بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد الشبوكي
شاعر الجهاد والعلم في ذمة الله
كتب: عبد المالك حداد | موقع الشهاب 24/06/2005
جزائرنـا يا بلاد الجدود *** نهضنا نحطم عنك القيود
ففيك برغم العدا سنسود *** ونعصف بالظلم والظالمين
قصيدة كانت في وقت مضى بردا وسلاما على قلوب المجاهدين، وهم يكرون على العدو، ونارا موقدة في أفئدة غلاة الاحتلال وهم يفرون أمام جنود الحق، وغدت نشيدا تتعطر به ألسنة الأجيال المتعاقبة ليس في الجزائر فحسب، ولكن في كل فضاء أدركته لغة الضاد وحلت به وشائح القربى والعواطف الإنسانية...
لقد رحل إلى رحمة الله شاعر العلم والجهاد الاستاذ الدكتور الحاج محمد اشباكي المدعو " الشبوكي " عن عمر يناهز 89 سنة يوم الاثنين 6 جمادى الأولى 1426 هـ الموافق لـ 13 جوان 2005، بعد تدهور حالته الصحية، وقد شيعت جثمانه في ظهر يوم الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1426 هـ الموافق لـ 14 جوان 2005 بمدينة الشريعة ولاية تبسة بحضور العديد من الشخصيات الوطنية الذين رزئت بهذا المصاب الجلل في أحد أبناء الجزائر الأعزاء الأبرار لما منحه الله تعالى من ملاحة في الخَلْق والخُلُق، والفكر والأدب، ولعمره الذي قضاه في فضيلة التَّعلُّمِ، والتأدُّب، والتربية والتعليم والتكوين والتنوير والجهاد والمسؤولية الأمينة، والقيادة الرشيدة، والأسوة الجسنة.
الفقيد من مواليد 1916 ببلدية "ثليجان" حيث زاول التعليم في كتتايب مسقط رأسه ليواصل تعليمه في رحاب جامع الزيتونة حيث كان طالبا نجيبا جادًا في طلب العلم طموحا في آماله، مهتما بقضايا وطنه الجزائر وأمته العربية الإسلامية كافة، ساحرا في حديثه رائعا في شعره وخطابه.
كان عضوا في المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين مخلصا وناشطا وسندا قويا للقيادة وللإمام البطل الشهيد الشيخ العربي التبسي وذلك بحكم التعايش في منطقة واحدة بمدينة تبسة.
شغل بالتدريس مستكملا بذلك الأداة الثقافية والتربوية معا، مزودا تلاميذه بالمعرفة الصحيحة والعقيدة الراسخة والغيرة على القيم الثابتة وفي طليعتها حب الوطن والتفاني في خدمته وتمجيده في الحرب والسلم وقد عرف عنه التضحية والصبر لما عناه من ويلات الاستعمار الغاشم حيث سجن في الفترة ما بين 1957 1962 لا لشيء سوى أنه كان من السباقين في صفوف ثورة التحرير الظافرة، التي رفع فيها لواء الثورة قولا وعملا، وكابد في سبيلها التعذيب والاعتقال، ولئن عرف الشبوكي بما اشتهر به في قصيدته العصماء وملحمته الشماء "جزائرنا يا بلاد الجدود".
من أهم أعمال الشاعر المجاهد ديوان باسمه.
رحم الله تعالى الشاعر المجاهد الأديب الشبوكي راجين من الله العلي القدير أن يتغمد روحه بالرحمة والرضوان، وأن يسكنه الفردوس الأعلى مع الذين أنعم عليهم من عباده وأن يلهم عائلته وأقاربه والجزائر والأمة الإسلامية جميل الصبر ويرزقهم جزيل الأجر.
إنا لله وإنا إليه راجعون