- إنضم
- 6 جويلية 2009
- المشاركات
- 1,666
- نقاط التفاعل
- 319
- النقاط
- 43
يقول الشيخ سلطان العمري حفظه الله : والله لو كان رسول الأمة صلى الله عليه وسلم موجود فلن يبخل عن خدمة الدين عن طريق الإنترنت , ولو كان ابن تيميه والعلماء في هذا العصر لسخروا كل طريق لخدمة هذا الدين .
-----------------------------------------
عناصر الموضوع
1- المقدمة
2- المقصود بالدعوة إلى الله تعالى ؟ و لمن تكون ؟
3- أهمية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت .
4- ضوابط الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت .
5- كيفية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت وأبرز وسائلها .
6- أهم وأبرز المُشكلات التي تعترض عملية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت .
7- مُقترحات لتفعيل مهمة الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت .
8- الخاتمة
-----------------------------------------
1- المقدمة
الحمد لله رب العالمين القائل في مُحكم التنزيل : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (33) سورة فصلت . والصلاة والسلام على رسوله الأمين القائل : " فوالله لأن يَهدي الله بك رجُلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعم ".
وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن سار على دربهم ، واهتدى بهديهم ، ودعا بدعوة الإسلام إلى يوم الدين ؛ وبعد:
فإن الدعوة إلى الله تعالى فريضةٌ عظيمةٌ من الفرائض التي خص بها الأنبياء والرسل الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وجعلها من بعدهم مُهمة ورسالة التابعين لهم والآخذين بمنهجهم الذين عليهم أن يُبلغوا دين الله تعالى لبني البشر في كل زمانٍ ومكان إلى قيام الساعة تحقيقاً لقوله عز وجل : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف .
كما أن الدعوة إلى الله تعالى تُمثل عماد الخيرية التي وصف الله تعالى بها الأُمة المسلمة في قوله تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } (110) سورة آل عمران.
وعن طريق الدعوة إلى الله تعالى تحمل الأمة رسالة الإسلام الخالدة إلى مشارق الأرض ومغاربها صافيةً نقيةً لتُخرج الناس من الظُلمات إلى النور ، ولتهديهم طريق الحق وسبيل النجاة .
ونظراً لأنه قد تحقق في العصر الحديث كثيرٌ من المنجزات الحضارية المتطورة في مختلف المجالات والميادين ولاسيما مجال الاتصالات والتقنية ونقل المعلومات ؛ فإن الدعاة إلى الله تعالى مطالبون بالتفاعل الإيجابي مع هذه المُستجدات والمُنجزات العصرية التي يمكن تسخيرها والإفادة منها في مهمة الدعوة إلى الله تعالى ، ويأتي من أبرز وأهم هذه الوسائل المُستجدة ما يُعرف بشبكة المعلومات العالمية ( الإنترنت Internet ) التي تُمكن مُستخدميها من الإفادة " من عشرات الخدمات المُختلفة ، والتخاطب مع المُستخدمين الآخرين ؛ فهي نافذة العالم بشعوبه وثقافاته وعلومه المختلفة ، ووسيلة اتصالٍ بين الباحثين ، ورجال الأعمال ، والدوائر ، والقطاعات ذات العلاقات المُشتركة "
-----------------------------------------
2- المقصود بالدعوة إلى الله تعالى ، ولمن تكون
الدعوة إلى الله تعالى عبادةٌ عظيمةٌ ومنزلتها رفيعةٌ جداً بدليل أن الله تعالى اصطفى لها خير خلقه من الأنبياء والرسل ( عليهم الصلاة والسلام ) وأتباعهم الذين يقومون بدعوة أقوامهم وأُممهم إلى الدين الحق ، ويحرصون على إنقاذهم من الضلال ودلالتهم على سبيل الهداية انطلاقاً من قوله تعالى : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف.
ويُمكن تعريف الدعوة إلى الله تعالى ( كما أورد ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ) بقوله :
" الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى الإيمان به ، وبما جاءت به رسله ، بتصديقهم فيما أخبروا به ، وطاعتهم فيما أمروا .. "
وجاء في موضعٍ آخر قوله ( رحمه الله تعالى ) :" الدعوة إلى الله تتضمن الأمر بكل ما أمر الله به ، والنهي عن كل ما نهى الله عنه ، وهذا هو الأمر بكل معروفٍ ، والنهي عن كل منكر "
وهناك من عرَّف الدعوة إلى الله تعالى بأنها :" إبلاغ الناس دعوة الإسلام في كل زمانٍ ومكان بالأساليب والوسائل التي تتناسب مع أحوال المدعوين " .
