الجزائر أطلقت قمرا لمراقبة الأرض ونسيت تحرير الصورة والصوت




بعد 20 سنة من صدور قانون 90 ـ 07 المتعلق بقطاع الإعلام، الذي تم بموجبه فتح مجال التعددية الإعلامية في الجزائر، لا يتجاوز عدد الجزائريين الذين يشاهدون التلفزيون الجزائري 15 بالمائة من مجموع 35 مليون جزائري، وهو رقم يعني أن الرأي العام الوطني لا تصنعه قناة شارع الشهداء بقدر ما تتحكم فيه فضائيات أخرى شرقية وغربية. هذا التأخر يرافقه تزايد عدد الفضائيات العربية الذي تجاوز ألف قناة، ناهيك عن باقي القنوات الأوروبية والأسيوية وحتى الأمريكية.. ومع ذلك لا تزال السلطة مصرة على إغلاق المجال السمعي البصري.
بعد 20 سنة من صدور قانون إعلام يقر بالتعددية الإعلامية:
الجزائر آخر قلاع الأحادية في المغرب العربي
بإعلان الرئيس الموريتاني عن ''تحرير الفضاء السمعي البصري في غضون ثلاثة أشهر'' تصبح الجزائر البلد المغاربي الوحيد المتمسك بالأحادية الإعلامية، رغم مرور 20 سنة على صدور قانون إعلام ألغى احتكار الدولة للصحافة المكتوبة وسمح باستغلال الأمواج الإذاعية والتلفزيونية من قبل الخواص.

انتقد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أداء التلفزيون الرسمي قائلا إنه “يهتم بخطابات الرئيس والوزراء أكثر من اهتمامه بهموم المواطنين”.
وقال ولد عبد العزيز الذي كان يقوم بزيارة مفاجئة للتلفزة إن هذه الأخيرة تتلقى ميزانية ضخمة “ومع ذلك فهي لا تنشر إلا المناظر الطبيعية”، مضيفا إن المشاهدين سيهجرونها إذا استمر هذا الحال.
وأعلن ولد عبد العزيز في هذه الزيارة قرب تحرير المجال السمعي البصري في موريتانيا لإتاحة الفرصة لإنشاء محطات تلفزية خاصة.
بما أن الجزائر تتميز عن غيرها من الدول بإصدار قوانين وعدم مرافقتها بالمراسيم التطبيقية، فإن الصحافة المكتوبة عرفت تحولا سريعا، سواء في طبيعة ملكيتها أو في عددها أو في نوعية المادة الإعلامية التي تقدمها للقارئ. في حين لا ندري مكان وجود العديد من الملفات التي أودعت من قبل الخواص لإنشاء محطات إذاعية وتلفزيونية لدى المجلس الأعلى للإعلام الذي عوض وزارة الإعلام عند صدور قانون الإعلام لسنة .90 وأمام طول انتظار الترخيص بهذه القنوات وطول انتظار حلم العمل الخاص من قبل صحفيي الإذاعة والتلفزة الوطنيتين، اضطر هؤلاء للبحث عن آفاق أخرى خارج الجزائر.
وأول وجهة لصحفيي السمعي البصري في الجزائر هي دول الخليج التي شهدت ثورة حقيقية في مجال القنوات التلفزيونية الفضائية منذ التسعينيات. ثم جاءت التجربة المغربية التي استقطبت بدورها العديد من الصحفيين الجزائريين عبر قنواتها ذات البعد المتوسطي، وهي امتداد لتجربة الإذاعة المتوسطية التي كانت محل اهتمام الجمهور الجزائري لعشريات من الزمن. وانطلقت منذ فترة قصيرة تجربة جديدة تسعى أن تكون فضاء للتعبير عن الشخصية المغاربية وعدد الجزائريين المتدخلين على شاشتها في تزايد مستمر ولا يقتصر فقط على الصحفيين، بل اتسع للفنانين والرياضيين وحتى المواطنين البسطاء، ويتعلق الأمر هنا بقناة ''نسمة'' التونسية.
ولا يستبعد بعد ثلاثة أشهر من الآن أن تتحول موريتانيا إلى قبلة جديدة للجزائريين الذين يبحثون عن منبر تلفزيوني يطلعون من خلاله الرأي العام الداخلي والمغاربي والدولي عن آرائهم وثقافتهم وإبداعاتهم... في وقت فضّل جزائريون آخرون استغلال الفرص التي تمنحها الدول الأوربية لإنشاء قنوات تلفزيونية دون التقيد بالجنسية، مثلما فعلته قناتي ''الخليفة'' قبل توقفها أو ما تفعله حاليا قناتي ''بربير تيفي'' و''بير تيفي'' من فرنسا.
يحدث هذا والمسؤولون الجزائريون يجمعون على أن الإبقاء على تلفزيون وإذاعة أحاديتين أمر تجاوزه الزمن، وكأن هناك سلطة أخرى فوق سلطة الحكومة ترفض فتح المجال السمعي البصري على التعددية.
المصدر: جريدة الخبر
http://www.elkhabar.com/dossiersp/?ida=201193&idc=188&page=
وموقع الأذاعة الجزائرية
http://www.radioalgerie.dz/?p=38035
آخر تعديل: