ولد في الخامس من شهر جويلية سنة 1927 بمدينة قسنطينة ، اشتغل بالتعليم لفترة قصيرة، ليسافر بعدها إلى فرنسا لإتمام دراسته في الحقوق، عاد بعد الاستقلال إلى مدينته الأم قسنطينة وأشرف على القسم الثقافي بجريدة النصر، انتقل بعدها إلى الجزائر العاصمة وتولى الإشراف على مجلة أمال التي أسستها وزارة الثقافة والإعلام والتي كانت صدى للمواهب الأدبية الشابة والفتية ،ليعين بعد ذلك مستشارا لوزارة الثقافة والإعلام فمديرا للآداب والفنون ،هذا ويعتبر مالكحداد أول أمين عام لاتحاد لكتاب الجزائريين ،الذي عاش مأساة الاحتلال بأعماقه فكان لهذه التجربة صداها في آثاره الروائية والشعرية التي كتبها باللغة الفرنسية، وقد أثرت فيه مسالة عجزه عن الكتابة باللغة العربية ، فصرح أكثر من مرة :إن الفرنسية هي منفاي الذي أعيش فيه. زار مالكحداد العديد من البلدان والمدن نذكر منها : القاهرة ، تونس ، موسكو، نيودلهي ….
أقوال … لمالك حداد
رحل مالكحداد عنا ذات جوان من عام 1978 م ليترك الأمانة ثقيلة في أعناق الأجيال الجديدة من الكتاب والمثقفين الجزائريين خاصة والعرب عامة ..مالكحداد هو الذي تجلى أولا شاعرا في العام 1956 بديوانه الجميل الشقاء في خطر الذي يقول فيه: أنا الكلمة الأخيرة في القصة التي إبتدأت
لن ننسى شيئا مما مر، لن نبدأ من الصفر
إني أحتفظ بأنشودتي نقية في عيني،
ومن ثم ….أتابع المسير، دون أن أنكر شيئا من ماضي.
أنا الكلمة الأخيرة في القصة الضخمة التي إبتدات..
ثم تجلى روائيابعد ذلك ،ففي عام 1958 كتب أول رواية له بعنوان:الانطباع الأخير،ثم جاءت بعد روايته الأولى .. رواياتهالأخرىسأهبك غزالةسنة 1959 والتلميذ والدرسسنة 1960، ورصيف الأزهار لم يعد يجيبسنة 1961، هذه الأخيرة التي تقول عنهاالكاتبة والروائية الجزائرية صاحبةبحر الصمتياسمينة صالح ما يلي :فيرصيف الأزهار لا يجيب يلتحم الهمّ الشخصي بالهموم الوطنيةوالإنسانية، بمشاعر الحنين، والخيانة والوفاء في بوتقة واحدة، صدى لمعاناة وطني علىجبهات اختلفت، لكنها جميعاً التهبت نيرانها في روح (خالد بن طبال) الذي ليس سوى مالك حداد نفسه، في انكساراته، وأشواقه إنها روعة هذا الكاتب الذي تجلت كتاباته شعرا ورواية بعيدا عن الرياء والمواراة ودون انتظار جزاء أو شكور… لقد تمكن مالك حداد من إيصال رسالته والتعبير عن همه، حزنه وقهره وهو في المنفى بأسلوب واقعي وشعرية شفافة، ويمكن لمس هذا الألم من خلال روايته الأخيرة، التي يقول فيها :أولئك الذين أخرجوا من ديارهم، لن يعرفوا الابتسامات في المنفى. سيخيل إليهمأن كل يوم أطول من سابقه، وأكثر حزناً، سيخيل إليهم أن كل يوم يحمل مأساة جديدة…إن النعيم في المنفى شقاء .. والشقاء في الوطن نعيم … انظروا إلىباريس .. جنة الدنيا كما وصفها رفاعة الطهطاوي وبلد الجن والملائكة كما في عرفالنهضويين ، كيف تتحول إلى جرداء قاحلة في عرف المنفيين .. المقهورين لنقرأ مع بطلهالذي لن يعدو أن يكون هو ليس إلا ، فخالد بن طبال هو مالك حداد:سواء كان ذلك في منفاه باريسأمام عينيه وكأنها صحراء لا أنيس بها، وخيل إليه أنه يسير وحيداً في دربالحياة… أو في وطنيته:إنه جزائري لأن إثنين زائد اثنين يساوي أربعة، وأنه لا يوجد أي دليل يبرهن على صحة هذه العملية الحسابية،أو حتى في شعره الذي جمع بين الحب والحرب وفي الإلحاح على كلمات الإنسانية والحب والسلام والجمال عندما تذهب به مخيلته على جو الحرب الذي تعيشه بلاده، وعن هذا الجمال يتساءل أبو القاسم الشابي في محاضرته الخيال الشعري عند العرب عن الشيء الذي حرك في نفس البلبل حب النشيد- الشاعر- فيجيب إن سبب ذلك هو الجمال الذي أنطق شعراء الوجود بتلك الأناشيد الخالدة المتغنية بجلال الكون ومجد الحياة، والجمال أيضا هو الذي مهد للإنسانية هذا السبيل الذي تضرب فيه ، واستنار أفكار الجبابرة من مراقد النسيان. ولولا هذا الجمال المنبث في مظاهر الكون وطواياه لإتخذت الإنسانية سبيلا آخر غير هذا الذي تعرفه، ولحرم العالم من ثمار خالدة أنتجتها العقول.
