمن الخيانة وانعدام الضمير).......اسمه سعيد .....من الباطنة......أعطاها رقم هاتفه......أتصلت به....أبدى لها حسن نيته بالزواج....فرحت هيفاء كثيرا.....أخيرا سوف تستقر ويصبح لها زوج وتتخلص من غطرسة أبيها وأخوتها..... طلب منها التعرف على بعض قبل أن يتقدم لها......أحست هيفاء إنها بحاجة لهاتف خاص بها.....ذهبت للبيت بيوم العطله....طرحت فكرة الهاتف على أخيها الثاني.....كانت حجتها إنها غالبا ما تريد الاتصال بهم ولكنها تجد الهواتف العمومية إما مشغولة أو معطله....أحيل الأمر إلى الأب.....الأب يحب ابنته كثيرا مع انه يقسوا عليها.....وافق على شراء الهاتف مع بطاقة حياك ( البطاقة التي أفسدت أبناء هذا الوطن الغالي)...... كانت فرحة هيفاء عارمة ولا توصف......أخيرا تستطيع أن تتحدث مع صالح وخالد وسعيد بمنتهى الحرية......زفت الخبر لصديقتها ريم التي كانت تتضايق أحيانا من طلبات هيفاء لهاتفها لانها كثيرا ما تطلبه بوقت هي في حاجة إليه لتتحدث مع أصدقائها......فرحت ريم بهذا الخبر.....علمت حميدة بهذا الخبر واستاءت كثيرا لأنها كانت تعلم انه سبب رئيسي في دمار هيفاء.....علمت سامية فازدادت حسره عليها.......اتصالات سعيد عديدة قد تصل باليوم أكثر من خمس مرات ( من أين لها الوقت للمذاكرة؟؟ )...... دائما ما تشاهد هيفاء ممسكة بهاتفها وتتحدث به......الكل يستغرب ويسأل يا ترى مع من تتكلم؟؟ بعضهن يتطفل ويسأل سامية او حميده أو عبير..... هل هيفاء مخطوبه؟؟ وتكون الاجابه بالنفي.......بعضهم يتجرأ ويسأل هيفاء.... مع من تتكلمين؟؟ وتجيب مع أخوتي( لا تعلم الغبيه أن أحد لن يصدقها)......مازالت تتردد على مختبرات الحاسب الآلي فقط لفتح البريد الإلكتروني ودخول غرف الدردشه( هل وضع الإنترنت فقط لهذين الغرضين؟؟).
في أحد الأيام التقت هيفاء بشاب من نفس المنطقة التي تسكن بها في إحدى غرف الدردشه.....أسمه خليل....طالب بالجامعة...تحاورت معه لمده نصف ساعه بعدها همت هيفاء بالخروج فطلب منها عنوان بريدها الالكتروني....طبعا وبدون تردد أعطته عنوان بريدها الاكتروني .....تم التواصل بينهم عن طريق البريد الاكتروني لمدة تزيد عن الشهرين.....غالبا ماتكون حميدة بمعية هيفاء وهي تقرأ رسائل خليل....لم يكن خليل يسيء لها بأي كلمه.....ولم يخرج عن نطاق الأدب.
