بسم الله الرحمن الرحيم
((معلومات عن الابل هذا المخلوق العجيب بالصور))
((معلومات عن الابل هذا المخلوق العجيب بالصور))
من المعروف أن الإبل وجدت من قديم الزمان وقد ذكرت الإبل في القرآن الكريم في أكثر من آية وأكثر من سورة.
قال تعالى:ومن الإبل اثنين (سورة الأنعام)الآية(144)
وقال تعالى:ويا قومِ هذه ناقة الله لكم آية (سورة هود)آية(649)
وقال تعالى:أفلا ينظرون إلى الإبلِ كيف خلقت(سورة الغاشية الآية(17)
في هذه الآيات الكريمة يخص الله سبحانه وتعالى ـ الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه في هذه الآية الكريمة يحضنا الخالق العليم بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً، على التفكير والتأمل في خلق الإبل( أو الجمال )، باعتباره خلقاً دالاً على عظمة الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وكمال قدرته وحسن تدبيره . وسوف نرى أن ما كشفه العلم حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلق الإبل يدل على سبق القرآن الكريم في الإشارة إلى هذا المخلق المعجز الذي يدل على عظمة خالقه سبحانه وتعالى كما يدل أن القرآن الكريم هو الكتاب المعجز الذي نزل من عند الله تعالى على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
الإبل في الأحاديث النبوية:
جاء الإسلام الحنيف واعتبر الإبل ثروة عظيمة لها عطاءها المتدفق ونفعها المتجدد وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على اصحاب الإبل في قوله : ( الإبل عز لأهلها )كما أوصى صلى الله عليه وسلم بالمحافظة عليها.
وعن سراقة بن مالك قال : { سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضالة من الإبل تغشى حياضي قد لطتها للإبل هل لي من أجر في شأن ما أسقيها ؟ قال : نعم في كل ذات كبد حراء أجر } رواه أحمد )
وفي الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم ( لا تسبو الإبل فإن فيها رقوة الدم ومهر الكريمة ) أي أنها تعطى في الديات فتحقن بها الدماء وتمنع من ان يراق دم القاتل
فقد فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الدية اذ جعل دية الرجل الحر المسلم مائة من الإبل كما انها تدفع مهرا للكريمة
التصنيف العلمي أللإبل:
1-المملكة: الحيوانية Animalia
2-الشعبة: الفقريات Vertebrata
3-الصف: الثدييات ( اللبائن ) Mammalia
4-الرتبة: الحيوانات الحافرية Ungulata
5-تحت الرتبة: ذوات الظلف Artiodactyla
6-القسم: المجترات الحقيقية Pecora
7-العائلة: الجملية ( الإبليات ) Camelidae
8-الفصيلة: اللاما Lama ( L.glama , L.pacose , L.ganaco)
9-الجنس: الجمال Camelus
10-النوع: جمال ذات السنام الواحد Dromedarius وجمال ذات السنامين Bacterianus
الشكل الخارجي للإبل:
والإبل من الثدييات وهي من الحيوانات الجترة أيضا أي أنها تخزن الغذاء ببطنها بعد مضغه مضغا بسيطا
وفي وقت الراحة تعيده من معدتها لفمها وتمضغه جيدا ليسهل هضمه
ومن انواعها
1-السواحل: وهي الإبل التي تتواجد في السحل ولونها بني يميل إلى الأحمر أو البني المائل للسواد وهي تشتهر بوفرة وجودة الحليب وتتغذى بصورة رئيسية على أشجار الحَمْضْ والزُغَفْ والعِرْبْ وكثير من الأشجار مثل السلام والعرج والحصار والسمر وغيرها من نباتات المنطقة0
صورة حدر(قطيع) من الإبل السواحل.
2- العرضيات: وهي التي تتواجد بين الساحل وسفوح الجبال ولونها فاتح قليلا عن السواحل وهي أقل من السواحل في غزارة الحليب وميزتها أنها أكثر تحملا للتحميل ونقل الحمولة الثقيلة مثل الحب والبضائع وتتغذى مثل السواحل عدى الحمض وأجود غذائها الدجر والقصب الوَجِيْم والأخضر والعرب
صور حدر(قطيع) من الإبل العرضيات.
