الهدهد آية من آيات الله تعالى.
الهدهد آية من آيات الخالق
وفي قصة سيدنا سليمان مع استخبارا ته المتمثلة بطائر الهدهد.
قال الله تعالى: ﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (32).﴾، (النمل).
الهدهد (Hoopoe)
يعد الهدهد من الطيور النادرة، له عرف مميز على رأسه، اللون بني فاتح وعرفه البني مرقط من أطرافه بالريش الأسود ونصفه الأسفل أسود مرقط بالريش الأبيض في نظم جميل، له طريقة مميزة في الطيران، ويتغذى على الحشرات ويشاهد أفراداً في المناطق الزراعية، وهو من أصدقاء الفلاحين فهو ينظف الأرض من الديدان واليرقات والآفات.
يعد وجوده ومشاهدته علامة على نقاء البيئة من المبيدات الحشرية, ويمنع صيد الهدهد كما هو الحال بالنسبة لأبو قردان وأبو فصادة، حيث أنه لا يؤكل.
يسكن هذا الطائر في جحور الأشجار أو الجحور الصخرية الضيقة وحتى في المباني القديمة. وتجلس الأنثى 12-15 يوماً على بيضها كفترة حضانة حتى تفقس. الذكر يطعم الأنثى أثناء فترة الحضانة ويطعم الصغار بعد الفقس. وعادة ما يحتضن صغيرين كل عام بحيث يغادرون العش بعد 26-32 يوماً من التفقيس، وله قابلية عجيبة في طلب الماء والكشف عن تواجده تحت الأرض.
يتميز بسرعته الفائقة في الطيران والعدو، ومن صفاته المميزة أيضاً أنه يتمكن أن يبعد أي حيوان ضار أو مفترس عن عشه وصغاره عن طريق رش رذاذ أسود زيتي برائحة كريهة من غدة بقاعدة الذيل تبعد أي متطفل، بل وحتى الصغار يستطيعون ذلك إن أحسوا بالخطر(3).
يتميز هذا الطائر برشاقته وحسن مظهره وخصوصاً مع تلك النتوءات الريشية أو القزعة الموجودة في مؤخرة رأسه. طوله حوالي 31 سم وألوانه تختلف حسب المناطق، فمنها الدارسينية -نسبة للقرفة أو الدارسين وهو نوع من البهارات البنية الداكنة- ومنها الكستنائي مع أجنحة مخططة أو ملونة بالأبيض والأسود.
منقاره معقوف طويل وقوي وأجنحته دائرية تقريباً، أرجله قصيرة وذيله مربع، والريش الجميلة في مؤخرة رأسه قد تتحول لشكل مروحي عندما يستثار، ويعمل على نفخ ريش رقبته عند المناداة. وعند الخطر يومض برأسه.
يتناول الأعشاب من البراري المفتوحة ويفضل الحشرات كالديدان ويرقاتها اللينة التي يلتقطها من الترب وفتحات الصخور الضيقة باستخدام منقاره الطويل، كما ويأكل الحيوانات الصغيرة كالسحالي والعضايا. وقد يأكل بمفرده أو مع زوجه خلال فترة تربية الصغار خصوصاً في فترات الربيع والصيف، وبقية الأوقات قد يتغذى بشكل جماعي( 4).
والهدهد في العادة نوع من الطير في رائحته نتن، وفوق رأسه قزعة سوداء، وهو أسود البراثن، أصفر الأجفان، يقتات الحبوب والدود، ويرى الماء من بعد ويحس به في باطن الأرض فإذا رفرف على موضع علم أن فيه ماء،
وقال الجاحظ زعموا أنه هو الذي كان يدل سليمان على مواضع الماء في قعر الأرض )، وقد ذكروا في سبب نتن رائحته أن ذلك عائد إلى أنه يبني بيته من الزِّبل، أو إلى تلك الجيفة المنتنة في رأسه، وقيل : بل هو منتن من نفسه من غير عرضٍ عرَضَ له، شأنه في ذلك شأن التيوس والحيات وغيرها.
والعرب يضربون المثل بقوة إبصار الهدهد فيقولون : أبصر من هدهد، كما يقولون: أبصر من غراب وأبصر من عقاب وأبصر من فرس(5).
