منــذ أن خلق الله عز و جلّ الأرض و أنزل أبوينا آدمـ و حواء إلى الأرض و حتى الآن ، لمـ يمر يومـ إلا و اختلف عن سابقهـ ، فقد كان كل يومـ يأتي يجلب معهـ الكثير من التطورات و الاكتشافات مغذيا فضول الانسان لاكتشاف المزيد و الذي بدأ يأخذه إلى الهاوية لا محالة ، غير أن هذه التطورات في كل المجالات صاحبتها تغيرات أخرى حيث أضحى المجتمع الإنساني زُرافات زُرافات ، أو كما أضحينا نقول حاليا أممـ ، غير أن هاتهـ الأممـ صارت كلٌّ تتسابق على حدى و تحاول جاهدة أن تبرز أنها صاحبة الأحدث و الأجدد ، لكن في عصرنا الحالي نرى أن معظمـ الأممـ قد تقدمت و تطورت ، لكن أمتنا لم تحذو حذوها ، ما على أمتنا أن لا تغفل عنهـ أنهـ من الضروري جدا أن نواكب الحضارة ، فإن استمر الوضوع على ما هو عليهـ الآن فلن نجد مكانا لنا مستقبلا و هذا ما صارت تلمح إليهـ بوادره في الأفق .
إن تطور أمتنا و ازدهارها مرهون بنهضة الشباب و إصرارهمـ ، قد يتساءل البعض لماذا الشباب بحد ذاتهمـ ؟
هذا بسيط لأن الشباب همـ سواعد الأمة و مشيّد مستقبلها ... الشباب شعلة علينا أن نحسن إيقادها فقد تُحرقنا بدل أن تنير لنا الدرب فلهذا علينا الحرص على تهيئتهمـ لتحمل المسؤولية ، و من أهمـ ما يجب أن يكون من خطوات التهيئة هو تحسين أخلاقهمـ و تهذيبها ، و هذا أمر سهل إن تعاملنا معهـ بذكاء فالشريعة الإسلامية و تطبيقها خير منهاج نرسخه في أذهان شبابنا لإرشادهمـ و إصلاحهمـ ، و هذا ما يمنحهمـ جوا أفضل داخل مجتمعاتنا حيث تقل المظاهر و السلوكات السيئة التي يجب أن نتعامل معها على أنها أخطر ما قد يسبب لشبابنا أنفلونزا الفساد و يدمر فيهمـ ما نطمح غليهـ ، و علينا أن لا نغفل على أن كل هذا مرتبط بالتربية التي علينا ترقيتها في كل المجالات لتعطي نتائج تُفرحنا و تجعل الشباب أكثر طاقة و انشراحا لخوض غمار التطور و التقدمـ و الآخذ بيد الأمة نحو المعالي .
إن مطالبنا و آمالنا لن تتحقق و ستبقى حبرا على ورق طالما أننا لا نترجمـ أقوالنا إلى افعال ، فعلينا أن نقومـ بأسرع الإجراءات و أحسن الخيارات فلا حصاد دون زرع و إن اردنا أن تمنحنا أرضنا محصولا وفيرا و جيدا فعلينا أن نزرعها بجودة و عناية و أن لا نهملها و أن نوفر و نطبق كل الوسائل المجدية للنهوض بأمتنا و الرقي بها و مواكبة الأممـ الأخرى .
أرجـــوا أن يكون موضوعي قد نال إعجابكمـ
إن أعجبكمـ فيمكنكمـ أن تضيفوا تقييما و تتركوا بصمة برد
و دمتـــم سالمين