الفصل الثالث
الجزء الثاني
تذهب سونيا إلى منزل زميلة أحمد زوجها على أنها خادمة وتتعرف على زميلته وتبدأ زميلته بتعريف سونيا على البيت وطرق تنظيف البيت ، ولكن سونيا بداخلها تشعر أنها فقدت كل شيء ( كرامتها ـ احترامها لزوجها ذو المنصب المرموق الذي لا يستطيع أن يفعل لها شيء ـ كل شيء انتهى في نظر سونيا ) وفجأة وجدت نفسها تفتح باب شقة زميلة زوجها وتسرع هاربة إلى الشارع والدموع تتساقط من عينيها على ما وصلت إليه .. سألت سونيا نفسها ( خدمة بخدمة ولتكن أختي أولى بهذه الخدمة وسوف أتحمل حتى تنتهي أشهر الحمل وبعدها سوف يصير خير ) وبالفعل ذهبت سونيا إلى منزل أختها وترجتها في أن تدعها تسكن لديها وأنها لن تستقبل زوجها لديها مرة اخرى .. مرت شهور الحمل وسونيا كل يوم تنال من أختها كل طرق العذاب سواء المعنوي أو الجسدي .
وفي يوم من الأيام استيقظت سونيا على ألام الوضع فصرخت لتنادي أختها منال لكي تساعدها على الذهاب إلى المستشفى وبالفعل ذهبت إلى المستشفى حيث تركتها منال هناك وجلست سونيا وحيده مع ألام الوضع دون أن يكون أحد بجانبها لكي يخفف عنها ما تشعر به . تلد سونيا طفلها الثاني الذي أطلقت عليه اسم ( يوسف ) ولكنها لم تكن تشعر بفرحة بهذا المولود لقد فقدت سونيا الشعور بالحب والفرح والسعادة وأصبح الحزن هو الشعور الدائم لها .. جلست سونيا على الفراش في المستشفى ودموعها تتساقط وهي تسأل نفسها ( أين الأهل ؟ أين زوجي ؟ لايوجد من يسأل عني ولا حتى ليطمئن على صحتي ) وأثناء حديثها مع نفسها يدخل عليها الطبيب ويقرر الخروج لها من المستشفى ، نظرت إليه سونيا وهي تترجاه بعينيها ( أرجوك دكتور دعني يوم أو يومين هنا حتى أسترد صحتي ) ولكن الطبيب لم يستمع لكلام عينيها وبالفعل خرجت سونيا من المستشفى وهي تحمل بين زراعيها طفلها يوسف وذهبت إلى منزل أختها منال مشيا على أقدامها وكانت تعتقد أن أختها منال سوف تعاملها معاملة طيبة حينما تراها مجهدة ولكن منال كانت مجردة من هذا الشعور بل قابلت سونيا مقابلة جافة خالية من أي شيء به نوع من العطف والحنان .
ازداد الأمر سوء حينما وجدت سونيا نفسها ملزمة برعاية طفلها يوسف وطفل أختها وأعمال المنزل واهمالها للدراسة ، لكنها في قرارة نفسها لا تريد أن تستسلم لهذا الواقع المرير ، إلى أن جاء يوم قابلت فيه إحدى جارات أختها منال وهي سميرة التي كانت تعمل في احدى الدول هي وزوجها ، كانت سميرة على علم بظروف سونيا الصعبة فبدأت تخفف عنها ودار بينها وبين سونيا هذا الحوار
سميرة : كيف حالك سونيا ؟
سونيا : الحمد لله مازلت أعاني من العذاب الذي أعيش فيه وزاد همي بعد يوسف وكل تفكيري في الحصول على مبلغ من المال لكي أجد لنفسي سكن أعيش فيه أنا ويوسف وداليا ابنتي وبعدها استطيع أن أكمل دراستي .
سميرة : مازلت صغيرة على ما يحدث لك ، والله ما أدري ماذا أفعل لكي أساعدك ؟
سونيا : تساعديني أنا !! تعرفي من يوم ما وجدت نفسي في هذه الحياة لم أقابل أحد يقدم لي المساعدة كل شيء لازم أنا أقوم به مهما كان .
سميرة : اسمعي ياسونيا عندي لك فكرة لماذا لا تسافري سنة تشتغلي في الخارج لتجمعي المال الذي يلزمك للحصول على سكن ؟
سونيا : أسافر طيب والدراسة ويوسف وداليا ؟
سميرة : داليا اتركيها مع أختك الكبيرة تعتني بها مثل الأول ويوسف اتركيه لوالده يعتني به إلى أن ترجعي والدراسة ممكن تقدمي على اعتذار في الجامعة لمدة سنة وبعد ما ترجعي تقدري تجمعي أولادك وترجعي للدراسة .
سونيا : والله فكرة خلاص أنا بستعد للسفر وانشاء الله أنجح في الحصول على المال اللازم لي .
