- إنضم
- 19 جانفي 2009
- المشاركات
- 2,373
- نقاط التفاعل
- 147
- النقاط
- 79
صدى الملاعب – نسيم لكحل - الجزائر
عندما جاء إلى وفاق سطيف عام 2005، لم يكلف عقد اللاعب أكثر من 10 آلاف يورو لمدة ثلاث سنوات، والآن يشترط عبد الحكيم سرار -رئيس النادي- مبلغا لا يقل عن 2 مليون يورو لتسريح النجم الجديد والهداف "عبد الملك زياية" إلى نادي سوشو الفرنسي، أو إلى أي ناد أوروبي آخر يرغب في ضم سابع أحسن هداف حاليا بمجموع 16 هدفا في المنافسات الدولية التي لعبها خلال هذا الموسم.
هذه الأرقام تلخص قصة صعود صاروخي لنجم أصبح محور الأحاديث مؤخرا في الجزائر، وأصبح مطلب الجماهير الجزائرية التي تريده هدافا للخضر في المونديال الإفريقي المقرر في أنجولا في يناير المقبل.
البداية
قبل أكثر من أربع سنوات كان الفتى عبد الملك زياية يلعب في ناد صغير اسمه "ترجي قالمة" لم يكن يدري وقتها أَنْ ستقذفُ به الأحداث إلى دائرة الأضواء العالمية، عندما بدأ "الحكيم" عبد الحكيم سرار رحلة اصطياد العصافير النادرة خلال تلك السنة لجلبهم إلى الفريق العريق والغريق وقتها وفاق سطيف.
كان الكل يضحك على السيد سرار وهو يبحث في قعر البحر في وقت كان رؤساء باقي الأندية يصطادون النجوم من مختلف الفرق التي يلعبون لها، ولم يتوقع أحد أن هذه السياسة التي ينتهجها سرار سوف تجعل من وفاق سطيف بعد بضع سنوات فقط رقما صعبا في معادلة كرة القدم الجزائرية، بل كان له الفضل في إعادة الكرة الجزائرية إلى واجهة الأحداث بعد قرابة عشرين عاما لم تكن فيها كرة القدم الجزائرية شيئا مذكورا في المحافل الكروية والإقليمية والعالمية، وبالتحديد منذ فوزها بكأس الأمم الإفريقية الوحيدة عام 1990 التي احتضنتها الجزائر، وكانت خلاصة جيل ذهبي من النجوم على غرار ماجر ومغارية ومناد، لتبدأ رحلة السقوط إلى الهاوية بالنسبة للكرة الجزائرية التي لم تعد إلى الواجهة إلا في كأس إفريقيا للأمم عام 2004 بتونس التي أبانت عن بصيص من الأمل سرعان ما تلاشى بعد أن غاب الخضر عن دورتين متتاليتين للكأس الإفريقية نسي فيها العالم بأسره وجود لعبة تسمى كرة القدم في الجزائر.
الحكيم سرار
الحكيم سرار الذي كان قائدا للحضر عندما فازو بالكأس الإفريقية عام 1990، في هذه الأثناء التي وجد فيها نفسه على رأس نادي وفاق سطيف كان يخطط لبعث هذا الفريق من تحت الرماد بعدما أفل نجمه هو الآخر منذ فوزه بكأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1988 ضد أيوانوانيو النيجيري برباعية تاريخية تشهد عليها ليلة مثلجة، ثم فوزه عام 1990 بالكأس الأفروأسيوية، أما السد القطري الذي هزمه رفاق الأسطورة نصر الدين عجيسة ذهابا في قسنطينة بثنائية وإيابا بثلاثية في الدوحة كانت بمثابة نقطة التحول في تاريخ النادي الذي عاش فيما بعد مرحلة من الأفول استمرت أكثر من 17 سنة كاملة.
في الوقت الذي شكك فيه جميع المتابعين وحتى أنصار "النسر الأسود" -لقب وفاق سطيف- في إمكانية إعادة الأمجاد العريقة عن طريق لاعبين مغمورين في ذلك الوقت من أمثال الحاج عيسى، وعبد الملك زياية، كان للواقع كلام آخر لم يكن يعلم به إلا الله وعبد الحكيم سرار الذي يبدو أنه كان يعلم جيدا ماذا يفعل، وهو الآن يحصد ماديا ومعنويا سياسة البحث عن العصافير النادرة التي تحقق لها في البداية حلم اللعب لناد كبير اسمه وفاق سطيف، وهي تطمح الآن للعب على أعلى مستوى، بل أصبحت هذه العصافير مطاردة من صيادين آخرين على المستوى الدولي.
