الوحــدة رقم :12 حقوق العمال وواجباتهم في الإسلام:
الحقوق الأساسية للعمال:
1.المعاملة الإنسانية للعامل واحترامه كإنسان فلا يجوز هدر كرامته أو اهانته فهو أجير وليس عبد.
2.حق العامل في الأجر بما يتناسب مع جهده وفي الحديث (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفَّ عرقه)
3.حق الحصول على العمل الذي يتوافق مع مؤهلاته وقدراته. وفي الحديث (أنزلوا الناس منازلهم)
4.الحق في الراحة والعطل: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) آخر سورة البقرة
5.الحق في الضمان الاجتماعي . في حالة المرض والخطر
واجبات العمال :
1. أداء العمل المطلوب منهم 2.الشعور بالمسؤولية وإتقان العمل(إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه) الحديث 3. الأمانة والإخلاص وعدم الخيانة والغش (من غشنا فليس منا) 4.عدم استغلال منصب العمل للأغراض الشخصية أو لأخذ حق الآخرين.
تصور الإسلام لطبيعة العلاقة بين العمال ورب العمل:
1. الاحترام المتبادل بين الطرفين. 2 . وضوح الحقوق و الواجبات بما لا يدع مجالا للصراع أو الفوضى 2. أن لا يكلفه فوق طاقته 3. الرحمة واللطف في التعامل
الوحــدة رقم :13 العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم:
اختلاف الدين:إن اختلاف الدين ليس مبررا لعدم احترام الآخرين بل بالعكس يجب احترامهم رحمة بهم وبيانا لهدي الإسلام وتسامحه ولان ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا فكلنا أبناء ادم وحواء وكلنا بشر وكلنا يحتاج بعضنا.( َلا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة
أسس العلاقة مع غير المسلمين: إن الإسلام ينظر إلى غير المسلمين على أنهم بشر مكرمون وأن من واجبنا أن ندعوهم إلى الإسلام لا أن نجبرهم على الدخول فيه لأنه(لا إكراه في الدين) ولأن اختلاف الناس في الدين واقع بمشيئة الله تعالى وما داموا لا يحاربون الإسلام فإن الإسلام يوجب على المسلمين :
1, حسن معاملتهم والتسامح معهم. 2. البر بهم وبذل الخير لهم , 3, الإحسان إليهم قولا وفعلا, 4,العدل في التعامل معهم وعدم ظلمهم.
يقول الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه غير المسلمين في المجتمع الإسلامي (إنه يقيم العلاقة بين أبنائه المسلمين وبين مواطنيهم من غير المسلمين على أسس وطيدة من التسامح والعدالة والبر والرحمة، وهي أسس لم تعرفها البشرية قبل الإسلام,,,)
حقوق غير المسلمين في بلد الإسلام:إن غير المسلمين مواطنين جعل لهم الإسلام حقوقا هي:
1.الحماية: غير المسلم أو الذمي مكفول الحقوق مصان الدم والعرض والمال فلا يجوز التعدي عليه بل إن التعدي عليه أخطر من التعدي على المسلم قال النبي ص: " من ظلم معاهدًا أو انتقصه حقًا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة" .(رواه أبو داود 2.حق ممارسة الشعائر الدينية:فيحرم هدم كنائسهم أو منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية بل بالعكس يدعونا الإسلام إلى حسن معاملتهم ومجادلتهم بالحسنى( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن). (لا إكراه في الدين)
3.حق العمل والتأمين عند العجز والشيخوخة:إن الذمي مواطن يجب أن يوفر له ما يوفر للمسلم من قوت وعمل .(ما أنصفناه اذ أخذنا منه الجزية شابا ثم نخذله عند الهرم)
4. حق ممارسة مختلف الأنشطة التجارية كالبيع والتجارة وكانت المدينة تعج بتجار اليهود في عهد النبي ص.
5.حق تولي الوظائف:ما لم تكن ذات طبيعة دينية أو حساسة كالإمامةالكبرى.
