يمثل زواج القاصرات أحد الظواهر التي لازلنا نعيشها في مجتمعنا اليوم رغم انخفاض نسبته مقارنة بالسنوات الماضية،ورغم انه نجح مع بعضهن في تكوين حياة أسرية ناجحة إلا أنه أيضا وقعت ضحيته الكثير من الفتيات حيث أشارت [font="]اًلدراسة التي أجراها مركز أبحاث لتابع لليونيسيف عام 2001[/font] [font="]عن زواج الفتيات الصغيرات والمراهقات،فان هذه الظاهرة تعتبر ظاهرة عادية في مناطق شبه الصحراء في كل من إفريقيا[/font] [font="]و جنوب آسيا. في هذه المناطق لايعد الزواج قبل سن البلوغ أمرا شاذا وسجل المركز أيضا أن الزواج بعد البلوغ مباشرة يعد أمرا عادياً بين كثير من[/font] [font="]السكان الذين ما زالوا يتبعون الأنماط المعيشية التقليدية خاصة في[/font] [font="]الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبعض الأجزاء في آسيا. رغم اختلاف البيئات التي وقعت فيها مثل هذه الزيجات، إلا إن عواقبها تكاد[/font] [font="]تكون مشتركة بين النساء جميعاً، حيث يقوم الزوج[/font] [font="]بهجر الفتاة الصغيرة. عندها تجد الفتاة نفسها مطلقة أو مهجورة قبل أو في[/font] [font="]بداية العشرين من عمرها و دون مؤهلات علمية أو مصادر مالية. [/font]
[font="]وأوردت دراسة أخرى أن 36% من زيجات الريف تقع في سن يقل عن 16[/font] [font="]سنة،كما بينت دراسة ثانية أجريت قبل خمسة أعوام، أن مابين 15 إلى 20 % من[/font] [font="]مجموع مواليد الوطن العربي تلدهن أمهاتهن وهن في سن المراهقة و قد اختلف الفقهاء و العلماء و أهل السنة بين إجازة و عدم إجازة النكاح قبل البلوغ، فحسبما جاء في كتاب الأحوال الشخصية للإمام محمد أبو زهره: "ويجب أن أشير هنا إلى رأي عثمان البتي وابن شبرمه وأبي بكر الأصم، فقد قالوا إن ولاية الإجبار تكون على المجانين و المعاتيه فقط، ولا تكون على الصغار قط، فليس هناك ولاية زواج قط على الصغير، لأن الصغر يتنافى مع مقتضيات عقد الزواج، إذ هو لا تظهر آثاره إلا بعد البلوغ، فلا حاجة إليه قبله، الولاية الإجبارية أساس ثبوتها هو حاجة المولى عليه إليها، وحيث لا حاجة إلى زواج بسبب الصغر، فلا ولاية تثبت على الصغار فيه، وقد جعل الله سبحانه وتعالى بلوغ النكاح هو الحد الفاصل بين القصور والكمال، فقال تعالى: (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم) فقد جعل الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة بلوغ سن النكاح إمارة انتهاء الصغر، وإذن فلا ثمرة في العقد قبل البلوغ، لأنه عقد لا تظهر ثمراته قبل البلوغ، وفي إثباته قبله ضرر بالصغير، لأنه لا يستفيد من العقد، ويبلغ فيجد نفسه مكبلا بقيود الزوجية وهو عقد يستمر في أصل شرعيته مدى الحياة" الأحوال الشخصية الإمام محمد أبو زهرة،[/font] [font="]أما ما يستدل به على جواز زواج القاصرات كقوله تعالى: (واللائي لم يحضن) فقد جاء في بعض التفاسير إن المقصود بها هو النساء اللاتي بلغن سن المحيض ولم يحضن، وليس المقصود بها الفتيات الصغيرات، وأما الاستدلال بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه فان الروايات التاريخية متضاربة في شان حال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فبعضها وهي الغالبة تقول بأن الرسول عليه الصلاة و السلام تزوجها وهي طفلة لم تبلغ السابعة ودخل بها في التاسعة، وبعض الروايات تقول بأنه تزوجها بعد بلوغها،ورأو في الزواج المبكر صيانة عفاف البنات،الحفاظ على شرفهن والخوف عليهن من العنوسة، أو للتخلص[/font] [font="]من عبء إعالتهن، خاصة إذا كان العدد كبيراً، أو للاستفادة من مهورهن أو لتقليص الفارق العمري بين الآباء والأبناء، أو[/font] [font="]مجرد إثبات سطوة الآباء على البنات.[/font]
[font="]ومالا يعرفه هؤلاء أن مثل هذه الزيجات قد تعرض بناتهم إلى أخطار صحية جسيمة حسب دراسات اللجنات المختصة في دراسة هذه الظاهرة [/font]من أبرزها:
اضطرابات الدورة الشهرية و ازدياد نسبة الإصابة بهشاشة العظام بسبب نقص الكلس عندهن و في حالة عدم نجاح الحمل يترتب عليه كذلك عدة إختلالات صحية أهمها القيء المستمر،فقر الدم،الإجهاض الذي يؤدي إلى نزيف مهبلي و ارتفاع ضغط الدم و الفشل الكلوي، أما في حالة نجاح الحمل فيرتب عليه بعض الآثار السلبية خاصة لدى الأم مثل قصور الدورة الدموية المغذية للجنين،قصور الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي مما يؤدي في بعض الحالات إلى الشلل الدماغي و الإعاقات السمعية و البصرية و قد ينتهي بالوفاة بسبب الالتهابات.
أما بالنسبة للناحية النفسية فإن الفتاة تتعرض لحرمان من مرحلة الطفولة و عدم الاستمتاع بها مما يجعلها تتعرض لضغوط نفسية تظهر عندها على شكل أمراض نفسية كالهستيريا و انفصام و اضطرابات الشخصية كما يزيد شعور الفتاة بالخوف بعد الابتعاد عن والديها و نظرا لعدم فهمها للمسؤولية الزوجية فإنها تتعرض لضغوطات كبيرة تستدعي التدخل الطبي وذلك لمعالجة الحالة النفسية للعناية بالطفل.
وراء كل مطلقة دون سن العشرين حكاية مؤلمة تختلف عن باقي الحكايات و لكنها أجمعت كلها على تجسيد الفرق الشاسع بين القدرة المعنوية و الجسدية على الزواج و تحمل مسؤولية الحياة الزوجية و الأسرية و في ذلك تروي لنا ( س.ع) من ولاية الوادي تجربتها كنت إحدى ضحايا الزواج المبكر في السن و لقد تعرضت لصدمة كبيرة بعد زواجي لأنني لم أكن استوعب المضمون الكامن وراء كلمة زواج و ما تحمله هذه الكلمة من مسؤولية ونجم عن ذلك طلاقي بعد عدة أشهر من زواجي، و منذ طلاقي لم أستطع النوم و أعصابي منهارة تماما و أصابني الوسواس فكلما أردت النوم أحس أن طليقي أتى لكي يضربني وحسب الأخصائية النفسية فإن هذه الفتاة تعاني من حالة اكتئاب شديد و أنها تحتاج إلى التفريغ العاطفي لكي تتكلم بحرية عن معاناتها وأنها تحتاج إلى وقت كبير من أجل التأقلم مجددا في الحياة الاجتماعية...فمن يساعدها هي و مثيلاتها على تخطي هذه المحنة؟
[font="]وأوردت دراسة أخرى أن 36% من زيجات الريف تقع في سن يقل عن 16[/font] [font="]سنة،كما بينت دراسة ثانية أجريت قبل خمسة أعوام، أن مابين 15 إلى 20 % من[/font] [font="]مجموع مواليد الوطن العربي تلدهن أمهاتهن وهن في سن المراهقة و قد اختلف الفقهاء و العلماء و أهل السنة بين إجازة و عدم إجازة النكاح قبل البلوغ، فحسبما جاء في كتاب الأحوال الشخصية للإمام محمد أبو زهره: "ويجب أن أشير هنا إلى رأي عثمان البتي وابن شبرمه وأبي بكر الأصم، فقد قالوا إن ولاية الإجبار تكون على المجانين و المعاتيه فقط، ولا تكون على الصغار قط، فليس هناك ولاية زواج قط على الصغير، لأن الصغر يتنافى مع مقتضيات عقد الزواج، إذ هو لا تظهر آثاره إلا بعد البلوغ، فلا حاجة إليه قبله، الولاية الإجبارية أساس ثبوتها هو حاجة المولى عليه إليها، وحيث لا حاجة إلى زواج بسبب الصغر، فلا ولاية تثبت على الصغار فيه، وقد جعل الله سبحانه وتعالى بلوغ النكاح هو الحد الفاصل بين القصور والكمال، فقال تعالى: (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم) فقد جعل الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة بلوغ سن النكاح إمارة انتهاء الصغر، وإذن فلا ثمرة في العقد قبل البلوغ، لأنه عقد لا تظهر ثمراته قبل البلوغ، وفي إثباته قبله ضرر بالصغير، لأنه لا يستفيد من العقد، ويبلغ فيجد نفسه مكبلا بقيود الزوجية وهو عقد يستمر في أصل شرعيته مدى الحياة" الأحوال الشخصية الإمام محمد أبو زهرة،[/font] [font="]أما ما يستدل به على جواز زواج القاصرات كقوله تعالى: (واللائي لم يحضن) فقد جاء في بعض التفاسير إن المقصود بها هو النساء اللاتي بلغن سن المحيض ولم يحضن، وليس المقصود بها الفتيات الصغيرات، وأما الاستدلال بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه فان الروايات التاريخية متضاربة في شان حال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فبعضها وهي الغالبة تقول بأن الرسول عليه الصلاة و السلام تزوجها وهي طفلة لم تبلغ السابعة ودخل بها في التاسعة، وبعض الروايات تقول بأنه تزوجها بعد بلوغها،ورأو في الزواج المبكر صيانة عفاف البنات،الحفاظ على شرفهن والخوف عليهن من العنوسة، أو للتخلص[/font] [font="]من عبء إعالتهن، خاصة إذا كان العدد كبيراً، أو للاستفادة من مهورهن أو لتقليص الفارق العمري بين الآباء والأبناء، أو[/font] [font="]مجرد إثبات سطوة الآباء على البنات.[/font]
[font="]ومالا يعرفه هؤلاء أن مثل هذه الزيجات قد تعرض بناتهم إلى أخطار صحية جسيمة حسب دراسات اللجنات المختصة في دراسة هذه الظاهرة [/font]من أبرزها:
اضطرابات الدورة الشهرية و ازدياد نسبة الإصابة بهشاشة العظام بسبب نقص الكلس عندهن و في حالة عدم نجاح الحمل يترتب عليه كذلك عدة إختلالات صحية أهمها القيء المستمر،فقر الدم،الإجهاض الذي يؤدي إلى نزيف مهبلي و ارتفاع ضغط الدم و الفشل الكلوي، أما في حالة نجاح الحمل فيرتب عليه بعض الآثار السلبية خاصة لدى الأم مثل قصور الدورة الدموية المغذية للجنين،قصور الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي مما يؤدي في بعض الحالات إلى الشلل الدماغي و الإعاقات السمعية و البصرية و قد ينتهي بالوفاة بسبب الالتهابات.
أما بالنسبة للناحية النفسية فإن الفتاة تتعرض لحرمان من مرحلة الطفولة و عدم الاستمتاع بها مما يجعلها تتعرض لضغوط نفسية تظهر عندها على شكل أمراض نفسية كالهستيريا و انفصام و اضطرابات الشخصية كما يزيد شعور الفتاة بالخوف بعد الابتعاد عن والديها و نظرا لعدم فهمها للمسؤولية الزوجية فإنها تتعرض لضغوطات كبيرة تستدعي التدخل الطبي وذلك لمعالجة الحالة النفسية للعناية بالطفل.
وراء كل مطلقة دون سن العشرين حكاية مؤلمة تختلف عن باقي الحكايات و لكنها أجمعت كلها على تجسيد الفرق الشاسع بين القدرة المعنوية و الجسدية على الزواج و تحمل مسؤولية الحياة الزوجية و الأسرية و في ذلك تروي لنا ( س.ع) من ولاية الوادي تجربتها كنت إحدى ضحايا الزواج المبكر في السن و لقد تعرضت لصدمة كبيرة بعد زواجي لأنني لم أكن استوعب المضمون الكامن وراء كلمة زواج و ما تحمله هذه الكلمة من مسؤولية ونجم عن ذلك طلاقي بعد عدة أشهر من زواجي، و منذ طلاقي لم أستطع النوم و أعصابي منهارة تماما و أصابني الوسواس فكلما أردت النوم أحس أن طليقي أتى لكي يضربني وحسب الأخصائية النفسية فإن هذه الفتاة تعاني من حالة اكتئاب شديد و أنها تحتاج إلى التفريغ العاطفي لكي تتكلم بحرية عن معاناتها وأنها تحتاج إلى وقت كبير من أجل التأقلم مجددا في الحياة الاجتماعية...فمن يساعدها هي و مثيلاتها على تخطي هذه المحنة؟