إنه مالك حداد الذي وهبته الروائية الجزائرية أحلام مستغانميغزالة عربون وفاء عن روايتهاذاكرة الجسدوالتيتقول في إهدائها : غداةالاستقلال الجزائر، وقف مالك حداد ليعلن في ندوة صحفية :إن اللغة الفرنسيةمنفاي ، و لذا قررت أن أصمت ..إلى مالك حداد … ابن قسنطينة الذي مات متأثرابسرطان صمته ليصبح شهيد اللغة العربية وأول كاتب يموت قهرا وعشقا لها…أهديهذه الرواية وفاء متأخرا
رحل مالك حداد ذات جوان ليترك الأسئلةقائمة والأحلام معلنة ومستترة داكنة وصافية ،ربما كان يريد أن يقولأشياء كثيرة لكن النفي داخل لغة لا يحس به إلا من عاناه.
لن ننسى شيئا مما مر، لن نبدأ من الصفر
إني أحتفظ بأنشودتي نقية في عيني،
ومن ثم ….أتابع المسير، دون أن أنكر شيئا من ماضي.
أنا الكلمة الأخيرة في القصة الضخمة التي إبتدات..
ثم تجلى روائيابعد ذلك ،ففي عام 1958 كتب أول رواية له بعنوان:الانطباع الأخير،ثم جاءت بعد روايته الأولى .. رواياتهالأخرىسأهبك غزالةسنة 1959 والتلميذ والدرسسنة 1960، ورصيف الأزهار لم يعد يجيبسنة 1961، هذه الأخيرة التي تقول عنهاالكاتبة والروائية الجزائرية صاحبةبحر الصمتياسمينة صالح ما يلي :فيرصيف الأزهار لا يجيب يلتحم الهمّ الشخصي بالهموم الوطنيةوالإنسانية، بمشاعر الحنين، والخيانة والوفاء في بوتقة واحدة، صدى لمعاناة وطني علىجبهات اختلفت، لكنها جميعاً التهبت نيرانها في روح (خالد بن طبال) الذي ليس سوى مالك حداد نفسه، في انكساراته، وأشواقه إنها روعة هذا الكاتب الذي تجلت كتاباته شعرا ورواية بعيدا عن الرياء والمواراة ودون انتظار جزاء أو شكور… لقد تمكن مالك حداد من إيصال رسالته والتعبير عن همه، حزنه وقهره وهو في المنفى بأسلوب واقعي وشعرية شفافة، ويمكن لمس هذا الألم من خلال روايته الأخيرة، التي يقول فيها :أولئك الذين أخرجوا من ديارهم، لن يعرفوا الابتسامات في المنفى. سيخيل إليهمأن كل يوم أطول من سابقه، وأكثر حزناً، سيخيل إليهم أن كل يوم يحمل مأساة جديدة…إن النعيم في المنفى شقاء .. والشقاء في الوطن نعيم … انظروا إلىباريس .. جنة الدنيا كما وصفها رفاعة الطهطاوي وبلد الجن والملائكة كما في عرفالنهضويين ، كيف تتحول إلى جرداء قاحلة في عرف المنفيين .. المقهورين لنقرأ مع بطلهالذي لن يعدو أن يكون هو ليس إلا ، فخالد بن طبال هو مالك حداد:سواء كان ذلك في منفاه باريسأمام عينيه وكأنها صحراء لا أنيس بها، وخيل إليه أنه يسير وحيداً في دربالحياة… أو في وطنيته:إنه جزائري لأن إثنين زائد اثنين يساوي أربعة، وأنه لا يوجد أي دليل يبرهن على صحة هذه العملية الحسابية،أو حتى في شعره الذي جمع بين الحب والحرب وفي الإلحاح على كلمات الإنسانية والحب والسلام والجمال عندما تذهب به مخيلته على جو الحرب الذي تعيشه بلاده، وعن هذا الجمال يتساءل أبو القاسم الشابي في محاضرته الخيال الشعري عند العرب عن الشيء الذي حرك في نفس البلبل حب النشيد- الشاعر- فيجيب إن سبب ذلك هو الجمال الذي أنطق شعراء الوجود بتلك الأناشيد الخالدة المتغنية بجلال الكون ومجد الحياة، والجمال أيضا هو الذي مهد للإنسانية هذا السبيل الذي تضرب فيه ، واستنار أفكار الجبابرة من مراقد النسيان. ولولا هذا الجمال المنبث في مظاهر الكون وطواياه لإتخذت الإنسانية سبيلا آخر غير هذا الذي تعرفه، ولحرم العالم من ثمار خالدة أنتجتها العقول.