وانطلاقاً من ذلك فقد كان لزاماً على المسلمين الذين شرفهم الله تعالى بحمل هذه الأمانة وتبليغها ؛ أن يؤدّوا هذه الفريضة العظيمة خير أداءٍ ، وأن يُحسنوا تبليغها للناس أجمعين مستخدمين في ذلك ما يُناسب ظروف العصر من الوسائل والطرائق والكيفيات المختلفة والمتجددة .
ولأن مهمة الدعوة إلى الله تعالى مطلقةٌ وغير مُقيدةٍ بزمانٍ أو مكان ؛ فإن هذا يعني ضرورة " أن تنطلق الدعوة بموجب مُتطلبات العصر الذي تنطلق فيه ، والتركيز هنا ينصب على الوسائل التي تُستخدم للتبليغ . والوسائل تتجدد وتتطور وتتغير بحسب التطورات العلمية والتقانة ( التقنية ) التي تنطلق بسرعةٍ عجيبةٍ تستلزم المتابعة الدقيقة إذا ما أُريد للدعوة أن تؤثر في الناس ، وتتماشى مع مستوياتهم التفكيرية التي تُمليها عليهم ظروفهم التكوينية في التنشئة والتربية والتعليم " .
ولقد كان الدعاة فيما مضى يدعون إلى الله تعالى بطرقٍ مُختلفةٍ وأساليب مُتنوعة بدءً بالخطاب المباشر لجمعٍ من الناس في مكانٍ معين ، ثم بكتابة الكتب والرسائل والمؤلفات وإرسالها إلى مختلف الأماكن والأمصار، ومروراً بتسجيل الأحاديث عبر الإذاعة وأشرطة التسجيل ونشرها في مختلف الأجهزة المسموعة ، ثم إعداد البرامج الدعوية وتصويرها وبثها عبر أجهزة التلفاز والفيديو والمحطات الفضائية . وعندما انتشر استخدام الحاسب الآلي ظهرت البرامج الحاسوبية المعنية بهذا الشأن حاملةً الكثير من البرامج الدعوية المختلفة لخدمة الدعوة إلى الله تعالى .
وأخيراً ؛ ومع ظهور شبكة المعلومات العالمية ( الإنترنت Internet ) في عصرنا الحاضر كان لا بُد أن تصبح هذه الشبكة العنكبوتية المُذهلة واحدةً من أحدث وأهم وسائل الدعوة إلى الله تعالى لما لها من الأهمية والتأثير ، ولما يترتب على تسخيرها في هذا المجال من النفع العظيم والخير العميم متى أُحسن استخدامها لاسيما في هذا العصر الذي تطورت فيه العلوم التقنية تطوراً كبيراً مُذهلاً . وإلى ذلك يُشير أحد الباحثين بقوله :
" وهذه ( أي الإنترنت ) وسيلةٌ جديدةُ ينبغي استخدامها في إبلاغ الدعوة إلى الناس جميعاً بإنشاء المواقع ، وتجهيز المادة العلمية ، والاستعانة بأهل الفقه للدعوة ، والعارفين بأسرار الشريعة ، والقادرين على الرد على ما يوجه إليها من تساؤلاتٍ أو شبهات ، ويُمثل استخدامها في الوفاء بحاجات الدعوة واحداً من التحديات التي يجب أن ينهض بها المسلمون ، خاصةً وأن هذه الوسيلة ليست حكراً على أحد ، وليس هناك حظرٌ على استخدام المسلمين لها " .
أما لمن تكون الدعوة إلى الله تعالى ؛ فمن المعروف أنها تكون لكل إنسانٍ على وجه الأرض ؛ لأنها السبيل إلى حمل رسالة الإسلام وإيصالها إلى الناس أجمعين . إلا أن هناك تصنيفاً أورده أحد الكُتاب جاء فيه قوله :
" ومن المعروف أن مجال الدعوة إلى الإسلام يتمثل في مجموعتين من الناس :
الأولى / المسلمون أنفسهم ؛ حيث يسعى الدُعاة إلى تحسين التزام عامة المسلمين بالإسلام من خلال الوعظ والإرشاد والتعليم الذي يُبيِّن لهم محاسن الإسلام . وهذه الدعوة إلى الله تعالى بين المسلمين ضرورةٌ لحفاظ على المجتمع المسلم ، وإشاعة الفضيلة ، ومنع الرذيلة .
الثانية / هم غير المسلمين ممن يعيش أو يُجاور الأمة المسلمة . وهذه المجموعة تشمل كافة الناس الذين يُمكن أن تصلهم الدعوة خصوصاً في هذا العصر الذي أصبح فيه العالم قريةً صغيرةً "
-----------------------------------------
3- أهمية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت
نظراً لما تمتاز به شبكة الإنترنت من انتشارٍ واسعٍ ، وقُدرةٍ على الوصول إلى الملايين في كل مكان على سطح الأرض فإن الحاجة ماسةٌ للإفادة منها في الدعوة إلى الله تعالى على اعتبار أنها وسيلةٌ من الوسائل الحية في هذا العصر ، وأنها تحظى بقبولٍ جيدٍ ، وانتشارٍ كبيرٍ ، وتفاعلٍ إيجابيٍ من الملايين الذين يُقبلون عليها في أرجاء العالم . وليس هذا فحسب ؛ فإن أعداء الإسلام قد تنبهوا " إلى أهمية هذه الشبكة " الإنترنت " في نشر شُبهاتهم ، وبث أباطيلهم ، فاستغلوها استغلالاً واضحاً في غزوهم لنا فكرياً " .
لهذا فإن الواجب يُحتم علينا أن نُضاعف اهتماماتنا بهذا الشأن ، وأن نحاول اللحاق بالركب الحضاري الذي سُبقنا إليه في هذا المجال على الرغم من أننا أحق الناس به .
وتتمثل أهمية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت في الكثير من النقاط التي نشير إلى أبرزها فيما يلي :
1) أن الدعوة إلى الله تعالى واجبٌ دينيٌ على كل مُسلم قادرٍ من أبناء الأُمة المسلمة ،" ولما كان تبليغ الدعوة إلى الناس مما أخذ الله عز وجل عليه الميثاق من أهل العلم ؛ فإن إيصال هذا الدين الحق إلى مشارق الأرض ومغاربها بواسطة هذه الشبكة أمرٌ مطلوبٌ ، وهو من أعمال البرِّ والخير ، والمُنفق عليه مأجورٌ بإذن الله تعالى " .
2 ) أن هذه الوسيلة رغم حداثتها واسعة وسريعة الانتشار ، ويمكن من خلالها تبليغ الدعوة الصحيحة ، ونشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة إلى الملايين من الناس في كل مكانٍ على سطح الكرة الأرضية في زمنٍ قصيرٍ نسبياً ؛ لاسيما و أن هذه الشبكة جعلت من العالم قرية صغيرة يستطيع أن يتواصل من يعيش في أقصاها مع من يقطن في أدناها ؛ فكان لا بُد من الإفادة منها في مهمة الدعوة إلى الله تعالى ؛ وهو ما يُشير إليه أحد الباحثين بقوله :
" إن على الدعاة إلى الله عز وجل ألا يستهينوا بما جد من الوسائل والأساليب التي يستخدمها الناس في مجالات الحياة المختلفة ؛ بل إن عليهم أن يكونوا في طليعة المُنتفعين بها . وما دامت الدعوة فريضةً واجبةً فإن كل ما يُساعد على حُسن تبليغها يكون واجباً ،لأن ما لا يتم الواجب إلاَّ به فهو واجب "
3 ) أن الإنترنت وسيلةٌ دعويةٌ حرة ، يمكن للدعاة إلى الله تعالى من خلالها التواصل الدعوي المفتوح والمستمر مع أعدادٍ كبيرةٍ و أجناسٍ متنوعةٍ من البشر في شتى بقاع الأرض يبثون الخير في نفوسهم ، ويحثونهم على التمسك بالفضائل، ويهدونهم إلى طريق الله المستقيم دون الخضوع لأي سياساتٍ ، أو رغبات ، أو أنظمةٍ ، أو تعليمات ؛ وهو ما يُشير إليه أحد الباحثين بقوله :
" إن الإنترنت هي جهة الاتصال الوحيدة التي لا تتحكم فيها جهةٌ مُعينة تفرض عليها سياساتها وتُملي عليها رغباتها ، بل إن المُتحكم فيها هو من يستخدمها ؛ فله أن يبث من خلالها ما شاء ، ويستقبل ما يشاء دون رقيبٍ أو حسيب ، فكل مُشاركٍ في الإنترنت ناشرٌ ومُستقبل دون أن يكون تحت أي تأثيرٍ إلا ما يُملي عليه فكره واتجاهه " .
