• [ مسابقة الماهر بالقرآن ]: هنيئا لأختنا فاطمة عليليش "Tama Aliche" الفوز بالمركز الأول في مسابقة الماهر بالقرآن التي نظمت من قبل إذاعة جيجل الجهوية وتحت إشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية جيجل. ونيابة عن كافة أعضاء وطاقم عمل منتدى اللمة الجزائرية نهنئك بهذا الفوز فألف ألف ألف مليوون مبروك هذا النجاح كما نتمنى لك المزيد من النجاحات والتوفيق وأن يكون هذا الإنجاز إلا بداية لإنجازات أكبر في المستقبل القريب بإذن الله. موضوع التهنئة

فن تسيير الحياة

أبو العبــــاس

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
10 سبتمبر 2009
المشاركات
1,282
نقاط التفاعل
524
النقاط
51
محل الإقامة
سيدي خالد...بسكرة
الجنس
ذكر
بالعلم وصل الإنسان إلى الفضاء الخارجي، وطور عقاقير قضت على أمراض فتاكة واخترع الذرة، لكنه لم يستطع تفسير كيفية وأسرار تفضيل رجل واختياره امرأة دون أخرى لتكون زوجة له، وظلت التقارير والدراسات التي تتناول هذا الموضوع ضمن قائمة الفرضيات العلمية المبنية في أحسن الأحوال على الأرقام الإحصائية.
كيف يختار الناس الحب عنصراً أساسياً للحياة، وما الذي يجعل رجلاً يحب امرأة بعينها ويفضلها على غيرها وقد تكون ليست أجمل النساء.. وقد لا تكون أكثرهن علماً وحضوراً وثقافة..؟ ما طبيعة الشيفرة السرية التي تلتقي على أساسها القلوب وتتواصل في مرحلة اللاوعي لتفرض كلمتها على الوعي.. فيما بعد ويسير الاثنان في مشوار الحياة المفعمة بالحب الذي عانى منه كثيرون في غابر الأزمان؟!
في بعض الروابط التي تقود إلى الزواج، تبدو المشاجرات أحادية، بمعنى أن أحد الشريكين يبدو وكأنه يصدر الأصوات والانفعالات العاصفة كلها، أما الثاني فيكون في غاية الهدوء وكأن وظيفته هي تهدئة الجو وتخفيف التوتر، ربما يعاني الاثنان مشكلة واحدة: الفشل في التعبير عن الذات، لكنهما مع ذلك يشعران بأن كلاً منهما يكمل الآخر من الناحية الشعورية والانفعالية، وأن تلك الانفعالات والمشاعر هي قيد السيطرة والإدارة.
مزيد من التوضيح؟ حسناً.. يقول الخبراء إن القدرة على الحديث لفترة طويلة قد لا يعني القدرة على التعبير عن حقيقة الذات والمشاعر، وعندما تكون المرأة من هذا النوع، فإنها لا تختلف من حيث الجوهر عن الرجل الذي يلوذ بالصمت تاركاً للخبراء أن يحللوا أسباب فشله في التعبير عن مشاعره، وأن يربطوا ذلك بعقدة الرجولة وتراكمات الذكورة. في الحالين ليس ثمة تواصل عميق عبر الكلمات والعبارات، ويكاد من يراقب المشهد عن بعد، يجزم أن الزوجين يعيشان فشلاً ذريعاً وأنهما مقبلان على الطلاق.
لكن ما يفوت مثل هذا المراقب هو وجود خيط من التواصل غير المرئي، وعلى مستوى ذلك التواصل النابع من اللا وعي يتم التحكم بالمشاعر وكبحها في نهاية المطاف، وإعادة العلاقة إلى سكة السير الطبيعية.
رجل وامرأة مرتبطان بعلاقة زوجية قوامها الحب لهما طريقتهما الخاصة في معايشة هذه التجربة، لكن كليهما يشعر بإحساس من الكلية عندما يكون أحدهما مع شريكه العاطفي ويشعر بشيء من النقص أو الفراغ لغياب الآخر وبشيء من الاكتمال والالتئام عندما يكون الآخر حاضراً. وهذا الوضع غير المفهوم حتى الآن هو محور دراسة أجراها الخبير البريطاني هنري ديكس المتخصص في علم نفس العلاقات الزوجية، وقد أطلق ديكس على هذه الحال اسم (التوافق غير الواعي).
