تداعيات إلغاء زيارة برنار كوشنير إلى الجزائر
ما هي الدوافع التي تقف وراء إلغاء زيارة كوشنير وما هي ردود الفعل الفرنسية؟بالنسبة إلى المحلل السياسي أحمد القديدي المتخصص في العلاقات الأوروبية - المغاربية، والذي وصف الخطوة الجزائرية بغير المسبوقة، هذه الأسئلة جديدة بقدر ما هي قديمة. وقال القديدي إن أبرز دوافع الموقف الجزائري رفض فرنسا الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها خلال حقبتها الاستعمارية بين 1830 و1962، واعتبار باريس الجزائر دولة ثانوية في ما يتعلق ببناء مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط". وأضاف المحلل أن الجزائر تنظر إلى سياسية الهجرة التي اعتمدتها الحكومة الفرنسية على أنها "جائرة وغير العادلة."
إلغاء الزيارة سببه "تشديد الإجراءات الأمنية على الجزائريين في فرنسا"
لكن يومية "الخبر" الجزائرية نقلت الخميس عن مسؤول في الخارجية الجزائرية لم يكشف عن هويته، أن السبب الحقيقي وراء إلغاء زيارة كوشنير يتعلق في المقام الأول بتشديد إجراءات التفتيش الأمني على المسافرين الجزائريين في المطارات الفرنسية، وأضاف المصدر ذاته أن طالما لم تسحب فرنسا الجزائريين من قائمة المسافرين الخطيرين، فلن تكون هناك زيارة على مستوى عال ولن تتحسن الأجواء بين البلدين، مشيرا إلى أن قبول زيارة كوشنير للجزائر يعني قبولا ضمنيا للإجراءات الأمنية الجديد.
الحكومة الفرنسية من جهتها لم تكشف عن موقفها الرسمي، واكتفى أحد مساعدي المتحدث باسم الخارجية فضل عدم الكشف عن اسمه بالقول إنه لا يمكن التحدث عن إلغاء زيارة لم تكن مقررة أصلا، رافضا إعطاء أي توضيحات "عن هذا الموضوع كونه افتراء الصحافتين الجزائرية والفرنسية."
الخارجية الفرنسية ترفض التعليق على الخبر
وبخصوص الإجراءات الأمنية المشددة إزاء المسافرين الجزائريين، قال نفس المتحدث أن القرار الفرنسي لا يستهدف الجزائريين فحسب بل يشمل كل المسافرين القادمين من الدول الـ13 التي أدرجتها واشنطن ضمن لائحة الدول التي يعتبر المسافرين منها وإليها خطيرين، مشيدا في الوقت نفسه بالعلاقات الاقتصادية الجيدة التي تربط الجزائر بفرنسا وكون باريس شريك الجزائر الأول في المجالين الاقتصادي والتجاري.
من جهة أخرى، عزى الباحث الجزائري مسعود ديلمي خلال برنامج "وجها لوجه" على فرانس 24 قصة الحب والكراهية بين الجزائر وفرنسا إلى أسباب تاريخية في الدرجة الأولى من دون أن يستبعد البعد الاقتصادي. وقال ديلمي: "هناك صراع مصالح بين البلدين لا سيما وأن السوق الجزائرية أصبحت مفتوحة للجميع وعرفت قدوم شركات صينية وأمريكية بقوة على حساب الشركات الفرنسية، خاصة". وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قد شدّد في حديث مع الإذاعة الجزائرية على رغبة بلاده تقوية الاستثمار الفرنسي في الجزائر وتوفير ظروف العيش الملائمة للجالية الجزائرية بفرنسا، مطالبا فرنسا تسليمها أرشيف الحقبة الاستعمارية.
- منقول للفائدة -
آخر تعديل: