هل يحقق زواج الإنترنت الأركان والشروط الشرعية للزواج..؟

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

issac570

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
1 أكتوبر 2007
المشاركات
3,646
نقاط التفاعل
1,809
النقاط
191
نوع اخر من زواج الانترنت

664340232.gif

378251210.jpg


رتم الحياة وايقاعها السريع وتطورها لم يتوقف عند حدود المعرفة، بل ان تيارها الجامح طال قيمنا وثقافتنا وعاداتنا الاجتماعية وصبغها بصبغة التجدد ومواكبة العصر، وأهم هذه القيم هي الزواج، فبعد ان كانت وسائل الزواج وطرقه محددة وواضحة عن طريق تعارف الأسر أو عن طريق الخاطبة أو الزواج المبني على معرفة مسبقة بين الطرفين، وفي الآونة الأخيرة ظهرت وسائل أخرى عصرية الطابع والصبغة، أبرزها إعلانات الزواج التي تملأ وسائل الإعلام المختلفة من صحف ومجلات ومحطات تليفزيونية وتلك التي اكتسحت الإنترنت بعد ظهوره كوسيلة للاتصال والتواصل، حتى باتت هذه الطريقة أكثر رواجا وانتشارا.

على صفحة وورد على الإنترنت تقول الفتاة زوجتك نفسي ويجيب الشاب قبلت زواجك وترسل الصفحة بالبريد الالكتروني لاثنين من الزملاء ليوقعا عليها ويتولد عقد زواج غريب من نوع جديد، ويبدأ العروسان في البحث عن مكان اللقاء، هذا ما اصطلح على تسميته بزواج الإنترنت والذي بدأ ينتشر بين بعض الشباب والفتيات في المجتمعات العربية، وتخصص له بعض الشركات مواقع كاملة على شبكة الإنترنت

لكن هل هذه الطريقة في الزواج تحقق اركان وشروط الزواج وتحقق الانسجام والتناغم بين الزوجين وتؤدي الى استمرارية الحياة بينهما..؟ علما ان الاخلال بشروط الزواج الشرعي يؤدي الى إخلال بعقد الزواج.



ان هذه الطريقة في الزواج لا يهدف من يسلكها الى إقامة أسرة مستقرة، ولكن يفكر في إقامة علاقة عاطفية أو جنسية، وقد يأتي هذا الاسلوب في الزواج لعدم القدرة على الاختيار بشكل مباشر سواء كان للشاب أو الفتاة، ومن يفعل ذلك يكون لديه صفة حب الظهور، بمعنى انه من خلال الانترنت يشعر بالتفاخر والزهو وان هناك من اختارته، ومكمن هذا التفاخر انه يعد نوعا من انواع الاحساس بفقدان الثقة في الذات أو الشعور بالنقص.

ان الزواج مشاعر وأحاسيس، وفي الغالب يظهر كل طرف أفضل ما لديه ولا تظهر العيوب الحقيقية له، فكيف يمكن ان يربط الانسان مصيره بشخص لا يعرف عنه سوى معلومات قدمت له عن طريق آلة صماء مثل الكمبيوتر، وهذا يعتبر مجرد تقليعة شبابية لمجاراة الموضة في كل شيء، وسرعان ما يمل منها الشباب ويعودون للطرق التقليدية في الزواج.

ولا ندري حقيقة لماذا اللجوء الى هذه الطريقة من الزواج رغم توفر واتاحة وسائل أخرى عديدة فالفتاة اليوم لم تعد كالسابق، فقد زادت مساحة الحرية التي تتمتع بها، واصبحت فرصة لقائها وجها لوجه بشريك الحياة متاحة سواء في الجامعة أو في العمل... الخ.

إن الشاب الذي يرغب في الزواج الحقيقي لابد ان يدخل البيوت من أبوابها، ويطلب الفتاة من أهلها، وما أفضله حقيقة ان يتم الزواج بالطرق التقليدية المتعارف عليها اجتماعيا والبعيدة عن البدع، لاسيما وانه حتى الزيجات التي تتم بطرق مقبولة اجتماعيا تعرضها للفشل، فكيف الحال بمن تواصلوا وتعارفوا عن طريق أسلوب غريب وغير مقبول اجتماعيا مثل الانترنت، كما ان زواج الإنترنت لا يحقق للشخص قيمته كإنسان وكزوج وذلك لأنه يربط قيمته الشخصية بجهاز أصم خاصة ان زواج الانترنت ليس به تعمق بشخصية الطرفين المقبلين على الزواج.. ولكنه يكتفي بالمنظر السطحي الخارجي.. كما ان المجتمع الشرقي بعاداته وتقاليده يرفض هذا النوع من الزواج.. أضف إلى ذلك أنه لا تتوافر فيه شروط الزواج..وفي حال تم بين شاب وفتاة فيعتبر زنا مقنعا ولا يحفظ حقوق الطرفين.. وتكون الفتاة هي الضحية في هذه الحالة وهناك مبدأ عام عند أي شاب بأنه يرى ان الفتاة طالما جاءتها الجرأة لمحادثته على الانترنت فبالتأكيد ستحادث شابا آخر غيره .. وفي حال إذا تزوجها سيكون مصير هذه الزيجة الفشل للمبدأ الراسخ في اعماقه عن اي فتاة تحادث شابا عبر الانترنت وتتزوج عن هذه الطريقة لان كل انسان يدرك في قراره نفسه ان الزواج رباط مقدس لدى كل الأديان بدون استثناء وله طقوس ومراسيم بل انه يعتبر اسمى علاقة انسانية فكيف يمكن ان نترك مصيرنا وحياتنا المستقبلية لاحتمالات الإصابة والخطأ التي يخضع لها كل من يفكر بالزواج عن طريق الانترنت .. إذ ان الانترنت لا يمكن استخدامه على الاطلاق كوسيلة لتقييم الشخصيات ودراسة الطرف الآخر والحكم عليه لان التفاعل والحوار هو الذي يكشف الانسان ويوضح مزاياه وعيوبه اما الأنترنت لايصلح الا كوسيلة لامدادنا بالمعلومات فقط ونظرا لقدسية الزواج وعلو شأنها لا اعتقد ان تكون هذه العلاقة صائبة أو ناجحة إذا تم التعارف بين الطرفين عن طريق الانترنت لان هذه التقنية الحديثة لا تخلو من المحايلة والخداع وما بني على باطل فهو باطل.. لذلك انها كطريقة لا تليق ولا تصلح لغرض مهم في حياة انسان مثل الزواج لذا لابد عند اختيار زوجة المستقبل العودة للوسائل التقليدية ودخول البيوت من أبوابها وليس من شبكات الانترنت ولنعلم ان عقود الزواج تستلزم توافر شروط معينة لانعقادها بصورة صحيحة واذا افترض ان الاتصال عن طريق الانترنت من سبل التعارف الحديثة فهذا لا يقضي بصحة ما يتم فيه
.
ينبغي من الجهة العلمية ان تقوم بنشر الوعي الديني حول احكام الزواج الشرعي الصحيح من حيث الاركان والشروط والموانع وخطورة الاخلال بشيء منها وما يتبعه من اثار شرعية واجتماعية خطيرة لان العلم يقي صاحبه المهالك... كما ينبغي ان تكون هناك جهة عملية تتمثل في قيام الاسرة بمراقبة الابناء ومتابعتهم في حياتهم اليومية وتفقد اصدقائهم واخلاقهم ووضع اسوأ الاحتمالات في الحسبان وضرورة مراقبة ولاة الأمر مكاتب تزويج الانترنت والتأكد من جديتها ومعاقبة المسيء منها حتى لا تتخذ أعراض المسلمين عبثا ولعبا لكل مستهتر وكل باغ وعاد
 
آخر تعديل:
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top