بسم الله الرحمن الرحيم
__________________
وليمة فسق
وفي بيروت، استأجرت شقة بإحدى بنايات الروشة، أجمل مناطق بيروت،
حيث ترى الشاطئ المتعرج برماله البيضاء التي يتقاذفها البحر على ضفاف اليابسة، و
هو المشهد الذي وصفه الشاعر الفرنسي "لامارتين"
بقوله: إن الطبيعة هنا . . بل كل شيء حولي أسمى من الخيال. لقد حلمت
بجنة عدن . . لا . . بل لقد رأيتها".
من شرفة شقتها كان أمامها البحر اللانهائي، وبقعتان من الصخور القاسية،
هما صخور الروشة الشهيرة التي تكسر تلك اللوحة الناعمة وتزيدها جمالاً.
وعلى بعد خطوات منها يقع مقهى الدولشي فيتا أشهر مقاهي بيروت،
حيث المكان المفضل للفنانيين والمثقفين والجواسيس والسياح.
كان الشيء الوحيد الذي يضايقها، هو انقطاع الحرارة عن التليفون
لذلك زارت صديقتها خديجة زهران، وطلبت منها المساعدة.
في الحال اتصلت خديجة بمانويل عساف موظف التليفونات، الذي ذهب بنفسه الى أمينة في اليوم التالي
ليؤكد لها أن المنطقة تعاني من بعض الأعطال بسبب تجديدات بالشبكة،
ووعدها بأنه سيسعى في القريب للتوصل الى حل. منحته خمسين ليرة ليهتم بالأمر،
ولكي لا ينسى . . منحته جسدها أيضاً.
إذ وجدت فيه صيداً سهلاً تستطيع من خلاله التوصل لتليفونات وعناوين القادة الفلسطينيين.
لم تندم عندما باعت الدين والوطن والأهل. فلم تجد غضاضة وهي تبيع نفسها لمانويل،
الذي خر مستسلماً أمام جمالها وانوثتها , لقد شلت إرادته وأذهبت عقله، وحاصرته فلم يعد يملك حيلة للفرار.
وأقبل عليها باعتقاده أنه أوقع بامرأة ظمأى. . بينما تصرفت هي كجاسوسة محترفة .
هكذا تفعل النساء في عالم المخابرات والجاسوسية . . فالجنس عندهن وسيلة فقط لا هدف.
صدمت أمينة بشدة عندما تبين لها أن مانويل لا يملك ما تريده، فهو مجرد موظف صغير لا يملك قراراً.
فلم يتملكها الإحساس بالندم أو الحسرة، بل أقنعت نفسها بأنها فشلت في تجربة أولى . .
وحتماً ستنجح في مرات مقبلة. حاول مانويل عساف الوفاء بوعده لتتوطد علاقته بالمرأة النارية،
فلم يستطع لأن رئيسه في العمل – مارون الحايك – بيده كل شيء . لذلك . . صارحه بما حدث،
واصطحبه الى شقة أمينة داود المفتي. كان مارون الحايك متعدد العلاقات النسائية،
يسعى خلف نزواته ومغامراته، منشغل بالتجسس على المحادثات التليفونية بين نساء المدينة،
تستهويه لعبة المطاردة والبحث عن صيد جديد.
وبغريزة الأنثى التي لا تخيب، أيقنت أمينة ما بنفسه،
واثقة من كنز معلوماته عن الزعماء الفلسطينيين في بيروت.
لذلك تركته بتناول معها وليمة فسق أتخمته، وأحاطت عقله بسياج من غباء.
وبينما الجسد المنهد ساكناً . . أجاب عن أسئلتها . . وأطلعها – بعد عدة ولائم – على التليفونات السرية للمنظمات الفلسطينية،
ولزعماء الجبهات وعناوين إقامتهم بحي الريحانة الشهير.
وبواسطة صندوق بريد ميت، صبت أمينة كل ما تفوه به مارون في خطاب من عدة صفحات، تسلمه عملاء الموساد في بيروت.
لتجيئها الأوامر بعد ذلك بالتحرك دون انتظار. فالمطلوب منها هو الحصول على القوائم السرية لرجال
المخابرات الفلسطينية "رصد" في أوروبا وصفاتهم. ولن يتاح لها ذلك إلا من خلال مكتب منظمة
التحرير الفلسطينية – مكتب ياسر عرفات شخصياً،
أو مكتب رئيس جهاز المخابرات الشاب علي حسن سلامة المطارد في كل مكان في العالم، والذي أطلقت عليه جولدا مائير لقب "الأمير
الأحمر"، لأنه بطل عملية ميونيخ التي قتل فيها أحد عشر إسرائيلياً
حيث ترى الشاطئ المتعرج برماله البيضاء التي يتقاذفها البحر على ضفاف اليابسة، و
هو المشهد الذي وصفه الشاعر الفرنسي "لامارتين"
بقوله: إن الطبيعة هنا . . بل كل شيء حولي أسمى من الخيال. لقد حلمت
بجنة عدن . . لا . . بل لقد رأيتها".
من شرفة شقتها كان أمامها البحر اللانهائي، وبقعتان من الصخور القاسية،
هما صخور الروشة الشهيرة التي تكسر تلك اللوحة الناعمة وتزيدها جمالاً.
وعلى بعد خطوات منها يقع مقهى الدولشي فيتا أشهر مقاهي بيروت،
حيث المكان المفضل للفنانيين والمثقفين والجواسيس والسياح.
كان الشيء الوحيد الذي يضايقها، هو انقطاع الحرارة عن التليفون
لذلك زارت صديقتها خديجة زهران، وطلبت منها المساعدة.
في الحال اتصلت خديجة بمانويل عساف موظف التليفونات، الذي ذهب بنفسه الى أمينة في اليوم التالي
ليؤكد لها أن المنطقة تعاني من بعض الأعطال بسبب تجديدات بالشبكة،
ووعدها بأنه سيسعى في القريب للتوصل الى حل. منحته خمسين ليرة ليهتم بالأمر،
ولكي لا ينسى . . منحته جسدها أيضاً.
إذ وجدت فيه صيداً سهلاً تستطيع من خلاله التوصل لتليفونات وعناوين القادة الفلسطينيين.
لم تندم عندما باعت الدين والوطن والأهل. فلم تجد غضاضة وهي تبيع نفسها لمانويل،
الذي خر مستسلماً أمام جمالها وانوثتها , لقد شلت إرادته وأذهبت عقله، وحاصرته فلم يعد يملك حيلة للفرار.
وأقبل عليها باعتقاده أنه أوقع بامرأة ظمأى. . بينما تصرفت هي كجاسوسة محترفة .
هكذا تفعل النساء في عالم المخابرات والجاسوسية . . فالجنس عندهن وسيلة فقط لا هدف.
صدمت أمينة بشدة عندما تبين لها أن مانويل لا يملك ما تريده، فهو مجرد موظف صغير لا يملك قراراً.
فلم يتملكها الإحساس بالندم أو الحسرة، بل أقنعت نفسها بأنها فشلت في تجربة أولى . .
وحتماً ستنجح في مرات مقبلة. حاول مانويل عساف الوفاء بوعده لتتوطد علاقته بالمرأة النارية،
فلم يستطع لأن رئيسه في العمل – مارون الحايك – بيده كل شيء . لذلك . . صارحه بما حدث،
واصطحبه الى شقة أمينة داود المفتي. كان مارون الحايك متعدد العلاقات النسائية،
يسعى خلف نزواته ومغامراته، منشغل بالتجسس على المحادثات التليفونية بين نساء المدينة،
تستهويه لعبة المطاردة والبحث عن صيد جديد.
وبغريزة الأنثى التي لا تخيب، أيقنت أمينة ما بنفسه،
واثقة من كنز معلوماته عن الزعماء الفلسطينيين في بيروت.
لذلك تركته بتناول معها وليمة فسق أتخمته، وأحاطت عقله بسياج من غباء.
وبينما الجسد المنهد ساكناً . . أجاب عن أسئلتها . . وأطلعها – بعد عدة ولائم – على التليفونات السرية للمنظمات الفلسطينية،
ولزعماء الجبهات وعناوين إقامتهم بحي الريحانة الشهير.
وبواسطة صندوق بريد ميت، صبت أمينة كل ما تفوه به مارون في خطاب من عدة صفحات، تسلمه عملاء الموساد في بيروت.
لتجيئها الأوامر بعد ذلك بالتحرك دون انتظار. فالمطلوب منها هو الحصول على القوائم السرية لرجال
المخابرات الفلسطينية "رصد" في أوروبا وصفاتهم. ولن يتاح لها ذلك إلا من خلال مكتب منظمة
التحرير الفلسطينية – مكتب ياسر عرفات شخصياً،
أو مكتب رئيس جهاز المخابرات الشاب علي حسن سلامة المطارد في كل مكان في العالم، والذي أطلقت عليه جولدا مائير لقب "الأمير
الأحمر"، لأنه بطل عملية ميونيخ التي قتل فيها أحد عشر إسرائيلياً
__________________