3- العوادي: وهي التي تتواجد غالبا في منطقة الحباطة(المنطقة الواقعة قرب سفوح الجبال) ولونها يميل للبياض وطويلة القوائم وتتميز بحرارة حليبها حيث إذا شربه الذي ليس متعود عليه يمشي بطنه(يسبب له إسهال) وغذاءها المفضل شجر الحراج(الأراك) وتتغذى على الأشجار الأخرى مثل غيرها من الإبل
صورة للإبل العوادي.
4- الأوارك: وهي قريبة الشبه بالعوادي من حيث اللون والغذاء ولكنها تختلف عنها وهذا الاختلاف معروف لمربي الإبل.
صورة الإبل الأوارك.
أسماء الإبل بمنطقة بشار
1- مجموعة الإبل يطلق عليها اسم (حِدْر)
2- يطلق على ذكر الإبل اسم:كحيل وشعيل والنجدي والبازلي وفحل الإبل يسمى (هداد) ويطلق على الجمل أثناء الهياج الجنسي (هايج أو متهيج) ويسمى الذكر الذي عمره دون أربع سنوات (بعير) والمولود حديثا يسمى(سقب) و (حوار) وبعد الانفصال عن الأم الذكر يسمى(مفرود)
3- يطلق على الناقة اسم:الكحيلة والبياضي والخوارة ويطلق على الناقة كبيرة السن جدا اسم (الشارف) ويطلق على أنثى الإبل التي عمرها أقل من أربع سنوات اسم (العَجْم) و(البكرة) والمولودة حديثا تسمى (سقبة أو حوارة) وإذا انفردت الأنثى عن الأم تسمى (مفرودة) .
وإذا طلبت أنثى الإبل الجمل للتزاوج تسمى (مُرٍِِِِب) والتي جنب(ببطنها جنين) تسمى (جَنَب) والتي أنجبت حديثا تسمى (رغوث أوخلفة) وإذا أسقطت الناقة جنينها ميتا قبل وقته يقال (اكسرت) والناقة التي تدر اللبن وتحلب دون وجود صغيرها يقال لها (تَمْرِي)
أوصاف أو أسماء الإبل حسب السن العمرية ذكور وإناث:
1- جذع للذكر وجذعة للأنثى إذا بلغت من العمر 4سنوات
2- ثني للذكر وثنية للأنثى إذا بلغت من العمر 5سنوات
3- رباع للذكر ورباعية للأنثى إذا بلغت من العمر 6سنوات
4- سديس للذكر والأنثى إذا بلغت من العمر سبع سنوات
5- بعد ثمان سنوات تكتمل أنياب الذكر ويسمى نيب والأنثى لفاف أو نيب
اصوات الابل :
تصدر الإبل أصوات للتعبير عما في داخلها مثل :-
1-الرغاء:وهو صوت الإبل عندما تتعرض للأذى والضرب
2-الولاه:وهو صوت الإبل عند الجوع والصمأ
3-الحنين:وهو صوت تعبر به الإبل عن احساسها فتحن اذا فقدت حوارها ويحن الحوار إذا فقد أمه وتحن الإبل إذا تفرقت وفقد بعضها البعض خاصة إذا كانت متآلفة وتحن إذا رأت أصحابها وتحن الإبل إذا عطشت
4-الرزام:وهو نوع من الحنين ولكن فيه تعبير مختلف في ترديد الصوت وعادة يكون منخفضاً قليلاً وكثيراً ماترزم الإبل عند العطش
5-الهدير أو الزكيم:وهو صوت الجمل الهائج أوقات تزاوج الإبل
بعض أمراض الإبل وعلاجها سابقا:
1- مرض الحجل: وهو مرض عضال وخطير ومعدي بين الإبل وقد يؤدي لموت الكثير من الإبل ويعالج بالكي.
2- مرض الشافة: وغالبا يصيب أطراف الإبل وهو عبارة عن جروح وبها شبه زوا ئد صغيرة وتتسع تدريجيا ويعالج بواسطة الكي بشكل دائري على المنطقة المصابة.
3- الكبان: ويقال الجمل مكبن0 وهو الإمساك عند الإبل أي عدم إخراج البعر(الروث) ويعالج بسقي الإبل المكبنة بالماء المضاف له كيميات من ملح الطعام.
4- القاصية: تصيب الإبل التي تستخدم لتحميل الأثقال بسبب الحمولة ورداءة الخَيْْ(الأداة التي توضع على ظهر الجمل للتحميل) والقاصية جروح بظهر الجمل أو الناقة التي يحمل عليها وتعالج بعدم التحميل عليها وتنظيف الجرح كل يوم وتغطية الجرح من الحشرات و الجراثيم في الجرح وعدو الإبل المصابة بالقاصية المكشوفة هو الغراب حيث يحط(يقع) عل ظهور الإبل وينقم بمنقاره جرح القاصية حتى تسيل الدماء وتتعمق الجراح
5- الخراج:تصاب الإبل بالخراجات وفي أماكن مختلفة من أجسامها وعلاج الخراجات في السابق هو الفشط أي فتح الخراج بألة حادة وإخراج القيح والمواد الغريبة الموجودة فيه وحشو المكان بالملح أو الكي بالنار0
6- الشعار أو الفتق:وهو طلوع رحم الناقة خارج جسمها من الحيا(الجهاز التناسلي) وعلاجه يقوم شخص ذو خبرة بإعادته إلى مكانه باليد ثم الربط بإحكام على الجهاز التناسلي للناقة بقطعة من القماش أو الجلد مع ترك فتحة ضيقة جدا لخروج الرزح(البول)
7- وأما هذه الأيام: فقد تواجدت الأقسام البيطرية في كثير من المناطق لعلاج الحيوانات0
صفات الإبل الفريدة وأجزاء أجسامها:
إن أول ما يلفت الأنظار في الإبل الشكل الخارجي الذي لا يخلو تكوينه من الآيات البيانات التي تأخذ بالألباب ومن هذه الصفات الأتي:
أذنا الإبل:فالأذنان صغيرتان قليلتا البروز، فضلاً عن أن الشعر يغطيها من كل جانب ليقيها من الرمال التي تحملها الرياح، وكما أن لها القدرة على الانثناء خلفاً والالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية.
صورة أذنا الإبل
منخرا الإبل:كذلك المنخران يتخذان شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحمية مما يسمح للجمل أن يغلقهما أمام ما تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال والإبل تتنفس من المناخر فقط ولا تتنفس من الفم ولا تلهف إطلاقا..
صورة منخر الإبل
عينا الإبل: لعيون الإبل رموش ذات طبقتين مثل الفخ بحيث تدخل الواحدة بالأخرى وبهذا فأنها تستطيع أن تحمى عينها وتمنع دخول الرمال إليه.
صورة عيون ورموش الإبل.
ذيل الإبل:والذيل يحمل كذلك على جانبيه وفي نهايته شعراً يحمى الأجزاء الخلفية من الحشرات حيث تحرك الإبل ذيولها يمينا ويسارا وللأعلى والأسفل عندما تشعر بالحشرات
صورة ذيل الإبل
قوائم الإبل:أما قوائم الإبل فهي طويلة لترفعها عن الأرض وعن كثير مما يثور تحتها من الغبار و الأشجار القصيرة نوعا ما والأشواك، كما أنها تساعدها على اتساع الخطوة وخفة الحركة ويتمكنها من الوصول إلى أغصان الأشجار العالية لتتغذى علها,ولكل من قائمتي الإبل الخلفية (الأرجل)مفصلان أحدهما ينثني للإمام والأخر ينثني للخلف ليساعدها على البروك على الأرض للراحة وللتحميل ، وتتحصن أقدام الإبل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة خشنة تتسع عندما تدوس بها فوق الأرض ومن ثم تستطيع السير فوق أكثر الرمل نعومة وهو ما يصعب على أي حيوان سواها ويجعلها جديرة بلقب سفن الصحراء.
صورة قوائم ومفاصل الإبل.
الإبل سفن الصحراء :كانت الإبل أفضل وسيلة نقل وموصلات في الماضي حيث كانت قوافل الجمال تجوب المعمورة حاملة البضائع والمسافرين من بلد لبلد.ولا زالت الإبل في كثير من المناطق الصحراوية القاحلة الوسيلة المثلى لارتياد الصحارى وقد تقطع قافلة الإبل بما عليها من زاد ومتاع ومسافرين نحواً من خمسين أو ستين كيلومتراً في اليوم الواحد ولم تستطع السيارات بعد من منافسة الإبل في ارتياد المناطق الصحراوية غير المعبدة.ويساعد الأبل في السير على الرمال أخفافها العريضة الواسعة التي يغطيها من الأسفل وسادة خشنة واقوية.
صورة قافلة من الإبل بحمولتها.
صورة أخفاف الإبل.