صفقة حاج عيسى أو "باجيو العرب" لم تعد تخفى على أحد، وهو الموهبة التي تتمناها كل الأندية العربية على الأقل، فقد بزغت هذه الأسابيع قصة نجاح أخرى لمهاجم من طراز نادر بهر جميع المتتبعين اسمه عبد الملك زياية الذي سجل 16 هدفا في المنافسات الدولية خلال هذا الموسوم جعلته يحتل المركز السابع عالميا في قائمة ترتيب أحسن الهدافين التي يعدها المركز الدولي لإحصائيات كرة القدم.
كان اللاعب المذكور تحت أنظار مناجرة (مديري) نادي "سوشو" الفرنسي خلال مقابلة الذهاب التي لعبها وفاق سطيف يوم السبت الماضي ضد الملعب المالي في إطار نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية وهي المنافسة التي اكتشفها اللاعب لأول مرة، وكشفت هي الأخرى للعالم هدافا من طراز نادر قد يكون له شأن في المستقبل القريب، وخصوصا لو شارك في نهائيات كأس إفريقيا للأمم في صفوف المنتخب الجزائري.. وقد أعجب المناجير (وكيل اللاعبين) عبد الغني جداوي بإمكانيات زياية، وطلب من مسؤولي النادي الفرنسي التعاقد بسرعة معه قبل أن تخطفه أندية أخرى، وهو الذي شاهد اللاعب يسجل هدفين بطريقة رائعة في مرمى حارس منتخب مالي الأول خلال تلك المواجهة، وكان سما قاتلا في دفاع الملعب المالي الذي تنفس مدربه الصعداء بعد أن أشهر الحكم الجنوب إفريقي البطاقة الحمراء في وجه النجم زياية في نهاية اللقاء.. وهي البطاقة التي تحرمه من لعب مواجهة الإياب بباماكو المالية؛ حيث قال مدرب الملعب المالي: "مهمتنا سوف تكون أسهل في غياب اللاعب زياية الذي أقلقنا كثيرا".
رئيس نادي سطيف عبد الحكيم سرار الذي يوصف بالذكاء إلى درجة "الخبث الكروي" بمفهومه الإيجابي، ليس مستعجلا في بيع نجمه وهداف فريقه في الوقت الحالي، لأنه متيقن من أن قيمة زياية سوف ترتفع أكثر عندما تتاح له فرصة المشاركة مع "الخضر" في نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقررة في يناير من العام المقبل، وذلك ليس ببعيد لرجل أثبت فعلا أنه ينظر بعيدا عندما يخطط لأمر ما وهو ما يشهد له في خطة العصافير النادرة التي نجحت على الأقل مع الحاج عيسى، وعبد الملك زياية.
عندما جاء إلى وفاق سطيف عام 2005، لم يكلف عقد اللاعب أكثر من 10 آلاف يورو لمدة ثلاث سنوات، والآن يشترط عبد الحكيم سرار -رئيس النادي- مبلغا لا يقل عن 2 مليون يورو لتسريح النجم الجديد والهداف "عبد الملك زياية" إلى نادي سوشو الفرنسي، أو إلى أي ناد أوروبي آخر يرغب في ضم سابع أحسن هداف حاليا بمجموع 16 هدفا في المنافسات الدولية التي لعبها خلال هذا الموسم.
هذه الأرقام تلخص قصة صعود صاروخي لنجم أصبح محور الأحاديث مؤخرا في الجزائر، وأصبح مطلب الجماهير الجزائرية التي تريده هدافا للخضر في المونديال الإفريقي المقرر في أنجولا في يناير المقبل.
البداية
قبل أكثر من أربع سنوات كان الفتى عبد الملك زياية يلعب في ناد صغير اسمه "ترجي قالمة" لم يكن يدري وقتها أَنْ ستقذفُ به الأحداث إلى دائرة الأضواء العالمية، عندما بدأ "الحكيم" عبد الحكيم سرار رحلة اصطياد العصافير النادرة خلال تلك السنة لجلبهم إلى الفريق العريق والغريق وقتها وفاق سطيف.
كان الكل يضحك على السيد سرار وهو يبحث في قعر البحر في وقت كان رؤساء باقي الأندية يصطادون النجوم من مختلف الفرق التي يلعبون لها، ولم يتوقع أحد أن هذه السياسة التي ينتهجها سرار سوف تجعل من وفاق سطيف بعد بضع سنوات فقط رقما صعبا في معادلة كرة القدم الجزائرية، بل كان له الفضل في إعادة الكرة الجزائرية إلى واجهة الأحداث بعد قرابة عشرين عاما لم تكن فيها كرة القدم الجزائرية شيئا مذكورا في المحافل الكروية والإقليمية والعالمية، وبالتحديد منذ فوزها بكأس الأمم الإفريقية الوحيدة عام 1990 التي احتضنتها الجزائر، وكانت خلاصة جيل ذهبي من النجوم على غرار ماجر ومغارية ومناد، لتبدأ رحلة السقوط إلى الهاوية بالنسبة للكرة الجزائرية التي لم تعد إلى الواجهة إلا في كأس إفريقيا للأمم عام 2004 بتونس التي أبانت عن بصيص من الأمل سرعان ما تلاشى بعد أن غاب الخضر عن دورتين متتاليتين للكأس الإفريقية نسي فيها العالم بأسره وجود لعبة تسمى كرة القدم في الجزائر.
