لست ادري لمذا يذوب هذا الوطن و تتقزّم قوامه كلّما حلّ علينا او يحيى ضيفا .
في كلّ مرة يظهر الرّجل للعلن , ترى هذا الوطن يجرّ رجليه بحسرة شادًّا سرواله خشية السّقوط , و لهذا ما فتئ الرّجل يصرخ فينا "شدّو الحزام شدّوا الحزام !! " ...هو يخشى علينا التعرّي بالشوارع العاصمة , عيب ان ترى مواطن جزائري في عصر العزّة و الكرامة حزام سرواله قارب ركبتيه .
أم تراه يخشى علينا من السّمنة ؟؟ ألم تعلموا يرعاكم الله انّ شعب امريكا العظمى بعظمته المُعظّمه مهدد بالغباء بسبب السّمنة المفرطة ؟ لأنهم يرعاكم الله كلّما شغلّوا التلفاز تقابلهم اعلانات كنتاكي و الماكدونالد بأبخس الأثمان , ليس كحال تلفازنا كلّما شُغل ينبري منه البُع بُع اويحي صارخا " شدّو الحزام شدُو الحزام لا استيراد بعد اليوم لا كيندر و لا سيارات الضريبة ارتفعت البترول نفذ الخزينة فرغت البرميل انخفض الدولار هوى .."
سيدي اويحيى لم يعُد ينفع معنا حزام لأنه مشدود عن آخر بكرة ابيه , حتى اننا لم نعد نستعمله , اصبح الحزام اليوم يعبر عن البورجوازية و مظهر من مظاهر الشّبع , استبدلناه بمعاصم السّاعات اليدوية فهي اريح و على مقاس بطوننا تماما ,
كذلك سيدي اويحيى "الماندرينا" التي كنّا نرمي بعضنا البعض بها زمانا للتفكّه و اللّعب .. باتت اليوم تعبر عن البورجوازية , رأيت بعض الاشخاص آخذ صورة مع 5 كيلو ماندارينا بنقّاله حتى يوهم زملاؤه انه غني و "لاباس بيهم" , البعض استبدل كعكة الخطوبة بكيس ماندارينا . ... اصبح كيلو برتقال بثلاجة المنزل يعبّر عن البورجوازية الباريسية سيدي او يحيى .
كذلك العدس و الفاصوليا يا سيدي , هذه الحبوب التي كانت بالأمس تعبّر عن البؤس حتى لُقّبت بؤكلة المساجين .. كنا نسخر من آكلها و طابخها و بائعها و المبيوعت اليه... أصبحت اليوم من سلع الكمالية ان لم نقل الرّفاهية .
سيدي في بيتنا كل شيئ مُكتّض لآخره إلاّ الثلاجة لم يحصل لها الشّرف بعد , في حرّ الصّيف كنّا نستر خواءها بقوارير بلاستيكية ,أمّا و الشّتاء قد حل كيف السّبيل لاسكات جوعها ؟
لا تقّلّي اللّحم يارعاك الله , فلحمنا لا يحتاج للثلاجة لانه يأتي مُثّلج , و لا يحتاج لثلاجة لأنّه لحم مُزيّف كالسّمك المزيف و السّكر المزيف و القهوة المغشوشة و البطاطا الخنزيرية .....
زيف ! كذلك اصبحنا اليوم اجساد مزيّفة , مالذي بقي لنا يا سيدي ؟ لا شيئ غير الخبز و الماء شعار بؤساء فيكتور ايغو , و ان كنّا نسبدل الماء احيانا بالغاز ترويحا عن النّفس, هذه الصناعة التي برعت فيها الجزائر أيّما براعة - صناعة القازوز - لكل جهة مشروب و لكل ولاية غازها الخاص ,
و في القازوز حكمة , اي نعم سيدي , بخس الثّمن و حلو المذاق و لأهم يُشعرنا بالتّخمة مع قليل من الخبز , نعم التّخمة التّخمة !
تخمة لا تكلّفنا سوى قارورة غاز و رغيف خبز ..
لكنّها تُخمة زائفة كلحمنا الزّائف و سمكنا الزّائف ...