أعناق الإبل: لقد خلق الله سبحانه وتعالى للإبل أعناق طويلة لتتمكن من تناول غذائها من أغصان النباتات العالية الموجودة على الأرض، كما أنها تستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة حين مصادفتها، هذا فضلاً عن أن هذا العنق الطويل يزيد الرأس ارتفاعاً عن الأقذار ويساعد الجمل على النهوض بالأثقال
صورة عنق الإبل.
وسائد حماية:وخلق الله للإبل خمس وسائد تتحمل ثقلها وتخفف احتكاك أجسامها بالأرض تبرك عليها وقت الراحة و عند أناختها للتحميل والركوب للرحيل وتعتمد أجسام الإبل الثقيلة على هذه الوسائد التي تتكون من جلد قوي سميك على مفاصل أرجلها ويرتكز بمعظم ثقله عند بروكه على الأرض على وسادة الزور(الكلكله)وهذه الوسائد إحدى معجزات الخالق التي أنعم بها الله على هذا الحيوان العجيب، حيث إنها تهيئه لأن يبرك فوق الرمال والأرض الخشنة والشديدة الحرارة التي كثيراً ما لا تجد الإبل سواها مفترشاً لها فلا تبالي بها ولا يصيبها منها أذى . والجمل الوليد يخرج من بطن أمه مزود بهذه الوسائد المتغلظة، فهي شيء ثابت موروث وليست من قبيل ما يظهر بأقدام الناس من الحفاء وعدم لبس الحذاء أو لبس الأحذية الضيقة .
صورة توضح وسائد الإبل.
المعدة (الجهاز الهضمي للإبل) :تتكون معدة الإبل خلافاً لباقي الأنعام المجترة من ثلاث حجرات هي : الكرش والشبكية والأنفحة والغشاء المبطن للكرش الخالي من الحلمات, ويحتوي الكرش والشبكية على غدد في أعلاها تفتح في قِرَب معلقة في سطحها. والكرش سعته 80% من سعة المعدة كلها يعمل مخزناً للمواد الغذائية, وتسكن فيه ملايين الطواحين الحية من البكتيريا وباقي الكائنات الحية الدقيقة الأخرى كالفطريات والحيوانات الأولية .
وعندما يتغذى الجمل على النباتات الصحراوية مغلظة الجدر, والأعشاب والأشواك فإنه يخزنها أولاً في الكرش حتى يجترها بعد ذلك, وأثناء وجود الطعام في الكرش تقوم تلك الطواحين والهاضمات الحية المعجزة بإفراز سيل من الإنزيمات الهاضمة التي تحلل تلك المواد وتساعد على طحنها , ويقوم الجمل باجترار الطعام ليفتته بأسنانه وينزل علية من لعابه في روية وهدوء , وتقوم الغرفة الثانية من المعدة وهي الشبكية بمساعدة الكرش في ذلك, وتعمل كمخزن للماء والمواد السائلة, وفي الغرفة الأخيرة وهي المعدة الحقيقية للجمل يفرز العصير المعدي والذي يساعد على هضم بعض المواد الغذائية التي لم يتم هضمها في الكرش والشبكة.
صورة معدة وأجزاء جهاز الإبل الهضمي.
أسنان الإبل:وهب الله للإبل أسنان قوية في الفك الأسفل فقط والفك الأعلى خالي من الأسنان وتساعد الأسنان الإبل على تقطيع أغصان الأشجار التي تتغذى عليها بسهولة ويسر.كما للإبل ضروس قوية على جانبي الفكين الأعلى والأسفل لطحن الغذاء جيدا وتفتيته في عملية الاجترار.وللإبل وخصوصا الذكور أنياب قوية وفتاكة أطول من الأسنان والضروس على جانبي الفكين.
صورة أسنا الإبل.
تنظيم جسم الإبل للحرارة :
تمتاز الإبل بأنها لا تفرز إلا مقداراً ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بفضل قدرة أجسامها على التكيف مع البيئة التي تعيش فيها وظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحارة بين الليل والنهار .
