• [ مسابقة الماهر بالقرآن ]: هنيئا لأختنا فاطمة عليليش "Tama Aliche" الفوز بالمركز الأول في مسابقة الماهر بالقرآن التي نظمت من قبل إذاعة جيجل الجهوية وتحت إشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية جيجل. ونيابة عن كافة أعضاء وطاقم عمل منتدى اللمة الجزائرية نهنئك بهذا الفوز فألف ألف ألف مليوون مبروك هذا النجاح كما نتمنى لك المزيد من النجاحات والتوفيق وأن يكون هذا الإنجاز إلا بداية لإنجازات أكبر في المستقبل القريب بإذن الله. موضوع التهنئة

هي والرجـــــــــــــال

Łøst Fłôwęr

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
13 نوفمبر 2008
المشاركات
5,179
نقاط التفاعل
2,438
النقاط
351


المقدمة :

سونيا هي بطلة قصتنا نشأت وسط أسرة مفككة ، فالأب كان غريب في طبائعه حيث انه كان يمتاز بشخصية مركبة ولكنها ليست غير مفهومة لمن حوله ( المقربين إليه ) كان والدها ذو منصب مرموق في المجتمع وكان لديه شخصيتين مختلفتين عن بعضهما ، فالشخصية الأولى التي كان يتعامل بها خارج البيت هي الشخصية الدبلوماسية الرقيقة الجذابة التي تجبر من يتعامل معه على احترامه وتقديره ، أما الشخصية الثانية فهي شخصيته داخل البيت فهي شخصية دكتاتورية عنيفة في المعاملة مع أفراد الأسرة سفيه في الألفاظ لا يتعامل مع من يخطأ في البيت سوى بالضرب والإهانة وكأن من يسكن معه يعيش في معتقل دائم لأنه كان يتفنن في طرق العقاب ، هذا بجوار أنه كان مريض مرض نفسي وشاذ في نفس الوقت فبالرغم من أنه كان وسيم وذو شخصية جذابة أمام الجنس الناعم ومتعدد الزوجات إلا أنه كان لا يشعر بالمتعة الجنسية إلا مع بناته ، أما الأم فكانت إنسانه محبة لذاتها بطريقة لا يتخيلها العقل فوالدة سونيا ذات جمال جذاب على درجة كبيرة من الذكاء بالرغم أنها لم تكن حاصلة على قدر من التعليم تزوجت والد سونيا بعد طلاقها مرتين من زوجين آخرين وبعد مرور سنوات عديدة تم الطلاق بينها وبين والد سونيا ، عاشت سونيا في بادئ الأمر مع والدتها التي كان لا يشغلها شيء في الحياة سوى نفسها فقط حيث الخروج المستمر مع صديقاتها والحفلات التي كان ليس لها أي معنى وتركت رعاية سونيا لأخواتها الكبار من زواجها السابق ، عاشت سونيا مع والدتها في حرمان دائم حيث أن جميع طلباتها سواء المدرسية أو الخاصة بأي طفلة في عمرها مقابلة بالرفض كانت سونيا تحصل على الملابس وأشياء أخرى من مستلزماتها عن طريق الإعانات المدرسية ، امتازت سونيا منذ الصفوف الأولى المدرسية بالاعتماد على نفسها وكان حلمها أن تحصل على أعلى درجات العلم حتى تستطيع أن تعوض نفسها على ما حرمت منه هذا بجوار حلمها الذي كان لا يفارقها وهو أن يكون لديها أسرة صغيرة مكونة من أب وأم وأولاد ، حلم جميل وبسيط ، مرت السنوات المدرسية الابتدائية وهي تسكن مع والدتها وجاء يوم رحيلها للسكن مع والدها الذي كانت لا تعلم عنه أي شيء سوى قسوته في المعاملة ، ذهبت سونيا إلى منزل والدها وعاشت فيه سنوات قليلة حيث أنها أخذت نصيبها الكبير من الضرب والعقاب والإهانة كانت متحملة كل هذا ولكن مالا كانت لا تستطيع تحمله هو أن توافق أن يمارس والدها معها تصرفاته الجنسية الشاذة ، أعلنت سونيا بداخل نفسها على العصيان مما يحدث حولها وقررت العودة إلى سكن والدتها لأنه كان في نظرها أرحم بكثير من أن تخسر أعز شيء عندها ومع من مع والدها ، قبلت سونيا شروط والدتها حيث أنها قررت أن تعتمد على نفسها من الناحية المادية وبالفعل بدأت سونيا تعمل وتدرس في آن واحد حتى تستطيع أن تحقق حلمها .