وله صفة التملص من المطاردين الرئيسين له كالباز والصقر والبوم وغيرهم بواسطة الطيران السريع والمتميز فراراً منهم أو بواسطة عمل تمويه أرضي بواسطة عمل حمّام الرمل له ليتخفى منهم، ويعيش في الأشجار والمباني القديمة والجدران والجحور الصخرية.(6 ,9,8,7, 10, 11, 12, 13).
وعلى هذا الأساس فإن طائر الهدهد يتميز بسرعته الكبيرة في العدو والطيران ومطاولته وطول تحمله لمطاردة الطيور والحيوانات المفترسة بسبب امتلاكه أسلحة دفاعية متميزة مثل التمويه بالرمل والتراب فضلاً عن استخدام رش الروائح الكريهة في المكان كي يبعد كل من يقترب، كما يتميز بحب مساعدته لأبناء جنسه وبقية الطيور القريبة من تصنيفه، هذا فضلاً عن تساويه مع الحمام في قابلية تحديد الوجهة الصحيحة بفضل الحقل المغناطيسي لكوكب الأرض حواسه المميزة التي يستطيع من خلالها رسم خرائط (سمعية وبصرية وشمية) للموقع الذي يمر به, فضلا على امتلاكه حبيبات مغناطيسية في منقاره حاله في هذا الشأن حال الحمام الزاجل وأغلبية الطيور المهاجرة.
بمعنى آخر إن إمكانية بقاءه على قيد الحياة في مهمة استطلاعية محفوفة بالمخاطر كتلك التي كلف بها من قبل سيدنا سليمان عليه السلام ستكون كبيرة ولأن مهمته ببساطة هي مهمة أخطر بكثير من مجرد نقل الرسائل وإيصالها.
الهدهد في قصة سيدنا سليمان عليه السلام
لعل ما ذكرناه من الآيات الكريمة من سورة النمل تحكي لنا قصة هدهد سليمان عليه السلام، وتروي لنا العجيب من خبره مع هذا النبي العظيم . وابتداء لا بد أن ندرك أن هذا الهدهد لم يكن هدهداً من عامة الهداهد وإنما هو هدهد معين خاص، وقد دل على ذلك أن الله قال: { مالي لا أرى الهدهد} ( ولم يقل : مالي لا أرى هدهداً من عرض الهداهد، فلم يوقع قوله على الهداهد جملة، ولا على واحد منها غير مقصود إليه ،ولم يذهب إلى الجنس عامة، ولكنه جلّ في علاه قال: {الهدهد } فأدخل في الاسم الألف واللام، فجعله معرفة فدل بذلك القصد على أنه ذلك الهدهد بعينه، وكذلك غراب نوح، وحمار عزير، فقد كان لله فيه وفيها تدبير، وليجعل ذلك آية لأنبيائه، وبرهانا لرسله ).
دعونا ندخل في تفاسير هذه الآيات الكريمات:
في قوله تعالى: ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)﴾.
- { وتفقد الطير} أي وتعرف الطير فلم يجد فيها الهدهد { فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} أم منقطعة كأنه لما لم يره ظن أنه حاضر ولا يراه لساتر أو غيره فقال : ما لي لا أراه ثم احتاط فلاح له أنه غائب فأضرب عن ذلك وأخذ يقول أهو غائب كأنه يسأل عن صحة ما لاح له.
وفي قوله سبحانه:﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ (22)﴾.
- { فمكث غير بعيد} زمانا غير مديد, يريد به الدلالة على سرعة رجوعه خوفا منه وقرأ عاصم بفتح الكاف { فقال أحطت بما لم تحط به} يعني حال سبأ وفي مخاطبته إياه بذلك تنبيه له على أن في أدنى خلق الله تعالى من أحاط علما بما لم يحط به ليتصاغر لديه علمه.
- وروي أنه عليه الصلاة والسلام لما أتم بناء بيت المقدس تجهز للحج فوافى الحرم وأقام بها ما شاء ثم توجه إلى اليمن فخرج من مكة صباحا فوافى صنعاء ظهيرة فأعجبته نزاهة أرضها فنزل بها ثم لم يجد الماء - وكان الهدهد رائده لأنه يحسن طلب الماء - فتفقده لذلك فلم يجده إذ حلق حين نزل سليمان فرأى هدهدا واقعا فانحط إليه فتواصفا وطار معه لينظر ما وصف له ثم رجع بعد العصر وحكى ما حكى ولعل في عجائب قدرة الله وما خص به خاصة عباده أشياء أعظم من ذلك يستكبرها من يعرفها ويستنكرها من ينكرها.
