مصر وحماس... جدار أم صدام؟!
"لا إعمار ولا فك حصار ولا مصالحة ولا دفع لعجلة السلام دون مصر".. تصريح الرئيس مبارك في قمة الكويت الاقتصادية المنعقدة في الكويت أوائل العام الماضي، وهو إعلان بالاحتكار المصري الحصري للملف الفلسطيني، احتكار له دوافع ومتطلبات، إذا نظرنا إليها من مربع مصر التاريخية، فهو تجاوب محمود مع مسئولياتها الشرعية والقومية والإنسانية، وهي أهل لهذه المهمة الفريضة، ورصيد مصر التاريخي- دون مَنٍّ أو مزايدة- خير شاهد.
وإذا نظرنا إليها من مربع مصر السياسية (نظام الحكم) فالأمر مختلف، حيث حالة التعثر والارتباك تارةً، والانحياز ضد غزة بل والعداء لها تارة أخرى، فما زالت العقلية الأمنية لا السياسية ولا الدبلوماسية هي سيدة الموقف، وعلى ذلك شواهد عدة، منها:
* حالة الكبر والغطرسة غير المبررة التي يمارسها الطرف المصري على حماس وتيار المقاومة- وفي المقابل التراجع والتواضع الذليل أمام أمريكا والكيان الصهيوني رغم ادعاءات السيادة والريادة- في إصرار عجيب على توقيع حماس على ورقة المصالحة المطروحة، التوقيع أولاً ثم الاحتجاج أو التظلم! نفس النمط المعمول به في أقسام الشرطة ومقار أمن الدولة في الأنظمة البدائية المتخلفة، والتي ترفع شعار "نفِّذْ ثم تَظَلَّمْ".
* الإصرار العنيد والآثم على الحصار برًّا وبحرًا وجوًّا لمليون ونصف المليون من شعب غزة الصابر الصامد، بل وبناء الجدار الفولاذي المعبِّر عن معدن وخامة قلب النظام المصري تجاه شعبه وإخوانه، حصار أكدته جلسة الشتائم وسب الدين في لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب المصري الأربعاء أمس 30/12/2009م؛ مما اضطر نواب الإخوان والمعارضة إلى الانسحاب من الجلسة وعقد مؤتمر صحفي.
* الهروب من استحقاقات الإعمار التي احتكرتها مصر وجمعت لها ما يسمى بالمجتمع الدولي في شرم الشيخ، ثم تبخرت الوعود شأنها شأن وعود السلام ومعسول الكلام.