الفصل الأول

سونيا في المرحلة الثانوية في الصف الأول تعمل في الأجازة وتجمع ما تجمعه من مال حتى تستطيع أن تصرف على نفسها في الدراسة تفوقت في الدراسة وحبها كل من عملت لديهم لم يكن لديها أي مانع في العمل في أي مجال المهم عندها هو الوصول لهدفها ولكن كما يقال دائما تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن ، أثناء عمل سونيا في إحدى الفنادق كمشرفة غرف قابلت من دق له قلبها أحمد نعم أحمد ذو شخصية جذابة حاصل على أعلى درجات في التعليم ويعمل كمحاسب بصفة مؤقتة في نفس الفندق الذي تعمل به سونيا ، لعب أحمد على أوتار قلب سونيا وحيث أنها حرمت من الحنان وكلمات الحب في حياتها انساق قلبها على الفور لأحمد وتعلقت به لدرجة الجنون ، عاشت معه أجمل قصة حب وتمنت أن يكون لها فارس أحلامها ولكن ما تمنته كان غير الواقع ، لقد جاء يوم وعلمت والدة سونيا بهذه العلاقة التي تجمع بين سونيا وأحمد فقررت والدة سونيا أن تقابل أحمد وتواجهه بأنها علمت بهذه العلاقة حيث طلبت منه إما الابتعاد عن سونيا أو الزواج منها ، وكانت المفاجأة حيث أن أحمد قال لوالدة سونيا بصراحة وقحة أنه لا يفكر في الزواج من سونيا ، نقلت والدة سونيا هذه الكلمات لابنتها سونيا دون أن تراعي مشاعرها وكانت الصدمة بالنسبة لسونيا حيث أنه كان أول حب في حياتها ، مرت شهور وسونيا تعاني من جرح لا يشعر به أحد لأنه ما كان يوجد من يخفف عنها حزنها ولكنها لم تكن أسيرة لهذا الجرح حيث أنها استمرت في رحلتها بين الدراسة والعمل ، وفي يوم من أيامها دخلت عليها أختها التي كانت تكبرها في العمر وهي أخت شقيقة لها وطلبت منها أن تخرج معها حيث أنها مدعوة لحفلة مع أصدقائها ، في بادئ الأمر رفضت سونيا على أنه ليس لديها وقت لهذه الحفلة ولكن مع إلحاح أختها وافقت على أن يكون نوع من الترفيه لها خصوصا في مثل الظروف التي كانت تعاني منها ، خرجت سونيا مع أختها وصديقتها إلى الحفلة التي كانت مقامة في مكان عام ، رقص وضحك وفرفشة ولكن أين سونيا وسط كل هذا ، كانت جالسة متفرجة لما يحدث حولها كانت تنظر إليهم بعينها ولكن كان العقل شارد بعيد أشياء كثيرة كانت تخطر عليها وبالرغم من ذلك كانت تبتسم ابتسامة خفيفة حتى لا يشعر من حولها بالذي يدور بداخلها ، وفجأة اقترب منها إحدى الشخصيات التي كانت موجودة بالحفلة وبدأ في الحديث معها كانت تنظر إليه مستمعه فقط ولكنها لم تمنحه أي اهتمام من داخلها تحدث كثيرا هذا الشاب كلام وكلام لم تهتم بكلمة واحدة من كلماته سوى أنها تقابله بابتسامة خفيفة هذا الشاب اسمه وليد من عائلة غنية جدا لا يهتم بشيء في الحياة سوى الحفلات والنوادي ودراسته التي كان يدرسها ، في نهاية حديث وليد لسونيا كتب لها رقم تليفونه وطلب منها أن تتصل به ، أخذت سونيا الرقم ووضعته في حقيبتها ولم يكن بداخلها أي مبادرة بالاتصال به ، وانتهت الحفلة ورجعت سونيا لبيتها ولحياتها المغلقة ومرت سنوات المرحلة الدراسية الثانوية حيث حصلت سونيا على الشهادة التي سوف تأهلها بالالتحاق بالجامعة ، كانت سونيا في قمة السعادة لأن حلمها سوف يتحقق بعد عدة سنوات قليلة ، وفي يوم من الأيام كانت سونيا ترتب أغراضها وقعت بين أيديها رقم تليفون وليد فابتسمت ابتسامة خفيفة وهي تداعب نفسها بكلمات لا يفهما سواها فذهبت إلى أقرب تليفون وقامت بالاتصال بوليد الذي فاجأها بانتظاره لسماع هذه المكالمة ، بدأت المقابلات بين وليد وسونيا وتعددت ولم يكن يخطر لسونيا أن تقص على وليد ظروفها المادية أو حياتها الخاصة كانت تتعامل معه على أنه صديق فقط ولم يكن لديها استعداد لخوض تجربة جديدة في الحب بعد جرحها من الحب الأول لها ، مرت شهور وسونيا ووليد صديقان بمعنى الكلمة إلى أن جاء يوم وحدثت لسونيا حادثة كبيرة ودخلت المستشفى بسبب هذه الحادثة ، كان وليد يقوم بزيارتها في المستشفى محمل بباقة الورود ، خرجت سونيا من المستشفى لتكمل العلاج في البيت ، كان لسونيا أصدقاء كثيرين الكل كان يحبها ويحترمها لأنها كانت دائما ما تستمع إليهم وتساعدهم على قدر المستطاع جميع صديقات سونيا حولها أثناء مرضها لم يقصر أحد معها في هذه الفترة لأنها كانت جديرة بكل هذا الحب بين الأصدقاء ، وفي يوم ذهب وليد لزيارتها بعد أن حصل على عنوانها من إحدى الصديقات ، وكانت المفاجأة لوليد حيث أنه اكتشف أن سونيا أقل منه في المستوى الاجتماعي ، فقرر قطع العلاقة التي كانت تجمعه بسونيا ، لم تكن سونيا تعلم بالذي فكر به وليد وعندما شفيت قررت الاتصال به حيث انه لم يعد يهتم بها مثل السابق ، عندما اتصلت به سونيا وسمعت صوته وجدته ينكر وجوده وتحدث معها على أنه أخوا وليد ، أغلقت سونيا السماعة وهي متأكدة أن الذي سمعت صوته هو وليد ولكن ما السبب في أن وليد ينكر حاله منها ، فقررت أن تعرف السبب ، تعددت اتصالات سونيا بوليد حتى جاء يوم وفكرت أن تقوم بزيارته في البيت حيث أنها تعرفت على عائلته في بادئ علاقتها به ، ذهبت سونيا إلى بيت وليد وهدفها الوحيد أن تعرف سبب التغيير الذي حدث ، عندما قابلته في بيته قامت بسؤاله مباشرة وكان الجواب من وليد صريح للغاية وهو أنه اكتشف أن مستواها الاجتماعي لا يتناسب مع مستواه الاجتماعي ، كانت هذه الكلمات بمكانة صفعة قويه لها ، خرجت سونيا من منزل وليد ودموعها تزرف بدون أن تنقطع كأنها سيل ، وجدت سونيا نفسها أمام منزل إحدى صديقتها المقربين لها ، بدأت تصرخ وتبكي حالها وكانت هذه أول مرة لها تتحدث فيها عن شيء يخصها استمع إليها صديقتها وبدأت تخفف عنها الآلام ولكن سونيا فجأة وقفت وصممت على الانتقام ، نعم الانتقام هذا هو والدي يريد أن يفقدني أعز ما أملك وأحمد الذي قال بصراحة أنه لن يفكر في الزواج مني وها هو وليد لم تربطني به علاقة سوى الصداقة ولكنه نفر مني بمجرد أنه علم أني أقل منه في المستوى ، مسحت سونيا دموعها وقالت لدي الوقت شهور وسوف نبدأ الدراسة أثناء هذه الشهور سوف أستطيع أن أنتقم ممن جرحوني ، فقررت أن تضعهم جميعا في صورة وليد ، نعم وليد هو الذي سوف يدفع الثمن ...................



ما الذي سوف تقوم به سونيا هذا ما سوف نعرفه في الفصل الثاني ......


 
الفصل الثاني
نظرت سونيا الى صديقتها وقالت : لها أتذكر أنك تستطيعين تقليد أصوات الرجال !!!
قالت صديقتها: نعم ولكن مالذي يدور بداخلك ؟
قالت سونيا : كل الذي أريده منك هو أن تتصلي بمنزل وليد وتقولي أنك صديق لوالده وحاولي تعرفي من المتحدث إليك رقم تليفون وعنوان عمل والد ه
قالت صديقتها : أنت في أي شيء تخططين ؟
قالت لها سونيا : سوف تعرفين فيما بعد ولكن احذري أن ينكشف أمرك .............
وبالفعل حصلت سونيا على رقم هاتف والده وعنوان عمله وكان هذا أول خطوة في الانتقام ، بدأت سونيا الاتصال بوالده في بادئ الأمر كان والده يرفض الحديث معها إما بإغلاق الخط عندما تتصل به أو عدم الاستجابة لها في الحديث معه ، لكن ذكاء سونيا كان قادر على نجاح ما خططت له ، فكانت متقيدة في اتصالها بوالد وليد كل يوم في موعد محدد لم تغيره في أي وقت من الأوقات ، تكررت الاتصالات عدة مرات وفجأة قطعت سونيا اتصالها بوالده لمدة اسبوع وبعدها عاودت الاتصال مرة أخرى في نفس الوقت وكانت المفاجأة لها على نجاح خططتها وهو أنها وجدت والده في انتظار مكالمتها وكان متلهف على سماع صوتها ، ضحكت سونيا ضحكة مليئة بالكره اتجاه الرجال في حياتها واستمرت سونيا في الحديث معه عبر الهاتف إلى أن جاء يوم وطلب منها أن تقابله وافقت سونيا على اللقاء ، وبدأت في تحضير مظهرها الخارجي حتى تكون في أحسن مظهر فاستعارة من احدى صديقتها بعض الملابس الأنيقة وبدأت في وضع لمسات خفيفة من الماكياج ، وذهبت سونيا للقاء الأول مع والده وقلبها يدق خوفا من أن لا يعجبه جمالها ، وبالفعل تم اللقاء في إحدى الكازينوهات وكانت الدهشة على وجه والد وليد حيث أنه انبهر من شدة جمال سونيا هذا بجوار أنها تصغره أعوام وأعوام فرح بها كثيرا وتعددت المقابلات بينهما ، إلى أن تعلق بها والده وأصبح يحبها حب لا يتخيله البشر ، هكذا استولت سونيا على قلب والد من نفر منها بسبب أنها أقل منه في المستوى ، بدأت سونيا في السيطرة على وليد عن طريق والده حيث أنها طلبت من والده أن يقلل له المصروف الشهري حتى لا تفسد أخلاقه هذا بجوار عدم السماح له بالذهاب إلى النادي أو القيام بأي رحلة من الرحلات التي كان يفضلها وليد وأصبح أمر وليد وجميع طلباته في أيدي سونيا ، إلى أن جاء يوم طلب والده من سونيا أن تتزوجه وكانت المفاجأة ، فكرت سونيا وفكرت وسألت نفسها سؤال ( ما الذي أقوم به وما معنى الانتقام الذي سوف يدمرني .. هل أتزوج من رجل أكبر مني بسنوات عديدة لالالالالالالالالا لن ينتصر علي هذا الرجل )
اتصلت سونيا بوالد وليد وطلبت منه اللقاء ، فرح الوالد بهذا اللقاء وظن أنه سوف ينال الموافقة من سونيا على الزواج منه ، لكن ما كان ينتظره أكبر من ذلك حيث أن سونيا في هذا اللقاء منحته صورة شخصية لها وطلبت منه أن يدع وليد يرى هذه الصورة ، وبالفعل حدث ما حدث من تخطيط سونيا وعلم والد وليد أن سونيا كانت على علاقة بولده وأنه كان ضحية هذه العلاقة ولكنه لم يتحمل الصدمة عند معرفة الحقيقة فمرض مرض شديد ، علمت سونيا بالذي حدث وبدأ ضميرها يعذبها على ما قامت به من فعل رخيص في نظرها وشعرت أنها تحتقر نفسها يوم قامت على تحقيق هذه الخطة الشيطانية .
رجعت سونيا إلى نفسها وندمت على ما قامت به واستمرت في العمل الذي تقوم به من أجل المال حيث أنها في تلك الفترة كانت تعمل في مصنع للملابس الجاهزة ، انتهت الأجازة الصيفية وبدأ العام الدراسي وأصبحت سونيا في الصف الثاني الثانوي ، كانت متفوقة جدا في دراستها في النصف الأول من العام الدراسي ولكن في النصف الثاني شعرت سونيا ان العمل والدراسة لن يتفقان فقررت ان تترك العمل أثناء الدراسة وتعتمد على المال القليل الذي معها حتى تنتهي من هذه السنة الدراسية ، وبالفعل اجتازت سونيا السنة الدراسية بتفوق وبدأت الأجازة الصيفية حيث بداية البحث عن عمل يوفر لها المال فكرت كثيرا وتحدثت مع نفسها ( هذه السنة النهائية لي وهي سنة في حاجة لمجهود اكبر مني لكي التحق بالجامعة ولن استطيع العمل أثناء الدراسة لذي يجب علي أن أجد عمل يوفر لي المال الكثير حتى اعتمد عليه في السنة الدراسية ) وبالفعل وجدت سونيا عن طريق الجرائد عمل لها كمضيفة ليلية في إحدى الكازينوهات والتحقت به ، أثناء عملها جذبت سونيا كل من يعمل معها في هذا المكان حيث أنها كانت تمتاز بقوة جاذبيتها اتجاه كل من تحدث معها ، أحبها الجميع سواء من كان يعمل معها أو **ائن الكازينو ، وفي يوم من الأيام جاءت إحدى زميلاتها في العمل وقالت لها أن خالد معجب بها إعجاب ملحوظ للجميع ، ضحكت سونيا وقالت لزميلاتها أنا ليس لدي وقت لأحد أنا كل ما يشغلني هو العمل والدراسة فقط ، وفي يوم من الأيام كانت سونيا تحسب ما جمعته من مال وتضع خطة لتوزيع ما جمعته على أيام السنة الدراسية فوجدت أنها لن تحقق ما تمنته في جمع المال لأنه لن يكفي طلباتها أثناء الدراسة ، ففكرت لحظات وقررت أن توافق على الزواج من أي شخص يطلب الزواج منها وأن تشترط عليه أن تكمل دراستها لأن الموافقة على الزواج هو هدفها في ان تجد أحد يقوم بمصروفاتها أثناء الدراسة ، بدأت سونيا في التفكير في خالد ولكن خالد كان خجول جدا في الاعتراف بإعجابه بها ، حاولت سونيا أن تشجعه على الحديث والبوح بالذي يكنه لها بداخله ولكن خجل خالد كان أكبر من محاولتها ، ففكرت بدهاء المرأة في أن تجعله يشعر بالغيرة نحوها في هذه الأثناء يمكن يعترف لها بحبه ، جلست تفكر في الشخص الذي سوف تستعمله لهذا الهدف ، نظرت هنا وهناك إلى أن وقعت عيناها على سامي وهو أحد المترددون على الكازينو ، كان سامي دائما ما يحاول الاقتراب منها ولكنها كانت ترفض الحديث معه بسبب ثقل دمه ، لكنها اليوم في حاجة إليه لكي تصل إلى هدفها ، وبالفعل بدأت في تحقيق ما أرادت خصوصا بعد أن تقدم لها سامي لخطبتها وافقت سونيا على مبدأ الخطوبة وعلم الجميع بخطوبة سونيا على سامي ، وفي يوم من الأيام وأثناء عمل سونيا اقترب خالد منها وقام بسؤالها إذا كانت بالفعل سوف ترتبط بسامي أم لا لأنه لا يراه شخص مناسب لها ، ضحكت سونيا وقالت له بنوع من الذكاء وإذ لم يكن سامي غير مناسب من تعتقد المناسب بالنسبة لي ، بدأ العرق ينصب على وجه خالد وبدأ النطق بالكلمات بصعوبة فقامت سونيا بالحديث معه حتى تشجعه على الكلام ، وبالفعل اعترف لها خالد أنه معجب بها لا بل أن قلبه متعلق بها ويريد الارتباط بها مدى الحياة ، فرحت سونيا كثيرا وقامت بفسخ الخطوبة بينها وبين سامي ، وبعد أيام قليلة تقدم لها خالد الذي اشترطت عليه أن تكمل دراستها كما أنها طلبت منه أن لا يبالغ كثيرا في الشبكة التي سوف يقدمها لها وأن يستكفي بخاتم الزواج ولكن خالد بدأ يصرح لها على أن مستواه المادي جيد وأنه ذو مركز مرموق في المجتمع ، لن تهتم سونيا بكل ما تحدثه خالد عن نفسه لأنها لن تنظر إليه كزوج ولكنها نظرت إليه كبنك يصرف عليها أثناء دراستها حتى تستطيع الحصول على أعلى الشهادات ، وبالفعل تم الزواج وكان منزل الزوجية في بيت عائلة خالد ، خططت سونيا لكل شيء للوصول إلى هدفها ولكن ما لم تعمل له حساب هو والدة خالد التي كانت تمتاز بشخصيتها الجامدة وسيطرتها على كل من حولها ، شعرت سونيا أنها متزوجة من والدة خالد وليس ابنها ، كرهت الحياة في منزل العائلة وكانت دائما ما تذهب إلى منزل والدتها للهروب من جحيم والدة زوجها وحتى تستطيع أن تدرس في هدوء ، ولكن وجود خالد ومشاكل والدته زادها مشاكل عديدة جعلت مستواها الدراسي يتراجع فقررت الطلاق وبالفعل نالت الطلاق وشعرت أنها انتهت من هذا الزواج إلى الأبد ، ولكن حدث لها ما لا كانت تضعه في خططها وهو أنها اكتشفت أنها حامل ، أصبحت في حيرة هل تفرح بهذا الحمل أم أن هذا الحمل لم يكن في موعده والدراسة ما الذي سوف تفعله ، قررت أن تستمر وأن يستمر الحمل لأنها بذلك سوف تجد في المولود من يحبها بصدق من تهتم به سوف يكون لها عائلة صغيرة ، وبالفعل استمرت في الحمل والدراسة ومرت الأيام والشهور وحصلت سونيا على الشهادة الثانوية وبعدها بقليل أنجبت طفلة جميلة جدا وبدأت سونيا بالاهتمام بطفلتها وبعملها في فترة الأجازة الصيفية ، وفي يوم من الأيام وأثناء وقوف سونيا أمام إحدى الصيدليات لشراء حليب لابنتها سمعت من يهمس بالقرب منها ....................


من الذي كان يهمس لها ؟
هذا ما سوف نعرفه في الفصل الثالث
..................



 
الفصل الثالث
الجزء الأول

إنه هو نعم هو من كان لها ****** من أخلصت له وطعنها وتسبب في جرح صار ينزف على مدى سنوات قليلة .. هو من جعل فكرة الانتقام واردة في خاطرها لكل لمن يتلاعب بمشاعر كامنة بداخلها .. إنه أحمد نظرت إليه نظرة شوق في باديء الأمر ولكن سرعان ما عاد إلى ذاكرتها كلمات والدتها حينما قالت لها أنها قابلت أحمد وقال لها أنه ليس لديه استعداد للارتباط بها .. إبتسمت إليه إبتسامه تخفي ما تكنه له من فكرة إنتقام لمشاعر دمرت بسببه .. مدت يديها لتسلم عليه وبدأ كل منهما يسأل الآخر عن أحواله في الفترة التي مضت .

أحمد : كيف حالك ؟
سونيا : أنا بخير والحمد لله ، وأنت كيف حالك ؟
أحمد : بخير والحمد لله ، كيف تسير الأمور معك بخصوص الدراسة ؟
سونيا : الحمد لله على أحسن حال لقد انتهيت من المرحلة الثانوية وسوف أنتسب للجامعة في بداية العام الدراسي الجديد ، وأنت أين تعمل الآن ؟
أحمد : لقد حصلت على عمل مرموق لي في أحدى الشركات ، أراكي تحملين حليب أطفال في يدك ! !
سونيا : آه .. أصل أنا تزوجت وطلقت وأنجبت طفلة جميلة جدا ، أحمد أنا لازم أذهب بسرعة إلى البيت .
أحمد : طيب ولكن قولي لي كيف أراكي ، عندي كلام كثير أريد أن أقوله لك .
سونيا : غدا في نفس المكان الذي كنا نتقابل فيه ، سلام .

أسرعت سونيا خطواتها إتجاه البيت وقلبها يدق من كثرة الفرحة لرؤية حبيبها ولكن عقلها يفكر في طريقة تجعله يطلب منها الزواج ويرد لها كرامتها التي جرحت .. لم يكن ليل سونيا في هذه الليلة يالليل القصير بل كان أطول بكثير من أي ليالي مرت عليها ، كان تفكيرها منحصر في كيفية جذب أحمد لها دون أن تمنح له فرصة باللعب بمشاعرها .
وفي اليوم التالي بدأت سونيا بتأهيل نفسها لهذا اللقاء الذي سوف يجمعها بأحمد ، ارتدت أفضل ما لديها من ملابس وقامت بوضع القليل من مستحضرات التجميل على وجهها وتعطرت بأجمل عطر كان لديها وذهبت للقاء أحمد . في أول لقاء بعد العودة استطاعت سونيا جذب أحمد لها ، تعددت اللقاءات إلى أن جاء يوم ووضعت سونيا أمام أحمد هذا الاختيار وهو إما الفراق أو الزواج لأنها إمرأة مطلقة ولا تستطيع مقابلته هكذا كما أن السنة الدراسية سوف تبدأ ولن تكون متفرغة للقاءاته وكانت المفاجأة لسونيا حيث أن أحمد تحدث معها بكل ما يكنه لها في قلبه وأنه لا يستطيع أن يبعد عنها مرة أخرى .
وبالفعل تقدم أحمد لوالدة سونيا ليطلب يديها ولكن طلبه هذا قوبل بالرفض من والدتها وكانت صدمة بالنسبة لسونيا فبدأت في المحاولات العديدة لإقناع والدتها بهذا الزواج ، وافقت والدتها موافقة مشروطة حيث أنها قالت لها وبكل صراحة أنها لن تكون بجوارها لو حدثت أي مشاكل بينها وبين أحمد ، فرحت سونيا فرحا شديدا وبالفعل تم زواجها من أحمد ولكن أختها التي تكبرها بعدة سنوات رفضت أن تمنحها طفلتها كما فعلت والدتها أيضا .
إنتقلت سونيا للعيش مع أحمد في شقته هو وأخيه الذي كان يكبره بأعوام قليلة ، كانت زوجة بمعنى الكلمة حيث أنها كانت تقوم بتنظيف البيت وإعداد الطعام لزوجها وأخيه وغسل الملابس وكيها هذا بجوار إهتمامها الخاص بزوجها التي كانت تمنحه كل الحب وعملت المستحيل لترتبط به وأيضا إهتمامها بدراستها حيث أنها كانت في المرحلة الأولى لدراستها في الجامعة ، استمرت الحياة بينها وبين زوجها وهي راضية كل الرضا بهذه الحياة ، إلى أن جاء يوم وقامت والدة أحمد وأخته بزيارتهما .
جلست والدة أحمد وأخته عدة أيام عندهما وكانت سونيا تقوم بالخدمة وواجب الضيافة نحوهما حتى تنال رضى والدة زوجها بالرغم أن والدته كانت لا تتقبل لها حديث بل أكثر من ذلك كانت لا ترغب في استمرار هذا الزواج الذي يجمع ولدها بسونيا ، وفي يوم من الأيام استيقظت سونيا في الصباح الباكر كعادتها واتجهت نحو الحمام وأثناء وجودها في الحمام سمعت والدة زوجها وهي تتحدث مع أحمد بصوت مرتفع وتطلب منه أن تخرج سونيا من البيت في الحال ، كان أحمد ضعيف الشخصية أمام والدته ولن يستطيع الدفاع عن سونيا وبالفعل تم طرد سونيا من البيت وأصبحت سونيا في حيرة في المكان الذي سوف تذهب إليه ، تساقطت دموعها على حالها وهي تسير في الشوارع بلى هدف لمكان تلجأ إليه وأخيرا تذكرت أختها منال التي كانت تكبرها بأعوام قليلة حيث كانت تقطن في شقة فاخرة مع زوجها رجل الأعمال وطفلها الرضيع فإتجهت سونيا مباشرتا لمنزل أختها وعندما وصلت إليها رحبت بها أختها بعد أن حكت لها عن الذي حدث لها من والدة أحمد وموقف أحمد من الذي حدث ، وعاشت سونيا عند منال وأملها الوحيد أن تجد حل لمشكلتها مع عائلة زوجها اقترحت أختها عليها أن تنفصل عن أحمد ولكن سونيا قالت لها هذا كان ممكن لو ما كنت حامل (نعم سونيا حامل للمرة الثانية وترفض الطلاق للمرة الثانية ومصممة على أن تواجه هذه المشكلة )
كان أحمد يقوم بزيارة سونيا في منزل أختها وأقنعها أنه سوف يضع حد لهذه المشاكل وأن تمنحه الوقت لاقناع والدته بهذا الزواج ، سألت سونيا عن السبب الحقيقي لرفض والدته لها فقال لها لأنها سبق لها الزواج من قبل وأنه لم يسبق له الزواج مثلها ، سخرت سونيا من موقف والدته وتساءلت هل معنى هذا أن المطلقة لا يصح لها الزواج إلا من رجل أرمل أو مطلق ، وإتفقت مع أحمد أن يتعاونا معا على الحصول على سكن يجمعهما ، استمرت سونيا عند أختها منال التي كانت تعاملها مثل الخادمة حيث كان مطلوب من سونيا بالقيام بكل أعمال البيت هذا بجوار مراعاة طفل أختها الرضيع ، تحملت سونيا هذه المعاملة القاسية من أختها وهي تدعوا الله أن يحصل أحمد على سكن يجمعهما معا وفي يوم من الآيام كانت سونيا مرهقة من كثرة الأعمال التي تقوم بها ومن الحمل فطلبت من أحمد أن يبيت معها في هذا اليوم لأنها في حاجة إليه وإستأذنت أختها ، ولكن في صباح اليوم التالي وبعد خروج أحمد نالها من أختها السب والضرب والتهديد بالطرد لو تكرر وجود أحمد في البيت فما كان لسونيا إلا الموافقة لأنها في حاجة لأختها منال ، استمر حال سونيا هكذا إلى أن جاء يوم وقامت منال بطردها من البيت فذهبت سونيا إلى أقرب هاتف لكي تقوم بالاتصال بزوجها أحمد ليحل لها مشكلة المكان الذي تلجأ إليه ، اتفق أحمد معها على أن يقابلها في المكان الذي كان يقابلها فيه في السابق وبالفعل تم اللقاء وجلسا سويا يفكران في مكان تذهب إليه سونيا ، وكانت المفاجأة لسونيا حيث أنها سمعت من أحمد أنه وجد لها المكان وهو عند إحدى زميلاته في العمل فرحت سونيا لهذا الحل المؤقت ولكن كانت الصدمة الأكبر لها عندما سمعت من أحمد أنها سوف تذهب إلى زميلته على أنها خادمة وطلب منها أن لا تذكر اسمه نهائي عند زميلته ، فكرت سونيا لحظات ولن تجد غير أن توافق .


ما الذي سوف يحدث لسونيا بعد ذلك هذا ما سوف نعرفه في الجزء الثاني من الفصل الثالث


 
الفصل الثالث
الجزء الثاني

تذهب سونيا إلى منزل زميلة أحمد زوجها على أنها خادمة وتتعرف على زميلته وتبدأ زميلته بتعريف سونيا على البيت وطرق تنظيف البيت ، ولكن سونيا بداخلها تشعر أنها فقدت كل شيء ( كرامتها ـ احترامها لزوجها ذو المنصب المرموق الذي لا يستطيع أن يفعل لها شيء ـ كل شيء انتهى في نظر سونيا ) وفجأة وجدت نفسها تفتح باب شقة زميلة زوجها وتسرع هاربة إلى الشارع والدموع تتساقط من عينيها على ما وصلت إليه .. سألت سونيا نفسها ( خدمة بخدمة ولتكن أختي أولى بهذه الخدمة وسوف أتحمل حتى تنتهي أشهر الحمل وبعدها سوف يصير خير ) وبالفعل ذهبت سونيا إلى منزل أختها وترجتها في أن تدعها تسكن لديها وأنها لن تستقبل زوجها لديها مرة اخرى .. مرت شهور الحمل وسونيا كل يوم تنال من أختها كل طرق العذاب سواء المعنوي أو الجسدي .

وفي يوم من الأيام استيقظت سونيا على ألام الوضع فصرخت لتنادي أختها منال لكي تساعدها على الذهاب إلى المستشفى وبالفعل ذهبت إلى المستشفى حيث تركتها منال هناك وجلست سونيا وحيده مع ألام الوضع دون أن يكون أحد بجانبها لكي يخفف عنها ما تشعر به . تلد سونيا طفلها الثاني الذي أطلقت عليه اسم ( يوسف ) ولكنها لم تكن تشعر بفرحة بهذا المولود لقد فقدت سونيا الشعور بالحب والفرح والسعادة وأصبح الحزن هو الشعور الدائم لها .. جلست سونيا على الفراش في المستشفى ودموعها تتساقط وهي تسأل نفسها ( أين الأهل ؟ أين زوجي ؟ لايوجد من يسأل عني ولا حتى ليطمئن على صحتي ) وأثناء حديثها مع نفسها يدخل عليها الطبيب ويقرر الخروج لها من المستشفى ، نظرت إليه سونيا وهي تترجاه بعينيها ( أرجوك دكتور دعني يوم أو يومين هنا حتى أسترد صحتي ) ولكن الطبيب لم يستمع لكلام عينيها وبالفعل خرجت سونيا من المستشفى وهي تحمل بين زراعيها طفلها يوسف وذهبت إلى منزل أختها منال مشيا على أقدامها وكانت تعتقد أن أختها منال سوف تعاملها معاملة طيبة حينما تراها مجهدة ولكن منال كانت مجردة من هذا الشعور بل قابلت سونيا مقابلة جافة خالية من أي شيء به نوع من العطف والحنان .

