أقسام الناس في إستقبال رمضان

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

احلى لمة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
26 جوان 2007
المشاركات
2,156
نقاط التفاعل
93
النقاط
77
العمر
35
أقسام الناس في إستقبال رمضان




ينقسم الناس في استقبال رمضان إلى قسمين


القســـم الأول:

الذين يفرحون بهذا الشهر ، ويسرون لقدومه ، ويسعدون لحلوله ، ويستعدون له بكل ما يستعد به المضيف لمقابلة الضيف العزيز القادم بعد طول غياب، وهذا القسم من الناس يفرحون بهذا الشهر العظيم لأسباب :

أولا أنهم عودوا أنفسهم على الصيام ، ومرنوا أبدانهم على تحمله طوال العام ، فهم يصومون الإثنين والخميس ، ويصومون ثلاثة أيام من كل شهر وهي الأيام البيض ويصومون عاشوراء ، ويصومون يوم عرفة لغير الحاج إلى غير ذلك من أنواع الصيام المستحبة التي شرعها لهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ، فهم لايستثقلون الصيام ، بل إن الصوم أمر عادي ، لا كلفة فيه ولا عناء ...
باع قوم من السلف جارية لهم لأحد الناس ، فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات وغيرها .. فلما رأت الجارية ذلك منهم قالت : لماذا تصنعون ذلك ؟ قالوا : لإستقبال شهر رمضان فقالت : وأنتم لا تصومون إلا في رمضان ؟ والله لقد جئت من عند قوم السنة عندهم كأنها كلها رمضان ،لا حاجة لي فيكم ردوني إليهم ، ورجعت إلى سيدها الأول ..

ثانيا أنهم يعلمون أن الامتناع عن اللذات في هذه الدنيا ، سبب لنيلها في الآخرة ، فإن إمتناع الصائم عن الأكل والشرب والجماع .. وسائر المفطرات في نهار رمضان طاعة لله عز وجل ، يكون سببا في حصوله على ألوان الملذات الخالدة في الجنة ، فلقوّة يقينهم بذلك يفرحون بقدوم هذا الشهر الكريم...
قال بعض السلف : صم الدنيا واجعل فطرك الموت.. الدنيا كلها شهر صيام المتقين يصومون فيه عن الشهوات والمحرمات فإذا جاءهم الموت ، فقد انقضى شهر صومهم
واستهلّوا عيد فطرهم..

وقد صمت عن لذات دهري كلها


ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي ..


من صام اليوم عن شهواته ، أفطر عليها بعد مماته ، ومن تعجّل ما حرّم عليه قبل وفاته ، عوقب بحرمانه في الآخرة، قال الله تعالى ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها )، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ) . متفق عليه ..

ثالثا أنهم يدركون أن هذا الشهر من أعظم مواسم الطاعات والتنافس في الخيرات ويعلمون أن الله عز وجل يجري فيه من الرحمات مالا يجري في غيره من الشهور ويوقنون أن لربهم في أيام دهرهم نفحات ، يقيل فيها العثرات ويغفر الزلات ويتجاوز عن الخطايا والسيئات فهم يعرضون انفسهم لهذه الأوقات ، عسى أن يكتب الله عز وجل لهم السعادة أبد الآباد .. قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ( التمسوا الخير دهركم كله ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من شاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم )

القســـم الثاني :

الذين يستثقلون هذا الشهر ، ويستعظمون مشقته ، فإذا نزل بهم فهو كالضيف الثقيل ، يعدون ساعاته ولياليه منتظرين رحيله بفارغ الصبر ، يفرحون بكل يوم يمضي منه ، حتى إذا قرب العيد ، فرحوا بدنو خروج هذا الشهر وسعدوا بقرب إنتهائه ، وذلك لأسباب :

أولاً - لأنهم اعتادوا التوسع في الملذات والشهوات ، من المآكل والمشارب والمناكح وغيرها ، وربما لم يقتصر كثير منهم على إغتنام الشهوات المباحة بل يتعدى إلى المحرمات والمنهيات ، وهذا هو الخسران المبين وهؤلاء لهم نصيب من قوله تعالى ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ). كان بعض الناس مصرا على شرب الخمر ، فجاء آخر يوم من شعبان وهو سكران فعاتبته أمّه وهي تسجر تنورا فحملها فألقاها في التنور فاحترقت ، وكان قد تاب بعد ذلك ، ثم رؤي له في النوم أن الله أخّر مغفرته عنه بسبب سابق فعله.

فمن يرد الله به خيرا حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان فصار من الراشدين .. ومن أراد غير ذلك خلي بينه وبين نفسه فأتبعه الشيطان ، فحبب إليه الكفر والفسوق والعصيان فكان من الغاوين..

ثانيا لأنهم قوم عظم تقصيرهم في الطاعات ، فكثير منهم لا يصلي إلا في رمضان إذا صام ، وبعضهم لا يجتنب كبائر الذنوب إلا في رمضان ، فيطول عليه ويشق على نفسه مفارقتها لمألوفها ، يترددون فقط في هذا الشهر على المساجد ويشهدون الجمع والجماعات ، وربما واظبوا على الصلوات الخمس.. قال بعض السلف : إذا رأيت أنك لاتقدر أن تصلي ، فاعلم أنك مقيد بالمعاصي ...

كان للرشيد غلام سفيه فلما أقبل رمضان ضاق به ذرعا ، وأخذ ينشد :-


دعاني شهر الصوم لا كان من شهر


وا صمت شهرا بعده آخر الدهر ..


فلو كان يعديني الأنام بقدرة


على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر ..


فأصيب بمرض الصرع ، فكان يصرع في كل يوم مرات متعددة ، ومات قبل أن يصوم رمضان

أخي الكريم :
فمن أي صنف أنت؟ ومع أي قوم تحب أن تكون ؟ تأمل ثم اختر لنفسك ..



ياذا الذي ما كفاه الذنب في رجب

حتى عصى ربه في شهر شعبان ..
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما
فلا تصيره أيضا شهر عصيان ..
واتل القرآن وسبح فيه مجتهدا
فإنه شهر تسبيح وقرآن ..
واحمل على جسد ترجو النجاة له
فسوف تضرم أجساد بنيران..
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين أهل وجيران وإخوان ..
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم
حيا فما أقرب القاصي من الداني ..
ومعجب بثياب العيد يقطعها
فأصبحت في غد أثواب أكفان ..
حتى متى يعمر الإنسان مسكنه


مصير مسكنه قبر لإنسان ..


منقول للافادة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

barak.jpg

رمضان كريم
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top