ما هذا النوع من التوافق؟
يجمع علماء النفس على أن لكل شخص طبعة نفسية وراثية تحمل تفاصيل تجاربنا الحياتية وبصماتنا التي تركناها عبر الأيام، وتحوي تلك الطبعة معلومات. وربما لم نكن على وعي بها، عن مخاوفنا وبواعث قلقنا وآليات التكييف التي نستطيع ممارستها، وكيفية دفاعنا عن ذواتنا في مختلف الظروف.. إلخ.
ولكل منا قدرة غير واعية على (مسح) الطبعة النفسية الوراثية للآخرين بدرجات تختلف تبعاً للظروف والشخص الذي ننجذب إليه أكثر من غيره هو بالضرورة ذلك الشخص الذي يمتلك طبعة نفسية ذات مكونات مكملة لما نحمله في طبعتنا النفسية.. إننا في عملية المسح الخفية نبحث عن تجارب متشابهة لدى الآخر، لكننا بالقدر نفسه تقريباً نبحث عن اختلافات تجعل من الآخر مكملاً لنا وليس نسخة منا.
انجذاب الأضداد
تهدف خاصية التكافؤ غير الواعي إلى العثور على شخص يحمل صفات وتجارب مكملة.. إننا في مستوى اللا وعي نبحث عن شخص نتعلم منه، شخص لديه ملكات غير متوافرة لدينا، ولديه آليات للتأقلم أكثر تطوراً مما لدينا.
الشخص المثالي في هذا الإطار هو الشخص الذي عاش تجارب حياتية مشابهة للتجارب التي عشناها، لكنه تطور في اتجاه مختلف، وطور وسائل مختلفة لإدارة شؤون حياته، ويبدو أن النصف الآخر الذي نبحث عنه هو ذلك الشخص الذي يمتلك من الصفات ما يجعلنا نشعر بالاكتمال النفسي، مثل هذا الشخص يجعل الآخر يحس بأن وجودهما معاً يعني أنهما يمثلان كينونة نفسية كلية.
ومع أن كل علاقة عاطفية تختلف عن غيرها، فقد تمكن علماء النفس من تحديد بعض الأنواع الشائعة من (التوافق غير الواعي).. فهل تعرف أي شخص يعيش تطبيقاً واقعياً لأي من العلاقات التالية؟
طفولة - أمومة
في هذا النمط من العلاقة يتصرف الرجل والمرأة على نحو يتمحور حول صفتي الاتكالية والثقة، فأحدهما يتصرف كطفل يبدو في احتياج دائم إلى الآخر، بينما الآخر يتصرف وكأنه الأب أو الأم.
يعتقد الطرف الأول في هذه العلاقة (الطفل) أنه إذا ما استسلم للخوف وانعدام الأمان والتبعية والاحتياج إلى الآخر سيواصل الاعتناء به والعطف عليه. أما الطرف الآخر فيتصرف كالأب أو الأم، ويجد نفسه مضطراً إلى التخلي عن أي نوازع للتبعية والضعف، بحكم أن الآخر قد حجز هذه الصفات له وصار يتقمصها على الدوام.
التابع والمتبوع
في هذه العلاقة ثمة مشكلة تتعلق بالسلطة والسيطرة والسيادة.. قد ينتاب أحد طرفي هذه العلاقة شعور بالخوف إذا ما وجد نفسه خاضعاً أو مستسلماً أو في وضع يتسم بالهشاشة؟ ولذا فهو يلوذ بغرائز السيطرة والتسلط على الآخر دفاعاً عن الذات، واستباقاً لأي احتمال قد يدفعه إلى حالة من الخضوع. أما الطرف الآخر في هذه العلاقة، فإنه يجد لزاماً عليه التراجع شيئاً فشيئاً، وترك السيطرة تتعزز لفائدة الآخر، ما يقرب العلاقة من نمط السيادة والعبودية.
الملاحقة والهروب
في هذه العلاقة يخشى الطرفان الألفة الزائدة وكأنهما يريدان قدراً من المودة، لكنهما يخافان ارتفاع معدل المودة إلى مستوى أكثر مما يحتملان غير أنهما توصلا - على مستوى اللا وعي - إلى معادلة للتغلب على هذا الوضع.
تقضي هذه المعادلة بأن يقوم أحدهما بدور الهارب والآخر بدور من يطارده ويلح عليه من أجل تحقيق المزيد من الألفة. ومن وقت لآخر يتبادل الطرفان الأدوار، لكن المعادلة تبقى واحدة من حيث الجوهر.
 
العودة
Top