واجبات غير المسلمين في بلد الإسلام: إن غير المسلمين في بلد الإسلام كما أن لهم حقوقا فعليهم واجبات هي:
1.احترام القانون الاسلامي: عليهم أن يلتزموا بأحكام الإسلام، التي تُطبق على المسلمين لأنهم بمقتضى الذمة أصبحوا يحملون جنسية الدولة الإسلامية، فعليهم أن يتقيدوا بقوانينها التي لا تمس عقائدهم وحريتهم الدينية.فتطبق عليهم حدود السرقة والزنا والحرابة كالمسلمين لكن ليس عليم الزكاة ولا الجهاد لأنها قضايا دينية .
2.اعطاء الجزيــة: إنها بدل عن فريضتين فُرِضتا على المسلمين وهما: فريضة الجهاد وفريضة الزكاة، ونظرًا للطبيعة الدينية لهاتين الفريضتين لم يُلزم بهما غير المسلمين. فوجب عليم أن يدفعوا مبلغا من المال(الجزية) نظير حماية السلام لهم.
3.مراعاة شعور المسلمين: إن النصراني الذي يأكل الخنزير ويشرب الخمر، لا يتدخل الإسلام في شئونه هذه ما دام يعتقد أنها حلال لكن الإسلام يوجب على الجميع احترام القيم الإنسانية والأخلاقية التي جاء الدين به فيمنع على هذا النصراني أو غيره أن ينشر الرذيلة أو الفساد و الفوضى في المجتمع الإسلامي.
الوحــدة رقم :14 من المشاكل الأسرية(انسب وأحكامه الشرعية)
تعريف: هي العلاقة الناشئة عن الدم (الأمومة الأبوة البنوة ....)
أسبابه: السبب المباشر للنسب هو الزواج الصحيح أما غير ذلك فلا ينشأ علاقة فضلا عن أن ينشأ أسرة تكون ثمرتها الذرية الصالحة.
ثبوت النسب: ويثبت النسب بأحد شيئين: 1.الإقرار: أي أن يقر الأبوان أو يعترفان أن هذا ابنهما. 2.البينة : (الدليل والاثبات)) وذلك بشهادة شاهدي عدل أن هذا الطفل ابن فلان وفلانة.
إثبات النسب بالبصمة الوراثية: البصمة الوراثية "(adn)": هي المادة الوراثية الموجودة في خلايا جميع الكائنات الحية، ، وهو ما يعرف بالحمض النووي. ونظرا لإمكانية إثبات النسب به فإن العلماء أجازوا ذلك في حالة التنازع على مجهول النسب أو الاشتباه في المواليد في المستشفيات، ومراكز رعاية الأطفــال ونحوها، لكن لا يجوز الاعتماد على البصمة الوراثية في إثبات الزنا أو إقامة الحد لأن له طريق شرعي حدده الله تعالى لا يجوز تجاوزه.
حق الطفل مجهول النسب: إن الطفل(ة) مجهول(ة) النسب هو ضحية وليس مجرما وعليه:
1 ... يجب إعطاءهم أسماء وهوية 2. رعايتهم كالأبناء 3. احترامهم وتعويضهم ما حرموه من الرحمة و الحنان والمشاعر الأبوية والأسرية.
نمادج من التاريخ الاسلامي: التاريخ الإسلامي مليء بأسماء الموالى والعبيد الذين صاروا من أعلم العلماء كشيخ الإمام مالك ( نافع مولى ابن عمر)- . وكسالم مولى حذيفة ويكفيك أن تعلم أن قاهري التتار(المماليك) هم عبيد تشربوا الإسلام فصاروا سادة وقادة.
التبني: هو اتخاذ ابن أو بنت الآخر وجعلها مكانة الابن أو البنت الحقيقية من حيث اللقب الميراث التحريم والتحليل ....)
حكمه : التبني بالشكل السابق حرام وصاحبه ملعون قال النبي(ص) (من ادعى إلى غير أبيه...فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.) انظر آخرخطبة الوداع
حكمة إبطاله: حرم الإسلام التبني لحكم عظيمة ومقاصد جليلة نذكر منها:
1.رابطة النسب ترتبط بالدم فقط وليس بالادعاء، والتبني ادعاء إذن فهو باطل.
2.العدل يوجب نسب الابن إلى أبيه الأصلي والتبني يخالف ذلك . 3.نظام الميراث شرعا مرتبط بالولد الحقيقي و ليس بالتبني. 4.التبني تزوير للواقع والحقيقة وهو كذب على الله ورسوله والناس. 5.هو ذريعة للزنا واختلا ط الأنساب. 6 .وضع الابن المتبنى داخل الأسرة يختلف عن وضع الولد الحقيقي.
