يكثُر الكلامُ عن لسانيات دوسوسير ورِيادتِه في البحث اللساني
ومنهجِه الجديد الذي خرقَ حجُبَ البحث اللغوي وكشف عن أسرارٍ
في الظّاهرة اللغويّة
فماذا عن هذا العالِم الكبير ؟
دوسوسير يختلف عن اللغويين القدماء اختلافا كبيرا
فقد دعا إلى دراسة وصفية موضوعية للغة
مجرّدَةً عن الاعتباراتِ المعياريّة التي نجدُها عند القدماء
في تمييزهم بين الصحيح والخاطئ من التّراكيب
وميّزَ بين الدّراسة الآنية السّنكرونيّة للغة
والدّراسة التّطوّريّة الدّياكورنية
أي إنّ الدّارسَ اللسانيّ لكي يدرك التسلسلَ
أو التعاقُبَ الزّماني في اللغة عليه أن ينظرَ إلى الظّواهرَ اللغوية
من جهتينِ: جهة الثباتِ والسّكون أو السانكرونيّة
وجهة الحركة والتغيّر في الزّمان أو الدّياكرونيّة
وهذه ثنائيّة متمكّنة من الظّاهرة اللّغويّة
وعلى اللسانيات أن تتّخذَ منهجها بناءً على كثير من الثمائيات منها السكونية
والتّعاقُب ، ومنها علاقة الدّالّ بالمدلول ...
فمقولَة الزّمان والتّعاقُب الزّماني والتسلسل الزّماني لا تنفكّ عن فعل اللّغة
وبناء عليه فقد جاء منهجه مخالفا لمنهجِهِ اللغويين السابقينَ له
ودَعا إلى أسس جديدة في تصوّر اللسانيات
تختلف عن أسس التفكير اللغوي عند النحاة الهنود
والإغريق والعرب والرومان
وأهمّ ما يميّز الظّاهرة اللغوية عند دوسوسير
أنّها ظاهرة مجتمعيّة أكثر منها ظاهرة نفسية
والمقصود بذلِكَ أنّها يُصيبُها التّغيّر والتّطوّر باستمرار
ومعنى ذلك أنّ اللغةَ تقعُ أحداثُها في التتابُع الزّماني
بينما غفل كثير من الفلاسفة واللغويين قديما
البعدَ الزّماني المؤثّرَ في اللغة أي إنّ الصّوتَ يتحدّد في التّعاقُب الزّماني
ولا يُمكن أن نتصوّرَ علاقَة الدّالّ بالمدلولِ إلاّ إذا راعينا تتابُعَ الأصواتِ
فالصّوتُ يتحدّد بكونِه يَمتدّ زمانا ثمّ يختفي
هذا بالإضافَة إلى أنّ اللغة تندرِجُ في بنيةٍ أو نَسَق يرفعُها إلى مستوى من التّجريد
اعتماداُ على مبدإ التّقابُل بين وحداتٍ أو كياناتٍ أو عناصرَ لغويّةٍ ، وتضادِّها
فاللسانُ نسَق تقومُ العلاقاتُ فيه على تقابُل العناصرِ
وهذا المنهج البنيويّ أي البحث في علاقات النّظام أو النّسق، يختلف اختلافاً جذريا
عن منهج اللغويين القدماء ولغويي القرن التاسع عشرَ الذي كان يعتمدُ على
الاهتمام بخواصّ الأشساءِ وماهيتِها وجوهرِها
ـــــــــــــــــــــ
اطّلِعْ عل أفكارِ رائد اللسانيات الحديثة "دوسوسير"
في كتابِه "مُحاضرات في علم اللسان العامّ"
ترجمة عبد القادر قنيني
إفريقيا الشّرق، الدّار البيضاء-المغرب، 2008م
ومنهجِه الجديد الذي خرقَ حجُبَ البحث اللغوي وكشف عن أسرارٍ
في الظّاهرة اللغويّة
فماذا عن هذا العالِم الكبير ؟
دوسوسير يختلف عن اللغويين القدماء اختلافا كبيرا
فقد دعا إلى دراسة وصفية موضوعية للغة
مجرّدَةً عن الاعتباراتِ المعياريّة التي نجدُها عند القدماء
في تمييزهم بين الصحيح والخاطئ من التّراكيب
وميّزَ بين الدّراسة الآنية السّنكرونيّة للغة
والدّراسة التّطوّريّة الدّياكورنية
أي إنّ الدّارسَ اللسانيّ لكي يدرك التسلسلَ
أو التعاقُبَ الزّماني في اللغة عليه أن ينظرَ إلى الظّواهرَ اللغوية
من جهتينِ: جهة الثباتِ والسّكون أو السانكرونيّة
وجهة الحركة والتغيّر في الزّمان أو الدّياكرونيّة
وهذه ثنائيّة متمكّنة من الظّاهرة اللّغويّة
وعلى اللسانيات أن تتّخذَ منهجها بناءً على كثير من الثمائيات منها السكونية
والتّعاقُب ، ومنها علاقة الدّالّ بالمدلول ...
فمقولَة الزّمان والتّعاقُب الزّماني والتسلسل الزّماني لا تنفكّ عن فعل اللّغة
وبناء عليه فقد جاء منهجه مخالفا لمنهجِهِ اللغويين السابقينَ له
ودَعا إلى أسس جديدة في تصوّر اللسانيات
تختلف عن أسس التفكير اللغوي عند النحاة الهنود
والإغريق والعرب والرومان
وأهمّ ما يميّز الظّاهرة اللغوية عند دوسوسير
أنّها ظاهرة مجتمعيّة أكثر منها ظاهرة نفسية
والمقصود بذلِكَ أنّها يُصيبُها التّغيّر والتّطوّر باستمرار
ومعنى ذلك أنّ اللغةَ تقعُ أحداثُها في التتابُع الزّماني
بينما غفل كثير من الفلاسفة واللغويين قديما
البعدَ الزّماني المؤثّرَ في اللغة أي إنّ الصّوتَ يتحدّد في التّعاقُب الزّماني
ولا يُمكن أن نتصوّرَ علاقَة الدّالّ بالمدلولِ إلاّ إذا راعينا تتابُعَ الأصواتِ
فالصّوتُ يتحدّد بكونِه يَمتدّ زمانا ثمّ يختفي
هذا بالإضافَة إلى أنّ اللغة تندرِجُ في بنيةٍ أو نَسَق يرفعُها إلى مستوى من التّجريد
اعتماداُ على مبدإ التّقابُل بين وحداتٍ أو كياناتٍ أو عناصرَ لغويّةٍ ، وتضادِّها
فاللسانُ نسَق تقومُ العلاقاتُ فيه على تقابُل العناصرِ
وهذا المنهج البنيويّ أي البحث في علاقات النّظام أو النّسق، يختلف اختلافاً جذريا
عن منهج اللغويين القدماء ولغويي القرن التاسع عشرَ الذي كان يعتمدُ على
الاهتمام بخواصّ الأشساءِ وماهيتِها وجوهرِها
ـــــــــــــــــــــ
اطّلِعْ عل أفكارِ رائد اللسانيات الحديثة "دوسوسير"
في كتابِه "مُحاضرات في علم اللسان العامّ"
ترجمة عبد القادر قنيني
إفريقيا الشّرق، الدّار البيضاء-المغرب، 2008م