4 ) أن الدعوة إلى الله تعالى من خلال شبكة الإنترنت غير مكلفة مادياً إذ إن " الإنترنت هو أرخص وسيلة للاتصال ، والإعلان ، والدعاية ، والنشر ؛ فلو قارنا بين إنشاء محطةٍ إذاعيةٍ أو تلفزيونية أو حتى إصدار جريدة أو مجلة للدعوة إلى الله فكم ستكون التكلفة ؟ "
وإذا كان الأمر كذلك؛ فإن في هذا مدعاةً لاغتنام هذه الوسيلة الحديثة ، وتكثيف الجهود الدعوية من خلالها قدر المُستطاع ، لاسيما وأن كثيراً من الخدمات الإنترنتية التي تقدمها بعض الشركات العالمية في هذا الشأن أصبحت مجانية .
5 ) أن في الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت تصحيحاً لكثيرٍ من المفاهيم الخاطئة والمعلومات غير الصحيحة التي تنتشر ( للأسف ) بين كثيرٍ من الناس الذين لا يعرفون من الإسلام إلا ما تتحدث به بعض الفرق الضالة والجماعات المُنحرفة إذ إن " هناك مواقع مشبوهة ومُنحرفة كثيرة تدعو إلى الإسلام مُنحرفةً بعيدةً كل البعد عن الدين الحق الذي جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من عند الله ؛ فقد استطاعت طائفة الأحمدية مثلاً وهي طائفةٌ نشأت في الهند وباكستان وتتركز حالياً في بريطانيا استخدام واستغلال هذه التقنية وتلك الشبكات قبل أي دولةٍ إسلامية أُخرى ، ووضعت على الإنترنت صورةً للإسلام تُخالف تماماً ما ورد في الكتاب والسُنة ، وللأسف الشديد فقد اطلع العالم أجمع على الإسلام من خلال هذه المعلومات التي تُبث في شبكة الإنترنت " .
6 ) أن معظم مستخدمي شبكة الإنترنت ( في الغالب ) من الطبقة المثقفة والفئة المتعلمة الواعية كأساتذة الجامعات ، والطلاب ، وكبار المسئولين ، والمهنيين ، ورجال الأعمال ، وغيرهم من الفئات الذين يكون أفرادها ( في العادة ) أصحاب التأثير الفاعل في مجتمعاتهم ؛ فكان لا بد من استثمار هذه الوسيلة في الدعوة إلى الله تعالى للوصول إليهم من خلالها ودعوتهم إلى دين الله الحق فلعل الله أن يهديهم إليه .
7 ) أن شبكة الإنترنت وسيلةٌ دعويةٌ مُتاحة للجميع في أي وقتٍ من الأوقات ؛ فهي غير مُحددةٍ بوقتٍ مُعينٍ أو زمنٍ مُحدد لأنها تعمل على مدى اليوم والليلة وطول أيام السنة ، ويُمكن للراغبين في الإفادة من الإنترنت الدخول إليه في أي ساعة من ليلٍ أو نهار .
8 ) إقبال الناس المتزايد على استخدام هذه الشبكة ، فقد أصبح الإنترنت اليوم مرجعًا لكل باحثٍ عن معلومةٍ معينة ، وملاذًا لكل طالب علمٍ ديني أو دنيوي . وإذا كان من الصعوبة في ما مضى الحصول على معلوماتٍ صحيحةٍ وشاملةٍ عن الإسلام في كثيرٍ من بلدان العالم ؛ فقد اختلف الوضع تمامًا في وقتنا الحاضر حيث أصبح دين الإسلام يصل بكل سهولةٍ ويُسرٍ إلى بيوت الناس ، وأماكن عملهم ، ومدارسهم ، ومعاهدهم ، وفي كل مكان يمكن أن يكونوا فيه .
9 ) سهولة استخدام هذه الوسيلة في الأغراض الدعوية ؛ حيث إن ممارسة مهمة الدعوة إلى الله تعالى وتعلم أساليبها عبر شبكة الإنترنت سهلةٌ جداً ، ولا تحتاج لكثير جهدٍ وطويل خبرة ، ويمكن لمن يرغب في ذلك تعلُم كيفية إنشاء الصفحات الخاصة بهذا الشأن ، أو الدخول في حواراتٍ دعويةٍ مع الآخرين وهو أمرٌ يمكن أن يتم في فترةٍ وجيزةٍ جداً .
لذلك كله؛ فإن استخدام هذه الشبكة في الدعوة إلى الله تعالى بات ضرورةً لازمةً للإفادة منها ومما تتميز به من خصائص وانتشار في تبليغ دين الله إلى الآخرين في كل مكان .
-----------------------------------------
-----------------------------------------
عناصر الموضوع
1- المقدمة
2- المقصود بالدعوة إلى الله تعالى ؟ و لمن تكون ؟
3- أهمية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت .
4- ضوابط الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت .
5- كيفية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت وأبرز وسائلها .
6- أهم وأبرز المُشكلات التي تعترض عملية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت .
7- مُقترحات لتفعيل مهمة الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت .
8- الخاتمة
-----------------------------------------
1- المقدمة
الحمد لله رب العالمين القائل في مُحكم التنزيل : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (33) سورة فصلت . والصلاة والسلام على رسوله الأمين القائل : " فوالله لأن يَهدي الله بك رجُلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعم ".
وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن سار على دربهم ، واهتدى بهديهم ، ودعا بدعوة الإسلام إلى يوم الدين ؛ وبعد:
فإن الدعوة إلى الله تعالى فريضةٌ عظيمةٌ من الفرائض التي خص بها الأنبياء والرسل الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وجعلها من بعدهم مُهمة ورسالة التابعين لهم والآخذين بمنهجهم الذين عليهم أن يُبلغوا دين الله تعالى لبني البشر في كل زمانٍ ومكان إلى قيام الساعة تحقيقاً لقوله عز وجل : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف .
كما أن الدعوة إلى الله تعالى تُمثل عماد الخيرية التي وصف الله تعالى بها الأُمة المسلمة في قوله تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } (110) سورة آل عمران.
وعن طريق الدعوة إلى الله تعالى تحمل الأمة رسالة الإسلام الخالدة إلى مشارق الأرض ومغاربها صافيةً نقيةً لتُخرج الناس من الظُلمات إلى النور ، ولتهديهم طريق الحق وسبيل النجاة .
ونظراً لأنه قد تحقق في العصر الحديث كثيرٌ من المنجزات الحضارية المتطورة في مختلف المجالات والميادين ولاسيما مجال الاتصالات والتقنية ونقل المعلومات ؛ فإن الدعاة إلى الله تعالى مطالبون بالتفاعل الإيجابي مع هذه المُستجدات والمُنجزات العصرية التي يمكن تسخيرها والإفادة منها في مهمة الدعوة إلى الله تعالى ، ويأتي من أبرز وأهم هذه الوسائل المُستجدة ما يُعرف بشبكة المعلومات العالمية ( الإنترنت Internet ) التي تُمكن مُستخدميها من الإفادة " من عشرات الخدمات المُختلفة ، والتخاطب مع المُستخدمين الآخرين ؛ فهي نافذة العالم بشعوبه وثقافاته وعلومه المختلفة ، ووسيلة اتصالٍ بين الباحثين ، ورجال الأعمال ، والدوائر ، والقطاعات ذات العلاقات المُشتركة "
-----------------------------------------
2- المقصود بالدعوة إلى الله تعالى ، ولمن تكون
الدعوة إلى الله تعالى عبادةٌ عظيمةٌ ومنزلتها رفيعةٌ جداً بدليل أن الله تعالى اصطفى لها خير خلقه من الأنبياء والرسل ( عليهم الصلاة والسلام ) وأتباعهم الذين يقومون بدعوة أقوامهم وأُممهم إلى الدين الحق ، ويحرصون على إنقاذهم من الضلال ودلالتهم على سبيل الهداية انطلاقاً من قوله تعالى : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف.
ويُمكن تعريف الدعوة إلى الله تعالى ( كما أورد ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ) بقوله :
" الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى الإيمان به ، وبما جاءت به رسله ، بتصديقهم فيما أخبروا به ، وطاعتهم فيما أمروا .. "
وجاء في موضعٍ آخر قوله ( رحمه الله تعالى ) :" الدعوة إلى الله تتضمن الأمر بكل ما أمر الله به ، والنهي عن كل ما نهى الله عنه ، وهذا هو الأمر بكل معروفٍ ، والنهي عن كل منكر "
وهناك من عرَّف الدعوة إلى الله تعالى بأنها :" إبلاغ الناس دعوة الإسلام في كل زمانٍ ومكان بالأساليب والوسائل التي تتناسب مع أحوال المدعوين " .
