الجزائريون يرحبون بالمقاطعة الثقافية

[mervet]

في خضم الدعوة إلى المقاطعة الثقافية بين الجزائر و مصر و التي كانت هذه الاخيرة السباقة في اعلان المبادرة اليه حسبما ورد عن لسان متحدثي القطاع الثقافي وبعض الفنانين و الفنانات الذين سنحت لهم الفرصة او بالاحرى اعطيت لهم اوامر فوقية للدعوة لقطع العلاقات الثقافية للمهرجانات و السينما الجزائرية و إن اندرجت فقط في اطار الحرب الكلامية الني شنتها قنوات الفتنة من الاعلام المصري ضد كل ماهو جزائري عقب الهزيمة بنتيجة هدف دون مقابل التي مني بها المنتخب المصري من نظيره الجزائري في اطار التصفيات النهائية لكأس العالم بتاريخ 18نوفمبر الجاري بملعب المريخ بأم درمان بالسودان.​

إن هذه الدعوة لمقاطعة الثقافة الجزائرية و التي دعت اليها بعض الاطراف المحسوبون على الوسط الفني المصري لاقت ترحيبا واسعا لدى مختلف شرائح المجتمع الجزائري الذيتلقاها بصدر رحب رافضا أن يكون سوقا للثقافة المنحطة التي يتباها بها معظمهم و إن كان ماورد منهم لا يشمل كل الفنانين و الممثلين المصرية الذين اثروا ان يلتزموا الصمت او الحياد و ان لا يجعلوا مقابلة في كرة القدم تخرج عن نطاق الرياضة الا ان ما تفوه به ضد الجزائرصدر عن الاغلبية منهم وقد نجم عن ذلك أن فئات عديد من المجتمع الجزائري لم تعد قادرة على استساغة اللهجة المصرية بعد الكلام الغير مسؤول الذي بث في معظم القنوات المصرية و الذي مس كرامة الجزائر و تاريخها العريق و الذي لم يرحم حتى الشهداء الابرار تحت التراب.​

وفي سياق هذا الموضوع و اثره في اوساط الشعب فقد افادتنا السيدة ن.ل أنها طلبت من منسقة الاغاني في زفاف اختها ان تتجنب الاغاني المصرية خاصة من تلك التي يغنيها الفنانون الذين تمهجموا على الجزائر بهتانا و ظلما خاصة أن هذا الزفاف جاء بعد المباراة بأيام قليلة و أن إذاعة مثل هذ الاغاني قد تنغص من فرحة المدعوات اللواتي كانت فرحتهن بالانتصار عظيمة،وقد وافقتها الراي ايضا السيدة خ.ل التي حذت حذو سابقتها في مقاطعة الاغاني المصرية في الاعراس و استبدلتها بالاغاني الكروية اللاتي تفنن المغنيين الجزائريين في ادائها على اكثر من إيقاع موسيقي لكي تضفي على الزفاف جو حماسي مفرح لدى الحاضرات هناك حيث انها رات ضرورة ذلك من اجل تفادي سخط المدعوات و تجنبا لغضبهن خاصة وان هذه الاغاني اصبحت مصدرإزعاج لدى الكثير من الناس الذين فضلوا عدم الاستماع الى الاغاني باللهجة المصرية حتى و ان كان مؤدوها لا ينتمون لذلك البلد او انهم لم يدخلوا في المعترك الكروي الذي حدث مؤخرا​

و بطريقة مختلفة فقد أخبرنا الشاب أنه قام بالاتلاف كل ما يمتلك من الاقراص المضغوطة المحتوية على اغاني شرقية لمغنيات كان يحب الاستماع اليهن و لكنه لم يعد يستسغ تلك اللهجة قبل المباراة و بعدها قائلا " اني كغيري من الشبا ب الجزائري تستهويني الكرة كثيرا و على الرغم من اني لاامارسها الا هواية الا انني اتبع كل اخبارها سواء كانت المحلية، الوطنية او الدولية الا ان التصعيد الاعلامي الموجه ضد الجزائر من قنوات الفتنة المصرية و التي ارادت من خلال حربها على الجزائر كسب ود النظام استفزني كثيرا وجعلني اعزف عن كل ماله علاقة بتلك الدولة و بما انه لا يربطني بها سوى بعض الاغنيات من بعض المغنيات اللواتي كنت احب الاستماع اليهن الا انني قررت قطع تلك العلاقة الوحيد فقد قمت و بحماس شديد بالاتلاف كل الاقراص المضغوطة التي كنت املكها بالاضافة الى انني قمت بتقطيع و رمي صور ممن كنت معجب بادائهن كما واقبلت على حذف كل الاغاني و الصور من جهاز الكمبيوتر لدي"مضيفا بضحكة كما قال الفتى لاحد القنوات لقد نزعت خريطة مصر من دماغي على حد تعبيره.​

و بعيدا عن الاغاني فقد قامت فئة اخرى من المجتمع الجزائري تمثلت غالبيتها في النساء بمقاطعة المسلسلات المصرية خاصة في ظل التراجع الملحوظ الذي شهدته هذه المسلسلات مقارنة بالسنوات الماضية و التي لاقت منافسة شديدة من نظيراتها الخليجية و السورية و التركية و التي استطاعت الحصول على اعلى نسب مشاهدة من طرف الجمهور،وعن هذا حدثتنا ع.ك رغم انه لا علاقة لي بالشأن الكروي بصفة عامة الا ان الفرحة بتاهل المنتخب الوطني افرحتني كثرا و قد حز في نفسي ما قيل عنا كجزائريون و على الرغم بانني كنت متتبعة لما للافلام و المسلسلات المصرية الا اني عدلت عن راي بعدما قيل عنا من طرفهم حيث انني كل مرة اريد فيها ان اشاهد فيلم او ان اشاهد حلقة من احد المسلسلات المعروضة تعيدني ذاكرتي الى الكلام القبيح الذي اذاعوه عنا و تفننت فيه بعض القنوات الاعلامية و الذي يصب كله في المستوى المنحط الذي وصل فيه الاعلام لديهم و لكني لم اخسر الكثير عند اتخاذي هذا القرار لاني اجد في المسلسلات السورية و التركية كل ما اريده.كما واخبرتنا الآنسة ا.ن بالرغم من انها لا تحبذ مشاهدة الافلام و المسلسلات العربية الا قليلا لان عقلها مذهول بالافلام و المسلسلات المدبلجة الى اللغة العربية الا انها قامت و عن صواب بحذف بأربع قنوات مصرية لكي لا تقع عليها عينها و لو عن طريق الخطأ من اجل الحفاظ على اعصابها.​

[FONT=&quot]و المتتبع للشأن الجزائري داخليا و خارجيا يجد أن الجزائر استطاعت من خلال الحنكة السياسية التي اتخذتها في هذه المباراة أن تجمع بين افراد الشعب بمختلف توجهاته واصوله حيث شبه الكثير من افراد الشعب فرحة الفوز بالمباراة هي نفسها فرحة الجزائريين عند نزعنا للاستقلال كما وان الصمت الدبلوماسي الذي جاوبنا به المصريون جعل مكانة الجزائر عالية لدى المجتمع الدولي.[/FONT]