ازداد الأمر سوء حينما وجدت سونيا نفسها ملزمة برعاية طفلها يوسف وطفل أختها وأعمال المنزل واهمالها للدراسة ، لكنها في قرارة نفسها لا تريد أن تستسلم لهذا الواقع المرير ، إلى أن جاء يوم قابلت فيه إحدى جارات أختها منال وهي سميرة التي كانت تعمل في احدى الدول هي وزوجها ، كانت سميرة على علم بظروف سونيا الصعبة فبدأت تخفف عنها ودار بينها وبين سونيا هذا الحوار

سميرة : كيف حالك سونيا ؟

سونيا : الحمد لله مازلت أعاني من العذاب الذي أعيش فيه وزاد همي بعد يوسف وكل تفكيري في الحصول على مبلغ من المال لكي أجد لنفسي سكن أعيش فيه أنا ويوسف وداليا ابنتي وبعدها استطيع أن أكمل دراستي .

سميرة : مازلت صغيرة على ما يحدث لك ، والله ما أدري ماذا أفعل لكي أساعدك ؟

سونيا : تساعديني أنا !! تعرفي من يوم ما وجدت نفسي في هذه الحياة لم أقابل أحد يقدم لي المساعدة كل شيء لازم أنا أقوم به مهما كان .

سميرة : اسمعي ياسونيا عندي لك فكرة لماذا لا تسافري سنة تشتغلي في الخارج لتجمعي المال الذي يلزمك للحصول على سكن ؟

سونيا : أسافر طيب والدراسة ويوسف وداليا ؟

سميرة : داليا اتركيها مع أختك الكبيرة تعتني بها مثل الأول ويوسف اتركيه لوالده يعتني به إلى أن ترجعي والدراسة ممكن تقدمي على اعتذار في الجامعة لمدة سنة وبعد ما ترجعي تقدري تجمعي أولادك وترجعي للدراسة .

سونيا : والله فكرة خلاص أنا بستعد للسفر وانشاء الله أنجح في الحصول على المال اللازم لي .

وبالفعل تعمل سونيا بنصيحة سميرة وتسافر للعمل في الخارج ، تمر سنة وتجمع سونيا مبلغ من المال وتعود إلى وطنها ، بعد العودة تبحث سونيا على سكن لها وبالفعل تجد هذا السكن المتواضع البسيط لأن المال الذي جمعته لم يكن بالمال الكثير ولكنها تشعر بالسعادة الكبيرة لحصولها على هذا السكن .

تحاول سونيا الاتصال بزوجها أحمد لكي تأخذ منه طفلها ولكن أحمد حينما يذهب إليها ويرى السكن الذي تسكن فيه يرفض أن يترك ابنه يوسف لها ويرفض أن يدعها تراه بعد هذا الغياب ، فتبدأ سونيا بعدة محاولات لكي ترى ابنها يوسف ولكن جميع محاولتها انتهت بالفشل ولكن سونيا تعيش على أمل أن ترى ابنها في يوم من الأيام ، رجعت سونيا للدراسة والعمل سويا وأصبح العبء ثقيل عليها حيث أنه وجب عليها الحصول على المال الكافي لاجار السكن والأكل والملبس ومصاريف الجامعة وبالرغم من كل هذا كانت قادرة على أن تحقق كل ما تحلم به .

وفي يوم من الأيام اتصلت بزوجها أحمد وطلبت منه أن تقابله في سكنها وبالفعل حضر أحمد لديها وبدأت سونيا في الحديث معه بخصوص حياتهما فهي مازالت زوجته ، ففوجئت بأحمد يرفض الحياة معها في هذا السكن بل أكثر من ذلك لقد عرض عليها أن يحضر في بعض الأوقات وهذا ما رفضته سونيا وبعد حديث طويل بينهما قررت الطلاق من أحمد الذي رفض في باديء الأمر ولكنه بعد ذلك وافق بعد أن وجهت إليه سونيا تهديد بالاتصال بوالدته ، وبالفعل تم الطلاق .

عاشت سونيا حياة هادئة في سكنها المتواضع وهي لا تفكر في أي شيء سوى المذاكرة والعمل فقط ، وفي يوم من الأيام اتصلت بها احدى صديقتها لمقابلتها في احدى الأماكن العامة ، ذهبت سونيا لمقابلة صديقتها وهي في غاية الشوق لرؤياها ، انها صديقة الدراسة الثانوية أنها ابتسام التي كانت مشهورة بخفة ظلها وشقوتها المرحة .

جلسا الصديقتين معا لحظات جميلة تتضمنها ذكريات الدراسة الجميلة وفجأة وقعت عين سونيا على رجل في العقد الرابع من العمر كان يرتدي ملابس أنيقة ويتحدث مع النادل بطريقة في غاية الرقة والأدب ولكن ما جذبها اليه نظراته إليها ، نهض هذا الرجل من مكانه واتجه نحو المكان التي كانت سونيا تجلس فيه هي وصديقتها ، وبصوت عذب ألقى التحيه عليهما وطلب منهما أن يسمحوا له بالجلوس معهما ، اندهشت سونيا وابتسام من تصرفات هذا الرجل ولكن أما فضولهما رحبوا به في الانضمام لهما .

سونيا بدأت توجه له الحديث وكان أول سؤال وجهته إليه : من أنت ؟

قال لها : أنا مجدي رجل أعمال كنت مغترب في دول الغرب عشرون عام وهذه أول مرة أكلم فيها أحد بعد عودتي .

سونيا : نعم مجدي لقد أثر عليك جلوسك في بلاد الغرب تأثير كبير لدرجة أنك لم تشعر بخجل يوم طلبت منا الجلوس معنا وبالرغم من أن هذه ليست عاداتنا فنحن رحبنا بك .

مجدي : شكرا لكما على الترحيب ولكن أنا أريد التعرف عليك أكثر ؟

سونيا : أنا ولماذا ؟

مجدي : لا أدري لحظة ما رأيتك وجدت شيء يجذبني إليك .

سونيا وهي تضحك : خير انشاء الله .

مجدي : انت متزوجة ؟

سونيا : لا مطلقة ولعلمك مرتين .

مجدي : غير معقول أنت مازلت صغيرة

سونيا : عندي عشرون عام وادرس في الجامعة وممكن تقول عني يتيمة

مجدي : اطمع في لقاء آخر بيننا !

سونيا بعصبية شديدة : آسفة أنا لا أفضل أن أقابلك ولا حت أقابل غيرك من الرجال كفاني ما حدث لي .

مجدي : صدقيني لن تندمي أريد أن أتعرف عليك أكثر .

سونيا : ولماذا ؟ تريد الزواج مني ( قالتها بسخرية )

مجدي : ولما لا بالفعل أنا أبحث عن زوجة ولم أجد حتى الآن ولكن يوم رأيتك شعرت أن تكوني أنت الزوجة .


هل سوف تتزوج سونيا من مجدي ؟ هذا ما سوف نعرفه في الفصل الرابع


 
الفصل الرابع

سونيا : أراك لا تضيع الوقت .. هل هذا ما تعلمته في بلاد الغرب ؟
مجدي : أراك تسخرين من كلامي !
سونيا : أنا .............. لا طبعا ولكن طريقتك في الكلام غريبة بعض الشيء ، ثم أنك لا تعرفني جيدا ..
مجدي : أنا لي نظرة في الحياة ولست بالمراهق ولي قدرة على أن أحكم على أي انسان من أول مرة أراه .
سونيا : أعتذر منك أريد الانصراف.
مجدي : ولكن هل توعديني على أن نتقابل مرة أخرى ؟
سونيا : دع هذا للظروف أنا لا أفضل أن أوعدك وأخلف الوعد .
يمد مجدي يديه داخل الجاكت الذي يرتديه ليطلع كارت مدون عليه جميع أرقام تليفوناته .
مجدي : هذه أرقام تليفواتي تستطيعي الاتصال بي في أي وقت تفضلينه وأتمنى أن لا تتأخري علي .
تأخذ سونيا الكارت وتذهب هي وصديقتها خارج المكان ، تستمران في السير دون الحديث في أي شيء .. سونيا شغلها تفكيرها بمجدي وطريقة حديثه أما ابتسام فكانت منشغلة بمشاهدة المحلات التي كانا يمران عليها .. وفجأة قطعت ابتسام الصمت وهي تسأل سونيا .
ابتسام : الله فستان جميل جدا وسعره مناسب أكيد بيكون حلو علي .
سونيا : ممكن يكون هو الرجل اللي كنت بحلم به .
ابتسام : تعالي نشوفه من الداخل واذا كان حلو علي بشتريه على طول .
سونيا : أنا بتصل فيه ولكن هذه المرة سوف أفكر جيدا قبل الارتباط به .
ابتسام : ارتباط ايه أنا بتكلم عن الفستان .
سونيا تنتبه لكلام ابتسام : انت بتتكلم عن ايه ؟
ابتسام : لا والله أنا كنت بتكلم مع نفسي .. آه يظهر إن مجدي شغل بالك .. ها أقول مبروك ؟
سونيا تضحك في خباثة : تعالي نشوف الفستان أفضل .
تنتهي سونيا وصديقتها من التبضع في السوق وتعود كل واحده الى منزلها .. كانت سونيا كثيرة التفكير في مجدي جلست عدة أيام على هذه الحاله إلى أن قررت الاتصال به ولقائه .
تعددت اللقاءات بينهما وتعلق قلب سونيا بمجدي كثيرا وقررت أن تتزوجه .
بدأ مجدي في تأسيس شقة الحياة الزوجية وهو في غاية الفرح بموافقت سونيا عليه وأقسم بداخل نفسه أن يعوضها عن كل شيء حدث لها في الماضي وأن يكون بالنسبة لها الأهل والزوج والصديق وأن يحقق لها كل أحلامها .
انتهى مجدي من تأسيس الشقة وطلب من سونيا أن تذهب معه لكي تراها ، وكانت المفاجأة بالنسبة لها .. لقد أسس الشقة بأساس فخم جدا كما أنه خصص لها غرفة مكتب للمذاكرة حتى تستطيع أن تكمل دراستها ولن ينسى مجدي غرفة نوم ابنتها داليا . فرحت سونيا كثيرا وبدأت تستعد للزواج من مجدي حيث قام بحجز قاعة الأفراح في أفخم الفنادق وخصص لها مصمم أزياء ليجهز لها فستان الفرح الذي سوف ترتديه واتفقا معا على موعد الزواج .
كانت سونيا في يوم زفافها على مجدي جميلة جدا وكان قلبها لا يصدق أنه جاء الوقت ليستريح ، كانت في غاية الفرح بهذا الزواج .
وتم الزواج وسافرا معا لقضاء شهر العسل في احدى الدول الأوربية وبعد العودة بدأت سونيا في الانتظام في الجامعة وكان زوجها يساعدها في كل شيء حتى انهت دراستها .
عاشت سونيا أحلى سنوات عمرها مع مجدي وأنجبت منه ولد وبنت واتفقا معا على أن يحققا لأولادهما حياة سعيدة وهنيئة .

هكذا انتهت رحلة سونيا مع عالم الرجال وتأكدت أن عالم الرجال ليسوا جميعهم مثل بعضهم .. كما أن عالم النساء أيضا ليسوا كلهن مثل بعضهن ..

خلق الله البشر أنواع منهم المعدن الرخيص ومنهم المعدن الغالي .. ولا يستطيع أحد أن يحكم على الكل بمجرد أن يجد الجزء شيء آخر
شكرا لمن اتبع قصتي وأرجوا أن تكون نالت اعجابكم .


النهــــــــــــــاية
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
بارك الله فيك اختي
قصة مؤثراا فعلا وفي نفس عبرة للجميعــ،،
الكثير من الاولاد ذهبوا ضحية انفصال وطيش الوالدين
اللهم اصلح احوال المسلمين ان شاء الله
بالتوفيق للجميعــ،،
 
طوييييييييييييييييييييييييييلة
بصح زينة
 


أكتب ردك هنا...
العودة
Top