وانطلاقاً من ذلك فقد كان لزاماً على المسلمين الذين شرفهم الله تعالى بحمل هذه الأمانة وتبليغها ؛ أن يؤدّوا هذه الفريضة العظيمة خير أداءٍ ، وأن يُحسنوا تبليغها للناس أجمعين مستخدمين في ذلك ما يُناسب ظروف العصر من الوسائل والطرائق والكيفيات المختلفة والمتجددة .
ولأن مهمة الدعوة إلى الله تعالى مطلقةٌ وغير مُقيدةٍ بزمانٍ أو مكان ؛ فإن هذا يعني ضرورة " أن تنطلق الدعوة بموجب مُتطلبات العصر الذي تنطلق فيه ، والتركيز هنا ينصب على الوسائل التي تُستخدم للتبليغ . والوسائل تتجدد وتتطور وتتغير بحسب التطورات العلمية والتقانة ( التقنية ) التي تنطلق بسرعةٍ عجيبةٍ تستلزم المتابعة الدقيقة إذا ما أُريد للدعوة أن تؤثر في الناس ، وتتماشى مع مستوياتهم التفكيرية التي تُمليها عليهم ظروفهم التكوينية في التنشئة والتربية والتعليم " .
ولقد كان الدعاة فيما مضى يدعون إلى الله تعالى بطرقٍ مُختلفةٍ وأساليب مُتنوعة بدءً بالخطاب المباشر لجمعٍ من الناس في مكانٍ معين ، ثم بكتابة الكتب والرسائل والمؤلفات وإرسالها إلى مختلف الأماكن والأمصار، ومروراً بتسجيل الأحاديث عبر الإذاعة وأشرطة التسجيل ونشرها في مختلف الأجهزة المسموعة ، ثم إعداد البرامج الدعوية وتصويرها وبثها عبر أجهزة التلفاز والفيديو والمحطات الفضائية . وعندما انتشر استخدام الحاسب الآلي ظهرت البرامج الحاسوبية المعنية بهذا الشأن حاملةً الكثير من البرامج الدعوية المختلفة لخدمة الدعوة إلى الله تعالى .
وأخيراً ؛ ومع ظهور شبكة المعلومات العالمية ( الإنترنت Internet ) في عصرنا الحاضر كان لا بُد أن تصبح هذه الشبكة العنكبوتية المُذهلة واحدةً من أحدث وأهم وسائل الدعوة إلى الله تعالى لما لها من الأهمية والتأثير ، ولما يترتب على تسخيرها في هذا المجال من النفع العظيم والخير العميم متى أُحسن استخدامها لاسيما في هذا العصر الذي تطورت فيه العلوم التقنية تطوراً كبيراً مُذهلاً . وإلى ذلك يُشير أحد الباحثين بقوله :
" وهذه ( أي الإنترنت ) وسيلةٌ جديدةُ ينبغي استخدامها في إبلاغ الدعوة إلى الناس جميعاً بإنشاء المواقع ، وتجهيز المادة العلمية ، والاستعانة بأهل الفقه للدعوة ، والعارفين بأسرار الشريعة ، والقادرين على الرد على ما يوجه إليها من تساؤلاتٍ أو شبهات ، ويُمثل استخدامها في الوفاء بحاجات الدعوة واحداً من التحديات التي يجب أن ينهض بها المسلمون ، خاصةً وأن هذه الوسيلة ليست حكراً على أحد ، وليس هناك حظرٌ على استخدام المسلمين لها " .
أما لمن تكون الدعوة إلى الله تعالى ؛ فمن المعروف أنها تكون لكل إنسانٍ على وجه الأرض ؛ لأنها السبيل إلى حمل رسالة الإسلام وإيصالها إلى الناس أجمعين . إلا أن هناك تصنيفاً أورده أحد الكُتاب جاء فيه قوله :
" ومن المعروف أن مجال الدعوة إلى الإسلام يتمثل في مجموعتين من الناس :
الأولى / المسلمون أنفسهم ؛ حيث يسعى الدُعاة إلى تحسين التزام عامة المسلمين بالإسلام من خلال الوعظ والإرشاد والتعليم الذي يُبيِّن لهم محاسن الإسلام . وهذه الدعوة إلى الله تعالى بين المسلمين ضرورةٌ لحفاظ على المجتمع المسلم ، وإشاعة الفضيلة ، ومنع الرذيلة .