سيدي اريد ان أُسرّ لك شيئا ,
انت داهية بل انت عبقري , هذه هي نظرتي اليك , انت فخر الجزائر , حرّي بهذا الوطن الافتخار بامثالك رغم سرواله السّاقط بالارض .
بلامس شاهدتك و انت تتكلّم عن الـ 25 بالمئة ,
طيلة الخطاب لم تذكر سوى الـ 25 بالمئة ..
لكن , سيدي لما لم تذكر الرّقم و اخترت النّسبة ؟؟
أنا اعلم , لأنّك داهية و عبقري و انا اشهد لك بهذا ,
لكن........
تُرى هل لاحظ الشّعب الجزائري هذا ام انّه كان مشغول بالكرة ؟؟
لنسأله و نرى ان كان يعرف الإجابة
يا شعب الجزائر لماذا لم يذكر اويحيى في خطابه مقدار الزّيادة بالقيمة و فضّل النسبة ؟؟
لأنّه داهية و عبقري .
في فرنسا كان العمال يشلّون قطاعا شللا تامّا لأجل 5 بالمئة زيادة , كذلك المانيا و بريطانيا ...
و لكن , 5 بالمئة في فرنسا تحدث فرق جوهري في معيشة العامل , تخيّلوا عندما يسمع هؤلاء عبر وسائل اعلامهم انّ الحكومة الجزائرية قررت زيادة 25 بالمئة من الاجر القاعدي لكل العمال الجزائريين
اليوم لم تبقى اي حجّة للعمال الجزائريين امام العالم بدوله و وسائل اعلامه لانهم في نظره " اترّفهوا و لاباس بيهم"
هي صفّعة مدوّية وجّهها لنا اويحيى بينما كنّا مشغولين بما قاله عنّا شوبير و عمر اديب , اخرج بها الحكومة الجزائرية من عنق الزّجاجة .
هذا الرّجل داهية , اليس كذلك ؟؟
المصدر
من رحلات ابن خلدون ( ترجمة ابي يحيى ) سير سفهاء البرـلاـأمان
في كلّ مرة يظهر الرّجل للعلن , ترى هذا الوطن يجرّ رجليه بحسرة شادًّا سرواله خشية السّقوط , و لهذا ما فتئ الرّجل يصرخ فينا "شدّو الحزام شدّوا الحزام !! " ...هو يخشى علينا التعرّي بالشوارع العاصمة , عيب ان ترى مواطن جزائري في عصر العزّة و الكرامة حزام سرواله قارب ركبتيه .
أم تراه يخشى علينا من السّمنة ؟؟ ألم تعلموا يرعاكم الله انّ شعب امريكا العظمى بعظمته المُعظّمه مهدد بالغباء بسبب السّمنة المفرطة ؟ لأنهم يرعاكم الله كلّما شغلّوا التلفاز تقابلهم اعلانات كنتاكي و الماكدونالد بأبخس الأثمان , ليس كحال تلفازنا كلّما شُغل ينبري منه البُع بُع اويحي صارخا " شدّو الحزام شدُو الحزام لا استيراد بعد اليوم لا كيندر و لا سيارات الضريبة ارتفعت البترول نفذ الخزينة فرغت البرميل انخفض الدولار هوى .."
سيدي اويحيى لم يعُد ينفع معنا حزام لأنه مشدود عن آخر بكرة ابيه , حتى اننا لم نعد نستعمله , اصبح الحزام اليوم يعبر عن البورجوازية و مظهر من مظاهر الشّبع , استبدلناه بمعاصم السّاعات اليدوية فهي اريح و على مقاس بطوننا تماما ,
كذلك سيدي اويحيى "الماندرينا" التي كنّا نرمي بعضنا البعض بها زمانا للتفكّه و اللّعب .. باتت اليوم تعبر عن البورجوازية , رأيت بعض الاشخاص آخذ صورة مع 5 كيلو ماندارينا بنقّاله حتى يوهم زملاؤه انه غني و "لاباس بيهم" , البعض استبدل كعكة الخطوبة بكيس ماندارينا . ... اصبح كيلو برتقال بثلاجة المنزل يعبّر عن البورجوازية الباريسية سيدي او يحيى .
كذلك العدس و الفاصوليا يا سيدي , هذه الحبوب التي كانت بالأمس تعبّر عن البؤس حتى لُقّبت بؤكلة المساجين .. كنا نسخر من آكلها و طابخها و بائعها و المبيوعت اليه... أصبحت اليوم من سلع الكمالية ان لم نقل الرّفاهية .
سيدي في بيتنا كل شيئ مُكتّض لآخره إلاّ الثلاجة لم يحصل لها الشّرف بعد , في حرّ الصّيف كنّا نستر خواءها بقوارير بلاستيكية ,أمّا و الشّتاء قد حل كيف السّبيل لاسكات جوعها ؟
لا تقّلّي اللّحم يارعاك الله , فلحمنا لا يحتاج للثلاجة لانه يأتي مُثّلج , و لا يحتاج لثلاجة لأنّه لحم مُزيّف كالسّمك المزيف و السّكر المزيف و القهوة المغشوشة و البطاطا الخنزيرية .....
زيف ! كذلك اصبحنا اليوم اجساد مزيّفة , مالذي بقي لنا يا سيدي ؟ لا شيئ غير الخبز و الماء شعار بؤساء فيكتور ايغو , و ان كنّا نسبدل الماء احيانا بالغاز ترويحا عن النّفس, هذه الصناعة التي برعت فيها الجزائر أيّما براعة - صناعة القازوز - لكل جهة مشروب و لكل ولاية غازها الخاص ,
و في القازوز حكمة , اي نعم سيدي , بخس الثّمن و حلو المذاق و لأهم يُشعرنا بالتّخمة مع قليل من الخبز , نعم التّخمة التّخمة !
تخمة لا تكلّفنا سوى قارورة غاز و رغيف خبز ..
لكنّها تُخمة زائفة كلحمنا الزّائف و سمكنا الزّائف ...
سيدي اريد ان أُسرّ لك شيئا ,
انت داهية بل انت عبقري , هذه هي نظرتي اليك , انت فخر الجزائر , حرّي بهذا الوطن الافتخار بامثالك رغم سرواله السّاقط بالارض .
بلامس شاهدتك و انت تتكلّم عن الـ 25 بالمئة ,
طيلة الخطاب لم تذكر سوى الـ 25 بالمئة ..
لكن , سيدي لما لم تذكر الرّقم و اخترت النّسبة ؟؟
أنا اعلم , لأنّك داهية و عبقري و انا اشهد لك بهذا ,
لكن........
تُرى هل لاحظ الشّعب الجزائري هذا ام انّه كان مشغول بالكرة ؟؟
لنسأله و نرى ان كان يعرف الإجابة
ـــــــــــــــــــ
يا شعب الجزائر لماذا لم يذكر اويحيى في خطابه مقدار الزّيادة بالقيمة و فضّل النسبة ؟؟
لأنّه داهية و عبقري .
في فرنسا كان العمال يشلّون قطاعا شللا تامّا لأجل 5 بالمئة زيادة , كذلك المانيا و بريطانيا ...
و لكن , 5 بالمئة في فرنسا تحدث فرق جوهري في معيشة العامل , تخيّلوا عندما يسمع هؤلاء عبر وسائل اعلامهم انّ الحكومة الجزائرية قررت زيادة 25 بالمئة من الاجر القاعدي لكل العمال الجزائريين
!!!
صدّقوني سيحسدوننا او ربما سيطلبون "الفيزا" الجزائرية او حتّى "يحرقوا" للجزائر لأنّهم لا يعلمون ان 25 بالمئة في الجزائر للاجر القاعدي لا تعني سوى 3000 دج يعني هاتف نقال -مُستعمل- او 3 كيلو لحم او سروال و جوارب ...
اليوم لم تبقى اي حجّة للعمال الجزائريين امام العالم بدوله و وسائل اعلامه لانهم في نظره " اترّفهوا و لاباس بيهم"
هي صفّعة مدوّية وجّهها لنا اويحيى بينما كنّا مشغولين بما قاله عنّا شوبير و عمر اديب , اخرج بها الحكومة الجزائرية من عنق الزّجاجة .
هذا الرّجل داهية , اليس كذلك ؟؟
المصدر
الخميائي