بسم الله الرحمن الرحيم .
من المعروف ان النشاط اللغوي قد بدأ بحافز ديني ,كان الهدف منه الوصول الى وضع قوانين ونواميس للغة تضبط اللحن حين قراءة الكتاب المقدس.فالدين كان سببا في وصف اللغة.والحافز تحكم في الهدف والمنهج ايضا ,والذي كان معياريا لا وصفيا ,فقد وضع مقاييس ومعايير لا تصف اللغة كما توجد وانما كما ينبغي ان توجد.فاللغة الجيدة مثلا هي لغة الكتاب المقدس والرديئة هي المخالفة له.
اما في مطلع القرن العشرين ,فالتصور الذي بات مسيطرا من حيث المنهج المرتبط بنظرية اللغة يقر بانه ليست هناك لغة جيدة واخرى رديئة ,وانما جميع اللغات على مستوى واحد ,لان العلم لا يعترف بالقيم الاخلاقية او الاجتماعية او السياسية (التفريق مثلا بين اللغة واللهجة هو تفريق سياسي).
في هذا الاطار العلمي ,ترى النظرية التوليدية التحويلية(ن ت ت)ان موضوع علم اللغة هو المتكلم/المستمع المثالي الذي توجد عنده اللغة موضوع الوصف=اي وصف القدرة اللغوية عند المتكلم /المستمع المؤمثل .لماذا وصف القدرة؟لان ما يطبع النشاط اللغوي (الكلامي) عند الانسان هو عدم التجانس والتوافق بين شخص واخر.فصعوبة معرفة اللغة تعود بالدرجة الاولى الى عدم التجانس الذي تحدث عنه اللغوي ferdinand de saussure في كتابه(محاضرات في اللسانيات العامة).ومعنى ذلك ان في الكلام اشياء كثيرة تجعل فحصه في المختبربطريقة الية امرا صعبا ,ومع ذلك فهناك تجانس يعرف اللغة ويقربها بين افراد المجموعة اللغوية ..انه النسق ذو الخصائص المشتركة .وهذا ما يقصد به chomsky بالمتكلم- المستمع,اذ ان كل فرد يمكنه ان يتكلم لغة ما او يسمعها او يؤولها ,,فاما ينتج اصواتا فهو متكلم او يلتقطها فهو فهو مستمع.فكل فرد هو متكلم-مستمع في نفس الان ,ونقصد بالمثالي (المؤمثلidealisé)الشخص الذي جردناه من الظروف الخارجية والخصائص النفسية او الاقليمية ...فكون المتكلم من الدار البيضاء او وهران او القاهرة او عمان...هذا لا يهم اللغة في شيىء ,اذ يجب ان نتجرد من هذه الاشياء رغم انها تؤثر في المتكلم ,,فللغة جوانب نفسية واخرى اجتماعية وثالثة تحليلية ورابعة رياضية ...وفكرة متكلم-مستمع مثالي ليست سوى افتراض لكنه موجود في الواقع .
ان وصف القدرة التي هي المعرفة الضمنية للمتكلم بلغته ,لا تتم الا عن طريق الانجاز اللغوي ,اي ما ينتجه الفرد اصوات وعبارات .ومع ذلك فالقدرة مختلفة عن الانجاز وهي مستقلة عنه مبدئيا .مثال..الشخص الذي يستطيع ان يستعمل لغة جيدة وبليغة ومركبة باحكام حين يكون في حالة صحية جيدة قد لا يستطيع انجاز ذلك اذا كان متعبا او مريضا ,فقد يتلعثم او قد يلحن ,فحالته الصحية تجعل انجازه لا يرقى الى مستوى قدرته.اذن فهدف علم اللغة هو وصف القدرة اللغوية الباطنية التي تختلف عن الانجاز اللغويوهي التي يشترك فيها افراد المجموعة اللغوية الى حد كبير.
ان الذي سيقوم بهذا الوصف هو النحو (يختلف مدلول كلمة نحو هنا عما تعارف عليه في الثرات العربي القديم)الذي يعتبر الالة الواصفة للقدرة اللغوية وعلى هذا النحو الواصف ان يكون واضحا ويستطيع ان يرسم لنا السلاسل اللغوية التي تنتمي الى اللغة وتلك التي لا تنتمي اليها فهو بهذا المعنى سمي نحوا توليديا او واضحا لا يقبل التأويل او التخمين حين وضعه للقواعد والقوانين الخاصة بلغة ما.يتبع...
هذه محاضرة سبق ان القيتها باسم منتدى (ابداع وحوار المغربية )عام 2006 بمدينة برشيد .وهي بعنوان (اللغة العربي الفصيحة بين البحث اللغوي وتصورات النحو العربي القديم.
من المعروف ان النشاط اللغوي قد بدأ بحافز ديني ,كان الهدف منه الوصول الى وضع قوانين ونواميس للغة تضبط اللحن حين قراءة الكتاب المقدس.فالدين كان سببا في وصف اللغة.والحافز تحكم في الهدف والمنهج ايضا ,والذي كان معياريا لا وصفيا ,فقد وضع مقاييس ومعايير لا تصف اللغة كما توجد وانما كما ينبغي ان توجد.فاللغة الجيدة مثلا هي لغة الكتاب المقدس والرديئة هي المخالفة له.
اما في مطلع القرن العشرين ,فالتصور الذي بات مسيطرا من حيث المنهج المرتبط بنظرية اللغة يقر بانه ليست هناك لغة جيدة واخرى رديئة ,وانما جميع اللغات على مستوى واحد ,لان العلم لا يعترف بالقيم الاخلاقية او الاجتماعية او السياسية (التفريق مثلا بين اللغة واللهجة هو تفريق سياسي).
في هذا الاطار العلمي ,ترى النظرية التوليدية التحويلية(ن ت ت)ان موضوع علم اللغة هو المتكلم/المستمع المثالي الذي توجد عنده اللغة موضوع الوصف=اي وصف القدرة اللغوية عند المتكلم /المستمع المؤمثل .لماذا وصف القدرة؟لان ما يطبع النشاط اللغوي (الكلامي) عند الانسان هو عدم التجانس والتوافق بين شخص واخر.فصعوبة معرفة اللغة تعود بالدرجة الاولى الى عدم التجانس الذي تحدث عنه اللغوي ferdinand de saussure في كتابه(محاضرات في اللسانيات العامة).ومعنى ذلك ان في الكلام اشياء كثيرة تجعل فحصه في المختبربطريقة الية امرا صعبا ,ومع ذلك فهناك تجانس يعرف اللغة ويقربها بين افراد المجموعة اللغوية ..انه النسق ذو الخصائص المشتركة .وهذا ما يقصد به chomsky بالمتكلم- المستمع,اذ ان كل فرد يمكنه ان يتكلم لغة ما او يسمعها او يؤولها ,,فاما ينتج اصواتا فهو متكلم او يلتقطها فهو فهو مستمع.فكل فرد هو متكلم-مستمع في نفس الان ,ونقصد بالمثالي (المؤمثلidealisé)الشخص الذي جردناه من الظروف الخارجية والخصائص النفسية او الاقليمية ...فكون المتكلم من الدار البيضاء او وهران او القاهرة او عمان...هذا لا يهم اللغة في شيىء ,اذ يجب ان نتجرد من هذه الاشياء رغم انها تؤثر في المتكلم ,,فللغة جوانب نفسية واخرى اجتماعية وثالثة تحليلية ورابعة رياضية ...وفكرة متكلم-مستمع مثالي ليست سوى افتراض لكنه موجود في الواقع .
ان وصف القدرة التي هي المعرفة الضمنية للمتكلم بلغته ,لا تتم الا عن طريق الانجاز اللغوي ,اي ما ينتجه الفرد اصوات وعبارات .ومع ذلك فالقدرة مختلفة عن الانجاز وهي مستقلة عنه مبدئيا .مثال..الشخص الذي يستطيع ان يستعمل لغة جيدة وبليغة ومركبة باحكام حين يكون في حالة صحية جيدة قد لا يستطيع انجاز ذلك اذا كان متعبا او مريضا ,فقد يتلعثم او قد يلحن ,فحالته الصحية تجعل انجازه لا يرقى الى مستوى قدرته.اذن فهدف علم اللغة هو وصف القدرة اللغوية الباطنية التي تختلف عن الانجاز اللغويوهي التي يشترك فيها افراد المجموعة اللغوية الى حد كبير.
ان الذي سيقوم بهذا الوصف هو النحو (يختلف مدلول كلمة نحو هنا عما تعارف عليه في الثرات العربي القديم)الذي يعتبر الالة الواصفة للقدرة اللغوية وعلى هذا النحو الواصف ان يكون واضحا ويستطيع ان يرسم لنا السلاسل اللغوية التي تنتمي الى اللغة وتلك التي لا تنتمي اليها فهو بهذا المعنى سمي نحوا توليديا او واضحا لا يقبل التأويل او التخمين حين وضعه للقواعد والقوانين الخاصة بلغة ما.يتبع...
هذه محاضرة سبق ان القيتها باسم منتدى (ابداع وحوار المغربية )عام 2006 بمدينة برشيد .وهي بعنوان (اللغة العربي الفصيحة بين البحث اللغوي وتصورات النحو العربي القديم.