بسم الله الرحمن الرحيم
ابحث هنا..في عمق الذات!
إليكَ أنت..
يا من تُهتَ في سراديب الحياة..
عُد إلى أعماق.. أعماق.. أعماق ذاتك..
إن تغبَّرتَ بركام الأيام المنصرمة.. ستلقى بريق الهداية فيها..
ركازا!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
قبل أن تُكتبَ في سجلِّ الوجود..
كان ثمَّةَ قلبين قد اقتسما المعاش..
وكان ثمَّةَ منزلٍ يُبنى بالتقوى والصلاح..
وكانت نطفةٌ من ذلك الصالح تهرع إلى نطفةِ الصالحة..!
من هناك.. بدأ وجودك..
بدايتُكَ كانت صلاحاً على صلاح..
ونهايتُك.. كيف ستصنعها؟!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,*
قبل أن ترى النورَ كنتَ تشعر..
وقبل أن تتسلَّل إلى أذنيكَ هديرُ أغنيةٍ ماجنة..
كان ثمَّة صوتٍ من وحي السماء ينساب إلى وجدانك..
( أُذِّن في يُمناك.. وأُقيم في يُسراك)
واُجِّلتِ الصلاة حتى الممات..
أوَ ليس بين الإقامة والصلاة وقتٌ قصير؟!
أوَ ليستْ حياتُكَ إذن قصيرة؟
وبين الإقامة والصلاة أثمَّ من يُفكِّر بعصيان الخالق؟
أوَ تعصيه إذن بين إقامة حياتكَ وصلاة موتك؟!!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,*
حين أتقنتَ المشيَ كنتَ تعشق التقليد!
وكنتَ تضع رأسكَ على الأرض، وتهتف بصوتكَ الطفوليِّ العذب:
( الله أكبر)
فربما قلبتَ الراء لاماً، وتعثرت الكلمة في لسان الطفولة!
لم تكن تفهم- حينها- كنه ما تفعل..
فقط.. فطرتُكَ كانت تعمل!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وعندما بلغتَ السابعة..
أمركَ أبوكَ لأول مرةٍ بالصلاة..
فكأنِّي بكَ تطير فرحاً وأنتَ تهرع إليها، وكفُّكَ في كفِّ والدك!
هل تذكر.. حين كان الذهاب إلى المسجد يُساوي عندكَ الرجولة؟!
أفلمَّا تصير رجلاً حقاً.. تترك فعل الرجال؟!!!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
حينما كنتَ تسرح في حياتك..
إذ تخطف بصركَ فراشةٌ رقيقة!
وتُنعشكَ رائحةُ زهرةٍ بديعة!
وتسبح عيناكَ في غمام السماء..!
ويأسرُ لبَّكَ الغروب على الموج الوديع!
حينها.. تتفجَّر البلاغة على لسانك..
( سبحاااان الله!!)
هل تُنكر أن الجمال لا يكمن إلا في خلق الله- تعالى- الذي هو أمره وحُكمه؟!!
هل تُنكر إذن.. أن الجمال لا يكمن إلا في شرع الله- تعالى- الذي هو أيضاً أمره وحُكمه؟!!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
خاتمة:
هل وجدتَ الآن الكنزَ المخبوءَ في عمق ذاتك؟!!