الثانية / هم غير المسلمين ممن يعيش أو يُجاور الأمة المسلمة . وهذه المجموعة تشمل كافة الناس الذين يُمكن أن تصلهم الدعوة خصوصاً في هذا العصر الذي أصبح فيه العالم قريةً صغيرةً "
-----------------------------------------
3- أهمية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت
نظراً لما تمتاز به شبكة الإنترنت من انتشارٍ واسعٍ ، وقُدرةٍ على الوصول إلى الملايين في كل مكان على سطح الأرض فإن الحاجة ماسةٌ للإفادة منها في الدعوة إلى الله تعالى على اعتبار أنها وسيلةٌ من الوسائل الحية في هذا العصر ، وأنها تحظى بقبولٍ جيدٍ ، وانتشارٍ كبيرٍ ، وتفاعلٍ إيجابيٍ من الملايين الذين يُقبلون عليها في أرجاء العالم . وليس هذا فحسب ؛ فإن أعداء الإسلام قد تنبهوا " إلى أهمية هذه الشبكة " الإنترنت " في نشر شُبهاتهم ، وبث أباطيلهم ، فاستغلوها استغلالاً واضحاً في غزوهم لنا فكرياً " .
لهذا فإن الواجب يُحتم علينا أن نُضاعف اهتماماتنا بهذا الشأن ، وأن نحاول اللحاق بالركب الحضاري الذي سُبقنا إليه في هذا المجال على الرغم من أننا أحق الناس به .
وتتمثل أهمية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت في الكثير من النقاط التي نشير إلى أبرزها فيما يلي :
1) أن الدعوة إلى الله تعالى واجبٌ دينيٌ على كل مُسلم قادرٍ من أبناء الأُمة المسلمة ،" ولما كان تبليغ الدعوة إلى الناس مما أخذ الله عز وجل عليه الميثاق من أهل العلم ؛ فإن إيصال هذا الدين الحق إلى مشارق الأرض ومغاربها بواسطة هذه الشبكة أمرٌ مطلوبٌ ، وهو من أعمال البرِّ والخير ، والمُنفق عليه مأجورٌ بإذن الله تعالى " .
2 ) أن هذه الوسيلة رغم حداثتها واسعة وسريعة الانتشار ، ويمكن من خلالها تبليغ الدعوة الصحيحة ، ونشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة إلى الملايين من الناس في كل مكانٍ على سطح الكرة الأرضية في زمنٍ قصيرٍ نسبياً ؛ لاسيما و أن هذه الشبكة جعلت من العالم قرية صغيرة يستطيع أن يتواصل من يعيش في أقصاها مع من يقطن في أدناها ؛ فكان لا بُد من الإفادة منها في مهمة الدعوة إلى الله تعالى ؛ وهو ما يُشير إليه أحد الباحثين بقوله :
" إن على الدعاة إلى الله عز وجل ألا يستهينوا بما جد من الوسائل والأساليب التي يستخدمها الناس في مجالات الحياة المختلفة ؛ بل إن عليهم أن يكونوا في طليعة المُنتفعين بها . وما دامت الدعوة فريضةً واجبةً فإن كل ما يُساعد على حُسن تبليغها يكون واجباً ،لأن ما لا يتم الواجب إلاَّ به فهو واجب "
3 ) أن الإنترنت وسيلةٌ دعويةٌ حرة ، يمكن للدعاة إلى الله تعالى من خلالها التواصل الدعوي المفتوح والمستمر مع أعدادٍ كبيرةٍ و أجناسٍ متنوعةٍ من البشر في شتى بقاع الأرض يبثون الخير في نفوسهم ، ويحثونهم على التمسك بالفضائل، ويهدونهم إلى طريق الله المستقيم دون الخضوع لأي سياساتٍ ، أو رغبات ، أو أنظمةٍ ، أو تعليمات ؛ وهو ما يُشير إليه أحد الباحثين بقوله :
" إن الإنترنت هي جهة الاتصال الوحيدة التي لا تتحكم فيها جهةٌ مُعينة تفرض عليها سياساتها وتُملي عليها رغباتها ، بل إن المُتحكم فيها هو من يستخدمها ؛ فله أن يبث من خلالها ما شاء ، ويستقبل ما يشاء دون رقيبٍ أو حسيب ، فكل مُشاركٍ في الإنترنت ناشرٌ ومُستقبل دون أن يكون تحت أي تأثيرٍ إلا ما يُملي عليه فكره واتجاهه " .
4 ) أن الدعوة إلى الله تعالى من خلال شبكة الإنترنت غير مكلفة مادياً إذ إن " الإنترنت هو أرخص وسيلة للاتصال ، والإعلان ، والدعاية ، والنشر ؛ فلو قارنا بين إنشاء محطةٍ إذاعيةٍ أو تلفزيونية أو حتى إصدار جريدة أو مجلة للدعوة إلى الله فكم ستكون التكلفة ؟ "
وإذا كان الأمر كذلك؛ فإن في هذا مدعاةً لاغتنام هذه الوسيلة الحديثة ، وتكثيف الجهود الدعوية من خلالها قدر المُستطاع ، لاسيما وأن كثيراً من الخدمات الإنترنتية التي تقدمها بعض الشركات العالمية في هذا الشأن أصبحت مجانية .
5 ) أن في الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت تصحيحاً لكثيرٍ من المفاهيم الخاطئة والمعلومات غير الصحيحة التي تنتشر ( للأسف ) بين كثيرٍ من الناس الذين لا يعرفون من الإسلام إلا ما تتحدث به بعض الفرق الضالة والجماعات المُنحرفة إذ إن " هناك مواقع مشبوهة ومُنحرفة كثيرة تدعو إلى الإسلام مُنحرفةً بعيدةً كل البعد عن الدين الحق الذي جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من عند الله ؛ فقد استطاعت طائفة الأحمدية مثلاً وهي طائفةٌ نشأت في الهند وباكستان وتتركز حالياً في بريطانيا استخدام واستغلال هذه التقنية وتلك الشبكات قبل أي دولةٍ إسلامية أُخرى ، ووضعت على الإنترنت صورةً للإسلام تُخالف تماماً ما ورد في الكتاب والسُنة ، وللأسف الشديد فقد اطلع العالم أجمع على الإسلام من خلال هذه المعلومات التي تُبث في شبكة الإنترنت " .
6 ) أن معظم مستخدمي شبكة الإنترنت ( في الغالب ) من الطبقة المثقفة والفئة المتعلمة الواعية كأساتذة الجامعات ، والطلاب ، وكبار المسئولين ، والمهنيين ، ورجال الأعمال ، وغيرهم من الفئات الذين يكون أفرادها ( في العادة ) أصحاب التأثير الفاعل في مجتمعاتهم ؛ فكان لا بد من استثمار هذه الوسيلة في الدعوة إلى الله تعالى للوصول إليهم من خلالها ودعوتهم إلى دين الله الحق فلعل الله أن يهديهم إليه .
7 ) أن شبكة الإنترنت وسيلةٌ دعويةٌ مُتاحة للجميع في أي وقتٍ من الأوقات ؛ فهي غير مُحددةٍ بوقتٍ مُعينٍ أو زمنٍ مُحدد لأنها تعمل على مدى اليوم والليلة وطول أيام السنة ، ويُمكن للراغبين في الإفادة من الإنترنت الدخول إليه في أي ساعة من ليلٍ أو نهار .
8 ) إقبال الناس المتزايد على استخدام هذه الشبكة ، فقد أصبح الإنترنت اليوم مرجعًا لكل باحثٍ عن معلومةٍ معينة ، وملاذًا لكل طالب علمٍ ديني أو دنيوي . وإذا كان من الصعوبة في ما مضى الحصول على معلوماتٍ صحيحةٍ وشاملةٍ عن الإسلام في كثيرٍ من بلدان العالم ؛ فقد اختلف الوضع تمامًا في وقتنا الحاضر حيث أصبح دين الإسلام يصل بكل سهولةٍ ويُسرٍ إلى بيوت الناس ، وأماكن عملهم ، ومدارسهم ، ومعاهدهم ، وفي كل مكان يمكن أن يكونوا فيه .
9 ) سهولة استخدام هذه الوسيلة في الأغراض الدعوية ؛ حيث إن ممارسة مهمة الدعوة إلى الله تعالى وتعلم أساليبها عبر شبكة الإنترنت سهلةٌ جداً ، ولا تحتاج لكثير جهدٍ وطويل خبرة ، ويمكن لمن يرغب في ذلك تعلُم كيفية إنشاء الصفحات الخاصة بهذا الشأن ، أو الدخول في حواراتٍ دعويةٍ مع الآخرين وهو أمرٌ يمكن أن يتم في فترةٍ وجيزةٍ جداً .
لذلك كله؛ فإن استخدام هذه الشبكة في الدعوة إلى الله تعالى بات ضرورةً لازمةً للإفادة منها ومما تتميز به من خصائص وانتشار في تبليغ دين الله إلى الآخرين في كل مكان .
-----------------------------------------