الحلقة الثالثة
تعد منطقة أمريكا اللاتينية من المناطق الكبيرة والمهمة على مستوى العالم، تتميز أمريكا اللاتينية بتواجد عدد كبير من المسلمين، ومع أنهم يشكلون أقلية في كل بلد من بلدان أمريكا اللاتينية، إلا أنهم بمجموعهم في أمريكا اللاتينية يكوِّنون تجمعاً إسلامياً كبيراً له أهميته، وفي هذا المقال أسلِّط الضوء على مدى العلاقة القائمة بين مسلمي أمريكا اللاتينية من جهة والعالم الإسلامي من جهة أخرى.
تنقسم هجرة المسلمين إلى أمريكا اللاتينية إلى قسمين:
الأول/ هجرة قديمة:
وهي هجرة المسلمين الذين هاجروا من الأندلس إلى أمريكا اللاتينية
وهي هجرة المسلمين الذين هاجروا من الأندلس إلى أمريكا اللاتينية
بدأت إلى امريكا اللاتينية منذ اكتشافها فى عام 1492م وربما يكون قبل ذلك حيث تم اكتشاف مخطوطات إسلامية فى البرازيل وكوبا تشير إلى أن المسلمين استقروا فى هذه الارض قبل أن تتوجه اليها حركة الكشوف الجغرافية التى بدأها البحارة الايطالى ( كرستوفر كولومبس) وقد اسس المسلمون فى هذه المنطقة حضارة اسلامية راقية ، كما نشروا الاسلام بين الهنود الحمر ، فى بداية القرن السادس عشر وكان احضار الافريقيين الى هذه القارة كعبيد للعمل فى الأراضى ، وكانت أعمار العبيد آنذاك تترواح بين بين 15 و 20 عاماً مما سبب فى ضياع هويتهم الإسلامية كما كان دور الكنيسة كبير فى اعتناق هؤلاء الدين النصرانى ، حيث لم يكن لهم خيار إما اعتناق النصرانية وإما الموت حرقاً .
الهجرة الجديدة
وهي هجرة المسلمين الذين هاجروا ضمن العرب
لإسلام هو أسرع الديانات نموًّا في الولايات المتحدة اليوم، ويبلغ عدد المسلمين المقيمين بها 4.7 مليون نسمة إلى أن الأرجح أن عدد المسلمين غير معروف بالتحديد؛ حيث تشير دراسات أخرى أن عدد المسلمين يتراوح بين 8 و 11 مليون نسمة، وأرجعت عدم الدقة في تحديد أعداد المسلمين إلى أن الحكومة الأمريكية تمنع تسجيل الديانة في البيانات الرسمية، سواء كانت بطاقات شخصية أم جوازات .وهي هجرة المسلمين الذين هاجروا ضمن العرب
إن الإسلام أصبح أحد الأديان الأمريكية، وإن30% من المسلمين في الولايات المتحدة من المواطنين الأمريكيين الأصليين ويمثل70% منهم المهاجرون من جميع أنحاء العالم، فيوجد في مسجد ماساشوستس مسلمون من 50 دولة، وفي مسجد كاليفورنيا مسلمين من 80 دولة، ويحرص المسلمون المهاجرون على الحفاظ على تقاليدهم الإسلامية المختلفة وذلك من خلال المؤسسات الإسلامية التي يبلغ عددها 2000 مؤسسة منها 1200 مسجد والباقي مراكز إسلامية
وقد أنشأت الجالية المسلمة حوالي ألفي مدرسة منتشرة في الولايات المتحدة، أما المدارس اليومية فيزداد عددها على 100 بدأت ابتدائية ويشرعون الآن في افتتاح الأقسام الثانوية، وأهم ما يحرص عليه المهاجرون هو تربية الجيل الجديد وتعليمه القرآن الكريم واللغة العربية ومبادئ الدين، فمعظم المراكز تقيم مدارس، وهناك كلية إسلامية بمدينة شيكاغو، ومركز أبحاث إسلامي في جورجيا، ويستقدمون الأئمة، أما المهتدون من الأمريكيين فقد بلغ عددهم مليونَي شخص من الأمريكيين السود، أما البيض فقد اهتدى منهم حوالي 80 ألف أمريكي معظمهم من النساء، وقد ادعى البعض أنهن أسلمن رغبةً في الزواج، ولكني حاورت الكثيرات منهن فوجدت أنهن أسلمن بعد أن وجدْن راحة وطمأنينة في دور المرأة في الإسلام، وقبل أن تفكر في الزواج.
أما الرجال فمعظمهم من فئات العمال أو النازحين الوثنيين من إيران وأفغانستان، بالإضافة إلى آلاف من الطلبة الذين جاءوا للدراسة بالجامعات، وهم يكرسون جهودهم لتعليم أبناء الجالية الإسلامية اللغة العربية والدين الإسلامي، وينظمون أنشطتهم من خلال جمعية الطلاب المسلمين التي قامت بتقسيم أمريكا إلى مقاطعات كل مجموعة تقوم بالدعوة في مقاطعة، وأكثر الجامعات تعطي الطلبة قاعةً يمارسون فيها الصلاة يوم الجمعة، وأيضًا يأتي الدعاة إلى أمريكا؛ حيث يقدم إلى أمريكا كل عام ألف داعية.