الحكيم سرار
الحكيم سرار الذي كان قائدا للحضر عندما فازو بالكأس الإفريقية عام 1990، في هذه الأثناء التي وجد فيها نفسه على رأس نادي وفاق سطيف كان يخطط لبعث هذا الفريق من تحت الرماد بعدما أفل نجمه هو الآخر منذ فوزه بكأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1988 ضد أيوانوانيو النيجيري برباعية تاريخية تشهد عليها ليلة مثلجة، ثم فوزه عام 1990 بالكأس الأفروأسيوية، أما السد القطري الذي هزمه رفاق الأسطورة نصر الدين عجيسة ذهابا في قسنطينة بثنائية وإيابا بثلاثية في الدوحة كانت بمثابة نقطة التحول في تاريخ النادي الذي عاش فيما بعد مرحلة من الأفول استمرت أكثر من 17 سنة كاملة.
في الوقت الذي شكك فيه جميع المتابعين وحتى أنصار "النسر الأسود" -لقب وفاق سطيف- في إمكانية إعادة الأمجاد العريقة عن طريق لاعبين مغمورين في ذلك الوقت من أمثال الحاج عيسى، وعبد الملك زياية، كان للواقع كلام آخر لم يكن يعلم به إلا الله وعبد الحكيم سرار الذي يبدو أنه كان يعلم جيدا ماذا يفعل، وهو الآن يحصد ماديا ومعنويا سياسة البحث عن العصافير النادرة التي تحقق لها في البداية حلم اللعب لناد كبير اسمه وفاق سطيف، وهي تطمح الآن للعب على أعلى مستوى، بل أصبحت هذه العصافير مطاردة من صيادين آخرين على المستوى الدولي.
صفقة حاج عيسى أو "باجيو العرب" لم تعد تخفى على أحد، وهو الموهبة التي تتمناها كل الأندية العربية على الأقل، فقد بزغت هذه الأسابيع قصة نجاح أخرى لمهاجم من طراز نادر بهر جميع المتتبعين اسمه عبد الملك زياية الذي سجل 16 هدفا في المنافسات الدولية خلال هذا الموسوم جعلته يحتل المركز السابع عالميا في قائمة ترتيب أحسن الهدافين التي يعدها المركز الدولي لإحصائيات كرة القدم.
كان اللاعب المذكور تحت أنظار مناجرة (مديري) نادي "سوشو" الفرنسي خلال مقابلة الذهاب التي لعبها وفاق سطيف يوم السبت الماضي ضد الملعب المالي في إطار نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية وهي المنافسة التي اكتشفها اللاعب لأول مرة، وكشفت هي الأخرى للعالم هدافا من طراز نادر قد يكون له شأن في المستقبل القريب، وخصوصا لو شارك في نهائيات كأس إفريقيا للأمم في صفوف المنتخب الجزائري.. وقد أعجب المناجير (وكيل اللاعبين) عبد الغني جداوي بإمكانيات زياية، وطلب من مسؤولي النادي الفرنسي التعاقد بسرعة معه قبل أن تخطفه أندية أخرى، وهو الذي شاهد اللاعب يسجل هدفين بطريقة رائعة في مرمى حارس منتخب مالي الأول خلال تلك المواجهة، وكان سما قاتلا في دفاع الملعب المالي الذي تنفس مدربه الصعداء بعد أن أشهر الحكم الجنوب إفريقي البطاقة الحمراء في وجه النجم زياية في نهاية اللقاء.. وهي البطاقة التي تحرمه من لعب مواجهة الإياب بباماكو المالية؛ حيث قال مدرب الملعب المالي: "مهمتنا سوف تكون أسهل في غياب اللاعب زياية الذي أقلقنا كثيرا".
رئيس نادي سطيف عبد الحكيم سرار الذي يوصف بالذكاء إلى درجة "الخبث الكروي" بمفهومه الإيجابي، ليس مستعجلا في بيع نجمه وهداف فريقه في الوقت الحالي، لأنه متيقن من أن قيمة زياية سوف ترتفع أكثر عندما تتاح له فرصة المشاركة مع "الخضر" في نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقررة في يناير من العام المقبل، وذلك ليس ببعيد لرجل أثبت فعلا أنه ينظر بعيدا عندما يخطط لأمر ما وهو ما يشهد له في خطة العصافير النادرة التي نجحت على الأقل مع الحاج عيسى، وعبد الملك زياية.