انتهى الفصل الدراسي الثاني وحصلت هيفاء على معدل منخفض ومغاير عن معدلها بالفصل الأول.....حصلت على معدل 1,9 ( يعني تحت الملاحظة بالنظام الأكاديمي للجامعه) يا للهول؟؟ من 3,4 إلى تحت الملاحظة؟؟ نتيجة حتمية. أليس كذلك؟؟
مرت شهور على تواصل خليل مع هيفاء عن طريق البريد الإلكتروني....طلب منها الاتصال به هاتفيا( كالعادة)...رفضت هيفاء ليس لعدم رغبتها ولكن كي تبين له أنها لأول مره تتحدث مع شاب وأن أخلاقها وعاداتها لا تسمح لها بأن تفعل هذا الشي.....كان غرض خليل هو التأكد من إنها فتاة وليس شاب......لأنه انتشرت ظاهرة الشباب الذين يتسمون بأسماء فتيات ويدخلون غرف المحادثة فقط ليهزؤوا بالناس....استمروا بعد طلبه أسبوعين تقريبا بعدها عاود الطلب مرة أخرى....أحست هيفاء أن خليل يريد التأكد من إنها فتاه.....وافقت على أن تتصل به مرة واحدة ومن هاتف عمومي لكي يتأكد من إنها فتاة.....أرسل لها رقم هاتفه ووعدته بأن تتصل به بساعة محددة.....انتظر خليل اتصالها بفارغ الصبر.....وأتى الموعد لكنها لم تتصل.... مضت ربع ساعة عن الموعد المحدد.....توقع خليل أنها سوف لن تتصل....بعدها بلحظات جاءه اتصال من هاتف نقال برقم حياك....رد على المكالمة وإذا بصوت فتاة تقول له السلام عليكم....هل أنت خليل؟ فأجاب نعم.....قالت له أنا هيفاء وهاأنا نفذت وعدي لك...قال: أنك فاجأتني لقد وعدتني بأن تتصلي من هاتف عمومي.....قالت: الهواتف العمومية هنا مشغولة( أتضنون انه سبب مقنع لاتصالها من هاتفها الخاص؟؟) بعدها حاول خليل الاستمرار بالحوار فقاطعته وقالت: كنت تريد التأكد وها أنت تأكدت من أني فتاة والآن أغلق الخط. ففعل.
بعد يوم أتصلت هيفاء به من نفس الهاتف لتتأسف عن مقاطعتها له بالمكالمة الأخيرة( تتحجج كي تتصل به).
بعدها دار الحوار بينهم وتعرف كل واحد منهم على الثاني أكثر واتفقوا على أن يستمروا متواصلين عن طريق الهاتف........مرت الأيام وهم على اتصال بالهاتف.... بطبيعة الحال كل واحد منهم متشوق ليرى الثاني وبم أنهم يدرسون بنفس الجامعة فالأمر سهل.....طلب خليل منها أن تحضر ليراها فوافقت طبعا.....اتفقوا على مكان يلتقوا به لكن بدون أن يتكلموا مع بعض مباشرة......كان لهم ذلك ورأى كل واحد منهم الأخر.....كان خليل يمتلك قليل من الوسامة وكذلك هيفاء فكانت جميلة وتمتلك عينان واسعتان ووجنتان حمراوان.....بعد اللقاء أخذ كل واحد منهم يمتدح الثاني بحسن جماله.
اعترفت هيفاء لخليل بأنها مخطوبة لحارس الأمن( سعيد) وطلبت منه أن يكونوا مثل الاخوة....وافق خليل على ذلك.....استمروا على الاتصالات اليومية لمدة طويلة.....طلب خليل من هيفاء أن يلتقوا... لا يوجد مكان يلتقوا به غير الفصول الدراسية.....التقوا مرات عديدة وكانت هيفاء تأتي لملاقاته أما بصحبة حميدة التي لا تدخل للفصل و أما مع ريم التي اعتادت على ملاقاة أصدقائها وأحيانا تأتي معها عبير.....ظلوا يلتقون بالفصل شبه يوميا بعد أن زادت قوة علاقتهم كثيرا.....لان خليل كان يعامل هيفاء كأخته تماما وكان يثق بها كثقته بنفسه.......حتى حميدة التي لم تجرأ على محادثة شاب تكلمت مع خليل بالهاتف.....بعد أن رأت أنه شاب مؤدب ويستحق الثقة....بعدها بدأت حميدة تثق بخليل وتأتي بمعية هيفاء للقائه بعد أن كانت ترفض الدخول معهم.....كان خليل لا يرفض لهيفاء طلب وكثيرا ما قدم لها خدمات جليلة.....كان يعاملها كأخته تماما ولم يسيء لها بشيء أبدا.
كان مستوى خليل هو الأخر منخفض ونزل مستواه بعد أن تعرف على هيفاء إلى تحت الملاحظة الأكاديمية..... كان يعاني من عدم الرغبة في الدراسة وحالة نفسيه صعبه وكان يظن تعرفه على فتاه سوف يحل له هذه المشكلة النفسية.
استمرت هيفاء على هذا الشي فكانت تلتقي بخليل يوميا وكذلك مع سعيد الذي يطلب منها اللقاء بين الحين والأخر وكان يراها وهي تخرج للمحاضرات لأنه حارس على نفس المجمع الذي تسكن فيه هيفاء.....طبعا أحيانا يتغير مكان حراسته للمجمعات الأخرى....كان سعيد يلتقي بها بالمستشفى بمعية ريم.
خليل يسأل كثيرا عن سعيد وطلب منها أن تخبره كيف تعرفت على سعيد لكنها رفضت البوح له....استغرب خليل من فعلها لأنها لم تكن تخفي عنه شيئا حتى أسرار البيت كانت تقولها له.....استنتج خليل بأن الأمر به شي خاطئ لذلك لم تخبره......بدأ خليل يشك بمصداقية سعيد ولم يعد يرتاح له.....خليل شديد العصبية بهذه الأمور وكان دائما ما يعنف هيفاء عندما تفعل أمرا خاطئ....لانه فعلا يعتبرها كأخته....كان يسألها هل أنت واثقة من أن سعيد يريد خطبتك؟؟ هل تثقي بحبه لك؟؟ ولماذا لم يتقدم إلى أهلك بطلب يدك؟؟ وهي دائما تقول له بأن الوقت غير مناسب ليتقدم لان الأمور بالبيت متوترة وهي تنتظر هدوء الأوضاع......قرر خليل الانتظار ليرى إلى متى سيظل هذا الحال.
انتشر بالسكن بأن هيفاء تتكلم مع شباب عن طريق الهاتف.....لكنها لم تبدي أية اهتمام بل بالعكس كانت تظاهر بهذا الشي علنا...لأنها كما تقول ليست الوحيدة بالسكن أو بالجناح الذي تسكن به التي تتحدث مع شباب.....فكثير مثل حالتها ( هذا هو تأثير البيئة وكذلك الصحبة).......عرفت سامية بم تفعله هيفاء من كلام ممن حولها.....حاولت نصيحة هيفاء مرارا لأنها تريد لها الخير ومازالت تبقي شي من التقدير لهيفاء نظرا لعلاقتهم القديمة ولكن لا حياة لمن تنادي.
في أحد الأيام اتصل خالد بهيفاء وأخبرها بخبر غير سار.......لقد سمع من بعض الشباب عن ريم وعن قلة أدبها....نصح هيفاء بتركها لأنها ليست جديرة بالمصاحبة....الكل ينصح هيفاء بترك ريم لكنها تكابر وتبقي على علاقتها مع ريم وتقول بأنها مسكينه والكلام الذي قيل عنها غير صحيح...يا ترى ما هو السبب في تمسك هيفاء بريم؟؟ هل لان ريم كثير ما تقدم هدايا لهيفاء فأحيانا تعطيها بطاقة المصرف كي تأخذ مبلغ من المال لان أبو ريم رجل ثري أم لان هيفاء تفعل نفس الأعمال التي تفعلها ريم لذلك لا ترى بأن هناك سبب في تركها؟؟ الله أعلم.
ترك خالد هيفاء لأنها لم تستمع لنصيحته بترك ريم..... لم تتأثر هيفاء كثيرا لفراقه فهناك عدة أشخاص ممكن تتكلم معهم.
بدت علاقة خليل وهيفاء بالتوتر ....غالبا ما تتأخر عن مواعيدها عند ملاقاته وعندما يتصل بها يجد عندها مكالمة....يسألها عن سبب تأخرها فتجيبه إنها كانت تتكلم مع ابنة خالها أو ابنة عمها وأحيانا تقول أن أخوها من أتصل بها.....تكرر هذا الشي مرارا وتجيبه بنفس الجواب.....خليل يثق كثيرا بهيفاء.... طلبت هيفاء من خليل بأن يلتقوا مره أو مرتين في الاسبوع فسألها عن السبب فقالت بأن صديقاتها بدأن يسألنها عن سبب تأخرها للرجوع إلى السكن خصوصا سامية ( منذ متى وهي تهتم لم تقوله صديقاتها؟؟)......اتضح الأمر بأنها ترتب كي تلتقي بشخص أخر بالأيام التي لا تلتقي فيها بخليل.....من هو هذا الشخص يا ترى؟؟ انه حمد.....من الظاهره..... كيف تعرف عليها؟؟ بيوم من الأيام نسى حمد بريده الإلكتروني مفتوحا بالجهاز الذي يستخدمه في إحدى مختبرات الحاسب الآلي .....فأتت هيفاء وجلست عند نفس الجهاز فلاحظت البريد الإلكتروني المفتوح فانتظرت لكن أحد لم يأتي فقررت استخدام ذاك الجهاز وقرأت ما في البريد من رسائل.....بعدها بعثت له برسالة تخبره بأنها تعرف عنه معلومات فاستغرب حمد من أين أتت بهذه المعلومات؟؟ أصر أن يعرف من هذه الفتاة وبعد العديد من الرسائل وافقت على كشف هويتها.....بعدها أخذ يقنعها بأنه محتاج لأحد يقف لجانبه ويشجعه على الدراسة لان مستواه الدراسي منخفض وليس لديه أصدقاء يتكلم معهم......ليس هناك وسيلة سوى الهاتف.......أعطاها رقم هاتفه فاتصلت به من هاتفها.....وبدأت العلاقة بينهما ( يالها من فتاة فضيعه).
ومرت الأيام وهيفاء على هذا الحال.....حميدة تنصح هيفاء بأن تترك ما تفعله وإذا كانت تريد التحدث مع شخص فخليل يكفيها لأنها ترى انه الشخص الوحيد الذي يعاملها كأخت ولم يخطأ بحقها أبدا ودائما ما ينصحها......حتى بدأت هيفاء بالتذمر أمام عبير وريم وحميدة من نصائح خليل وتقول بأنه يتدخل في كل أمورها......كانت تحذر عبير وحميدة من أن يقولن له بأنها تتكلم مع أشخاص غيره.....كانت تخاف منه كخوفها من أشقائها.
لاحظ خليل انه عندما يتصل بهيفاء يجد عندها مكالمة وخصوصا بأوقات متأخرة من الليل....وتستمر مكالماتها طويلا.....عندما تنتهي من مكالمتها تتصل به أو بالأحرى ترسل له رنه ليتصل بها وعندما يسألها تقول له بأنه خطيبها سعيد.....وأحيانا تقول أحد اخوتي كان يريد شيئا مهم( أهلها لا يتصلون بها أبدا فقط عندما تريد الذهاب إلى البيت أثناء عطلة نهاية الأسبوع ليتفقوا على الوقت كي يستخرجوا لها التصريح وينقلوها للبيت.....أحيانا تمكث عدة أسابيع وهي بالسكن بدون أن يتصل أحد من أهلها ليسأل عنها......هذا هو حديثها مع صديقاتها والله أعلم).....دائما ما تشتكي أمام صديقاتها من معاملة أخوتها لها وكذلك معاملة أبيها المتشددة.....تقول هذا الكلام كي تبرر ما تفعله من أعمال خاطئة كمحادثة الشباب.
