الأمهات العازبات مثار قلق واهتمام المجتمع الجزائري
الأمهات العازبات مشكلة تجثم على مصير الآلاف وتؤرق المجتمع الجزائري، رغم ما تبذله الدولة من جهود في محاولة لعلاج أعراض وتداعيات الظاهرة.
حنان واحدة من نتاج علاقة غير شرعية, انتهى بها المطاف بعد رحلة بحث طويلة عن اسم عائلي في أحد المراكز الاجتماعية الذي يضم العديد من الأمهات العازبات وأطفالهن وتقول حنان في تقرير بثته "العربية" الجمعة 9-10-2009 في برنامج نهاية الأسبوع: "ما ذنبي أن فرض عليّ القدر أن أولد بفعل خطيئة".
ومشكلة حنان لا تقف عند كيفية مجيئها إلى الحياة, ولكن كيف تواصل رحلتها فيها, فهى قد قاربت على سن الزواج وتخاف أن يجرفها التيار فتصبح مثل بعض أصدقائها في مركز التكفل الاجتماعي.
كاميرا "العربية" التقت إحدى الأمهات العازبات في المركز تدعى نوال والتي أبدت ندمها عما اقترفت وما آل إليه مصيرها ومصير أبنائها. بينما لاتزال صديقتها حليمة, العازبة أيضاً، تنتظر وعود الدولة بالتكفل بها وبأبنائها.
وتفيد إحصاءات المراكز التي تُعنى بتلك الفئة في المجتمع الجزائري بأن أكثر من 3000 أم عازبة تنضم لفئة الأمهات العازبات في الجزائر سنوياً.
وأغلب هؤلاء كنّ مشردات في الشوارع قبل أن ينجبن بطرق غير مشروعة, وتتوزع باقي الأسباب ما بين عوامل الاغتصاب, وزنى المحارم , والجهل والأمية.
وقال جمال ولد عباس، وزير التضامن الجزائري، إن المشكلة بدأت تثير المخاوف خصوصاً في ما يتعلق بوضعية الأبناء غير الشرعيين، وهو ما دفع بالحكومة إلى اتخاذ احتياطات وتدابير للتكفل بضحايا الظاهرة ويرى علماء الاجتماع أنه مما زاد من تفشّي الظاهرة هو سنوات الإرهاب في البلاد التي عرفت انتشار من يطلق عليهم بأبناء الجبل أو الإرهاب, هذا فضلاً عن اتساع دائرة الأمية والفقر التي ساهمت أيضاً في تسلل الخطيئة بكل أنواعها داخل المجتمع.
من جانبه، كشف وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس أن ظاهرة الأمهات العازبات ظاهرة عربية وليست جزائرية فقط، بدليل الاجتماع المهم الذي انعقد أخيراً لإيجاد حل للظاهرة.
وقال ولد عباس لـ"العربية.نت" إن خبراء في المجال الاجتماعي يمثلون 17 حكومة عربية رفعوا توصية مشتركة عاجلة بضرورة حماية فئة الأمهات العازبات، عقب استعراض التجربة الجزائرية في هذا المجال. وسجل الوزير أنه "يشعر بالشجاعة في التعاطي مع هذا الملف من ناحية أن الأمهات العازبات هن ضحية للقهر الاجتماعي والتفكك الأسري".
ورداً على سؤال "العربية.نت" بخصوص التهمة التي تلاحقه من طرف معارضي فكرة تخصيص أجرة شهرية للأمهات العازبات، بحجة "تشجيع المجتمع على الفساد"، بقوله "تلقيت استفساراً من نائب إسلامي في البرلمان العام الماضي وأجبته بعبارة صريحة: البشر لا يحاسب بشراً"، في إشارة حسب الوزير ولد عباس إلى أن خطيئة البشر لا يحاسب عليها سوى الخالق وحده.