إنه مالك حداد الذي وهبته الروائية الجزائرية أحلام مستغانميغزالة عربون وفاء عن روايتهاذاكرة الجسدوالتيتقول في إهدائها : غداةالاستقلال الجزائر، وقف مالك حداد ليعلن في ندوة صحفية :إن اللغة الفرنسيةمنفاي ، و لذا قررت أن أصمت ..إلى مالك حداد … ابن قسنطينة الذي مات متأثرابسرطان صمته ليصبح شهيد اللغة العربية وأول كاتب يموت قهرا وعشقا لها…أهديهذه الرواية وفاء متأخرا
رحل مالك حداد ذات جوان ليترك الأسئلةقائمة والأحلام معلنة ومستترة داكنة وصافية ،ربما كان يريد أن يقولأشياء كثيرة لكن النفي داخل لغة لا يحس به إلا من عاناه.
أقوال … لمالك حداد
· أنا أكتب باللغة الفرنسية حتى أقول للفرنسيين: أنا جزائري
· إن الفرنسية هي منفاي الذي أعيش فيه
· الزمن قطعة من الفلين، ترميها في الجدول فتذهب مع مياهه، وتتبع التيار في المنحدرات، من غير أن يكون لها خيار… الزمن طفولة تنيرها حكمة الآباء… الزمن يفلت بين يديك.
· الزمان مخاطب كفء
· الإنسان يحيا و يعيشن ومعنى ذلك أنه يهرمن، والهرم معناه التغير
· … المحرومين…هؤلاء جميعا هم مثل بقايا سفينة محطمة تسبح فوق سطح الماء من غير أن تغرق.
· من السهل جدا أن أكون رجلا مثل سائر الرجال ولكن أن أكون إنسانا، فهذا هو الأمر الصعب وهذا هو الأمر المهم.
· لا يمكن للإنسان أن يتعلم معنى الوطن أو يشرحه في كلمات، كما أنه لا يستطيع أن يقص قصة الوطن.
· الفوضى لا تنشأ عن سوء التفاهم و لكن عن الجهل وعدم إحترام الغير.
· الكاتب بكل معنى الكلمة هو من يستطيع أن يتخطى الحواجز ويقف على رجليه في وسط الميدان.
· الكاتب هو نتاج التاريخ أكثر منه نتاج الجغرافيا
· إن الشاعر الذي يخطو في ميدان الشاعر أولى الخطوات، لا يحظى من الناس بما يستحقه من التقدير، وأسباب إضطرابه النفسي ترجع في الواقع إلى شكه في مواهبه
· حينما يضطر الشاعر على أن يحرق قصائده، فمعنى ذلك أن الإنسان مهدد بخطر كبير في قيمه الروحية، وأنه قد تحول إلى جلاد وضحية في نفس الوقت، ومعنى ذلك أيضا أن الأشياء لا تسير على ما يرام
· … إن إضطهاد شاعر من الشعراء أكثر خطورة وأبعد أثرا من اضطهاد جماعة من الثوار وإن كان أقل إلحاقا للأذى. إن الثورة الروسية قد تشوهت سمعتها بعض الشيء بإنتحار مايا كوفسكي وعزلة باسترانك الموحشة، أكثر مما تشوهت بمحاكمة المتهمين في موسكو، وأبرز ما تمتاز به حوادث بودابست الدامية هو ما كتبته أقلام الكتاب الثائرين، و إذا كان سجن الطيور في القفص قد أثار حفيظة الشاعر آراقون فإنه كان أيضا يرثى لحال العشاق الذين فرقت بينهم الأيام مثلما يرثي لحال دسنوس و جان بروفست.إن الرجل الغليظ القلب لا يقيم وزنا لشدو البلابل، وحينما يضطر الشاعر إلى أن يحرق بنفسه كتاباته ، فإن الإنسان يستطيع أن يتصور مبلغ التضحية التي يقوم بها…
· مفتاح قسنطينة ، مفتاح لقلبي، من أجل هذا الطريق الذي يذهب ويعود في الفوضى الرائعة اللازمة متقطعة،فلاح جاء يحمل أزهارا وحليبا ، أطفال يلعبون،منذنة تصدح ووادي الرمال يواصل جرأته، شحاذ يعبر الجسر ويفضح مشاكله، جئتم لرؤيتنا في صباح يشبه هذا الصباح تماما، ذات صباح من شهر نوفمبر، صباح جاء ليعلن عن يوم مشهود، الوقت لم يكن للتنزه، كان وقتا للقاء ،وادي الرمال يتذكر،طيور الزواغي تتذكر أيضا ،واللقالق التي تبني أعشاشها في شوارع الدباغين ، وحين تغادرنا في أول البرد ،تذهب للجهات الأربع لإفريقيا والعالم العربي ، لتقول أن النهار يبزغ على أرض الجزائر، أنتم الآن في بيتكم في سماء قسنطينة، اليوم علمنا الوطني يرافق اللقالق والسنونوات كما يمكننا أن نحس أن لا شيء تغير، لكن….
· إن الفرنسية هي منفاي الذي أعيش فيه
· الزمن قطعة من الفلين، ترميها في الجدول فتذهب مع مياهه، وتتبع التيار في المنحدرات، من غير أن يكون لها خيار… الزمن طفولة تنيرها حكمة الآباء… الزمن يفلت بين يديك.
· الزمان مخاطب كفء
· الإنسان يحيا و يعيشن ومعنى ذلك أنه يهرمن، والهرم معناه التغير
· … المحرومين…هؤلاء جميعا هم مثل بقايا سفينة محطمة تسبح فوق سطح الماء من غير أن تغرق.
· من السهل جدا أن أكون رجلا مثل سائر الرجال ولكن أن أكون إنسانا، فهذا هو الأمر الصعب وهذا هو الأمر المهم.
· لا يمكن للإنسان أن يتعلم معنى الوطن أو يشرحه في كلمات، كما أنه لا يستطيع أن يقص قصة الوطن.
· الفوضى لا تنشأ عن سوء التفاهم و لكن عن الجهل وعدم إحترام الغير.
· الكاتب بكل معنى الكلمة هو من يستطيع أن يتخطى الحواجز ويقف على رجليه في وسط الميدان.
· الكاتب هو نتاج التاريخ أكثر منه نتاج الجغرافيا
· إن الشاعر الذي يخطو في ميدان الشاعر أولى الخطوات، لا يحظى من الناس بما يستحقه من التقدير، وأسباب إضطرابه النفسي ترجع في الواقع إلى شكه في مواهبه
· حينما يضطر الشاعر على أن يحرق قصائده، فمعنى ذلك أن الإنسان مهدد بخطر كبير في قيمه الروحية، وأنه قد تحول إلى جلاد وضحية في نفس الوقت، ومعنى ذلك أيضا أن الأشياء لا تسير على ما يرام
· … إن إضطهاد شاعر من الشعراء أكثر خطورة وأبعد أثرا من اضطهاد جماعة من الثوار وإن كان أقل إلحاقا للأذى. إن الثورة الروسية قد تشوهت سمعتها بعض الشيء بإنتحار مايا كوفسكي وعزلة باسترانك الموحشة، أكثر مما تشوهت بمحاكمة المتهمين في موسكو، وأبرز ما تمتاز به حوادث بودابست الدامية هو ما كتبته أقلام الكتاب الثائرين، و إذا كان سجن الطيور في القفص قد أثار حفيظة الشاعر آراقون فإنه كان أيضا يرثى لحال العشاق الذين فرقت بينهم الأيام مثلما يرثي لحال دسنوس و جان بروفست.إن الرجل الغليظ القلب لا يقيم وزنا لشدو البلابل، وحينما يضطر الشاعر إلى أن يحرق بنفسه كتاباته ، فإن الإنسان يستطيع أن يتصور مبلغ التضحية التي يقوم بها…
· مفتاح قسنطينة ، مفتاح لقلبي، من أجل هذا الطريق الذي يذهب ويعود في الفوضى الرائعة اللازمة متقطعة،فلاح جاء يحمل أزهارا وحليبا ، أطفال يلعبون،منذنة تصدح ووادي الرمال يواصل جرأته، شحاذ يعبر الجسر ويفضح مشاكله، جئتم لرؤيتنا في صباح يشبه هذا الصباح تماما، ذات صباح من شهر نوفمبر، صباح جاء ليعلن عن يوم مشهود، الوقت لم يكن للتنزه، كان وقتا للقاء ،وادي الرمال يتذكر،طيور الزواغي تتذكر أيضا ،واللقالق التي تبني أعشاشها في شوارع الدباغين ، وحين تغادرنا في أول البرد ،تذهب للجهات الأربع لإفريقيا والعالم العربي ، لتقول أن النهار يبزغ على أرض الجزائر، أنتم الآن في بيتكم في سماء قسنطينة، اليوم علمنا الوطني يرافق اللقالق والسنونوات كما يمكننا أن نحس أن لا شيء تغير، لكن….