إن أجسام الإبل مغطاة بوبر كثيف وهذا الوبر يقوم بعزل الحرارة ويمنعها من الوصل إلى الجلد الذي تحتها ويستطيع جهاز ضبط الحرارة في أجسام الإبل أن يجعل مدى تفاوت الحرارة نحو سبع درجات كاملة دون ضرر أي بين 34م و41 درجة مئوية ولا تضطر الإبل إلى التعرق إلا إذا تجاوزت حرارة أجسامها 41م ويكون هذا في فترة قصيرة من النهار أما في المساء فإن الإبل تتخلص من الحرارة التي اختزنتها أجسامها عن طريق الإشعاع إلى هواء الليل البارد دون أن تفقد قطرة ماء وهذه الآلية وحدها توفر لواحدة الإبل خمسة لترات كاملة من الماء ولا يفوتنا أن نقارن بين هذه الخاصية التي تمتاز بها الإبل وبين نظيرتها في جسم الإنسان والذي تثبت درجة حرارة جسمه العادية عند حوالي 37 م وإذا انخفضت أو ارتفعت يكون هذا نذير مرض ينبغي أن يتدارك بالعلاج السريع وربما توفي الإنسان إذا تجاوزت حرارة جسمه القيمتين اللتين تتراوح بينهما درجة حرارة أجسام الإبل ( 34دم و41د م )
تعويض الإبل للماء :
تقوم أجسام الإبل بإنتاج الماء والغذاء اللذان يساعدان على تحمل الجوع والعطش وذلك من الشحوم الموجودة في سنام الإبل بطريقة كيميائية يعجز الإنسان عن مضاهاتها. فمن المعروف أن الشحم والمواد الكربوهيدراتية لا ينتج عن احتراقها في الجسم سوى الماء وغاز ثاني أسيد الكربون الذي يتخلص منه الجسم في عملية التنفس بالإضافة إلى تولد كمية كبيرة من الطاقة اللازمة للنشاط الحيوي .
و الماء الناتج عن عملية احتراق الشحوم من قبيل الماء الذي يتكون على هيئة بخار عندما تحترق شمعة على سبيل المثال. ويستطيع المرء أن يتأكد من وجوده إذا قرب لوحاً زجاجياً بارداً فوق لهب الشمعة يلاحظ أن الماء الناتج من الاحتراق قد تكاثف على اللوح . وهذا مصدره البخار الخارج مع هواء الزفير ومعظم الدهن الذي يختزنه الجمل في سنامه يلجأ إليه الجمل حين يشح الماء والغذاء أو ينعدمان فيحرق تلك الشحوم شيئاً فشياً ويتناقص مع ذلك السنام يوماً بعد يوم حتى يميل على جنبه، ثم يصبح كيساً متهدلاً جلد خالياً من الشحم إذا طالت فترة الجوع والعطش بالجمل. ومن حكمة الله في خلق الإبل أن جعل احتياطي الدهون في الإبل كبيراً للغاية يفوق أي حيوان آخر ويكفي دليل على ذلك أن نقارن بين الجمل والخروف المشهور بإليته الضخمة المملوءة بالشحم . فعلى حين نجد الخروف يختزن زهاء 11كجم من الدهن في سبلته(إليته) نجد أن الجمل يختزن ما يفوق ذلك المقدار بأكثر من عشرة أضعاف ( أي نحو( 120 كجم)في سنامه ومختلف أجزاء جسمه وهي كمية كبيرة بلا شك يستفيد منها الجمل بتمثيلها وتحويلها إلى ماء وطاقة وثاني أكسيد الكربون . ولهذا يستطيع الجمل أن يقضي حوالي شهر ونصف بدون ماء يشربه . ولكن آثار العطش الشديد تصيبه بالهزال وتفقده الكثير من وزنه، وبالرغم من هذا فإنه يمضي في حياته صلدا لا تخور قواه إلى أن يجد الماء العذب أو المالح فيشرب منه حتى يطفئ ظمأه كما أن الدم يحتوى على أنزيم) البومين) بنسبة اكبرة لا توجد عند أي كائن حي آخر. وهذا الإنزيم يزيد في مقاومة الجمل للعطش وتعزى قدرة الجمل الخارقة على تجرع محاليل الأملاح المركزة إلى استعداد خاص في كليته لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده إلى الدم .و هنالك أسرار أخرى عديدة لم يتوصل العلم بعد إلى معرفة حكمتها ولكنها تبين صوراً أخرى للإعجاز في خلق الله اللإبل كما دل عليه البيان القرآني .
صورة جمل يشرب الماء.
حليب الإبل :
أما لبن الإبل فهو آية من آيات الله سبحانه وتعالى التي خص بها لإبل حيث تحلب الناقة لمدة عام كامل في المتوسط مرتين وثلاث مرات يومياً، ويبلغ متوسط الإنتاج اليومي للناقة من 5 ـ 10 كجم من اللبن، بينما يبلغ متوسط الإنتاج السنوي لها حوالي 1820 ـ 3640 كجم .و يختلف تركيب لبن الناقة بحسب سلالة الإبل التي تنتمي إليها كما يختلف من ناقة لأخرى، وكذلك تبعاً لنوعية الأعلاف التي تتناولها الناقة والنباتات الرعوية التي تقتات عليها والماء الذي تشربه وكمياتها ووفقا لفصول السنة التي تربى بها ودرجة حرارة الجو أو البيئة التي تعيش فيها والعمر الذي وصلت إليه هذه الناقة وفترة الإدرار وعدد المواليد والقدرات الوراثية التي يمتلكها الحيوان ذاته، وطرائق التحليل المستخدمة في ذلك. وعلى الرغم من أن معرفة العناصر التي يتكون منها لبن الناقة على جانب كبير من الأهمية سواء لصغر الناقة أو للإنسان الذي يتناول هذا اللبن فإنها من جانب آخر تشير وتدل دلالة واضحة على أهمية مثل هذا اللبن في تغذية الإنسان وصغار الإبل وبشكل عام يكون لبن الناقة أبيض مائلاً للحمرة، وهو عادة حلو المذاق لاذع إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحاً كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق الأعلاف والنباتات التي تتغذى بها الناقة والمياه التي تشربها . كذلك ترتفع قيمة الأس الهيدروجيني (PH) وهو مقياس الحموضة في لبن الناقة الطازج وعندما يترك اللبن لبعض الوقت تزداد درجة الحموضة فيه بسرعة . و يصل محتوى الماء في لبن الناقة بين 84 % و90% ولهذا أهمية كبيرة في الحفاظ على حياة صغار الإبل والسكان الذين يقطنون المناطق القاحلة ( مناطق الجفاف ) . وقد تبين أن الناقة الحلوب تفقد أثناء فترة الإدرار ماءها في اللبن الذي يحلب منها في أوقات الجفاف وهذا الأمر يمكن أن يكون تكيفاً طبيعياً وذلك لكي توفر هذه النوق اللبن لصغارها وللناس الذين يشربون من حليبها ـ في الأوقات التي لا تجد فيها المياه ـ ليس فقط بالمواد الغذائية، ولكن أيضا بالسوائل الضرورية لمعيشتهم والبقاء على قيد الحياة وهذا لطف وتدبير من الله سبحانه وتعالى . و كذلك فإنه مع زيادة محتوى الماء في اللبن الذي تنتجه الناقة العطشى ينخفض محتوى الدهون من 4،3 % إلى 1،1 %، وعموماً يتراوح متوسط النسبة المئوية للدهون في لبن الناقة بين 2،6 إلى 5،5%، ويرتبط دهن اللبن بالبروتين الموجود فيه.و بمقارنة دهون لبن الناقة مع دهون ألبان الأبقار والجاموس والغنم لوحظ أن لبن الإبل يحتوي على أحماض دهنية قليلة. كما أنها تحتوي على حموض دهنية قصيرة التسلسل ويرى الباحثون أن قيمة لبن الناقة تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة التي تعتبر من أهم العوامل المغذية للإنسان وخصوصاً الأشخاص المصابين بأمراض القلب. ومن عجائب لبن الإبل أن محتوى اللاكتوز في لبن الناقة يظل دون تغيير منذ الشهر الأول لفترة الإدرار وحتى في كل من الناقة العطشى والنوق المرتوية من الماء . وهذا لطف من العلي القدير فيه رحمة وحفظ للإنسان والحيوان، إذ إن اللاكتوز ( سكر اللبن ) سكر هام يستخدم كمليّن وكمدّر للبول وهو من السكاكر الضرورية التي تدخل في تركيب أغذية الرضع .و فضلاً عن القيمة الغذائية العالية لألبان الإبل فإن لها استخدامات وفوائد طبية عديدة تجعله جديراً بأن يكون الغذاء الوحيد الذي يعيش عليه بعض الرعاة ولفترات طويلة 0 والصورة التالية تبين إناء مملوء بحليب الإبل وتفضلوا صحة وعافية0
صورة إناء مملؤ بحليب الإبل.
المراجع
-الشبكة العنكبوتية
-بعض المنتديات