وبالفعل تعمل سونيا بنصيحة سميرة وتسافر للعمل في الخارج ، تمر سنة وتجمع سونيا مبلغ من المال وتعود إلى وطنها ، بعد العودة تبحث سونيا على سكن لها وبالفعل تجد هذا السكن المتواضع البسيط لأن المال الذي جمعته لم يكن بالمال الكثير ولكنها تشعر بالسعادة الكبيرة لحصولها على هذا السكن .
تحاول سونيا الاتصال بزوجها أحمد لكي تأخذ منه طفلها ولكن أحمد حينما يذهب إليها ويرى السكن الذي تسكن فيه يرفض أن يترك ابنه يوسف لها ويرفض أن يدعها تراه بعد هذا الغياب ، فتبدأ سونيا بعدة محاولات لكي ترى ابنها يوسف ولكن جميع محاولتها انتهت بالفشل ولكن سونيا تعيش على أمل أن ترى ابنها في يوم من الأيام ، رجعت سونيا للدراسة والعمل سويا وأصبح العبء ثقيل عليها حيث أنه وجب عليها الحصول على المال الكافي لاجار السكن والأكل والملبس ومصاريف الجامعة وبالرغم من كل هذا كانت قادرة على أن تحقق كل ما تحلم به .
وفي يوم من الأيام اتصلت بزوجها أحمد وطلبت منه أن تقابله في سكنها وبالفعل حضر أحمد لديها وبدأت سونيا في الحديث معه بخصوص حياتهما فهي مازالت زوجته ، ففوجئت بأحمد يرفض الحياة معها في هذا السكن بل أكثر من ذلك لقد عرض عليها أن يحضر في بعض الأوقات وهذا ما رفضته سونيا وبعد حديث طويل بينهما قررت الطلاق من أحمد الذي رفض في باديء الأمر ولكنه بعد ذلك وافق بعد أن وجهت إليه سونيا تهديد بالاتصال بوالدته ، وبالفعل تم الطلاق .
عاشت سونيا حياة هادئة في سكنها المتواضع وهي لا تفكر في أي شيء سوى المذاكرة والعمل فقط ، وفي يوم من الأيام اتصلت بها احدى صديقتها لمقابلتها في احدى الأماكن العامة ، ذهبت سونيا لمقابلة صديقتها وهي في غاية الشوق لرؤياها ، انها صديقة الدراسة الثانوية أنها ابتسام التي كانت مشهورة بخفة ظلها وشقوتها المرحة .
جلسا الصديقتين معا لحظات جميلة تتضمنها ذكريات الدراسة الجميلة وفجأة وقعت عين سونيا على رجل في العقد الرابع من العمر كان يرتدي ملابس أنيقة ويتحدث مع النادل بطريقة في غاية الرقة والأدب ولكن ما جذبها اليه نظراته إليها ، نهض هذا الرجل من مكانه واتجه نحو المكان التي كانت سونيا تجلس فيه هي وصديقتها ، وبصوت عذب ألقى التحيه عليهما وطلب منهما أن يسمحوا له بالجلوس معهما ، اندهشت سونيا وابتسام من تصرفات هذا الرجل ولكن أما فضولهما رحبوا به في الانضمام لهما .
سونيا بدأت توجه له الحديث وكان أول سؤال وجهته إليه : من أنت ؟
قال لها : أنا مجدي رجل أعمال كنت مغترب في دول الغرب عشرون عام وهذه أول مرة أكلم فيها أحد بعد عودتي .
سونيا : نعم مجدي لقد أثر عليك جلوسك في بلاد الغرب تأثير كبير لدرجة أنك لم تشعر بخجل يوم طلبت منا الجلوس معنا وبالرغم من أن هذه ليست عاداتنا فنحن رحبنا بك .
مجدي : شكرا لكما على الترحيب ولكن أنا أريد التعرف عليك أكثر ؟
سونيا : أنا ولماذا ؟
مجدي : لا أدري لحظة ما رأيتك وجدت شيء يجذبني إليك .
سونيا وهي تضحك : خير انشاء الله .
مجدي : انت متزوجة ؟
سونيا : لا مطلقة ولعلمك مرتين .
مجدي : غير معقول أنت مازلت صغيرة
سونيا : عندي عشرون عام وادرس في الجامعة وممكن تقول عني يتيمة
مجدي : اطمع في لقاء آخر بيننا !
سونيا بعصبية شديدة : آسفة أنا لا أفضل أن أقابلك ولا حت أقابل غيرك من الرجال كفاني ما حدث لي .
مجدي : صدقيني لن تندمي أريد أن أتعرف عليك أكثر .
سونيا : ولماذا ؟ تريد الزواج مني ( قالتها بسخرية )
مجدي : ولما لا بالفعل أنا أبحث عن زوجة ولم أجد حتى الآن ولكن يوم رأيتك شعرت أن تكوني أنت الزوجة .
هل سوف تتزوج سونيا من مجدي ؟ هذا ما سوف نعرفه في الفصل الرابع