من قلب الحصار (3) قصة قصيره

حمد الطايع

:: عضو مُشارك ::
إنضم
5 أكتوبر 2007
المشاركات
126
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
عندما تتجول في شوارع غزه الخارجه من اتون حرب مدمره ، تعتقد انك في ناكازاكي او هيروشيما .

و ان الحرب العالميه الثانيه لم تضع اوزارها بعد . كل الحروب بلا رحمه ، بيد ان حرب غزه

بلا رحمه و لا قوانين .لم توفر للمدنيين مفرا و لا مقرا آمنا .حصار خانق مطبق على غزه ، ليس

لدى المدنيين ممر للهروب من لهيب الفسفور و القنابل العملاقه .و لا مكان متعارف عليه يلجئ له

العزل الآمنين .احياء برمتها بكل ما فيها من منازل و حوانيت و محال تجاريه ، عيادات طبيه ، روضات اطفال

مدارس ، بيوت الله ، كانت مهدمه . . دماء على الشوارع و ركام المنازل ، بقايا اعضاء بشريه متناثره ملتصقه على جدران

المنازل المهدمه . حيوانات نافقه متحلله ، لعب أطفال ممزقه ، أثاث تطايرت من المنازل و انتشرت في الطرقات .

المشهد يؤكد لك حقيقة واحده ، هي أن الصهيوني مر من المكان ، جوا أو برا بسلاحه البحري و مدفعيته الثقيله .

بفسفوره الابيض و باروده الاسود ، ببصماته الدمويه ، و بتراثه التلمودي ، بكل ما اوتي من حقد و غدر .

مر من هنا و عاد خائبا ، عاد بسلته الفارغه ، انكسر كل شئ و لم تنكسر غزه . عاد دون شاليط ، لم يحطم

ارادة الصمود ، و لم يغير في الموازين لمصلحة الطرف المسالم ، الذي ينبذ العنف ، و المغرم بالغانديه الحديثه !

صباح الخير .. بادرت ثلة من الرجال تجمعوا عند نهاية الشارع ، سمعتهم يهنئون انفسهم و يحمدون الله .

صباح النور ، ردوا بصوت واحد . رأيت البسمة على شفاههم . سبحان الله من اي طينة هؤلاء الرجال ؟

لم تكسر الحرب هذه الطينة الطيبه ، و روح الدعابة و ارادة الرجولة عندهم . كأنهم لم يخرجوا من الحرب لتوهم !

كأن غزه ليست كومة من حطام و مآسي و آلام ، لقد اختار الله هؤلاء الناس ليعيشوا على هذه الارض المباركه،

كبشر من صنف خاص ، طبائعهم مختلفه ، إرادتهم فولاذيه ، سلموا أمرهم لله ، فارتاحت سرائرهم !

- كيف حالك يا عم ، إنشاءالله الجميع بخير ؟ سألت ابو شوقي .

- الحمد لله .. استشهد محمد ابني الصغير ، و اختاه سلوى و سلمى .

-و انت يا عم ابو بلال ؟

-الحمدلله .. استشهدت ام بلال و جرح اولادي .

- كيف هي عائلتك عم ابو ناجي ؟

- الحمدلله .. هدم البيت ، و استشهدت الحاجه امي .. الحمدلله على كل شئ .

كل واحد كان عنده قصة خاصة ، لقد دقت المأساة باب كل منهم . لكن الملفت ، ما يجمع بينهم جميعهم إضافة

للمأساة ، أنهم يبدأون بالحمد و القبول بقضاء الله، ربما هذه ميزه تخصص بها هؤلاء الناس .

كنت و انا اعبر الحارات المنكوبة ، اشاهد نساء يبحثن بين الركام عن بقايا من ذكرياتهم . و اطفال

يرفعون الحجارة بحثا عن العابهم و كتبهم . أطفال آخرون يرفعون شارات النصر ، و بعضهم يضع علم

فلسطين على بقية عامود بقي منتصبا رافضا للسقوط . كل شئ هنا يمعن في الخراب و الدمار . إلا الكرامة

و العزه فإنها لم تتأثر بتاتا ، ترى الإباء على الوجوه و روح التحدي على الجباه العاليه . كل الاشياء آلية للسقوط ،

كل الكائنات ارتعدت و خارت قواها ، إلا الانسان الغزي فإنه متشبث بالامل و بالغد الافضل ، حيث لا احتلال و لا

قتل و لا حصار . عندها تشرق الشمس ساطعة في سماء فلسطين لا تغطيها دخان القنابل و الطائرات .


ماهر الصديق
 
آخر تعديل:
مؤثر جدا

نسأل الله ان يفك الحصار عن غزه العزه

شكرا جزيلا
 
سامحونا يافلسطنيين لاننا جبناء
شكرا لك على القصة المؤثرة اخي
سبحان الله صبركم لاينفذ وان شاء الله فلسطين تتحرر
 
حياك الله تعالى MARIA la rein

وجه التشابه بيننا و بين اخوتنا الجزائريين كبيره و كبيره جدا

يكفي اننا معا شعب شهداء و تضحيه

شكرا لك على قراءة القصه .. و أسأل الله أن يستجب لدعائك

بارك الله بك
 
شكرا لكل قصة من أرض فلسطين
فداك
بوركت اخي
 
شكرا لك اخي الفاضل على المرور الطيب
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top