جمال بن عودة
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 24 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 65
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 2
- العمر
- 44

لا صوت علا فوق صوت الحديث عن مباراتي مصر والجزائر نوفمبر الحالي، التين حضيتا بترقب الجميع في مصر والجزائر .
وقد صاحب الاهتمام الشديد بالمباراة حوارات تسمعها في أماكن كثيرة حول كره المصريين المتأصل والتاريخي للجزائر.
ولا تدخر الصحف الجزائرية والقنوات الفضائية المصرية جهداً في توضيح هذا الكره المصري المزعوم لكل ما هو جزائري.
ومن أمثلة ذلك عرض فيديوهات لمشجعين مصريين يحرقون قميص منتخب الجزائر.
وسأسرد عليك بعض الحقائق التاريخية، أكرر حقائق تاريخية وليست وجهات نظر، حول حقيقة العلاقات بين مصر والجزائر.
- في عام 1973 طلب الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين من الاتحاد السوفيتي شراء طائرات لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جاسوس جزائري.
- شاركت جميع الدول العربية تقريبا في حرب 1973 طبقاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك، لكنها كانت مشاركة رمزية عدا سوريا والعراق والجزائر.
- كانت الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973 فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جندي و812 صف ضباط و192 ضابط جزائري.
- قال الرئيس الراحل أنور السادات إن جزء كبير من الفضل في الانتصار الذي حققته مصر في حرب أكتوبر - بعد الله عز وجل - يعود لرجلين اثنين هما الملك السعودي والرئيس الجزائري.
- اتصل الرئيس بومدين بالسادات مع بداية حرب اكتوبر وقال له إنه يضع تحت تصرف القيادة المصرية كل إمكانيات الجزائر.
- كان دور الجزائر في حرب أكتوبر أساسيا وقد عاشها بومدين – ومعه كل الشعب الجزائري- .
- حظى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر - ولا يزال - بشعبية بارزة بين الجزائريين واستولى على قلوبهم وعقولهم وتكاد شخصيته تعامل بما يشبه القداسة في أوساط الشعب الجزائر حتى الان وشهدت فترة الخمسينيات والستينيات انتشار واسع لأسماء جمال و ناصر وعبد الناصر ويحملها عدد كبير من الجزائريين.
- بعد الاستقلال عام 1962 بفترة قصيرة ضاقت بمئات الآلاف جاؤوا من مختلف أرجاء البلاد لاستقبال جمال عبد الناصر-العاصمة الجزائر- .
- منذ وفاة جمال عبدالناصر وجنازته الأهم والأكبر والتي لم يشهد ولن يشهد لها التاريخ العربي مثيلا، حيث خرج الملايين في الجزائر.
- استقبل الجزائريون الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - ووضعوه في قلوبهم وصار الشيخ الأكبر والأهم والمرجعية الدينية في الجزائر عام 1984 ولقي دعما من الرئيس الجزائري.
- كذلك تعامل الشعب الجزائري مع شخصية دينية مصرية عظيمة مثل الشيخ يوسف القرضاوي الذي يتمتع بأكبر مساحة جماهيرية من المحبة والتقدير وأوسع عدد من المريدين والتلامذة في الجزائر كما تزوج من سيدة جزائرية.
- يقدرالجزائريون الدعم المصري للثورة الجزائرية.
- يحب الجزائريون الشيخ إمام عيسي والشاعر أحمد فؤاد نجم الذين عاشا في الجزائر عدة سنوات واحتفى بهم الشعب الجزائري وتزوج نجم من السيدة سونيا ميكيو، والتي كانت ممثلة المسرح الجزائري الأولى.
- يستقبل فناني ومثقفي مصر أحسن استقبال ولا يخطو ممثل أو مطرب او شاعر او كاتب مترا في الجزائر إلا وأحاطه الجمهور من كل جانب يغمروه بحب منقطع النظير وكيف تقام حفلات المطربين المصريين في ملاعب كرة القدم حتى يتمكن عشرات الألوف من الجماهير حضورها.
- حظى نجم المنتخب المصري محمد أبو تريكة بحفاوة غير مسبوقة في الجزائر أثناء تكريمه من قبل جريدة الهداف الجزائرية كأحسن لاعب عربي وإفريقي غير محترف يوم 30 مارس الماضي.
- حاول أن تتحدث بالعامية الجزائرية في أي شارع أو متجر أو فندق مصري لترى بنفسك الحب الصادق والكرم من جميع المصريين في المكان لمجرد أنك جزائري (حكايات سمعتها بنفسي من عشرات الجزائريين الذين زاروا مصر).
- اخبرني صديق جزائري عاد مؤخراً من مصر بعد ان قضى فيها سنة كاملة كيف يحب المصريون الجزائريين وكيف احتفلوا بفوز منتخبهم على المنتخب الجزائري في المباراة السابقة من التصفيات 2- 0 وان الاحتفالات لم تتعد الدوران بالسيارات حول العمارات التي يسكنها الجزائريون العاملون في إحدى الشركات الجزائرية بمصر وإطلاق الأبواق مع بعض الجمل المعتادة في هذه المناسبات لإغاظة المنافس مثل "قطعناكم، كنا احسن منكم، احنا اللي هانوصل المونديال" والتي نسمع أشد منها بمراحل بين مشجعي الأندية في البلد الواحد.
- اسأل اي جزائري مغترب في اوروبا او في اي دولة عربية، او اي جزائري سافر للحج او العمرة ، عن اكثر جالية تحب الجزائر والجزائريين حبا حقيقيا، سيؤكد لك انهم اشقائنا المصريين.
ما رأيك إذا؟ هل لازلت مقتنعا ان المصريين يكرهون الجزائريين؟.
واليك أيضاً هذه الحقائق التاريخية، التي تؤكد ايضا حقيقة علاقتنا كجزائريين بمصر والمصريين.
- ساندت حكومة ثورة يوليو بقيادة عبد الناصر ثورة الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي.. وأعلنت الثورة الجزائرية من القاهرة عام 1954 وقدمت مصر دعماً كبيراً لها سياسيا واعلاميا وعسكريا.
- قامت مصر في فترة الخمسينات والستينات بتبني قضية الجزائر في المؤتمرات الدولية والتأكيد على شرعية مطالبها.
- تعرضت مصر بسبب مواقفها المساندة للثورة الجزائرية لعدة أخطار اهمها العدوان الثلاثي عام 1956 الذي شاركت فيه فرنسا - بجانب بريطانيا واسرائيل - انتقاما من مصر لدعمها جبهة التحرير الوطني الجزائري، كما قامت فرنسا ببناء القوة الجوية لاسرائيل و تزويدها بالقدرات النووية انتقاما من مصر.
- توقع الجميع أن مصر بعد حرب 1956 سترفع يدها عن دعم الجزائر.. لكن مصر ظلت ماضية في دعمها لثورة الجزائر حتي تم إعلان استقلال الجزائر في أول يوليو 1962.
- نجحت مصر في استصدار قرار من الامم المتحدة عام 1960 يعترف بحق الجزائر في الاستقلال عن فرنسا.
- النشيد الوطني الجزائري - الذي عزف في ملعب القاهرة يوم 14 نوفمبر - من تلحين الموسيقار المصري محمد فوزي.
- الاف المعلمين والخبراء المصريين ساهموا بعد الاستقلال في تعليم الجزائريين اللغة العربية وتعريب المناهج في مختلف مستويات التعليم.
- يكاد يكون اهم عمل فني مجد الثورة الجزائرية وبطولات المجاهدين هو الفيلم المصري "جميلة بو حيرد" الذي اخرجه المصري يوسف شاهين وانتجته الفنانة المصرية ماجدة وصوره ومثله مصريون عام 1958.
- اسأل والدك او اخوك الكبير عن مدى تشجيع المصريين لمنتخب الجزائر في كأس العالم عام 1982 وكأن مصر من تلعب.
- تكاد تكون الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة - على حد علمي - التي لا يوجد بينها وبين مصر أي مشكلات عسكرية أو سياسية او اجتماعية عبر التاريخ بخلاف عدد كبير من الدول العربية التي وصلت الخلافات معها إلى حد المواجهة المسلحة.
طبعا ستقول الكلام هذا كان زمان وهم الآن تغيروا.. اقول لك عندك حق.
عندك حق تكذب كل الذي مضى وتصدق كذا صورة مركبة بالفوتو شوب ممكن طفل صغير يصنعها في 10 دقايق.
عندك حق تكذب كل الذي مضى وتصدق فيديو صور من عامين لعدد من المشجعين المتعصبين لا يزيد عددهم عن 20.
عندك حق تكذب كل الذي مضى وتصدق صحف وقنوات فضائية تبحث عن الاثارة والتهييج لأسباب سأذكرها في وقت اخر.
عندك حق تكذب كل الذي مضى وتصدق ان التوتر ليس موجودا ايضا بين جماهير الكثير من الأندية المحلية.
يا اعزائي، العلاقة بين مصر والجزائر اكبر من مباراة كرة قدم أو وصول فريق لكأس العالم وإخفاق آخر وهم يحبون أشقائهم الجزائريين حبا كبيرا والتاريخ فى الماضى والحاضر يشهد على ذلك.
ارجوكم حكموا عقولكم ولا تنساقوا وراء التعصب الاعمى فنحن بحاجة لما يجمعنا لا ما يزيد من فرقتنا وتشتتنا.
كل هذا لا يعني انني لا افرح لفوز الجزائر وصعودها للمونديال، بل هذا ما حلمت به وانتظرته بفارغ الصبر، ولكني في الوقت نفسه لا أكره مصر شعبا ودولة.
ما أؤكد عليه هو ان يظل لقاءا نوفمبر في اطارهما الحقيقي، مبارتين في كرة القدم وليستا حربين بين شعبين، فالرياضة تنافس شريف بين طرفين يمكن أن يكونوا أخين أو جارين، فلا تشعلوا نار الكراهية والبغضاء بين الشعبين المصرى والجزائرى، بتبادل عبارات مسيئة وسباب بسبب عدد قليل من المهاويس والمرضى والمتعصبين فى الجزائر وفى مصر او عدد من اصحاب المصالح من هذا الجو المشحون.
وحتى من يزعم حب المنتخب ورغبته في فوز الجزائر، فهذا الجو المتوتر ليس في صالح بلدنا، حيث يمكن لأي طفل اهوج ان ينفعل بما يسمعه من حملات اثارة ويرتكب حماقة نندم عليها جميعا حين لا ينفع الندم.