{ قالت} أي بعد ما ألقى إليها { يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم} لكرم مضمونه أو مرسله أو لأنه كان مختوما أو لغرابة شأنه إذ كانت مستلقية في بيت مغلقة الأبواب فدخل الهدهد من كوة وألقاه على نحرها بحيث لم تشعر به(15).
- وقوله تعالى:{ فمكث غير بعيد} أي الهدهد واجتمع الجمهور من القراء على ضم الكاف وقرأ عاصم وحده بفتحها ومعناه في القراءتين أقام,
قال سيبويه : مكث يمكث مكوثا كما قالوا قعد يقعد قعودا قال : ومكث مثل ظرف قال غيره: والفتح أحسن لقوله تعالى : { ماكثين } [ الكهف : 3 ] إذ هو من مكث يقال : مكث يمكث فهو ماكث ومكث يمكث مثل عظيم يعظم فهو مكيث مثل عظيم ومكث يمكث فهو ماكث مثل حمض يحمض فهو حامض والضمير في ( مكث ) يحتمل أن يكون لسليمان عليه السلام والمعنى : بقي سليمان بعد التفقد والوعيد غير طويل أي غير وقت طويل ويحتمل أن يكون للهدهد وهو الأكثر فجاء.
وفي قوله(عزّوجلّ):{ فقال أحطت بما لم تحط به} وهي: أي علمت ما لم تعلمه من الأمر فكان في هذا رد على من قال: إن الأنبياء تعلم الغيب وحكى الفراء ( أحط ) يدغم التاء في الطاء وحكى ( أحت ) بقلب الطاء تاء وتدغم.
وقوله سبحانه وتعالى: { وجئتك من سبإ بنبإ يقين }، أعلم سليمان ما لم يكن يعلمه ودفع عن نفسه ما توعده من العذاب والذبح وقرأ الجمهور: ( سبأ ) بالصرف وابن كثير وأبو عمر: ( سبأ ) بفتح الهمزة وترك الصرف فالأول على أنه اسم رجل نسب إليه قوم. وأنكر الزجاج أن يكون اسم رجل وقرأ: ( سبأ ) اسم مدينة تعرف بمأرب باليمن بينهما وبين صنعاء مسيرة ثلاثة أيام. وفي الآية دليل على أن الصغير يقول للكبير والمتعلم للعالم عندي ما ليس عندك إذا تحقق ذلك وتيقنه (16).
- أنظر إلى قول الهدهد:{ أحطت بما لم تحط به}، قال الشوكاني والإحاطة العلم بالشيء من جميع جهاته) ويقول الطاهر بن عاشور : ( والإحاطة : الاشتمال على الشيء وجعله في حوزة المحيط، وهي هنا مستعارة لاستعياب العلم بالمعلومات ). فالهدهد لم يقنع بأخذ طرف من الأخبار، وإنما مازال ببلقيس وقومها حتى ( أحاط ) بأخبارهم، وفي هذا من الدقة والضبط ما لا يخفى على أحد.
والواجب علينا دائما ألا نبادر إلى الحكم على الشيء حتى نحيط به، ونلم بجوانبه. قال ابن القيم : ( إن سليمان لما توعد الهدهد بأن يعذبه عذابا شديدا، أو يذبحه إنما نجا منه بالعلم، وأقدم عليه في خطابه له بقوله: { أحطت بما لم تحط به } خبرا، وهذا الخطاب إنما جرأه عليه العلم، وإلا فالهدهد مع ضعفه لا يتمكن من خطابه لسليمان عليه السلام مع قوته بمثل هذا الخطاب لولا سلطان العلم.
وقال النسفي رحمه الله حول قوله تعالى: { فمكث غير بعيد}: ( ووصف مكثه بقصر المدة للدلالة على إسراعه خوفا من سليمان). إذن فقد كان الهدهد يهاب سليمان ويحترمه ويقدره، ومع أنه كان في مهمة دعوية عظيمة الشأن إلا أنه مع ذلك حاول إنجازها بأسرع وقت لأنه تذكر أنه خرج في الأصل بغير استئذان!. ويتجلى هذا الاحترام والتقدير أيضاً في عرض الهدهد القضية لسيدنا سليمان دون أن يدلي فيها برأي آمر، وإنما عرض ولمح كما سبق بيانه. وهكذا ارتفع الهدهد بالعلم، والعلم دائما يرفع صاحبه، { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات }. ولهذا قال الربيع: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَََّ هيبة له ! وقال وهب بن منبه: يتشعب من العلم الشرف وإن كان صاحبه دنيئاً والعز وإن كان مهينا، والقرب وإن كان قصيا، والغنى وإن كان فقيرا، والمهابة وإن كان وضيعاً(7).
