جريمة 'الموساد' في دبي (الجزء 1)

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عمار صادق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 فيفري 2009
المشاركات
2,585
نقاط التفاعل
17
النقاط
77
قدام 'الموساد' الاسرائيلي على اغتيال محمود المبحوح احد قادة الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية 'حماس' في فندق كان يقيم فيه بامارة دبي، هو اختراق لأكثر من خط احمر:

' الاول: ان الجريمة وقعت في دولة عربية 'معتدلة'، تتبنى توجهات ليبرالية اقتصادية واجتماعية، واستضافت قبل عشرة ايام وزيرا اسرائيليا شارك في مؤتمر حول الطاقة المتجددة.


' الثاني: فتح باب الاغتيالات السياسية خارج الاراضي الفلسطينية المحتلة، مما قد يترتب على هذه الخطوة من عمليات انتقامية ثأرية متبادلة في اكثر من عاصمة عربية وغربية.


فطريقة تنفيذ عملية الاغتيال هذه توحي بأنه جرى التخطيط لها بعناية فائقة، حيث قامت عناصر استخبارية بمتابعة تحركات الشهيد بدقة متناهية، منذ انطلاقه من دمشق الى دبي، الامر الذي قد يعني حدوث اختراق امني، او اهمال امني، من قبل اجهزة حركة 'حماس'، والاجهزة الامنية السورية ايضا.


عملية اغتيال على هذه الدرجة من الخطورة، ولشخصية قيادية ساهمت في تأسيس جناح عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة 'حماس'، وخططت ونفذت لاختطاف ومن ثم اعدام جنديين اسرائيليين، لا يمكن ان يقوم بها غير جهاز امني على مستوى 'الموساد' الاسرائيلي.


وليس من قبيل الصدفة ان تحدث هذه العملية الاجرامية في عهد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي وحكومته اليمينية العنصرية المتطرفة، ففي حكومته الاولى التي لم تعمّر طويلا، وفي ظروف سياسية ودبلوماسية مشابهة، اقدم نتنياهو على ارسال مجموعة من عملاء الموساد لاغتيال السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس' في العاصمة الاردنية عمان في ايلول (سبتمبر) عام 1997 باستخدام سموم كيمياوية.


العاهل الاردني الملك حسين هدد في حينها بالغاء معاهدة 'وادي عربة' للسلام مع اسرائيل، اذا لم يتم ارسال المصل المضاد للسموم المستخدمة في عملية الاغتيال، وكان له ما اراد، حيث اذعنت حكومة نتنياهو لهذا الطلب فورا وسط فضيحة دولية.


' ' '

حكومة الامارات العربية المتحدة مطالبة بالتعامل بالحزم نفسه في مطاردة الجناة وتقديمهم الى العدالة، وبالأسلوب نفسه الذي تعاملت به مع جريمة اغتيال الفنانة اللبنانية سوزان تميم، بل وبما هو اكثر صرامة، لعدم وجود مقارنة بين الجريمتين، فالأولى طابعها سياسي، والثانية جنائي.


شرطة دبي سارعت، وفي ظل الشفافية التي تتمتع بها، إلى إصدار بيان أكدت فيه كشف هوية الجناة، وجوازات السفر الأجنبية التي استخدموها لدخول البلاد وتنفيذ جريمتهم، والتنسيق مع البوليس الدولي (الانتربول) لالقاء القبض عليهم.

فموقع دبي كمركز مالي وتجاري دولي هو الأكثر تضررا من جراء هذه الجريمة، لان توفير الأمن يعتبر محور الارتكاز الرئيسي للحفاظ على هذه المكانة وتكريسها، إقليميا وعالميا.

