الألعاب الألكترونية .. وسائط ثقافية لغرس قيم غربية

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

kahina_skikda

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
10 جويلية 2007
المشاركات
1,833
نقاط التفاعل
6
النقاط
37
الألعاب الألكترونية .. وسائط ثقافية لغرس قيم غربية

لما كنا صغاراً كنا نحن من يصنع أدوات لعبنا، وكنا نتخذها من بيئتنا من أغصان الشجر ومن القماش ومن قطع البلاستيك، وأحياناً من عظام بهيمة الأنعام، ولم يكن بيننا وبين لعبنا وسيط يصنعها لنا ويحدد طريقة لعبنا بها، وينقل لنا ثقافة مضادة، كنا نحن الصانعين ونحن اللاعبين. وكانت الألعاب بسيطة ولكنها كانت كافية في إشباع نهمنا إلى اللعب.
وكانت ألعابنا تتصف بأمرين:
1. لم نكن ننفصل في ألعابنا عن ثقافتنا وقيمنا، فثقافتنا قبل اللعب وفي أثناء اللعب وبعد اللعب واحدة لم تتغير، فلم نكن نعيش قيما متناقضة، ولم نكن نعاني من صراع ثقافي تسببه تلك الألعاب. بل كانت تلك الألعاب تساهم في تنشئتنا تنشئة اجتماعية كما يريدها البيت و المجتمع.
2. كانت ألعابنا جماعية فلم نكن ننفصل عمن حولنا، وكانت قيمة اللعب ولذته تزداد كلما كثر اللاعبون. ولا أستحضر الآن لعبة فردية من شروطها أن ينعزل فيها اللاعب عمن حوله.
وحتى الألعاب التي وفدت إلينا كلعبة كرة القدم أو الكرة الطائرة أو تنس الطاولة وغيرها من أمثالها تتسم بهاتين السمتين.
ولكن لما جاءت الألعاب الالكترونية مثل البيكمون والبلايستيشن والأتاري وغيرها تغير الأمر؛ فأصبح الطفل حينما يلعب ينتقل إلى ثقافة أخرى، فيلعب وفقاً لقيمها، ويستمتع باللعب وحده، فينفصل عمن حوله. إنها ليست مجرد ألعاب، ولكنها وسائط ثقافية تهيمن من خلالها الثقافة الغربية على الأطفال الصغار. ولأنها في الحقيقة وسائط ثقافية فهي تعيد صياغة شخصية الطفل وفقاً لثقافة أخرى غير ثقافته الإسلامية، وهذه الصياغة تشمل مشاعره وطريقة تفكيره وقيمه وسلوكه و مفهومه لذاته وعلاقته بنفسه و بغيره.
دعوني أضرب لكم مثلاً بلعبة من لعب البلاستيشن.
اسم اللعبة"وقت للقتل Time to kill، اسم مخيف، وعنوان كبير يملأ الشاشة، مهمته تهيئة ذهن الطفل لممارسة القتل حينما يشرع باللعب. وهذه هي الرسالة الأساسية التي يتضمنها العنوان للطفل الصغير. والطفل يبدأ اللعبة متحفزاً مستعداً لقتل خصمه، ويشعر أن هذا القتل مشروع بل إنه لايفوز في اللعبة من غير القتل.
إن هذا القتل يتناسب مع ثقافة (رامبو) الشخصية الأمريكية الكرتونية الشهيرة، والكاوبوي أو رعاة البقر، ولكنه لايتفق مع ثقافتنا الإسلامية. نحن إذا رأينا الطفل يتتبع نملة ليقتلها نهيناه، وإذا رأينا معه قطة صغيرة يؤذيها أو عصفوراً صغيراً يلعب به أمرناه بالشفقة عليه، وذكّرناه أن إيذاء هذه الحيوانات عمل مذموم، فما بالك بقتلها أو التفنن في تعذيبها حتى تموت.
أنت تغرس في طفلك هذه المعاني الجميلة: الرحمة والشفقة والإحسان، ثم تجد أن هذه المعاني تتحطم مع أول ضغطة زر في لعبة البلايستيشن.
تبدأ اللعبة "وقت للقتل" باستعراض بعض صور شخصيات اللعبة، وتبدأ بعرض بصور كرتونية لنساء جميلات عاريات أو شبه عاريات. هذه الصور تهدم معنى من معاني ثقافتنا وأدبنا الإسلامي الذي ننشئ عليها أبناءنا وبناتنا وهو الستر والحياء والعفاف.
إن من أخص خصائص ثقافتنا الإسلامية أنها تقوم على ستر الجسد للرجل والمرأة، ومما نعلمه أطفالنا الستر والحياء، ومن أخص خصائص الثقافة الغربية أنها تقوم على العري وكشف الجسد، وهذا ليس طارئاً على هذه الحضارة بل هو قديم من عهد الرومان. ويمكن أن تطالعوا بعض صور المتاحف الرومانية، وستجدونها من الحضارات القليلة، أو ربما الوحيدة التي تضمنت تماثيلها تجسيداً لعضو الرجل وسوءة المرأة. في حضارتنا ستر الجسد قيمة عالية وجمال، وفي الحضارة الغربية تعرية الجسد متعة وجمال. إن معاني الستر و الحياء والعفاف تمزقت مع ضغطة الزر الثانية للبلايستيشن.
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top