وفي قوله سبحانه وتعالى: ﴿ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (2﴾).
ومن هذا فإن تفاسير الآيات تركز على ما جرى من حديث بين سيدنا سليمان عليه السلام وبين الهدهد الذي كان بمثابة وكالة انباء ناقلة لأخبار الأمم والشعوب والملوك في ذلك الزمانوهي إحدى أهم الأسباب المادية التي امتلكها سيدنا سليمان عليه السلام،
ولعل في ذلك تنبيه للأمة من خطورة الإعلام والصحافة والاستخبارات.
ورغم أننا نعلم أن تسخير الطير والجن لسيدنا سليمان عليه السلام هو معجزة ربانية ولكننا هنا نحاول تفهم ذلك السبق القرآني في مجال اختيار هذا الطائر دون غيره وما السر في ذلك؟.
لو أردنا أن نعرف الطائر الأسرع في الجو فهو بكل تأكيد الباز أو الشاهين القناص الغواص المعروف بالفالكون (Peregrine Falcons) إذ تبلغ سرعته أكثر من 100 ميل بالساعة في حالة غوصه لاصطياد فرائسه (19). ولكن هذا الطائر لا يصلح للمراقبة لأنه يجلب له الأنظار بسبب خوف الناس منه، لذلك فاختياره كمراقب وناقل قد لا يصلح رغم سرعته وقوة ملاحظته.
وأما الحمام فرغم كونها كفوءة ملاحياً في نقل الرسائل كما اعتادت على ذلك الحضارات القديمة فهي قد لا تصلح في نقل الأخبار لمسافات بعيدة جداً كتلك التي بين القدس وسبأ لأنها لا تملك خاصية دفاع عن نفسها في حال مهاجمتها كما يفعل الهدهد كما وأنها بطيئة على الأرض ولا تتحمل الجوع لفترات طويلة وضعيفة أمام مغريات إطعامها.
ولقد بينت الدراسات الحديثة أن الهدهد أكفأ من الحمام في استخدامات النقل والاتصال، فهو أسرع طيراناً ولا يحتاج للجماعة في طيرانه وقوة دفاعه عن نفسه أكفأ وتحمله للجوع والعطش أكثر فضلاً عن ذكاءه ومكره المشهور بهما.
لذلك والله أعلم كان الاختيار الأفضل للهدهد من بين بقية الطيور فهو يحمل خصائص فريدة من نوعها.
الخصائص التي تميز الهدهد عن غيره لتجعله رسولاً متميزاً:
1. طائر غير جارح وغير مخيف.
2. سريع جداً في الطيران والعدو.
3. يتحمل الظروف الصعبة.
4. ذكي ومراوغ.
5. قابلية تخفي ودفاع عن النفس بشكل رائع وسلمي وباستخدام عدة طرق مثل أخذ حمام رملي ومن ثم الطيران قرب الأرض كي لا يميزه الناظر عن شكل الأرض فلا يعرف اتجاهه أو باستخدام تقنية رش رذاذ أسود زيتي برائحة كريهة من غدة بقاعدة الذيل تبعد أي متطفل كما بينا آنفاً.
6. لا يحتاج للجماعة في طيرانه وهجرته مما يجعله صعب المراقبة في معرفة الاتجاه.
7. له قابلية ملاحية متميزة في معرفة الاتجاهات لا تقل عن الحمام.
8. له قابلية عجيبة في طلب الماء والكشف عن تواجده تحت الأرض.
ولعل تلك المميزات هي التي أهلته ليكون بتلك المنزلة والثقة التي أوليت له من قبل سيدنا سليمان عليه السلام، على أن ذلك قد يوحي بأن ذلك الهدهد كان من نوع خاص وتم تربيته وتدريبه بعناية فائقة، والله تعالى أعلم.
فمن أين لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بتلك الحقائق العلمية التي اكتشفت حديثاً خصوصاً وأن تلك الحقيقة لم ترد في الكتب السماوية السابقة أو ما وصلنا منها بعد تحريفها؟!.. إنه الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر(17).
منقول لتعميم الفائدة.
آخر تعديل: