نديسزوا بالباطاطا

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

ميزولة

:: عضو منتسِب ::
إنضم
30 سبتمبر 2007
المشاركات
15
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
البطاطا العفنة
تعيش السودان هذه الأيام أزمة حقيقية قد تضاهي أزمة دارفور، اسمها ''البطاطا''، وربما حمدت السلطات العمومية عندنا الله بعد أن عمت الأزمة، من باب ''إذا عمت خفت''·
لكن الفرق بين أزمة البطاطا لدينا ولديهم، هي أنها نادرة وغالية جدا في الجزائر، وظهر الآن أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي، فيما لم تجد البطاطا من يشتريها ويأكلها في الخرطوم الشقيق، إلى درجة تمتعت الحيوانات بلذتها·
وتشير التقارير الواردة من السودان أن منتوج البطاطا هذا العام كان وفيرا ولم تشهده البلاد أبدا، وتتحدث نفس التقارير أيضا عن النوعية الجيدة جدا لمنتوج البطاطا، وهي أحسن بكثير من نظيرتها القادمة من كندا وحتى من أوروبا· كان لابد من الإشارة إلى الكمية والنوعية، حتى نقارن بين الأزمتين في الجزائر والسودان·
فمن أجل البطاطا عندنا أعلنت حالة طوارئ قصوى، وتدخل رئيس الجمهورية، وزير الدفاع، القائد الأعلى للقوات المسلحة وأصدر أمريات رئاسية، وكانت البطاطا النقطة الأساسية في جدول أعمال مجلس وزراء الجمهورية، ثم يجتمع نواب الشعب على عجالة من أمرهم ويصادقون على أمر الرئيس لإعفاء البطاطا المستوردة من الضرائب والرسوم الجمركية، وبعد كل هذا يتبين أن البطاطا الكندية غير صالحة للاستهلاك الآدمي· ويتبين أيضا أن الأسعار لم تنخفض رغم الوعود المقدمة للمواطن·
الأزمة ذكرتني بأزمة اللحوم الحمراء التي عشناها قبل سنوات، فعندما كانت الجزائر تتخبط وتبحث عن حلول، كانت السودان مرة أخرى تعيش أزمة اسمها فائض في إنتاج اللحوم الحمراء، ذات النوعية الجيدة··· وقررت الحكومة الجزائرية آنذاك منح رخص خاصة لبعض المستوردين المحظوظين لإغراق السوق باللحم، لا ندري إن كان صالحا للاستهلاك الآدمي أم لا·
وعندما أذكر هذه المعطيات فليس من باب الحديث عن ''الإنتاج والإنتاجية''، كما يقال، بل للسؤال ''لماذا يتجه مستوردونا المحظوظون إلى أوروبا وأمريكا، لجلب البطاطا واللحوم وغيرها، رغم رداءة نوعيتها وغلاء أسعارها وارتفاع تكاليفها؟ في وقت تأكدت النوعية والسعر المناسب جدا لمنتوجات أشقائنا في السودان· وفي المقال الثاني أن بلدا مثل السودان ورغم أن الحروب الأهلية والصراعات مزقته لكنه استطاع أن يحقق الأهم: وفرة في إنتاج البطاطا واللحوم لم نصلها نحن رغم مليارات برنامج الدعم الفلاحي التي اغتنت منها الشبكات المافيوية، هذه الأخيرة أصبحت محترفة في ترصد منابع الريع كالعادة·
الأكيد أن ''في الأمر إن''، كما يقال، وعلى رئيس الجمهورية، وزير الدفاع، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن يأمر بفتح تحقيق معمق، مثلما قرر في وهران، والأكيد سيجد أمورا عفنة أكثر من عفونة البطاطا المستوردة من كندا·

 
هذا هو الحال ياأختي الله يهديهم البطاطا راهي دايرة رايها
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

المواضيع المشابهة

لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top