السلام عليكم
موواضيع لها علاقة
أهمية المعلومات في إدارة وتنمية الموارد البشرية في ظل مجتمع المعلومات
مقدمة:-
يحتل العنصر البشرى الأهمية الأساسية لأى تطور يشهده العالم في كل العصور والأزمان. فالإنسان هو محور كل التطورات التي استطاع المجتمع الإنساني أن يحققها في مختلف المجالات،حيث أن التطورات التكنولوجية الحديثة في مجال نظم وتقنية الاتصالات والمعلومات ومتطلبات العولمة والتجارة الحرة والجودة الشاملة والتنمية المستدامه تشكل محطات ذات أهمية واسعة النطاق في إطار التطور الذي شهده القرن الحالي، ولولا الإنسان وتنمية الموارد البشرية لم تكن لتلك المحطات أن تحقق آفاق تطورها وسبل نجاحها،استناداً على أهمية المعلومات ودورها المميز في حياتنا المعاصرة،أفراداً كنا أومجتمعات،مؤسسات أو دول.
وذلك لارتباطها بمختلف مجالات النشاط البشرى،والتي لا يمكن تجاهلها في جميع نواحي الحياة،حيث أنها تمثل الركيزة الأساسية للبحث العلمي،وتشكل القاعدة الصلبة والخلفية الملائمة لاتخاذ القرارات الصائبة في إى نشاط داخل المجتمع،ولا غنى لإى فرد عنها في الحياة اليومية .
وبقدر توفر المعلومات المناسبة في الوقت المناسب للشخص المناسب (المسؤل) بقدر ما ينتج عنها من دقة في اتخاذ القرار المناسب،فقد اتسم العصر الذي نعيش فيه بإعتماده الكبير على المعلومات حيث أن إي نشاط ناجح و مبدع لا يمكن أن يتحقق إلا إذا اعتمد على قدر كافٍ ومناسب من المعلومات.
- فهي بالإضافة إلى ذلك تعتبر مورداً هاماً وضرورياً في تحقيق التنمية الوطنية الشاملة المتمثلة في الصناعة والزراعة والتعليم والصحة،والشؤون الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها من قطاعات النشاط المجتمعي،حيث أصبحت المعلومات مورداً أساسياً من الموارد الوطنية المؤثرة في نمو وتطور المجتمعات،وقاعدة أساسية لأى تقدم حضاري في مختلف المجالات في إى مجتمع من المجتمعات المعاصرة.
- وللمعلومات دوراً مهم وفاعل في الأعلام الرسمي، سواء كان ذلك باتجاه تغير المواقف أو تثبيتها أو زعزعتها،وعلى هذا الأساس فإن تسمية العصر الذي نعيش فيه بعصر المعلومات أو عصر ثورة المعلومات، هو أمر ليس بالغريب،حيث انه من أهم سمات ثورة المعلومات المعاصرة،الكم الهائل والمتنوع من المعلومات والمعارف،ومن الأوعية والمصادر الناقلة لها،لدرجة أصبح العقل البشرى والطرق التقليدية لمعالجتها عاجزة عن السيطرة عليها وتنظيمها،وتسخير استخدامها،واسترجاعها للمخططين وصانعي القرار والباحثين الأكاديميين وغيرهم.
- فقد أصبح يحدث ويُكتب ويُذاع ويُعرض في ثوان محدودة،وما ينتج عن ذلك من معلومات يعادل ما كان يحدث ويُذاع ويُعرض في أعوام عديدة في عصور وفترات زمنية مضت،وتختلف أهمية المعلومات باختلاف مجالات الإفادة منها واستثمارها فهي تستخدم في إجراء البحوث الأساسية والتطبيقية والتطويريه معتمدة في ذلك على إدارة وتنمية الموارد البشرية في ظل تنمية الموارد البشرية في ظل التنمية المستدامة سواء في مجال الإنتاج أو الخدمات،كما تستعمل في عملية اتخاذ القرارات الصائبة واللازمة على مختلف الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والصحية والعسكرية وغيرها من المجالات، في مراحل التخطيط والتنفيذ والمتابعة .
- لدى يوجد شعور وإدراك عام وواسع حول الافتقار إلى المعلومات والسبل الكفيلة والفاعلة للحصول عليها يُعد من العوامل التي تحد من إي تقدم،فبدون المعلومات لا تستطيع المجتمعات والأفراد والمؤسسات أن تتقدم،أو أن تحافظ على تقدمها.
- وبناء على ما تقدم،وتأسيساً على ذلك،فقد أعطيت دول العالم اهتماماً كبيراً ومتزايداً للمعلومات بكل أنواعها وأشكالها،وقامت بإنشاء وتطوير مؤسسات المعلومات،مثل مراكز المعلومات البحثية،والمكتبات الأكاديمية،وبنوك المعلومات ومراكز التوثيق،وشبكات ومراصد المعلومات.....وغيرها.
والتي تُعنى بجمع وتنظيم وخزن واسترجاع المعلومات،ووضعها في متناول من يحتاجها من العاملين في قطاعات المجتمع المختلفة والمواطنين بصورة عامة. فمن يمتلك المعلومات ويستثمرها بشكل أفضل وفق نظم معلومات متطورة هو الأقوى،لان قدرة الإنسان على استثمار الموارد المادية و القوى البشرية ، رهينة بقدرته على استثمار المعلومات، وان استثمار هذا المورد الحيوي المهام،هو المعيار الذي يعتمد عليه في التمييز بين المجتمعات المتقدمة من ناحية،ومجتمعات الدول النامية (المتخلفة ، والنائمة) من ناحية أخرى.
- وقد أصبح جلياً الآن أن التطور الكبير والسريع في تقنية المعلومات،إنتاجاً وتوزيعاً واستخداماً في العقدين الآخرين،بعد استثمار التقنيات الحديثة،وخاصة في مجال تقنيات الحواسيب والاتصالات عن بعد،وتقنيات المصغرات الفيلميه والليزرية،مما جعل بأن تصبح المعلومات من أكبر الصناعات في المجتمعات المتقدمة.
- وفى مجتمع المعلومات يشكل قطاع المعلومات وتنمية الموارد البشرية المصدر الرئيسي للدخل القومي والعمل والتحول البنائى في مجالات التنمية في مختلفة المجالات الحيوية.
- ولابد من الإشارة في هذه المقدمة إلى أن المعلومات المنتجة والمتدفقة عبر القنوات وأوعية المعلومات المختلفة تظل عديمة الفائدة إذا لم يتم استخدامها الاستخدام الامثل وذلك بانتقالها من منتجها الاصلى سواء كان عالماً أو مخترعاً أو مؤلفاً، مروراً بمؤسسات المعلومات حتى تصل إلى المستفيد الذي يحتاج إلى تلك المعلومات.
وهذا لا يتحقق طبعاً إلا بوجود نظام معلومات متكامل بركائزه الأساسية الثلاث وهى /الاقتناء-والتنظيم-والخدمات .وربما تكون الركيزة الثالثة أي الخدمات،من أهم الركائز في مجال الإفادة من المعلومات،حيث أن الاقتناء والتنظيم لا يعنى شيئاً دون وجود الخدمات التي تهدف إلى الإفادة من المعلومات،من خلال تلبية الحاجات المعلوماتية للمستفيدين،وبذلك تكون قيمة أي شئ تكمن في درجة الاستفادة منه.
- وحيث أن المعلومات في مجتمع المعلومات،هي المادة الأساسية والرئيسية وهى المادة التي لايمكن أن تنفد،فأن الحضارة الجديدة ستعيد بناء هيكل التعليم بناءً على الأهمية الجديدة للمعلومات،وسنعيد تعريف البحث العلمي وتنظيم وسائل والاتصال .