البديل الإسلامي: إن الإسلام حينما يحارب التبني فهو يطرح البديل النظيف والكريم الذي يحفظ الأسر ويحمي الأفراد وهو الكفالة.
الكفالة: تعريف: هي الالتزام شرعا وقانونا برعاية وليد أو أكثر
حكمها: مشروعة وهي من أعمال الخير التي تجعل الإنسان مع النبي في الجنة حيث يقول (أنا وكافل اليتيم كهاتين ..) وأشار النبيبأصبعيه السبابة والوسطى.
الحكمة منها: 1.هي مظهر من مظاهر التعاون والتكافل ودليل الإيمان والرحمة 2.الحفاظ على المجتمع من الانحراف والرذائل. 3.إعطاء الحب والحنان لمن حرم منه.
الوحــدة رقم :15 من مصادر الشريعة الإسلامية:
الإجماع: هو اتفاق جميع مجتهدي الأمة الإسلامية في عصر من العصور بعد وفاة النبي() على حكم واقعة لم يرد فيها نص شرعي.
أنواعه: 1. الإجماع الصريح: وهو أن يدلي كل مجتهد برأيه في المسألة ليصل الجميع إلى
الحكم . وهو حجة يلزم الجميع علماء وعوام 2 .الإجماع السكوتي: وهو أن يدلي بعض المجتهدين برأيه في مسالة ما أو يعمل بها فيعلم الباقون فلا يعارضونه.
وهذا ليس بحجة عند أكثر العلماء.
أمثلة عن الإجماع: هناك أمثلة كثيرة منها: 1. جمع القران في كتاب واحد في عهد أبي بكر. 2. الاتفاق على الرسم العثماني 3 . الإجماع على قتال مانعي الزكاة
القياس : هو إنزال حكم واقعة ورد فيها نص على واقعة جديدة لم يرد فيها نص وذلك لاشتراكهما في العلة (سبب الحكم)
حجيته: قصة المرأة التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الحج مكان أمها(لأن أمها نذرت لله أن تحج وماتت دون تفي بالنذر).فأرشدها النبي أن تقيس دين الله(النذر) على دين العباد . ففهمت أنه يجوز أن تحج عن أمها .
مثال : الفوتكا شراب روسي (جديد) يسكر ، فحكمه حرام قياسا على الخمر وذلك لاشتراكهما في علة واحدة وهي الاسكار.
أركانه: أربعة: هي1. الأصل. أي الذي نقيس عليه وهو في المثال السابق (الخمر) 2.حكم الأصل أي حكم الخمر(الحرمة) 3. الفرع وهو الشيء الجديد المراد معرفة حكمه (الفوتكا)4. العلة: أي السبب الظاهر للحكم (الاسكار)
المصالح المرسلة: هي المصالح التي لم يشهد لها الشارع اعتبارا أو إلغاء
شرح التعريف: اعتبارا: أي انه لا يوجد نص شرعي صريح يعتبرها أو يأمر بها
إلغاء: أي انه لا يوجد نص شرعي صريح يلغيها أو ينهى عنها.
حجيتهاا: ان الشريعة الإسلامية لو تدبرناها لوجدناها إما جاءت لجلب مصلحة وإما لدفع مفسدة والحوادث تتجدد وتتغير الاسماء ولا يبقى ثابتا إلا مقاصد الشريعة أي مصالح العباد التي جاءت الشريعة من أجل تحقيقها فمثلا إجماع الصحابة على جمع القران كان دافعه مصلحة حفظ الدين.
شروط العمل بها: اتفق العلماء على أن المصلحة المرسلة لا يعمل بها حتى يتوفر لها مايلي:
1.أن تكون ملائمة لمقاصد الشريعة أي لا تخالف شرع الإسلام وأحكامه المعروفة 2.أن تكون مصلحة عامة وليست خاصة بشخص أو جماعة 3.أن تكون مصلحة حقيقية واضحة أي ليست متوهمة فلا يعقل تحريم السيارات بحجة أن حوادثها تؤدي إلى القتل.
مثال تطبيقي واقعي: توثيق عقد الزواج وتسجيله في البلدية
لا يوجد نص صريح يعتبر التوثيق واجبا، كما لا يوجد نص صريح يمنعه إذن فهو مصلحة مرسلة .لكن بالنظر إليه وجدنا في عدم توثيق عقد الزواج مضار خطيرة كضياع حقوق الزوجة ونسب الأولاد كما أن فيه مساسا بالأعراض وذلك في حالة إنكار الزوج وخاصة أن المحاكم والقضاء لايعترف الا بالعقود الموثقة . إذن توثيق عقد الزواج مصلحة ظاهرة جاء الإسلام لتحقيقها.
الوحــدة رقم :16 الربا ومشكلة الفائدة:
تعريف: الزيادة أو التأجيل في أحد البدلين(الطعام أو النقود) المتجانسين أو المشتركين في العلة (النقدية أو المطعومية)
مراحل تحريمه: مر تحريم الربا في بأربعة مراحل وفقا لمنهج الإسلام في التدرج:
المرحلة الأولى:- الإشارة إلى أن الزكاة خير من الربا قوله تعالى:- " َمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ"[ الروم: 39 ] .
المرحلة الثانية:- قوله تعالى: الإشارة إلى أن الربا محرم عند من قبلنا - " فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً.. وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ ...". [ النساء : 160.161
المرحلة الثالثة:- التلميح إلى حالة العرب في الجاهلية كيف كانوا يبالغون في أخذ أموال الناس يقول تعالى:- " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "[ آل عمران : 130.
المرحلة والأخيرة :- وفي هذه المرحلة جاءت الآيات الكريمة بالحكم الشرعي:- " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا .... َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " [ البقرة : 275 – 279 ].
القواعد العامة لاستبعاد المبادلات الربوية:
القاعدة الأولى: في حالة تبادل شئ بجنسه أي طعام بطعام(قمح بقمح أو تمر بتمر)
أو نقد بنقد (ذهب بذهب أو فضة بفضة) ..........يحرم التأجيل كما يحرم التفاضل
القاعدة الثانية: في حالة شيئين من نفس النوع وليس من نفس الجنس (كقمح بتمر أو ذهب بفضة) ........يجوز التفاضل ويحرم التأجيل.
القاعدة الثالثة: في حالة شيئين مختلفين في الجنس ومختلفين في العلة كالقمح بالنقود : فهنا يجوز كل شئ
الحقوق الأساسية للعمال:
1.المعاملة الإنسانية للعامل واحترامه كإنسان فلا يجوز هدر كرامته أو اهانته فهو أجير وليس عبد.
2.حق العامل في الأجر بما يتناسب مع جهده وفي الحديث (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفَّ عرقه)
3.حق الحصول على العمل الذي يتوافق مع مؤهلاته وقدراته. وفي الحديث (أنزلوا الناس منازلهم)
4.الحق في الراحة والعطل: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) آخر سورة البقرة
5.الحق في الضمان الاجتماعي . في حالة المرض والخطر
واجبات العمال :
1. أداء العمل المطلوب منهم 2.الشعور بالمسؤولية وإتقان العمل(إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه) الحديث 3. الأمانة والإخلاص وعدم الخيانة والغش (من غشنا فليس منا) 4.عدم استغلال منصب العمل للأغراض الشخصية أو لأخذ حق الآخرين.
تصور الإسلام لطبيعة العلاقة بين العمال ورب العمل:
1. الاحترام المتبادل بين الطرفين. 2 . وضوح الحقوق و الواجبات بما لا يدع مجالا للصراع أو الفوضى 2. أن لا يكلفه فوق طاقته 3. الرحمة واللطف في التعامل
الوحــدة رقم :13 العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم:
اختلاف الدين:إن اختلاف الدين ليس مبررا لعدم احترام الآخرين بل بالعكس يجب احترامهم رحمة بهم وبيانا لهدي الإسلام وتسامحه ولان ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا فكلنا أبناء ادم وحواء وكلنا بشر وكلنا يحتاج بعضنا.( َلا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة
أسس العلاقة مع غير المسلمين: إن الإسلام ينظر إلى غير المسلمين على أنهم بشر مكرمون وأن من واجبنا أن ندعوهم إلى الإسلام لا أن نجبرهم على الدخول فيه لأنه(لا إكراه في الدين) ولأن اختلاف الناس في الدين واقع بمشيئة الله تعالى وما داموا لا يحاربون الإسلام فإن الإسلام يوجب على المسلمين :
1, حسن معاملتهم والتسامح معهم. 2. البر بهم وبذل الخير لهم , 3, الإحسان إليهم قولا وفعلا, 4,العدل في التعامل معهم وعدم ظلمهم.
