الشيخ العربي اهلالي
مولـده وتعليمـه
ولد الشيخ العربي هلالي في سنة ألف وتسعمائة واثنين وعشرين 1922 ببلدية امسيف , ولاية المسيلة . أبوه الشيخ مقيرش رحمه الله وهو يحفظ القرآن أيضا ,وأمه السيدة رقية زهمي رحمها الله.
تعلم القرآن وحفظه مع أخيه الشيخ لخضر من والدهما ,وعمره عشر سنوات .ثم توجه بعد حفظ القرآن إلى الزاوية ببلدية الهامل ولاية المسيلة لمواصلة دراسته هناك فمكث فيها سبع سنوات ,كما ذكر الشيخ , درس خلالها علوما ذكر منها : الفقه والسيرة وقواعد اللغة العربية والتاريخ وأتقن علم الفرائض (المواريث) الذي ظل يقضي به في التركات ,كما درس فقه الشيخ خليل رحمه الله الذي بقي يستدل به في دروسه وفتاويه.
عمله بعد الدراسة وقبل الثورة
أهلت تلك الدراسة المباركة شيخنا بزاوية الهامل - بعد تخرجه- الى تعليم القرآن, وإمامة الناس ,والإفتاء لهم في شؤون حياتهم والقضاء في أمورهم الاجتماعية . وكانت بداية العمل مساعدة الوالد في شؤون البيت .
مهام الشيخ أثناء الثورة التحريرية
منذ انطلاق الثورة التحريرية ببلدية امسيف سنة 1956 م لم يتوان الشيخ العربي اهلالي للاستجابة لنداء الواجب الثوري فعُين بأمر جيش وجبهة التحرير الوطني ضمن أعضاء المجلس البلدي الخماسي رقم 1351,لأولاد اعطية عرش الحملات , كما هو مدون في الوثيقة ضمن قسمة 74 مسيف ناحية رقم :2 المنطقة 4 .الولاية السادسة .حسب المهمات المحددة لأعضاء مكتب الثورة لشيخ البلدة العابد خلفة رحمه الله بمسيف ,فالشيخ مهمته تسيير مكتب شؤون الأمة والقضاء والتسجيلات للمكاتب ,وهو ضمن المكتب التالي للمجلس البلد ي الخماسي المتكون من :
1 – خلفة العابد : شيخ البلدة .
2- هلالي العربي : مسؤول شؤون الأمة والقضاء والتسجيلات للمكاتب.
3- سلطاني بوسعدة : مسؤول الشرطة .
4- عائب محمد :مسؤول المكتب التجاري .
5- بشيري اعميرة : مسؤول المكتب المالي وقبله العدوي زرواق.
لقد كان الشيخ بمثابة الكاتب العام وقاضي البلدة بالمجلس ,ولقد أخبرني حول سؤال عن مهمته فقال تسجيل كل كبيرة وصغيرة والإطلاع عليها ,فيما يخص أحوال الثورة ببلدية امسيف آنذاك ,الى جانب ذلك فهو مكلف بالقضاء الشرعي في أمور الناس ,سواء بينهم خلال معاملاتهم اليومية ,أو بعض قضاياهم تجاه الثورة , من حيث التسيير أو أداء الواجب اللازم إذا ما تخلله التقصير .
وحسب الوثائق التي بين أيدينا نجد أن مهامه كانت :
1- الإحصاء وإصدار التقارير , حسب الوثيقة رقم 7/29.كإعداد بعض القوائم (قوائم الشهداء ,وقوائم المفقودين والأسرى ,والمنهوبين ,والمعدومين والمعلمين ,والأئمة , وعدد التلاميذ...)
وقد بقيت مهام الشيخ في نفس الإطار إلى فترة وجيزة بعد الاستقلال حسب بعض الوثائق ,لهدف استكمال جميع المهام التاريخية للثورة الجزائرية تمثلت في الإحصاء وإعداد التقارير اللازمة ,ولتسهيل تجاوز الفترة الدقيقة ما بين بداية الاستقلال وانتهاء الثورة الجزائرية بخروج المستعمر .
هذه بعض المهام ويبقى بعضها الآخر رهين معرفة وثائق أخرى ,التي لم نشأ الاطلاع عليها لصدورها باسم شيخ البلدية أو أعضاء المجلس البلدي الآخرين ,ولأنها تناسب مقاما آخر من البحث والتوسيع ,كما نشير أن أخبرني بضياع وثائق منه منذ أن سلمها إلى شخص نسي اسمه, بسبب ضعف الذاكرة ,وطول المدة, وقد سلمها لشخص من أبناء بلدته ,ولم يعدها إلى الآن ,وقد بقي الإمام وذووه في حسرة وألم عليها ’ونحن هنا في هذا البحث ومن خلاله نناشد كل من عنده وثيقة باسم الشيخ الإمام أو باسم شيخ البلدة أن يسلمها ويرجعها أمانة إلى صاحبها, فجميع الوثائق هي سلسلة متكاملة ,وضياع جزء منها يعني إحداث ثغرة في كل دراسة تاريخية واتلاف جزء من حقائق التاريخ الذي صنعه آباؤنا بتضحياتهم الغالية التي حققت لنا ما ننعم به من حرية وكرامة ,وكل وثيقة تاريخية لم تعد ملكا لصاحبها بل هي ملك للجزائر وتاريخها .
معاناة الإمام وأسرته طوال أداء مهامه
تختلف معاناة كل شخص أثناء الثورة التحريرية بحسب جهوده, ووظيفته ,وقيمته العلمية والاجتماعية, والعدو يدرك خطورة كل متعلم فضلا عن عالم وإمام ,ومثقف.
والشيخ العربي هلالي هو ممن نالوا الابتلاء مع عائلته وأسرته,بسبب البحث عليه من قبل العدو ,لما له من قيمة معلوماتية وإخبارية حول قضايا الثورة بمنطقة امسيف باعتباره كاتبا, واحد أعضاء مجلسها على مستوى المنطقة , وقد تعرضت أسرته إلى كثير من الأذى من قبل الاستعمار وأعوانه ,كلما جاؤوا يبحثون عليه ,كما روت حرم الشيخ الحاجة حفصة بتقة لنا ذات مرة عندما جاءوا إلى البيت يسألون عن الشيخ, ولم يجدوه , استشاطوا غضبا في الغد بسبب عدم إيجاده كل مرة، فعادوا وفتشوا المنزل وأخذوا كل كتبه وحرقوا جزءً وأخذوا الجزء الآخر ,بعدالتنكيل بأسرته .وفي حالة تحرك الشيخ فإنه يلجأ إلى مخابئ خاصة (كازمات) تحت الارض وهي :
- مخبأ منطقة ملاط.
- مخبأ ذراع الشيح .
- مخبأ فيض العسعاسي ,قرب منطقة ملاط.
- مخبأ منطقة فزنة .
مهام الشيخ بعد الثورة التحريرية
ببداية الإستقلال انتهت بعض المهام ,المتعلقة بالثورة الجزائرية وبقى في بعضها :كالإمامة ببلدية امسيف ,ومواصلة القضاء في أمور الناس على مستوى البلدية, أو على مستوى ولاية المسيلة ,فكثيرا ما يلجأون إليه لحل مسائل فقهية ودينية ,ورجع إلى بعضها الآخر المتمثل في إمامة الناس ,فأم سكان بلديته طوال حياته حتى أحيل على التقاعد في سن متأخرة وذلك بتاريخ : 31/06/1993 م أي بعد ممارسة دامت واحدا وثلاثين سنة من العمل ,علم فيها القرآن وأم الناس وأفتى لهم وتخرج على يديه حفظة القرآن ومعلموه .
1- الندوات والتكوينات
كان الشيخ الإمام العربي هلالي من المكلفين رسميا بتكوين الأئمة ومعلمي القرآن وإلقاء المحاضرات والندوات ف مختلف المناسبات الدينية والوطنية ودعوته من قبل مسؤولي البلدية للمشاركة في استقبال الضيوف والمسؤولين الكبار الوافدين إلى البلدية ,كما نال كثيرا من الشهادات التقديرية كشهادة إمام ممتاز اعترافا بفضله .
وقد درس أثناء التكوينات مواد الفقه والقواعد وعلم المواريث والتفسير و السيرة النبوية وغيرها .
2-إصدار الفتاوى و فض النزاعات
اعتمد الشيخ على فقه الشيخ خليل في إصدار الفتاوى سواء على مستوى بلديته أو على مستوى ولاية المسيلة ,وكان يدعى لفض النزاعات بين الأفراد والجماعات محليا أوبين العروش المجاورة ,مما يدل على القيمة العلمية للشيخ في قومه أو خارج بلديته كما كانت تصله رسائل طلب الفتوى من عدة ولايات مجاورة وكان يرد عليها بما أفاض الله عليه من علم متبعا في ذلك المذهب المالكي الذي لا يحيد عنه أبدا.
مولـده وتعليمـه
ولد الشيخ العربي هلالي في سنة ألف وتسعمائة واثنين وعشرين 1922 ببلدية امسيف , ولاية المسيلة . أبوه الشيخ مقيرش رحمه الله وهو يحفظ القرآن أيضا ,وأمه السيدة رقية زهمي رحمها الله.
تعلم القرآن وحفظه مع أخيه الشيخ لخضر من والدهما ,وعمره عشر سنوات .ثم توجه بعد حفظ القرآن إلى الزاوية ببلدية الهامل ولاية المسيلة لمواصلة دراسته هناك فمكث فيها سبع سنوات ,كما ذكر الشيخ , درس خلالها علوما ذكر منها : الفقه والسيرة وقواعد اللغة العربية والتاريخ وأتقن علم الفرائض (المواريث) الذي ظل يقضي به في التركات ,كما درس فقه الشيخ خليل رحمه الله الذي بقي يستدل به في دروسه وفتاويه.
عمله بعد الدراسة وقبل الثورة
أهلت تلك الدراسة المباركة شيخنا بزاوية الهامل - بعد تخرجه- الى تعليم القرآن, وإمامة الناس ,والإفتاء لهم في شؤون حياتهم والقضاء في أمورهم الاجتماعية . وكانت بداية العمل مساعدة الوالد في شؤون البيت .
مهام الشيخ أثناء الثورة التحريرية
منذ انطلاق الثورة التحريرية ببلدية امسيف سنة 1956 م لم يتوان الشيخ العربي اهلالي للاستجابة لنداء الواجب الثوري فعُين بأمر جيش وجبهة التحرير الوطني ضمن أعضاء المجلس البلدي الخماسي رقم 1351,لأولاد اعطية عرش الحملات , كما هو مدون في الوثيقة ضمن قسمة 74 مسيف ناحية رقم :2 المنطقة 4 .الولاية السادسة .حسب المهمات المحددة لأعضاء مكتب الثورة لشيخ البلدة العابد خلفة رحمه الله بمسيف ,فالشيخ مهمته تسيير مكتب شؤون الأمة والقضاء والتسجيلات للمكاتب ,وهو ضمن المكتب التالي للمجلس البلد ي الخماسي المتكون من :
1 – خلفة العابد : شيخ البلدة .
2- هلالي العربي : مسؤول شؤون الأمة والقضاء والتسجيلات للمكاتب.
3- سلطاني بوسعدة : مسؤول الشرطة .
4- عائب محمد :مسؤول المكتب التجاري .
5- بشيري اعميرة : مسؤول المكتب المالي وقبله العدوي زرواق.
لقد كان الشيخ بمثابة الكاتب العام وقاضي البلدة بالمجلس ,ولقد أخبرني حول سؤال عن مهمته فقال تسجيل كل كبيرة وصغيرة والإطلاع عليها ,فيما يخص أحوال الثورة ببلدية امسيف آنذاك ,الى جانب ذلك فهو مكلف بالقضاء الشرعي في أمور الناس ,سواء بينهم خلال معاملاتهم اليومية ,أو بعض قضاياهم تجاه الثورة , من حيث التسيير أو أداء الواجب اللازم إذا ما تخلله التقصير .
وحسب الوثائق التي بين أيدينا نجد أن مهامه كانت :
1- الإحصاء وإصدار التقارير , حسب الوثيقة رقم 7/29.كإعداد بعض القوائم (قوائم الشهداء ,وقوائم المفقودين والأسرى ,والمنهوبين ,والمعدومين والمعلمين ,والأئمة , وعدد التلاميذ...)
وقد بقيت مهام الشيخ في نفس الإطار إلى فترة وجيزة بعد الاستقلال حسب بعض الوثائق ,لهدف استكمال جميع المهام التاريخية للثورة الجزائرية تمثلت في الإحصاء وإعداد التقارير اللازمة ,ولتسهيل تجاوز الفترة الدقيقة ما بين بداية الاستقلال وانتهاء الثورة الجزائرية بخروج المستعمر .
هذه بعض المهام ويبقى بعضها الآخر رهين معرفة وثائق أخرى ,التي لم نشأ الاطلاع عليها لصدورها باسم شيخ البلدية أو أعضاء المجلس البلدي الآخرين ,ولأنها تناسب مقاما آخر من البحث والتوسيع ,كما نشير أن أخبرني بضياع وثائق منه منذ أن سلمها إلى شخص نسي اسمه, بسبب ضعف الذاكرة ,وطول المدة, وقد سلمها لشخص من أبناء بلدته ,ولم يعدها إلى الآن ,وقد بقي الإمام وذووه في حسرة وألم عليها ’ونحن هنا في هذا البحث ومن خلاله نناشد كل من عنده وثيقة باسم الشيخ الإمام أو باسم شيخ البلدة أن يسلمها ويرجعها أمانة إلى صاحبها, فجميع الوثائق هي سلسلة متكاملة ,وضياع جزء منها يعني إحداث ثغرة في كل دراسة تاريخية واتلاف جزء من حقائق التاريخ الذي صنعه آباؤنا بتضحياتهم الغالية التي حققت لنا ما ننعم به من حرية وكرامة ,وكل وثيقة تاريخية لم تعد ملكا لصاحبها بل هي ملك للجزائر وتاريخها .
معاناة الإمام وأسرته طوال أداء مهامه
تختلف معاناة كل شخص أثناء الثورة التحريرية بحسب جهوده, ووظيفته ,وقيمته العلمية والاجتماعية, والعدو يدرك خطورة كل متعلم فضلا عن عالم وإمام ,ومثقف.
والشيخ العربي هلالي هو ممن نالوا الابتلاء مع عائلته وأسرته,بسبب البحث عليه من قبل العدو ,لما له من قيمة معلوماتية وإخبارية حول قضايا الثورة بمنطقة امسيف باعتباره كاتبا, واحد أعضاء مجلسها على مستوى المنطقة , وقد تعرضت أسرته إلى كثير من الأذى من قبل الاستعمار وأعوانه ,كلما جاؤوا يبحثون عليه ,كما روت حرم الشيخ الحاجة حفصة بتقة لنا ذات مرة عندما جاءوا إلى البيت يسألون عن الشيخ, ولم يجدوه , استشاطوا غضبا في الغد بسبب عدم إيجاده كل مرة، فعادوا وفتشوا المنزل وأخذوا كل كتبه وحرقوا جزءً وأخذوا الجزء الآخر ,بعدالتنكيل بأسرته .وفي حالة تحرك الشيخ فإنه يلجأ إلى مخابئ خاصة (كازمات) تحت الارض وهي :
- مخبأ منطقة ملاط.
- مخبأ ذراع الشيح .
- مخبأ فيض العسعاسي ,قرب منطقة ملاط.
- مخبأ منطقة فزنة .
مهام الشيخ بعد الثورة التحريرية
ببداية الإستقلال انتهت بعض المهام ,المتعلقة بالثورة الجزائرية وبقى في بعضها :كالإمامة ببلدية امسيف ,ومواصلة القضاء في أمور الناس على مستوى البلدية, أو على مستوى ولاية المسيلة ,فكثيرا ما يلجأون إليه لحل مسائل فقهية ودينية ,ورجع إلى بعضها الآخر المتمثل في إمامة الناس ,فأم سكان بلديته طوال حياته حتى أحيل على التقاعد في سن متأخرة وذلك بتاريخ : 31/06/1993 م أي بعد ممارسة دامت واحدا وثلاثين سنة من العمل ,علم فيها القرآن وأم الناس وأفتى لهم وتخرج على يديه حفظة القرآن ومعلموه .
1- الندوات والتكوينات
كان الشيخ الإمام العربي هلالي من المكلفين رسميا بتكوين الأئمة ومعلمي القرآن وإلقاء المحاضرات والندوات ف مختلف المناسبات الدينية والوطنية ودعوته من قبل مسؤولي البلدية للمشاركة في استقبال الضيوف والمسؤولين الكبار الوافدين إلى البلدية ,كما نال كثيرا من الشهادات التقديرية كشهادة إمام ممتاز اعترافا بفضله .
وقد درس أثناء التكوينات مواد الفقه والقواعد وعلم المواريث والتفسير و السيرة النبوية وغيرها .
2-إصدار الفتاوى و فض النزاعات
اعتمد الشيخ على فقه الشيخ خليل في إصدار الفتاوى سواء على مستوى بلديته أو على مستوى ولاية المسيلة ,وكان يدعى لفض النزاعات بين الأفراد والجماعات محليا أوبين العروش المجاورة ,مما يدل على القيمة العلمية للشيخ في قومه أو خارج بلديته كما كانت تصله رسائل طلب الفتوى من عدة ولايات مجاورة وكان يرد عليها بما أفاض الله عليه من علم متبعا في ذلك المذهب المالكي الذي لا يحيد عنه أبدا.