الأمير الجزائري
:: عضو مثابر ::
التفاعل
3
الجوائز
57
- تاريخ التسجيل
- 24 ماي 2009
- المشاركات
- 956
- آخر نشاط

من المؤكد أن ما نشاهده هذه الأيام، أيام "عاشوراء" ليس إلا صناعة لآلام مزيفة على حساب الآلام الحقيقية. فهل "التطبير"، أي: ضرب الرؤوس والظهر بالسيوف والخناجر والسلاسل، هو عملية غفران لذنب الخيانة؟ أم هو مواساة للحسين؟ أم وسيلة لزيادة الغضب الشعبي للانتقام؟ أم أنَّ وراء القضية ما وراءها؟
إن صنّـاع "آلام عاشوراء" الكبار ليس هدفهم تكفير كبيرة خيانة الحسين رضي الله عنه، بل الأمر له وجه آخر مخفيّ أو معلن حسب الظروف الزمنية والمكانية!
أن هدف اللاعبين الكبار في صناعة "آلام عاشوراء" له وجه آخر أسود ومخيف، فكما كان هؤلاء هم من دبر مؤامرة الحسين الأولى، فهم أيضاً من يدبر المؤامرة في كل عام مرة، ويقتلون الحسين في عاشوراء في كل سنة تحت اسم "آلام عاشوراء" !
فهؤلاء الصنّـاع لهم هدف استراتيجي يتمثل في استغلال هذه الآلام لأهداف أخرى غير المعلنة، ويدل على ذلك النتائج التي تظهر لنا كل سنة من وراء أيام محرم وخاصة عاشوراء، فهؤلاء لهم أجندة خطيرة وهي:
تغذية الكراهية والحقد والبغضاء بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة باسم الحسين، فبالأمس قتلوا الحسين باسم الحسين، واليوم يفرقون الأمة باسم الحسين!
وهؤلاء لأن غايتهم غير شرعية، فوسائلهم أيضا غير شرعية، فلا مانع بأن يُستَفاد من تراث آلام الأمم الأخرى ويوظف في حكايات عاشوراء، ولا مانع من أخذ كل شيء يمكن أن يستدر عواطف عوام الشيعة، لتحقيق المكسب المالي على المستوى الشخصي، وتحقيق العداوة والبغضاء على المستوى العام للأمة الإسلامية.
ومن يتأمل تاريخ هذه المسيرات عبر التاريخ الإسلامي، يجد أنها من أهم عوامل ضرب الوحدة الإسلامية، بل معول هدم الوحدة والأخوة الإسلامية، ومحرك للبغضاء والتشاحن، ومغذية للكراهية والحقد بين المسلمين.
فما كان يحصل بين السنة والشيعة عام 338هـ في بغداد، وعام: 406،408، 421،422،425،439،443، 444، 447،482، 510.. إلخ، لأكبر دليل على أن هذه المسيرات التي تلقب بالحسينيات أو العزاء أو نحوه ليست إلا مسماراً في نعش وحدة الأمة!
ويكفي أن يستمع المسلم أو يشاهد فعاليات هذه المسيرات، فخيار هذه الأمة يلعنون، والصحابة على ألسنة "الرواديد" يكفرون، وأعراض أمهات المؤمنين تنتهك وتباح لكل رخيص، ونبرة الطائفية تعلو، ولغة السيف والانتقام هي الأقوى، ورائحة الدماء تفوح، ولغة التهديد والوعيد تحتد وتبرز، وكل ذلك في مسيرات سوداء صارخة منتقمة!
ومن تأمل حال المسيرات والعزاء بشكل دقيق، أي خالط هذه المسيرات بنفسه، يكتشف أمراً محيراً، وهو: أنه ليس في هذه المآتم أي شيء يدل على وجود مأتم حقيقي، غير اللباس الأسود!
فاللباس بشكل عام أنيق وجميل، وهناك تنافس على الأزياء كل سنة، للفت الأنظار، وجلب نظرات الإعجاب من الشباب والفتيات!
فبناطيل "الجنـز" الجديدة في كل مكان، و"التيشيرتات" الأنيقة تزيّن الشباب، والأجسام المتناسقة والعضلات المفتولة تفتن فتيات المآتم، بل إن الترقيم والمعاكسات ينشط بشكل غريب في مآتم الحسين!
ومن أعجب الأمور أنه في عاشوراء يوم قتل الحسين وأهل بيته عطشاً وجوعاً وحرقاً، وبينما أهل السنة يصومون هذا اليوم، يقوم الشيعة بتوزيع الحلوى (!!)، وإقامة أطيب أنواع الموائد للطعام والشراب، فالمحموس، والشراب البارد، والسنبوسة..إلخ، على قدم وساق يتجمع عليها الشيعة الحزينين على مقتل الحسين!!
ومع هذه الآناقة والشياكة، والمطاعم والمشارب، واجتماع الأهل والأحباب، تنظم المسيرات الحسينية في أيام المآتم العاشوريّة حفلات أناشيد!!
وفي كل مسيرة يتنافس الجميع في جلب أفضل (رادود حسيني) كي يطرب المجتمعين بصوته العذب الشجيّ! وهؤلاء الرواديد أصبحوا من وجوه القوم مكانة وثراءً، بسبب العائد المادي الهائلة لهذه الحفلات الحسينية!
ويبرز التنافس –وفي الغالب غير شريف- بين الرواديد لكسب الأسواق العالمية، فأفضل سوق للرواديد، هو في دول بعض الخليج حيث الحفلات الغنية، ثم يليها أوروبا.. وهكذا، ويكون التنافس ساخنًا، ويصل إلى تبادل الاتهامات والطعن والمهاترات!
وتبدأ المسيرات الحسينية بالغناء والأهازيج، ويتمايل الرادود والمغني يميناً وشمالاً، ويتمايل الناس معه في طرب واستمتاع، ويضربون على صدورهم محدثين نغماً منتظماً، وبشكلٍ موحد، وكل رادودٍ يحرص على جمع أكبر عددٍ ممكن حوله.
ومع وجود الهدف المصالحي الشخصي، يظل هدف الأكثرية واحدًا، وهو صياغة الأشعار والكلمات بما يخدم الهدف الأساسي وهو تفريق كلمة المسلمين، وتغذية الكراهية والحقد!!
بقلم: عايض الدوسري
إن صنّـاع "آلام عاشوراء" الكبار ليس هدفهم تكفير كبيرة خيانة الحسين رضي الله عنه، بل الأمر له وجه آخر مخفيّ أو معلن حسب الظروف الزمنية والمكانية!
أن هدف اللاعبين الكبار في صناعة "آلام عاشوراء" له وجه آخر أسود ومخيف، فكما كان هؤلاء هم من دبر مؤامرة الحسين الأولى، فهم أيضاً من يدبر المؤامرة في كل عام مرة، ويقتلون الحسين في عاشوراء في كل سنة تحت اسم "آلام عاشوراء" !
فهؤلاء الصنّـاع لهم هدف استراتيجي يتمثل في استغلال هذه الآلام لأهداف أخرى غير المعلنة، ويدل على ذلك النتائج التي تظهر لنا كل سنة من وراء أيام محرم وخاصة عاشوراء، فهؤلاء لهم أجندة خطيرة وهي:
تغذية الكراهية والحقد والبغضاء بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة باسم الحسين، فبالأمس قتلوا الحسين باسم الحسين، واليوم يفرقون الأمة باسم الحسين!
وهؤلاء لأن غايتهم غير شرعية، فوسائلهم أيضا غير شرعية، فلا مانع بأن يُستَفاد من تراث آلام الأمم الأخرى ويوظف في حكايات عاشوراء، ولا مانع من أخذ كل شيء يمكن أن يستدر عواطف عوام الشيعة، لتحقيق المكسب المالي على المستوى الشخصي، وتحقيق العداوة والبغضاء على المستوى العام للأمة الإسلامية.
ومن يتأمل تاريخ هذه المسيرات عبر التاريخ الإسلامي، يجد أنها من أهم عوامل ضرب الوحدة الإسلامية، بل معول هدم الوحدة والأخوة الإسلامية، ومحرك للبغضاء والتشاحن، ومغذية للكراهية والحقد بين المسلمين.
فما كان يحصل بين السنة والشيعة عام 338هـ في بغداد، وعام: 406،408، 421،422،425،439،443، 444، 447،482، 510.. إلخ، لأكبر دليل على أن هذه المسيرات التي تلقب بالحسينيات أو العزاء أو نحوه ليست إلا مسماراً في نعش وحدة الأمة!
ويكفي أن يستمع المسلم أو يشاهد فعاليات هذه المسيرات، فخيار هذه الأمة يلعنون، والصحابة على ألسنة "الرواديد" يكفرون، وأعراض أمهات المؤمنين تنتهك وتباح لكل رخيص، ونبرة الطائفية تعلو، ولغة السيف والانتقام هي الأقوى، ورائحة الدماء تفوح، ولغة التهديد والوعيد تحتد وتبرز، وكل ذلك في مسيرات سوداء صارخة منتقمة!
ومن تأمل حال المسيرات والعزاء بشكل دقيق، أي خالط هذه المسيرات بنفسه، يكتشف أمراً محيراً، وهو: أنه ليس في هذه المآتم أي شيء يدل على وجود مأتم حقيقي، غير اللباس الأسود!
فاللباس بشكل عام أنيق وجميل، وهناك تنافس على الأزياء كل سنة، للفت الأنظار، وجلب نظرات الإعجاب من الشباب والفتيات!
فبناطيل "الجنـز" الجديدة في كل مكان، و"التيشيرتات" الأنيقة تزيّن الشباب، والأجسام المتناسقة والعضلات المفتولة تفتن فتيات المآتم، بل إن الترقيم والمعاكسات ينشط بشكل غريب في مآتم الحسين!
ومن أعجب الأمور أنه في عاشوراء يوم قتل الحسين وأهل بيته عطشاً وجوعاً وحرقاً، وبينما أهل السنة يصومون هذا اليوم، يقوم الشيعة بتوزيع الحلوى (!!)، وإقامة أطيب أنواع الموائد للطعام والشراب، فالمحموس، والشراب البارد، والسنبوسة..إلخ، على قدم وساق يتجمع عليها الشيعة الحزينين على مقتل الحسين!!
ومع هذه الآناقة والشياكة، والمطاعم والمشارب، واجتماع الأهل والأحباب، تنظم المسيرات الحسينية في أيام المآتم العاشوريّة حفلات أناشيد!!
وفي كل مسيرة يتنافس الجميع في جلب أفضل (رادود حسيني) كي يطرب المجتمعين بصوته العذب الشجيّ! وهؤلاء الرواديد أصبحوا من وجوه القوم مكانة وثراءً، بسبب العائد المادي الهائلة لهذه الحفلات الحسينية!
ويبرز التنافس –وفي الغالب غير شريف- بين الرواديد لكسب الأسواق العالمية، فأفضل سوق للرواديد، هو في دول بعض الخليج حيث الحفلات الغنية، ثم يليها أوروبا.. وهكذا، ويكون التنافس ساخنًا، ويصل إلى تبادل الاتهامات والطعن والمهاترات!
وتبدأ المسيرات الحسينية بالغناء والأهازيج، ويتمايل الرادود والمغني يميناً وشمالاً، ويتمايل الناس معه في طرب واستمتاع، ويضربون على صدورهم محدثين نغماً منتظماً، وبشكلٍ موحد، وكل رادودٍ يحرص على جمع أكبر عددٍ ممكن حوله.
ومع وجود الهدف المصالحي الشخصي، يظل هدف الأكثرية واحدًا، وهو صياغة الأشعار والكلمات بما يخدم الهدف الأساسي وهو تفريق كلمة المسلمين، وتغذية الكراهية والحقد!!
بقلم: عايض الدوسري