

مضت سنون وما يسمى بمحاربة الإرهاب تحصد البشر، ويغتال الأطفال وهم نائمون فتهدم عليهم الديار، ويدفنون وهم أحياء أفظع من وأد الجاهلية للبنات.
هذا ما وقع في العراق بكواذب الدعاوى، وأراجيف مفتريات بوجود أسلحة الدمار الشامل، وتواصل في أفغانستان، وباكستان، وفي فلسطين، ونسمع اليوم أن ذلك ما يراد باليمن ويحاك له، ويدبر بليل، إن هذا لهو الإرهاب بعينه، وإذا تأملت رأيت أن الإرهاب الأكبر هو هذه الفجائع وهذه الدماء المراقة، وهذا القتل الجماعي بالطائرات الطائشة التي لا طيار بها، فالطيارون أصابهم الجبن، فتضرب هذه الطائرات وحدها على غير هدى لحصد الأبرياء، والإرهابي هو الذي يرتكب هذه الجرائم في حق العزل من المدنيين، والبرءاء
إنها جرائم حرب تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها، إنها تبذر في أطفال هذه الشعوب بذور الحقد، والعزم على الانتقام لآبائهم وذويهم، أن هؤلاء الحلفاء تحالفوا على الشر، وتعاقدوا على البغي، والتسلط على الضعفاء من الشعوب الذين إذا ما دافعوا عن أنفسهم، وقاوموا هذا الطغيان نعتوا بالإرهاب، وتنادى أصحاب الحلف الأطلسي أن جيشوا الجيوش، وزيدوا النار اشتعالا، إنهم يثيرون ما يسمونه بالإرهاب، ومظالمهم إنما هي وقود ترتد عليهم، فالظلم إذا تراكم والعدوان إذا نتعاظم أصبح مواد متفجرة، وقنابل موقوتة، فيزداد في الأرض بذلك إرهاب المرهبين، وعدوان المعتدين، كما تزداد ردود الأفعال لا بالأسلحة المتطورة القتالة، وإنما بالنفس التي تتحول إلى متفجرات، فمن المسؤول على هذا؟
إن الإرهاب ذريعة مصنوعة يتخذها هؤلاء الحلفاء لقهر الأمم، والسيطرة على العالم، وخاصة العالم الإسلامي الذي أصبح العدو اللدود في أنظارهم، والعقبة الكؤود التي يجب أن تداس، وتقهر حتى لا تقوم له قائمة، ولا تنهض له نهضة
طال الزمان بهذه الحرب الضروس على ما يسمى بالإرهاب، وهي تزداد فشلا كلما ازداد ضراوة، فاخترقت قلاع مخابراتهم المحصنة، وقتل زبانيتها في عقر دارهم وهم فرحون يترقبون الأخبار السارة عن أيمن الظواهري وأنصاره، فخاب ظنهم، وأصبحوا جثثا هامدة، إن هذه الإستراتيجية الإرهابية لم يكتب لها النجاح، في اعتمادها على القوة، وتجييش الجيوش، لم يأخذوا العبرة من العراق التي ما تزال نارا تحت الرماد، إن أفغانستان ستصبح أشد ضراوة من العراق، وأعتى في عتو جبالها، وعزائم رجالها، لم يأخذوا العبرة من الاتحاد السوفياتي وخسرانه المبين على أرض أفغانستان، وهاهم اليوم حائرون ماذا يفعلون، ونحن نسأل ماذا يقصدون بالإرهاب؟ إن غموض مفهومه والخلط فيه بين الإرهابي ومن يدافع عن شرفه وكرامته وكرامة وطنه أمر يزداد سرابه وضبابه. وهل يتحقق للولايات المتحدة في حروبها الكونية ودعم إسرائيل أن تصبح كما خططت أمة القرن الواحد والعشرين، لا يبحر فيه غيرها، وهل يكون هذا القرن قرن الولايات المتحدة أم قرن انحدار قيمها ودمار اقتصادها، وضياع أبنائها وسواد سمعتها؟ علمها عند ربي! ونحن تعتقد أن نصرتها لإسرائيل بأي ثمن وتأييدها لها في عدوانها وظلمها مهما تفعل هو سبب ما تعانيه وستعاني، فالظلم ظلمات، وعاقبته ظلمات بعضها فوق بعض
آخر تعديل: