الغزال والحبار والشرشمان ثروة مهددة بالانقراض بالجنوب الجزائري
تعود عشاق الصحراء والسكن بالبراري من سكان الجنوب الجزائري خاصة بولايات الصحراء الكبرى كالوادي وورقلة وبسكرة واليزي على الخروج بين الفينة والأخرى إلى الصحراء ،و تتعدد مقاصد عشاق البراري من شخص الى آخر كلا حسب ميوله فهناك من يقصد الاستجمام والهواء العليل وهناك من يقصد المغامرة غير أن القاسم المشترك لهؤلاء يشـترك في الصيد والبحث عن الحيوانات النادرة المحمية عالميا والتي تكون مهددة بالانقراض غالبا .
وحسب تصريحات احد الصيادين التائبين للجمهورية الذين كانوا يستعملونه " كقيد" على حد تعبير أصحاب المهنة الذي يأخذونه كخبير بالصحاري وتواجد الغزلان إذ يضيف هذا الخبير بان هذه الثروة الحيوانية تتكاثر رغم أنها في تناقص وتتسارع على بعد 400 كلم عن وادي مئة بين مقران ومقيرين وفج النعام وبعيدا عن عاصمة الواحات ب500كلم أين تصعب التغطية الأمنية ويتكاثر النشاط الأسود من نشاطات قطاع الطرق وتهريب الدخان والمخدرات وكذا العاج...
يتوجه الصيادين إلى أماكن يجتمع به قطعان الغزال فيطلقون عليهم النار دون أن يميز بين الغزال الحامل أو المرضعة أو حتى التي تحتضن ابنها الصغار في حين حرم الشرع الإسلامي صيد هذه الحالات من الحيوانات سيما الأليفة منها بالإضافة إلى أنهم يصطادون في كل فصول السنة فبعد إطلاق النار على قطعان الغزال يتم ذبحها وسلخها وبعدها الاستفادة منها .
تسفر رحلة الصيد الواحدة التي يهدف أطرافها إلى الاستجمام والتمتع بلحم الغزال فقط على صيد من 6الى 8 غزلان بالرحلة الواحدة أما حصيلة الراغبين في المتاجرة فترتفع من 40 إلى 50 غزال لرحلة الواحدة
بعدما يضرب الغزال بالنار ثم يذبح وفي بعض الأحيان يصطاد حتى يسلخ ويباع لحمه أما مباشرة بعد ذبحه حيث يقدر الكيلوغرام الواحد ب750دج وفي اغلب الأحيان " ييبس "ويباع هذا الموجه إلى الاستهلاك الداخلي أما حال بارونات المتجارة في هذه الثروة الحيوانية فعادة ما يبيعونه حيا ويهربونه الى دولة خليجية مثل السعودية والكويت وتهرب جلوده بعد حشوها بالصوف وإضافة لها مواد حافظة الى المتاجرة كقطع لتجميل ووضعها بديكزرات الفيلات والقصور ، وكلها تهرب الى دول خليجية بالدرجة الأولى
من بين عشاق الصيد وذبح الحيوانات النادرة والمحمية خليجيين يرتادون عن الوطن تحت لواء الصفقات الاقتصادية والاستثمار والسياحة إلا أنهم يأتون ليمارسون هواياتهم في صيد الصقور والطيور النادرة التي تستميلهم وتستهويهم ويكون هذا بتواطؤ من أبناء الوطن الذين يضعفون تحت رحمة الإغراءات المادية التي لا يتردد في منحها الخليجي الذين تحول الأحكام الشرعية الصارمة التي تفرضها بلدانهم دون ممارسة نشاطاتهم ببلدانهم مثل السعودية التي يحرم بها الصيد سيما بأشهر معينة ويتضاعف آثم الذي أقدم على عملية
يشتد وطيس المنافسة الغير شريفة لدى الصيادين خاصة بين صيادي المنيعة وورقلة الذين يشتهرون بكثرة خرجاتهم الى لصيد الذي قد يصل الى حد سلب أمتعتهم وعتادهم ومركباتهم من طرف قطاع الطرق الذين غالبا ما يحترفون هذه المهنة التي أصبحت كمصدر لأرزاقهم وتركهم يجوبون الصحاري وهذا في حال تعدي الصيادين عن محمياتهم الذين يضعونها بفرضهم لعرف خاص بهم رغم هذا الحظر الذي يتعرض له الصيادين أو يعرضون له أنفسهم من طرف زملاء مهنتهم إلا أنهم يرفضون الانسحاب والتوبة من هذه الممارسات ويتحجج هؤلاء الصيادين بان العملية أصبح كحشيشة بالنسبة ليس بمقدوره الشفاء منها رغم الأخطار المحدقة بهم .
وبالشريط الحدودي المتاخم لدولة تونس الشقيقة والذي يمر غالبيته بولاية الوادي انتشرت به في الآونة الأخيرة ظاهرة اصطياد عدد من الحيوانات البرية النادرة السائرة في طريقها نحو الزوال بسبب عمليات الصيد غير القانوني من طرف "مافيا" الحيوانات البرية. ولعل أبرز هذه الحيوانات المهددة بالانقراض، جراء عمليات الصيد العشوائي، نجد الشرشمان، المستعمل في عمليات التقوية الجنسية لدى الخليجين والفنك والحبّار والغزال، وغيرها من الحيوانات التي يعد لحمها الطبيعي دواء لعدة أمراض خبيثة كالسرطان والعجز الجنسي وفقر الدم وغيرها، ودفعت هذه الوضعية بالجماعات المحلية المهتمة بهذه الحيوانات إلى دق ناقوس الخطر خوفا من انقراض هذه السلالات مطالبة الدولة بالتدخل لإيقاف هذا الجرم الممارس في حق الطبيعة.
وفي هذا السياق كشف الدكتور غمام عون عمار المنسق الوطني للجمعية الجزائرية للبيئة وترقية المناطق الصحراوية أن عمليات التهريب لمختلف الحيوانات البرية والطيور الزاحفة وكذا الحشائش الطبيعية المستعملة في الصناعات الدوائية، أخذت تتكاثر نظرا للطلب عليها في الجارة تونس. وخص المتحدث كلامه للحيوان المسمى "الشرشمان" أو علميا بـ"سمك الرمال"، أن كميات الشرشمان التي تهرب سواء بشكلها العادي أو عن طريق رحيها (روينة) تقدر بالآلاف، حيث أن التوانسة يشترون هذه الزواحف بمبلغ تصل إلى حد دينارين (عملة تونسية) أي بالعملة الجزائرية 120 دج للشرشمانة الواحدة، والتي يعاد بيعها للخليجيين بمبالغ أكبر، وهي التي يستعملونها في علاج الضعف أوالعجز الجنسي. أما الأرنب الصحراوي الذي يباع جلده للسياح الأجانب بتونس أضاف المنسق الوطني للجمعية أن بعض المعتمرين الجزائريين الذين يذهبون لأداء مناسك العمرة بالمملكة العربية السعودية برا، مرورا بتونس وليبيا ومصر والأردن يأخذون معهم كميات كبيرة من الشرشمان لبيعها في البقاع المقدسة بحوالي 4 ريالات سعودية للشرشمانة الواحدة، وهذا لاستعمالها كعلاج للضعف الجنسي، حيث يتهافت الخليجيون على شرائها.
ويضيف المنسق الوطني للجمعية الجزائرية للتراب والبيئة وترقية المناطق الصحراوية أن الأمر وصل بالتونسيين إلى تهريب عدد كبير من مختلف أنواع الشرشمان "العبودي" الشحمية، الزرزرمي، ورميها في صحراء تونس، وبالضبط في مدينة "دوز" التي لها شبه كبير بمدينة الوادي التي يتواجد بها "الشرشمان"، وهذا بهدف تناسله وتكاثره نظير ما يدره من أموال كبيرة عليهم .
وبخصوص الأرنب الصحراوي والفنك المتواجدان في الصحراء الجزائرية فهي تعرف نزيفا كبيرا نظير الصيد الكبير لهذه الحيوانات رغم تصدي القوانين للصيد مثلما جاء في قانون الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد رقم 47 أمر رقم 06-05 مؤرخ في 10 جمادى الثاني عام 1027 الموافق لـ 15 يوليو سنة 2006 ويتعلق بحماية بعض الأنواع الحيوانية المهددة بالانقراض والمحافظة عليها، ومنها غزال الصحراء، الفنك، الفهد، قط الرمال. إضافة إلى عدد من الطيور، الأرنب الصحراوي يهرب إلى تونس لإعادة بيع جلده للسياح الأجانب القادمين من مختلف الدول الأوربية والأمريكية وهذا لاستعمال وبر جلد الأرنب الصحراوي في استعمالات عديدة كصنع الحقائب والملابس الجلية باهضة الثمن.. يضيف نفس المتحدث.
ولم تسلم الحشائش من التهريب، حيث يتم تهريب القرطفة والبوقريبة لاستعمالها كدواء لعلاج بعض الأسقام ناهيك عن ما يتعرض له حيوان الغزال، أو ما يعرف بالريم من عمليات صيد يومية جعلته يختفي تماما هذه الأيام من الصحراء الجزائرية.
أما عن طائر الحبار فإن حرب إبادة عليه من طرف بعض الأمراء الخليجيين الذين يصلون تباعا للصحراء الجزائرية بهدف صيد هذا الطائر النادر، وهذه وسط احتياطات أمنية مشددة.
وحسب نفس المصدر فإن الكميات المهربة المتجهة لتونس أو للمملكة العربية السعودية، ومن ثم لدول الخليج الأخرى تقدر بحوالي مليون سمكة رمال (شرشمانة) بعض منها فقط في الحدود الجزائرية التونسية في نفس السنة أزيد من 20 ألف شرشمانة، تم حرقها أمام أعين المهربين.
يذكر أن صحاري وادي سوف تحولت في السنتين الماضيين إلى قبلة لأمراء الخليج لاصطياد الحيوانات البرية، خصوصا الحبار والشرشمان المستعمل في التقوية الجنسية، مع العلم أن القانون الجزائري يمنع منح الرخص لهؤلاء الصادين لاصطياد هذه الحيوانات البرية
السوفية