ووفق هذا المنطق يقول وزير التضامن جمال ولد عباس إن "الجزائر تأتي في طليعة الدول العربية التي تعاني من ظاهرة الأمهات العازبات، كما أنها في مقدمة الدول التي خصصت اهتماماً كبيراً لحماية هذه الفئة، لكنه رفض الكشف عن العدد الحقيقي لظاهرة الأمهات العازبات.
وبالنسبة لولد عباس فإن "وزارته تمكنت من إقناع 511 أماً عازبة بالاحتفاظ بأبنائها غير الشرعيين بعد إخضاعهن لتأهيل مهني واجتماعي"، كاشفاً في السياق أن "سنة 2008 شهدت 2890 مولوداً نتاج علاقة غير شرعية".
وسجل المتحدث أن "ظاهرة أبناء الجبال أقل بكثير من ظاهرة الأبناء غير الشرعيين"، مشيراً إلى أن الأبناء المولودين في الجبال خلال الأزمة الأمنية خصصت لهم الدولة تدابير حماية في إطار المصالحة الوطنية أما وزير الشؤون الدينية الأسبق رئيس جمعية العلماء المسلمين، الشيخ عبدالرحمن شيبان، فألح في حديثه لـ"العربية.نت" على "ضرورة مراعاة الجانب الشرعي في معالجة ملف الأمهات العازبات، بإشراك ممثل عن الشؤون الدينية في لجان ملفات الأمهات العازبات"، وقال شيبان إن
الظاهرة "أمر واقع وجب معالجته باتجاه محاصرة الظاهرة، من خلال تحصين المرأة بالتربية الدينية الصحيحة، وهي مهمة المدرسة والمسجد والمجتمع الجزائري من أكثر المجتمعات محافظة، ولا توجد فضيحة لدى أفراده أسوأ مما يسمونه "التكراش" او فضيحة الحمل غير الشرعي، وهي فضيحة لا تغسلها إلا "السانترا" وهي التسمية الشعبية للبندقية ولا تخلو الصحف الجزائرية في صفحاتها الداخلية من أخبار العثور على أطفال حديثي الولادة في أكياس القمامة او على قارعة الطرقات، تم التخلص منهم خوفاً من الفضيحة.
العربية

الأمهات العازبات مشكلة تجثم على مصير الآلاف وتؤرق المجتمع الجزائري، رغم ما تبذله الدولة من جهود في محاولة لعلاج أعراض وتداعيات الظاهرة.
حنان واحدة من نتاج علاقة غير شرعية, انتهى بها المطاف بعد رحلة بحث طويلة عن اسم عائلي في أحد المراكز الاجتماعية الذي يضم العديد من الأمهات العازبات وأطفالهن وتقول حنان في تقرير بثته "العربية" الجمعة 9-10-2009 في برنامج نهاية الأسبوع: "ما ذنبي أن فرض عليّ القدر أن أولد بفعل خطيئة".
ومشكلة حنان لا تقف عند كيفية مجيئها إلى الحياة, ولكن كيف تواصل رحلتها فيها, فهى قد قاربت على سن الزواج وتخاف أن يجرفها التيار فتصبح مثل بعض أصدقائها في مركز التكفل الاجتماعي.
كاميرا "العربية" التقت إحدى الأمهات العازبات في المركز تدعى نوال والتي أبدت ندمها عما اقترفت وما آل إليه مصيرها ومصير أبنائها. بينما لاتزال صديقتها حليمة, العازبة أيضاً، تنتظر وعود الدولة بالتكفل بها وبأبنائها.
وتفيد إحصاءات المراكز التي تُعنى بتلك الفئة في المجتمع الجزائري بأن أكثر من 3000 أم عازبة تنضم لفئة الأمهات العازبات في الجزائر سنوياً.
وأغلب هؤلاء كنّ مشردات في الشوارع قبل أن ينجبن بطرق غير مشروعة, وتتوزع باقي الأسباب ما بين عوامل الاغتصاب, وزنى المحارم , والجهل والأمية.
وقال جمال ولد عباس، وزير التضامن الجزائري، إن المشكلة بدأت تثير المخاوف خصوصاً في ما يتعلق بوضعية الأبناء غير الشرعيين، وهو ما دفع بالحكومة إلى اتخاذ احتياطات وتدابير للتكفل بضحايا الظاهرة ويرى علماء الاجتماع أنه مما زاد من تفشّي الظاهرة هو سنوات الإرهاب في البلاد التي عرفت انتشار من يطلق عليهم بأبناء الجبل أو الإرهاب, هذا فضلاً عن اتساع دائرة الأمية والفقر التي ساهمت أيضاً في تسلل الخطيئة بكل أنواعها داخل المجتمع.
من جانبه، كشف وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس أن ظاهرة الأمهات العازبات ظاهرة عربية وليست جزائرية فقط، بدليل الاجتماع المهم الذي انعقد أخيراً لإيجاد حل للظاهرة.
وقال ولد عباس لـ"العربية.نت" إن خبراء في المجال الاجتماعي يمثلون 17 حكومة عربية رفعوا توصية مشتركة عاجلة بضرورة حماية فئة الأمهات العازبات، عقب استعراض التجربة الجزائرية في هذا المجال. وسجل الوزير أنه "يشعر بالشجاعة في التعاطي مع هذا الملف من ناحية أن الأمهات العازبات هن ضحية للقهر الاجتماعي والتفكك الأسري".
ورداً على سؤال "العربية.نت" بخصوص التهمة التي تلاحقه من طرف معارضي فكرة تخصيص أجرة شهرية للأمهات العازبات، بحجة "تشجيع المجتمع على الفساد"، بقوله "تلقيت استفساراً من نائب إسلامي في البرلمان العام الماضي وأجبته بعبارة صريحة: البشر لا يحاسب بشراً"، في إشارة حسب الوزير ولد عباس إلى أن خطيئة البشر لا يحاسب عليها سوى الخالق وحده.
ووفق هذا المنطق يقول وزير التضامن جمال ولد عباس إن "الجزائر تأتي في طليعة الدول العربية التي تعاني من ظاهرة الأمهات العازبات، كما أنها في مقدمة الدول التي خصصت اهتماماً كبيراً لحماية هذه الفئة، لكنه رفض الكشف عن العدد الحقيقي لظاهرة الأمهات العازبات.
وبالنسبة لولد عباس فإن "وزارته تمكنت من إقناع 511 أماً عازبة بالاحتفاظ بأبنائها غير الشرعيين بعد إخضاعهن لتأهيل مهني واجتماعي"، كاشفاً في السياق أن "سنة 2008 شهدت 2890 مولوداً نتاج علاقة غير شرعية".
وسجل المتحدث أن "ظاهرة أبناء الجبال أقل بكثير من ظاهرة الأبناء غير الشرعيين"، مشيراً إلى أن الأبناء المولودين في الجبال خلال الأزمة الأمنية خصصت لهم الدولة تدابير حماية في إطار المصالحة الوطنية أما وزير الشؤون الدينية الأسبق رئيس جمعية العلماء المسلمين، الشيخ عبدالرحمن شيبان، فألح في حديثه لـ"العربية.نت" على "ضرورة مراعاة الجانب الشرعي في معالجة ملف الأمهات العازبات، بإشراك ممثل عن الشؤون الدينية في لجان ملفات الأمهات العازبات"، وقال شيبان إن
الظاهرة "أمر واقع وجب معالجته باتجاه محاصرة الظاهرة، من خلال تحصين المرأة بالتربية الدينية الصحيحة، وهي مهمة المدرسة والمسجد والمجتمع الجزائري من أكثر المجتمعات محافظة، ولا توجد فضيحة لدى أفراده أسوأ مما يسمونه "التكراش" او فضيحة الحمل غير الشرعي، وهي فضيحة لا تغسلها إلا "السانترا" وهي التسمية الشعبية للبندقية ولا تخلو الصحف الجزائرية في صفحاتها الداخلية من أخبار العثور على أطفال حديثي الولادة في أكياس القمامة او على قارعة الطرقات، تم التخلص منهم خوفاً من الفضيحة.
العربية