يقول الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه غير المسلمين في المجتمع الإسلامي (إنه يقيم العلاقة بين أبنائه المسلمين وبين مواطنيهم من غير المسلمين على أسس وطيدة من التسامح والعدالة والبر والرحمة، وهي أسس لم تعرفها البشرية قبل الإسلام,,,)
حقوق غير المسلمين في بلد الإسلام:إن غير المسلمين مواطنين جعل لهم الإسلام حقوقا هي:
1.الحماية: غير المسلم أو الذمي مكفول الحقوق مصان الدم والعرض والمال فلا يجوز التعدي عليه بل إن التعدي عليه أخطر من التعدي على المسلم قال النبي ص: " من ظلم معاهدًا أو انتقصه حقًا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة" .(رواه أبو داود 2.حق ممارسة الشعائر الدينية:فيحرم هدم كنائسهم أو منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية بل بالعكس يدعونا الإسلام إلى حسن معاملتهم ومجادلتهم بالحسنى( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن). (لا إكراه في الدين)
3.حق العمل والتأمين عند العجز والشيخوخة:إن الذمي مواطن يجب أن يوفر له ما يوفر للمسلم من قوت وعمل .(ما أنصفناه اذ أخذنا منه الجزية شابا ثم نخذله عند الهرم)
4. حق ممارسة مختلف الأنشطة التجارية كالبيع والتجارة وكانت المدينة تعج بتجار اليهود في عهد النبي ص.
5.حق تولي الوظائف:ما لم تكن ذات طبيعة دينية أو حساسة كالإمامةالكبرى.
واجبات غير المسلمين في بلد الإسلام: إن غير المسلمين في بلد الإسلام كما أن لهم حقوقا فعليهم واجبات هي:
1.احترام القانون الاسلامي: عليهم أن يلتزموا بأحكام الإسلام، التي تُطبق على المسلمين لأنهم بمقتضى الذمة أصبحوا يحملون جنسية الدولة الإسلامية، فعليهم أن يتقيدوا بقوانينها التي لا تمس عقائدهم وحريتهم الدينية.فتطبق عليهم حدود السرقة والزنا والحرابة كالمسلمين لكن ليس عليم الزكاة ولا الجهاد لأنها قضايا دينية .
2.اعطاء الجزيــة: إنها بدل عن فريضتين فُرِضتا على المسلمين وهما: فريضة الجهاد وفريضة الزكاة، ونظرًا للطبيعة الدينية لهاتين الفريضتين لم يُلزم بهما غير المسلمين. فوجب عليم أن يدفعوا مبلغا من المال(الجزية) نظير حماية السلام لهم.
3.مراعاة شعور المسلمين: إن النصراني الذي يأكل الخنزير ويشرب الخمر، لا يتدخل الإسلام في شئونه هذه ما دام يعتقد أنها حلال لكن الإسلام يوجب على الجميع احترام القيم الإنسانية والأخلاقية التي جاء الدين به فيمنع على هذا النصراني أو غيره أن ينشر الرذيلة أو الفساد و الفوضى في المجتمع الإسلامي.
الوحــدة رقم :14 من المشاكل الأسرية(انسب وأحكامه الشرعية)
تعريف: هي العلاقة الناشئة عن الدم (الأمومة الأبوة البنوة ....)
أسبابه: السبب المباشر للنسب هو الزواج الصحيح أما غير ذلك فلا ينشأ علاقة فضلا عن أن ينشأ أسرة تكون ثمرتها الذرية الصالحة.
ثبوت النسب: ويثبت النسب بأحد شيئين: 1.الإقرار: أي أن يقر الأبوان أو يعترفان أن هذا ابنهما. 2.البينة : (الدليل والاثبات)) وذلك بشهادة شاهدي عدل أن هذا الطفل ابن فلان وفلانة.
إثبات النسب بالبصمة الوراثية: البصمة الوراثية "(adn)": هي المادة الوراثية الموجودة في خلايا جميع الكائنات الحية، ، وهو ما يعرف بالحمض النووي. ونظرا لإمكانية إثبات النسب به فإن العلماء أجازوا ذلك في حالة التنازع على مجهول النسب أو الاشتباه في المواليد في المستشفيات، ومراكز رعاية الأطفــال ونحوها، لكن لا يجوز الاعتماد على البصمة الوراثية في إثبات الزنا أو إقامة الحد لأن له طريق شرعي حدده الله تعالى لا يجوز تجاوزه.
حق الطفل مجهول النسب: إن الطفل(ة) مجهول(ة) النسب هو ضحية وليس مجرما وعليه:
1 ... يجب إعطاءهم أسماء وهوية 2. رعايتهم كالأبناء 3. احترامهم وتعويضهم ما حرموه من الرحمة و الحنان والمشاعر الأبوية والأسرية.
نمادج من التاريخ الاسلامي: التاريخ الإسلامي مليء بأسماء الموالى والعبيد الذين صاروا من أعلم العلماء كشيخ الإمام مالك ( نافع مولى ابن عمر)- . وكسالم مولى حذيفة ويكفيك أن تعلم أن قاهري التتار(المماليك) هم عبيد تشربوا الإسلام فصاروا سادة وقادة.
التبني: هو اتخاذ ابن أو بنت الآخر وجعلها مكانة الابن أو البنت الحقيقية من حيث اللقب الميراث التحريم والتحليل ....)
حكمه : التبني بالشكل السابق حرام وصاحبه ملعون قال النبي(ص) (من ادعى إلى غير أبيه...فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.) انظر آخرخطبة الوداع
حكمة إبطاله: حرم الإسلام التبني لحكم عظيمة ومقاصد جليلة نذكر منها:
1.رابطة النسب ترتبط بالدم فقط وليس بالادعاء، والتبني ادعاء إذن فهو باطل.
2.العدل يوجب نسب الابن إلى أبيه الأصلي والتبني يخالف ذلك . 3.نظام الميراث شرعا مرتبط بالولد الحقيقي و ليس بالتبني. 4.التبني تزوير للواقع والحقيقة وهو كذب على الله ورسوله والناس. 5.هو ذريعة للزنا واختلا ط الأنساب. 6 .وضع الابن المتبنى داخل الأسرة يختلف عن وضع الولد الحقيقي.
البديل الإسلامي: إن الإسلام حينما يحارب التبني فهو يطرح البديل النظيف والكريم الذي يحفظ الأسر ويحمي الأفراد وهو الكفالة.
الكفالة: تعريف: هي الالتزام شرعا وقانونا برعاية وليد أو أكثر
حكمها: مشروعة وهي من أعمال الخير التي تجعل الإنسان مع النبي في الجنة حيث يقول (أنا وكافل اليتيم كهاتين ..) وأشار النبيبأصبعيه السبابة والوسطى.
الحكمة منها: 1.هي مظهر من مظاهر التعاون والتكافل ودليل الإيمان والرحمة 2.الحفاظ على المجتمع من الانحراف والرذائل. 3.إعطاء الحب والحنان لمن حرم منه.
الوحــدة رقم :15 من مصادر الشريعة الإسلامية:
الإجماع: هو اتفاق جميع مجتهدي الأمة الإسلامية في عصر من العصور بعد وفاة النبي() على حكم واقعة لم يرد فيها نص شرعي.
أنواعه: 1. الإجماع الصريح: وهو أن يدلي كل مجتهد برأيه في المسألة ليصل الجميع إلى
الحكم . وهو حجة يلزم الجميع علماء وعوام 2 .الإجماع السكوتي: وهو أن يدلي بعض المجتهدين برأيه في مسالة ما أو يعمل بها فيعلم الباقون فلا يعارضونه.
وهذا ليس بحجة عند أكثر العلماء.
أمثلة عن الإجماع: هناك أمثلة كثيرة منها: 1. جمع القران في كتاب واحد في عهد أبي بكر. 2. الاتفاق على الرسم العثماني 3 . الإجماع على قتال مانعي الزكاة
القياس : هو إنزال حكم واقعة ورد فيها نص على واقعة جديدة لم يرد فيها نص وذلك لاشتراكهما في العلة (سبب الحكم)
حجيته: قصة المرأة التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الحج مكان أمها(لأن أمها نذرت لله أن تحج وماتت دون تفي بالنذر).فأرشدها النبي أن تقيس دين الله(النذر) على دين العباد . ففهمت أنه يجوز أن تحج عن أمها .
مثال : الفوتكا شراب روسي (جديد) يسكر ، فحكمه حرام قياسا على الخمر وذلك لاشتراكهما في علة واحدة وهي الاسكار.
أركانه: أربعة: هي1. الأصل. أي الذي نقيس عليه وهو في المثال السابق (الخمر) 2.حكم الأصل أي حكم الخمر(الحرمة) 3. الفرع وهو الشيء الجديد المراد معرفة حكمه (الفوتكا)4. العلة: أي السبب الظاهر للحكم (الاسكار)
المصالح المرسلة: هي المصالح التي لم يشهد لها الشارع اعتبارا أو إلغاء
شرح التعريف: اعتبارا: أي انه لا يوجد نص شرعي صريح يعتبرها أو يأمر بها
إلغاء: أي انه لا يوجد نص شرعي صريح يلغيها أو ينهى عنها.
حجيتهاا: ان الشريعة الإسلامية لو تدبرناها لوجدناها إما جاءت لجلب مصلحة وإما لدفع مفسدة والحوادث تتجدد وتتغير الاسماء ولا يبقى ثابتا إلا مقاصد الشريعة أي مصالح العباد التي جاءت الشريعة من أجل تحقيقها فمثلا إجماع الصحابة على جمع القران كان دافعه مصلحة حفظ الدين.
شروط العمل بها: اتفق العلماء على أن المصلحة المرسلة لا يعمل بها حتى يتوفر لها مايلي:
1.أن تكون ملائمة لمقاصد الشريعة أي لا تخالف شرع الإسلام وأحكامه المعروفة 2.أن تكون مصلحة عامة وليست خاصة بشخص أو جماعة 3.أن تكون مصلحة حقيقية واضحة أي ليست متوهمة فلا يعقل تحريم السيارات بحجة أن حوادثها تؤدي إلى القتل.
مثال تطبيقي واقعي: توثيق عقد الزواج وتسجيله في البلدية
لا يوجد نص صريح يعتبر التوثيق واجبا، كما لا يوجد نص صريح يمنعه إذن فهو مصلحة مرسلة .لكن بالنظر إليه وجدنا في عدم توثيق عقد الزواج مضار خطيرة كضياع حقوق الزوجة ونسب الأولاد كما أن فيه مساسا بالأعراض وذلك في حالة إنكار الزوج وخاصة أن المحاكم والقضاء لايعترف الا بالعقود الموثقة . إذن توثيق عقد الزواج مصلحة ظاهرة جاء الإسلام لتحقيقها.
الوحــدة رقم :16 الربا ومشكلة الفائدة:
تعريف: الزيادة أو التأجيل في أحد البدلين(الطعام أو النقود) المتجانسين أو المشتركين في العلة (النقدية أو المطعومية)
مراحل تحريمه: مر تحريم الربا في بأربعة مراحل وفقا لمنهج الإسلام في التدرج:
المرحلة الأولى:- الإشارة إلى أن الزكاة خير من الربا قوله تعالى:- " َمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ"[ الروم: 39 ] .
المرحلة الثانية:- قوله تعالى: الإشارة إلى أن الربا محرم عند من قبلنا - " فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً.. وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ ...". [ النساء : 160.161
المرحلة الثالثة:- التلميح إلى حالة العرب في الجاهلية كيف كانوا يبالغون في أخذ أموال الناس يقول تعالى:- " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "[ آل عمران : 130.
المرحلة والأخيرة :- وفي هذه المرحلة جاءت الآيات الكريمة بالحكم الشرعي:- " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا .... َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " [ البقرة : 275 – 279 ].
القواعد العامة لاستبعاد المبادلات الربوية:
القاعدة الأولى: في حالة تبادل شئ بجنسه أي طعام بطعام(قمح بقمح أو تمر بتمر)
أو نقد بنقد (ذهب بذهب أو فضة بفضة) ..........يحرم التأجيل كما يحرم التفاضل
القاعدة الثانية: في حالة شيئين من نفس النوع وليس من نفس الجنس (كقمح بتمر أو ذهب بفضة) ........يجوز التفاضل ويحرم التأجيل.
القاعدة الثالثة: في حالة شيئين مختلفين في الجنس ومختلفين في العلة كالقمح بالنقود : فهنا يجوز كل شئ