قرر خليل إرغام هيفاء على إخبار أهلها عن سعيد الذي يريد التقدم لها ليوقف تلك المهزلة( تناديه بحبيبي وتتعامل معه كأنه خطيبها تماما وهو لم يتقدم لخطبتها قط)......رفضت هيفاء بحجة بأن الوقت غير مناسب لكن خليل أصر على أن تخبر أهلها لأنه دائما ما تقول له بأن الوقت غير مناسب ويخاف خليل من ازدياد تعلق هيفاء بسعيد وتعلق سعيد بها لدرجه لا يستطيعون الانفصال عن بعض إذا ما رفض أهل هيفاء سعيد.......وهي تعلم بأن نسبة قبول أهلها لسعيد ضئيلة بحكم انه من بلد غير بلدهم وانه يعمل حارس وأمور أخرى متعلقة بالعادات والتقاليد......أخبرت هيفاء أخيها الأكبر عن سعيد في اليوم الثاني فأجابها بالرفض وبأن لا تفتح معه هذا الموضوع مرة أخرى......كانت الصدمة لهيفاء كبيرة مع أنها كانت تتوقع الرفض......بكت كثيرا ولكن ما جدوى البكاء....الأخ مصر على موقفه ورأيه......أخبرت هيفاء سعيد بهذا الخبر والذي كان كالصاعقة عليه.....نام بالفراش يومين من أثر الصدمة.....بعدها اتصل بها ليتفاهم معها لكنه فوجئ برد لم يتوقعه......قالت له: لا تتصل بي أبدا فقد انتهى ما كان بيننا وليس هناك مبرر لاتصالك.......لم يكن هذا رأيها ولكنه رأي خليل الذي طلب منها أن تقوله لسعيد.....انتهت علاقتها بسعيد......كانت لا تكف عن البكاء قبل النوم ( لا أدري لماذا؟؟ هل كانت تحبه لدرجه كبيره؟؟ لو كانت تحبه حب صادق لم تكلمت مع غيره من الشباب ولم تخنه)......بعدها استمرت حياة هيفاء عاديه......لم تتوقف عن محادثتها لبقية الشباب ولم يأثر عليها درس سعيد.
في يوم من الأيام بينما عبير وحميدة وهيفاء يتجولن داخل السكن, إذا بالهاتف العمومي يرن فهرعت هيفاء لترد على الهاتف.....وكانت عبير وحميدة على بعد لا يسمح لهن بالاستماع لم تقوله.....تأخرت هيفاء فظنت عبير وحميدة أنه أحد الأشخاص الذين يتصلون بها لكن لماذا لم يتصل بها على هاتفها؟؟ وكيف عرفت هيفاء بأن من أتصل كان يريدها؟؟ مرت ساعتين تماما وهيفاء مازالت تتحدث بالهاتف العمومي.....يا إلهي يا ترى ما سر هذه المكالمة؟؟ بعد يومين اتصل شخص بهاتف هيفاء ولم تكن هيفاء موجودة فرفعت السماعة عبير التي كنت متواجدة في ذلك الوقت بغرفتها......فردت عليه بأن صاحبة التلفون غير موجودة.... عبير لم تعرف من كان المتصل؟؟ إنها تعرف جميع من يتصل بهيفاء لأنهم يتصلون على هاتفها عندما يتعذر الاتصال بهاتف هيفاء..... عندما أتت هيفاء أخبرتها عبير عن الاتصال وسألتها من يكون؟؟ في البداية ترددت ولكن بعد إصرار عبير المعروف عنها بالفضولية....أخبرتها وقالت لها: أتذكرين عندما رن التلفون العمومي فرفعت السماعة؟؟ قالت عبير: نعم وكانت المكالمة طويلة جدا......قالت هيفاء : إنه نفس الشخص......اسمه يوسف........موظف بأحد أجهزة القوات المسلحة.......من المنطقة الشرقية....يالها من فتاة؟؟ معقولة استطاع إقناعها بالاستمرار مع بعض خلال مكالمة استمرت ساعتين وهم لا يعرفون بعض من قبل؟؟؟كيف تثق بشخص كان يريد محادثة أي فتاة ترفع السماعة؟؟ ألهذه الدرجة وصلت الأمور بمجتمعنا؟؟ أي نوع من الفتيات تلك؟؟ لا حول ولا قوة إلا بالله...... استمرت علاقة هيفاء مع يوسف طويلا......كان يغرقها بالهدايا ويوهمهما انه يحبها ويسعى للزواج منها.
هيفاء تتعرف على شخص جديد اسمه علي.....طالب بكلية التربية(تخصص لغة إنجليزية).....من المنطقة الداخلية.......سبب تعارفهما هو انه اتصل بطريق الغلط على هاتفها( ربما تعمد الاتصال).....تكلم معها باللغة الإنجليزية وهذا الشي الذي جذبها لأنها بادلته بنفس اللغة.......قال لها: لغتك الإنجليزية قويه (تكاد تطير من الفرحة عندما يمتدحها أحد).......وهكذا قرروا الاستمرار مع بعض طبعا مع إبداء بعض المعارضة منها لتبين له أنها مؤدبة وليست من نوع الفتيات اللائى يتحدثن مع الشباب......الآن برصيدها خمسة أشخاص ( صالح, حمد, خليل, يوسف, علي).
حميدة تشتكي لخليل بأن هيفاء تصاحب فتيات ذو سمعة سيئة......وتطلب منه أن ينصحها لأنهن يأسن من نصحها.....فعلا بدأ خليل بنصحها ولكن بدون جدوى.
كارثة حلت بريم......استدعيت للذهاب إلى البيت بعد أن كانت مقرره المكوث بالسكن بعطلة نهاية الأسبوع......ماذا حصل يا ترى؟؟ أحدهم أخبر والد ريم بم تفعله بالجامعة من محادثة الشباب وخروجها معهم خارج الحرم الجامعي......فعلا إنها كارثة حلت بريم.....اتضح بأن الهاتف الذي تمتلكه لا يعلم به والدها......اشتراه لها خطيبها كي يأخذ راحته بالحديث معها أثناء تواجدها بالجامعة( لا يعلم المسكين إنها تتحدث مع عشرة غيره)......ماذا تتوقعون أن يفعل والدها؟؟ هل سوف يخرجها من الجامعة ويجلسها بالبيت؟؟ لا لم يفعل ذلك.....أخذ جهاز الهاتف عنها فقط ووبخها وحذرها من تكرار ما فعلته( يالها من حمية وغيرة)....مباشرة اتصلت ريم بهيفاء تبلغها بالمصيبة التي حلت بها وتطلب منها إخبار أصدقائها بعدم الاتصال بها لان الهاتف مع أبيها.....انتهت العطلة ورجعت ريم الجامعة بشي من الحزن والأسى على فراق هاتفها المسلي لها بالليل والنهار......أخذت تتصل بأصدقائها من هاتف هيفاء وتطمئنهم بأنها مازالت على قيد الحياة وأنها مازلت موجودة بالجامعة.....أحد أصدقاء ريم صعب عليه حالتها بدون هاتف, لأنه لا يوجد سوى هاتف هيفاء والذي دائما ما يكون مشغول باتصالات أصدقاء هيفاء لذلك قرر شراء لها هاتف مع بطاقة حياك كي يأخذ راحته بالحديث معها وبذلك انفرجت أزمة ريم....لكنها لا تجرأ على الإمساك بالهاتف إلا داخل غرفتها كي لا يراها أحد لأنها كانت تظن أن من أخبر عنها والدها هي فتاة من نفس الجناح الذي تسكن به لان المعلومات التي أعطيت لوالدها معلومات دقيقة لا يمكن لأحد أن يعرفها سوى المقربين منها......من يا ترى تلك الفتاة؟؟ هل هي سامية أم حميدة كي يبعدوها عن هيفاء أم هي عبير الكثيرة الغيره؟؟ أم أن هناك فتاة أخرى تسعى لدمار ريم( مع أني أرى أنها فعلت خيرا) الله أعلم.
لم يتغير شي....ريم وهيفاء كأنهما ظل بعض لا يفترقان أبدا.....تخرجان من السكن بالليل ولا يعدن إلا قرب إغلاق البوابة بدقائق....يا ترى أين يذهبن؟؟ الكل يتسائل.......هل يذهبن لملاقاة أحد الشباب؟؟ أم يذهبن لمختبرات الحاسب الآلي للدخول في غرف المحادثة؟؟ أم ماذا؟؟ الله أعلم.
خليل مازال مستمر مع هيفاء وبعض الأحيان يجد عندها مكالمة بوقت متأخر نوعا ما.....يتساءل في نفسه مع من تتكلم؟؟ لقد انتهت علاقتها مع سعيد......عندما تنتهي من مكالمتها والتي تسارع على إنهائها بسرعة كي لا يشك خليل بالأمر ترسل له رنه كي يتصل بها......عندما يسألها تقول : صديقتي نست كتابها عندي والآن اتصلت لتسأل ما إذا كان عندي أم لا.....تارة تقول له :كان الهاتف عند إحدى صديقاتي المتزوجات وتستخدم هاتفي للتحدث مع زوجها ( صحيح إن كيدهن عظيم).
بيوم من الأيام اتصلت فتاة بخليل لم يكن يعرفها من قبل......قالت له: ابتعد عن هيفاء لأنها لا تستحق اهتمامك بها وبأنها خائنة.....سألها خليل: لماذا تقولين هذا الكلام؟؟.....قالت له: هيفاء تتحدث مع عدة أشخاص غيرك وبكلام غير لائق وإذا كنت تريد التأكد حاول الاتصال بوقت متأخر وأوهمها بأنك ذاهب للنوم لأنها عادة تتحدث مع أصدقائها بوقت متأخر من الليل حتى الفجر وذلك بعد أن تتأكد من أنك سوف لن تتصل......لم يصدق خليل ما قالته تلك الفتاة مع إنه كان في شك من كثرة المكالمات عند هيفاء......وكذلك يلاحظ تغيرها في تعاملها معه.....ألا أن ثقته الكبيرة بها أعمته عن رؤية الحقيقة.......أخذ يفكر طويلا ولم ينم في تلك الليلة.....في اليوم التالي اتصلت تلك الفتاة مرة أخرى وقالت له: تأكد من أن هاتفها ليس في وضع صامت عندما تقابلك.....استغرب خليل من أين عرفت بأنه يقابل هيفاء؟؟ لابد أنها تعرف كل شي بينه وبين هيفاء......أخذ يفكر في نفسه لعل هذه الفتاة تريد الإيقاع بينه وبين هيفاء ولكن لماذا؟؟......دخل الشك بقلب خليل.....بعد يوم قابل خليل هيفاء كالعادة فقرر رؤية هاتف هيفاء فطلب منها رؤية هاتفها.......ارتبكت هيفاء......أول مره يطلب منها هذا الطلب.....لابد أن هناك شي غريب.....ترددت بالبداية بإعطائه الهاتف.......لكنها خافت أن يسألها عن السبب.....فهي تخاف أن يرى الأرقام الصادره أو الوارده.....وكذلك تخاف أن يرى الرسائل التي بهاتفها......أخيرا أعطته الهاتف لكنه لم يرى سوى إشارة وضعية الهاتف صامت......كلام تلك الفتاة صحيح.....سألها خليل: لماذا هاتفك بوضع صامت؟؟ ردت هيفاء: لا أحب هاتفي يرن وأنا بالممر.....بدأت هيفاء تحس بشكوك خليل......قرر خليل الأتصال بوقت متأخر ليرى صدق تلك الفتاة بعد أن تأكد من صدق وضعية الهاتف الصامت......اتصل بها كالعادة قبل النوم وبعدها أنهى المكالمة....... انتظر ساعة بعدها قرر الاتصال....لكنه خائف من أن يثبت كلام تلك الفتاة.....وبعد كثير من التفكير قررالاتصال....ضغط أرقام هاتف هيفاء واتصل......ماذا تتوقعون؟؟........هيفاء عندها مكالمة.....انها الساعة 2:30