اعلم ان موقفى هذا لا يهم احد .. و لن يزيد او ينقص شيئا لا للجزائريين و لا للمصريين و لا للمونديال !! .. و لكن احببت ان اشارككم خواطرى كعضو مصرى فى اللمة بكل صراحة .. و ارجو ان يتقبله الجميع بدون تعصب
بعد نهاية الصراع الكروى بين مبارة مصر و الجزائر بكل مراحلها .. توقفت مع نفسى و سألت ..
ماذا بعد ؟
تمر الصور امامى متلاحقة .. اعلام مصرية تحترق .. اعلام جزائرية تحترق .. اشخاص يستنجدون فى القاهرة .. و اشخاص يستغيثون فى ام درمان .. فضائيات و صحف تعلن الحرب .. شركات يتم حرقها فى الجزائر .. تظاهرات امام السفارة فى مصر.. سباب و شتائم و اتهامات فاقت كل الحدود و تعدت كل الخطوط الحمراء فى كل المواقع و المنتديات .. تاريخ يتم تلطيخه .. تلفيقات .. شماتات .. جنون .. و صراع دامى افقد الجميع صوابه بما فيهم انا !
وجدت نفسى مشحونا ً بكراهية كل من حولى .. من المصريين و من الجزائريين .. وجدت نفسى - كمصرى - ناقما ً على الجزائر و الجزائريين و الفريق الجزائرى و عنفه معنا.. و كلما رأيت سبابا و شتائم توجه الى بلدى و شعبى و لفريقى الوطنى وجدت نفسى ازداد كراهية و غضب ..
ثم بعد ذلك توقفت قليلا ..
و جدت ان هذا الشعور ايضا ً يحس به الانسان الجزائرى .. انه يرى ما أرى .. و كما رأيت من امور كثيرة اكرهها فقد رأى ايضا امور كثيرة يكرهها .. لقد اهينت كرامته كما اهينت كرامتى .. تم سبه بأقظع الالفاظ فى فضائيات كان يحبها و يشاهدها .. كما تم سبنا بأقظع الالفاظ فى الجرائد و الصحف ..حملناه ما قامت به قلة قليلة كما حملنا ما قامت به قله قليلة
تصدر كل الهلافيت للساحة .. مقدمو برامج رياضية و توك شو يشوهون الجزائر بطريقة منحطة .. و صحف تهاجم مصر و تشوه سمعتها و تاريخها بطريقة حقيرة .. و رياضيين و ساسة يستغلون الاحداث لتحقيق انتصارات شخصية .. و شعبين دخلوا فى عداوة على مرأى و مسمع من العالم كله .. و الكل يعلنها صراحة ً .. كفرنا بالعروبة !
و رفع الجميع - و حتى الان - شعار " لا تصالح " .. لا تراجع و لا استسلام .. لن ننسى .. لن نسامح .. لن نغفر .. لن نتهاون .. لن نتعاطف .. لن نعتذر .. لا و لا و لن و لن
و هنا كان من المهم ان احدد مسارى و اتجاهى الفكرى و السياسى .. ماذا بعد كل تلك الكراهية و البغضاء ؟ .. ما هى الفائدة الحقيقية ؟ .. هل ردت الكرامات و اخذ بالثار ؟ .. لا شىء من هذا .. و هنا كان لابد ان اقول stop .. عليك ان تختار .. مصرية .. ام مصرية عربية .. و وجدت نفسى ميالا ً الى الخيار الثانى .. و ان الجزائر لن تكون هى العدو لمصر .. و لن نكفر بعروبتنا و بتاريخنا المشترك و تحدياتنا بسبب ما حدث
و لكن تبقى الموقف الرياضى ..
فكلنا عرب و كثيرون مؤمنون بالعروبة .. و لكن هل معنى ذلك ان تدخل العروبة فى كرة القدم التى هى رياضة احترافية ؟ .. نعم انا احترم الجزائر و تاريخ الجزائر و كفاحه و الشعب الجزائرى و لكن هل هذا معناه ان اشجع فريقه فى بطولة العالم ؟ .. ام ان هذة نقرة و هذة نقرة ؟ .. حقيقة الموقف الرياضى اصعب بكثير من الموقف السياسى
و لكن كان لابد من تحديد موقفى .. و انا شخص محب لكرة القدم و متابع جيد للمباريات ..و سالت نفسى سؤالا محددا .. حينما تبدأ جولات بطولة كاس العالم .. من ساشجع ؟ .. هل سأتمنى هزيمة الجزائر ؟ .. ام ساشجع الجزائر ؟ .. ام سأقف على الحياد ؟.. هل سانتظر حتى بداية المونديال حتى اقرر توجهاتى ؟ .. ام سأشجع ان لعبت الجزائر جيدا و سافرح ان لعبت سيئا ً ؟ ..