ولا نستبعد ان تكون إسرائيل قد قررت استهداف هذه التجربة وتقويضها من خلال هذه الجريمة، لابتزاز دولة الإمارات العربية المتحدة وإجبارها على خطوات تطبيعية، ضاربة بذلك عصفورين بحجر، اي تصفية شخصية قيادية عسكرية فلسطينية 'دوّخت' الموساد على مدى ثلاثين عاما، وإحداث اختراق تطبيعي مع دولة عربية ما زالت تتردد في إقامة علاقات دبلوماسية او تجارية مباشرة معها.


السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس' حرص على التأكيد اثناء تقدمه موكب تشييع الشهيد المبحوح ابن مخيم جباليا البار، بأن أبناءه سينتقمون، وان كتائب الشهيد عز الدين القسام سترد. وعلمتنا التجارب الماضية انها، اي كتائب القسام، اذا قالت فعلت.


السؤال هو اين ستتم عملية الأخذ بالثأر، داخل الأراضي الفلسطينية ام خارجها ؟

وربما يفيد التذكير، تذكير الإسرائيليين وحلفائهم الغربيين، بأن فصائل المقاومة الفلسطينية أربكت العالم بأسره، واوقعت خسائر كبيرة بالإسرائيليين، وبثت الرعب في سفاراتهم وشركات طيرانهم، عندما نقلت المعركة الى ميادين ارحب، وفي القارة الاوروبية على وجه الخصوص، في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.


' ' '

نتنياهو يعيش أزمة سياسية خانقة، وتعيش حكومته عزلة دولية غير مسبوقة، فعملية السلام التي أراد استخدامها كغطاء لمواصلة استيطانه وتهويده للأراضي المحتلة معطلة بالكامل، والسلطة الفلسطينية قاومت بشراسة (حتى الآن) كل الضغوط العربية والأمريكية للعودة الى طاولة المفاوضات، وجاء تقرير غولدستون حول جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة ليفضح الوجه القبيح للنازية الإسرائيلية، ويصعّد من الكراهية تجاهها، اي إسرائيل، في مختلف أنحاء العالم.

لا نستبعد ان يكون نتنياهو، وفي ظل هذا الوضع المزري، يبحث عن ذريعة لشن عدوان على قطاع غزة او لبنان، او الاثنين معاً، فقد حاول اغتيال السيد أسامة أبو حمدان ممثل حركة 'حماس' في لبنان، بوضع سيارة ملغومة أمام مكتبه في الضاحية الجنوبية، ولكن المحاولة فشلت، وان كان راح ضحيتها احد عناصر المكتب، وها هو يرسل عملاء الموساد الى دبي لتصفية الشهيد المبحوح لتحقيق انتصار صغير، ربما يدفع ثمنه غالياً فيما هو قادم من ايام.


علينا ان نتذكر ان مناحيم بيغن ووزير دفاعه في حينها ارييل شارون استغلا محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن موشي ارغوف، لاجتياح لبنان لإخراج المقاومة الفلسطينية من جنوبه، فخرجت المقاومة فعلاً، ودخلت اسرائيل في حرب اكثر دموية مع خصم اشد عناداً في الحق هو 'حزب الله'، الذي اجبرها على الانسحاب مهزومة، واذلّها مرة ثانية عندما حاولت تكرار الشيء نفسه في صيف عام 2006.


' ' '

كتائب القسام انتقمت لشهيدها المهندس يحيى عياش بأربع عمليات استشهادية في القدس المحتلة والخضيرة. وتل ابيب، أوقعت مئات القتلى والجرحى، وهزت الدولة الإسرائيلية وأمنها، فقد اقسم قادة الكتائب على تنفيذ اربع عمليات انتقاماً لشهيدهم، وقد اوفوا بالعهد كاملاً بعد أسابيع معدودة من عملية الاغتيال التي وقعت عام 1996، ورسّخوا ثقافة العمليات الاستشهادية على مدى السنوات التي تلت.


من يقدم على عملية اغتيال كهذه، وفي إمارة دبي، لا يريد السلام والاستقرار في المنطقة، وإنما إشعال الحروب، وزعزعة الأمن، ولعل نتنياهو يريد من خلال هذه الجريمة جرّ المنطقة الى حمامات دموية، وهدم المعبد على رأسه ورؤوس الآخرين، فشخص مثله، وفي مثل عنصريته وأحقاده لن يتورع عن فعل ذلك.


عملية الاغتيال الإجرامية هذه تأتي بمثابة قرع جرس إنذار لإيقاظ العرب جميعاً من سباتهم العيق، والعودة الى ثوابتهم الوطنية والإسلامية، والتراجع عن خيار السلام الذي تبنوه طوال السنوات الثلاثين الماضية ولم يعد عليهم الا بالذل والهوان والغطرسة الإسرائيلية.


لا حرمة لدولة عربية في المنظور الإسرائيلي، ولا حصانة لترابها وأمنها، فجميع العرب والمسلمين أعداء الداء، معتدلين كانوا او متشددين، هذا ما يجب ان يعرفه زعماء العرب، ويتعاطون على أساسه مع هذه الدولة المارقة قبل فوات الأوان.
 
واخر الأخبار التي وصلتني من بعض الناشطين سياسيا على صعيد دول الخليج أن المخابرات المصرية متورطة في قتل الشيخ "مبحوح" فإذا تأكد الخبر سيكون الجزء الثاني عن المخابرات العربية الصهيونية في المنطقة
من باب العدل أن لا نتكلم فيما لا نعقل

 
واخر الأخبار التي وصلتني من بعض الناشطين سياسيا على صعيد دول الخليج أن المخابرات المصرية متورطة في قتل الشيخ "مبحوح" فإذا تأكد الخبر سيكون الجزء الثاني عن المخابرات العربية الصهيونية في المنطقة
من باب العدل أن لا نتكلم فيما لا نعقل

[/QUOTE]
الف شكر لكي اخي الكريم : sharp1989
على الموضوع
وعلى متابعة احداث فلسطين
قضية المسلمين الاولى
لقد تعاون الكل على خنق حماس
الصهاينة من جهة
والدول العربية الاخرى من جهة ثانية
الاردن ومصر دورهم بالاستخبارات
والسعودية دورها التشكيك في عقيدة اهل حماس
ورميهم بالضلال واشياء اخرى
ربما يراد لنا ان نرضى بسياسة امريكا
ونعشق الصهيونية حتى نكون محل رضا
تاريخ الخيانة قديم
القيادات العربية لها باع طويل في هذا المضمار
ربي يجيب الخير فقط
طيب الله اوقاتكم


 
حماس وفي هذه الفترة الحساسة اذكى من ان تقوم برد فعل طائش داخل تراب احدى الدول العربية
حماس تعرض لحملة شرسة تستهدفها وتقلل من شانها يعطي المبرر لهذه الدول بتضييق الخناق اكثر مما هو عليه
اما بخصوص تورط المخابرات العربية فاعتقد انه تحصيل حاصل​
 
الاغتيالات الاسرائيلية للكواد الفلسطينية ليست وليدة اللحظة فهي قائمة طويلة وعريضة من تونس واغتيال أبوجهاد ثم محاولة قتل مشعل في الأأردن واغتيال الشيخ ياسين والرنتيسي والمرة والحيدة التي دفعت فيها إسرائيل الثمن غاليا كان حين فشلت في اغتيال مشعل حيث كلفها ذلك إطلاق سراح الشيخ يا سين والاعتذار من الأردن
أما وعيد حماس فلا أظنه سهل التحقيق فحماس لليوم لم تتمكن من توجيه ضربة قاسمة لإسرائيل كرد على اغتيال الشيخ ياسين والرنتيسي لأسباب مختلفة ولا أظن من السهل تكرار عملية اختراق المخابرات التي قامت بها من قبل، وأتمنى أن ترد الألم لإسرائيل سريعا
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top