عزاء واجب في ميّتكم الغالي!
* د. حمدي شعيب
في أحد الأيام وصل الموظفون إلى مكان عملهم فرأوا لوحة كبيرة معلقة على الباب الرئيس لمكان العمل كُتب عليها: "لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم ونموكم في هذه الشركة! ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك.
في البداية حزن جميع الموظفين لوفاة أحد زملائهم في العمل، لكن بعد لحظات تملّك الموظفون الفضول لمعرفة هذا الشخص الذي كان يقف عائقاً أمام تقدمهم ونمو شركتهم.
بدأ الموظفون بالدخول إلى قاعة الكفن، وتولى رجال أمن الشركة عملية دخولهم ضمن دور فردي لرؤية الشخص داخل الكفن، وكلما رأى شخص ما يوجد بداخل الكفن، أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام، وكأن شيئاً ما قد لامس أعماق روحه!
لقد كان هناك في أسفل الكفن مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن وبجانبها لافتة صغيرة تقول: "هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حداً لطموحاتك ونموك وهو.. أنت!
- رسائل تربوية:
قرأت هذه الأدبية الإدارية الراقية التي أتحفني بها صديق عزيز؛ فأثمرت مكاشفة نفسية فريدة؛ وفهمت رسائلها التربوية القاسية؛ والتي منها:
1- احمد الله؛ أن مسؤولك في المؤسسة لم يدعك لحضور العزاء في ميتك الغالي؛ وهو نفسك؛ فيضعك في هذه المكاشفة الذاتية المحرجة والمُرة!
2- امتلك زمام المبادرة فوراً؛ ولتكن فرصة للمراجعة والتقييم النفسي؛ قبل ان يوقفك غيرك.
3- تطهر من عقلية أو نظرية المؤامرة؛ فلا تلم الآخرين قبل أن تفتش في نفسك عن الخلل.
4- حياتك من صنع يدك؛ فلن تتغير عندما يتغير مديرك أو يتغير أصدقاؤك أو زوجتك أو شركتك أو مكان عملك أو حالتك المادية.
5- حياتك تتغير عندما تتغير أنت؛ فتقف عند حدود وضعتُها أنت لنفسك.
6- كن أنت؛ فاعتز بشخصيتك وثق بقدراتك؛ وعلى هذا الأساس ستصنع التميز والنجاح في حياتك!
أنت.. مفتاح التغيير النفسي والمجتمعي والحضاري.
7- أما الرسالة الأخيرة الرئيسة والمهمة؛ فهي أن تتذكر هذه القاعدة القرآنية: (إنّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنفُسِهِمْ) (الرعد/11)، هكذا يعلمنا الحق سبحانه؛ أن التغيير يبدأ من داخلنا.
وهكذا يلقي علينا التبعة الفردية؛ فمسؤولية التغيير تقع على كاهلنا ذاتياً.
وهكذا يلقي على الفرد المسؤولية العظيمة في إحداث تغيير المجتمعات.
لهذا فإن التغيير الحضاري؛ مفتاحه التغيير النفسي.
* د. حمدي شعيب
في أحد الأيام وصل الموظفون إلى مكان عملهم فرأوا لوحة كبيرة معلقة على الباب الرئيس لمكان العمل كُتب عليها: "لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم ونموكم في هذه الشركة! ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك.
في البداية حزن جميع الموظفين لوفاة أحد زملائهم في العمل، لكن بعد لحظات تملّك الموظفون الفضول لمعرفة هذا الشخص الذي كان يقف عائقاً أمام تقدمهم ونمو شركتهم.
بدأ الموظفون بالدخول إلى قاعة الكفن، وتولى رجال أمن الشركة عملية دخولهم ضمن دور فردي لرؤية الشخص داخل الكفن، وكلما رأى شخص ما يوجد بداخل الكفن، أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام، وكأن شيئاً ما قد لامس أعماق روحه!
لقد كان هناك في أسفل الكفن مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن وبجانبها لافتة صغيرة تقول: "هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حداً لطموحاتك ونموك وهو.. أنت!
- رسائل تربوية:
قرأت هذه الأدبية الإدارية الراقية التي أتحفني بها صديق عزيز؛ فأثمرت مكاشفة نفسية فريدة؛ وفهمت رسائلها التربوية القاسية؛ والتي منها:
1- احمد الله؛ أن مسؤولك في المؤسسة لم يدعك لحضور العزاء في ميتك الغالي؛ وهو نفسك؛ فيضعك في هذه المكاشفة الذاتية المحرجة والمُرة!
2- امتلك زمام المبادرة فوراً؛ ولتكن فرصة للمراجعة والتقييم النفسي؛ قبل ان يوقفك غيرك.
3- تطهر من عقلية أو نظرية المؤامرة؛ فلا تلم الآخرين قبل أن تفتش في نفسك عن الخلل.
4- حياتك من صنع يدك؛ فلن تتغير عندما يتغير مديرك أو يتغير أصدقاؤك أو زوجتك أو شركتك أو مكان عملك أو حالتك المادية.
5- حياتك تتغير عندما تتغير أنت؛ فتقف عند حدود وضعتُها أنت لنفسك.
6- كن أنت؛ فاعتز بشخصيتك وثق بقدراتك؛ وعلى هذا الأساس ستصنع التميز والنجاح في حياتك!
أنت.. مفتاح التغيير النفسي والمجتمعي والحضاري.
7- أما الرسالة الأخيرة الرئيسة والمهمة؛ فهي أن تتذكر هذه القاعدة القرآنية: (إنّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنفُسِهِمْ) (الرعد/11)، هكذا يعلمنا الحق سبحانه؛ أن التغيير يبدأ من داخلنا.
وهكذا يلقي علينا التبعة الفردية؛ فمسؤولية التغيير تقع على كاهلنا ذاتياً.
وهكذا يلقي على الفرد المسؤولية العظيمة في إحداث تغيير المجتمعات.
لهذا فإن التغيير الحضاري؛ مفتاحه التغيير النفسي.