ما هو الصواب ؟ .. ام اننى احمل الامر اكبر من حجمه خاصة انها مجرد كرة قدم و ليست حربا ً عسكرية تستوجب النصرة و التعاطف ؟ ..
و لكن تعاودنى الفكرة .. فانا شخص محب لكرة القدم و للمنتخب المصرى .. و فرحت و تفاعلت مع كل بطولات افريقيا التى مضت .. و تمنيت بشدة وصول منتخبى لكأس العالم .. و اتأثر و انفعل بشدة مع كل ما يتعلق بهذا الشان .. و الادهى ان الجزائر تاهلت على حساب مصر .. اذن فللموضوع قيمة .. على الاقل بالنسبة لى
اعلم تماما ان السب و الشتم لن يتوقف - من الجانبين - على الانترنت
اعلم تماما ان التشفى و الشماتة ستتكرر لاحقا من الطرفين
اعلم تماما ان صفاء النفوس و اندمال الجروح سيحتاج سنين
سيقول بعض المتعصبين لسنا فى حاجة الى تشجيعكم و لا الى تعاطفكم
و لكن هذا لا يعنينى
و ما يعنينى هو ان الجزائر ممثلة العرب فى المونديال .. شاء من شاء و ابى من ابى .. و فى هذا المعترك العالمى فلابد من وقفة رجال .. بعيدا عن المهاترات و التفاهات و اجترار الماضى و عبث الصغار ..
لست متوقفا كثيرا عند المنتخب الجزائرى و افراده .. او قوته او ضعفه او استحقاقه .. انا متوقف مع الرمز .. مع البلد .. الجزائر .. البلد العربية .. و الشعب الجزائرى ..
و لذا فسأشجع الجزائر فى المونديال كما كنت اشجع مصر .. سأفرح حينما تنتصر و ساحزن ان اخفقت ,, و ساتمنى من كل قلبى للجزائر التوفيق ايا كانت حظوظها فى المونديال .. فى السراء و الضراء فى تلك المواجهة العالمية .. و اؤكد ان هذا موقف الكثيرون من ابناء جلدتى .. حتى و ان كان الكثيرون ايضا منهم يرون عكس ذلك
و لاننى شخص لا احب المواقف الملتبسة و لا النفاق و لا المناطق الرمادية .. فاقولها صريحة واضحة جلية :
لن يتغير موقفى حتى و ان استمر السب و الشتم من البعض حتى لو فى شخصى
و لن يتغير موقفى حتى و ان وقع الفيفا عقوبات ضدنا
و لن يتغير موقفى ان تعرض المنتخب الجزائرى للهزيمة - لا قدر الله - او اخفق
و لن ياتى اليوم الذى ساناصر فيه الامريكانى او الانجليزى او السلوفانى او حتى الاسيوى او اللاتينى ضد بلد عربى اختلطت دماء اجداده بدماء اجدادى و يؤمن بنفس دينى و يتحدث بنفس لغتى ..
و هذا ليس كرم اخلاق او نبل و لا هى هبة امنحها او محاولة للظهور كفارس او ترديدا لشعارات جوفاء .. و بالتأكيد ليس حب لتعذيب النفس و تلقى الاهانات ,, و لكنها العروبة و التى هى من صميم الوطنية المصرية .. و الموقف الذى لابد ان يتم اعلانه على مراى و مسمع من العالم .. و ان كان من شخص واحد
ساظل مؤمن بالعروبة و بضرورة وحدة الشعوب العربية حتى و ان كان فى مجرد لعبة كرة ، و ساظل مؤمنا ان مواقف المصريين تجاه اشقائهم العرب ليست منحه او منّه و لكنه واجب و شىء طبيعى تربى فى نفوسنا عبر الزمن .. و ان فسد عند بعض الناس .. و اى توجه غير ذلك فهو فى نظرى مخالف للعروبة و للوطنية الاصيلة و اتجاه خاطىء لابد من تصحيحه
قد يعتبر بعض المصرييين ان موقفى هذا تخاذل و تنازل .. و سيرى بعض الجزائريين ان موقفى هذا نفاق و رياء
و لكن ..
نحن اخوانكم و ستظلوا اخوة لنا.. شاء من شاء و أبى من أبى
اعتذر عن الاطالة
ابن البلد
ابريل 2010
بعد نهاية الصراع الكروى بين مبارة مصر و الجزائر بكل مراحلها .. توقفت مع نفسى و سألت ..
ماذا بعد ؟
تمر الصور امامى متلاحقة .. اعلام مصرية تحترق .. اعلام جزائرية تحترق .. اشخاص يستنجدون فى القاهرة .. و اشخاص يستغيثون فى ام درمان .. فضائيات و صحف تعلن الحرب .. شركات يتم حرقها فى الجزائر .. تظاهرات امام السفارة فى مصر.. سباب و شتائم و اتهامات فاقت كل الحدود و تعدت كل الخطوط الحمراء فى كل المواقع و المنتديات .. تاريخ يتم تلطيخه .. تلفيقات .. شماتات .. جنون .. و صراع دامى افقد الجميع صوابه بما فيهم انا !
وجدت نفسى مشحونا ً بكراهية كل من حولى .. من المصريين و من الجزائريين .. وجدت نفسى - كمصرى - ناقما ً على الجزائر و الجزائريين و الفريق الجزائرى و عنفه معنا.. و كلما رأيت سبابا و شتائم توجه الى بلدى و شعبى و لفريقى الوطنى وجدت نفسى ازداد كراهية و غضب ..
ثم بعد ذلك توقفت قليلا ..
و جدت ان هذا الشعور ايضا ً يحس به الانسان الجزائرى .. انه يرى ما أرى .. و كما رأيت من امور كثيرة اكرهها فقد رأى ايضا امور كثيرة يكرهها .. لقد اهينت كرامته كما اهينت كرامتى .. تم سبه بأقظع الالفاظ فى فضائيات كان يحبها و يشاهدها .. كما تم سبنا بأقظع الالفاظ فى الجرائد و الصحف ..حملناه ما قامت به قلة قليلة كما حملنا ما قامت به قله قليلة
تصدر كل الهلافيت للساحة .. مقدمو برامج رياضية و توك شو يشوهون الجزائر بطريقة منحطة .. و صحف تهاجم مصر و تشوه سمعتها و تاريخها بطريقة حقيرة .. و رياضيين و ساسة يستغلون الاحداث لتحقيق انتصارات شخصية .. و شعبين دخلوا فى عداوة على مرأى و مسمع من العالم كله .. و الكل يعلنها صراحة ً .. كفرنا بالعروبة !
و رفع الجميع - و حتى الان - شعار " لا تصالح " .. لا تراجع و لا استسلام .. لن ننسى .. لن نسامح .. لن نغفر .. لن نتهاون .. لن نتعاطف .. لن نعتذر .. لا و لا و لن و لن
و هنا كان من المهم ان احدد مسارى و اتجاهى الفكرى و السياسى .. ماذا بعد كل تلك الكراهية و البغضاء ؟ .. ما هى الفائدة الحقيقية ؟ .. هل ردت الكرامات و اخذ بالثار ؟ .. لا شىء من هذا .. و هنا كان لابد ان اقول stop .. عليك ان تختار .. مصرية .. ام مصرية عربية .. و وجدت نفسى ميالا ً الى الخيار الثانى .. و ان الجزائر لن تكون هى العدو لمصر .. و لن نكفر بعروبتنا و بتاريخنا المشترك و تحدياتنا بسبب ما حدث
و لكن تبقى الموقف الرياضى ..
فكلنا عرب و كثيرون مؤمنون بالعروبة .. و لكن هل معنى ذلك ان تدخل العروبة فى كرة القدم التى هى رياضة احترافية ؟ .. نعم انا احترم الجزائر و تاريخ الجزائر و كفاحه و الشعب الجزائرى و لكن هل هذا معناه ان اشجع فريقه فى بطولة العالم ؟ .. ام ان هذة نقرة و هذة نقرة ؟ .. حقيقة الموقف الرياضى اصعب بكثير من الموقف السياسى
و لكن كان لابد من تحديد موقفى .. و انا شخص محب لكرة القدم و متابع جيد للمباريات ..و سالت نفسى سؤالا محددا .. حينما تبدأ جولات بطولة كاس العالم .. من ساشجع ؟ .. هل سأتمنى هزيمة الجزائر ؟ .. ام ساشجع الجزائر ؟ .. ام سأقف على الحياد ؟.. هل سانتظر حتى بداية المونديال حتى اقرر توجهاتى ؟ .. ام سأشجع ان لعبت الجزائر جيدا و سافرح ان لعبت سيئا ً ؟ ..
ما هو الصواب ؟ .. ام اننى احمل الامر اكبر من حجمه خاصة انها مجرد كرة قدم و ليست حربا ً عسكرية تستوجب النصرة و التعاطف ؟ ..
و لكن تعاودنى الفكرة .. فانا شخص محب لكرة القدم و للمنتخب المصرى .. و فرحت و تفاعلت مع كل بطولات افريقيا التى مضت .. و تمنيت بشدة وصول منتخبى لكأس العالم .. و اتأثر و انفعل بشدة مع كل ما يتعلق بهذا الشان .. و الادهى ان الجزائر تاهلت على حساب مصر .. اذن فللموضوع قيمة .. على الاقل بالنسبة لى
اعلم تماما ان السب و الشتم لن يتوقف - من الجانبين - على الانترنت
اعلم تماما ان التشفى و الشماتة ستتكرر لاحقا من الطرفين
اعلم تماما ان صفاء النفوس و اندمال الجروح سيحتاج سنين
سيقول بعض المتعصبين لسنا فى حاجة الى تشجيعكم و لا الى تعاطفكم
و لكن هذا لا يعنينى
و ما يعنينى هو ان الجزائر ممثلة العرب فى المونديال .. شاء من شاء و ابى من ابى .. و فى هذا المعترك العالمى فلابد من وقفة رجال .. بعيدا عن المهاترات و التفاهات و اجترار الماضى و عبث الصغار ..
لست متوقفا كثيرا عند المنتخب الجزائرى و افراده .. او قوته او ضعفه او استحقاقه .. انا متوقف مع الرمز .. مع البلد .. الجزائر .. البلد العربية .. و الشعب الجزائرى ..
و لذا فسأشجع الجزائر فى المونديال كما كنت اشجع مصر .. سأفرح حينما تنتصر و ساحزن ان اخفقت ,, و ساتمنى من كل قلبى للجزائر التوفيق ايا كانت حظوظها فى المونديال .. فى السراء و الضراء فى تلك المواجهة العالمية .. و اؤكد ان هذا موقف الكثيرون من ابناء جلدتى .. حتى و ان كان الكثيرون ايضا منهم يرون عكس ذلك
و لاننى شخص لا احب المواقف الملتبسة و لا النفاق و لا المناطق الرمادية .. فاقولها صريحة واضحة جلية :
لن يتغير موقفى حتى و ان استمر السب و الشتم من البعض حتى لو فى شخصى
و لن يتغير موقفى حتى و ان وقع الفيفا عقوبات ضدنا
و لن يتغير موقفى ان تعرض المنتخب الجزائرى للهزيمة - لا قدر الله - او اخفق
و لن ياتى اليوم الذى ساناصر فيه الامريكانى او الانجليزى او السلوفانى او حتى الاسيوى او اللاتينى ضد بلد عربى اختلطت دماء اجداده بدماء اجدادى و يؤمن بنفس دينى و يتحدث بنفس لغتى ..
و هذا ليس كرم اخلاق او نبل و لا هى هبة امنحها او محاولة للظهور كفارس او ترديدا لشعارات جوفاء .. و بالتأكيد ليس حب لتعذيب النفس و تلقى الاهانات ,, و لكنها العروبة و التى هى من صميم الوطنية المصرية .. و الموقف الذى لابد ان يتم اعلانه على مراى و مسمع من العالم .. و ان كان من شخص واحد
ساظل مؤمن بالعروبة و بضرورة وحدة الشعوب العربية حتى و ان كان فى مجرد لعبة كرة ، و ساظل مؤمنا ان مواقف المصريين تجاه اشقائهم العرب ليست منحه او منّه و لكنه واجب و شىء طبيعى تربى فى نفوسنا عبر الزمن .. و ان فسد عند بعض الناس .. و اى توجه غير ذلك فهو فى نظرى مخالف للعروبة و للوطنية الاصيلة و اتجاه خاطىء لابد من تصحيحه
قد يعتبر بعض المصرييين ان موقفى هذا تخاذل و تنازل .. و سيرى بعض الجزائريين ان موقفى هذا نفاق و رياء
و لكن ..
نحن اخوانكم و ستظلوا اخوة لنا.. شاء من شاء و أبى من أبى
اعتذر عن الاطالة
ابن البلد
ابريل 2010