تأمل حياتك .... و انظر إلى صور الإبداع فيها!!
يمكنك أن تلتقط الكثير من دروس الإبداع في الحياة من حولك .. التقِ بأيّ عامل ماهر، أو أي صاحب مشروع ناجح، أو تجربة غنيّة في أي حقل .. استمع إليه. ستحصد من لقائك معه العديد من التجارب والأفكار الإبداعية كالتي ننقل لك بعضها على سبيل المثال فقط:
1 ـ يقول أحد التلاميذ: لم يلفت نظري في أسلوبه المميز، بين المعلّمين الكثّر الذين تعاقبوا على تعليمي، سوى أستاذ واحد، كان مدرساً لمادة التأريخ .. فكان قبل البدء بالدرس يضع على اللوح بخطّه الجميل ثلاثة أو أربعة أسئلة تلخِّص الإجابةُ عنها الموضوع كلّه.
منه تعلّمنا .. كيف نطرح أسئلتنا .. وكيف نجيب عليها .. وكيف نكون منهجيين في الطرح والمعالجة والانتقال من مقطع إلى مقطع، أو فكرة إلى فكرة أخرى، في تسلسل موضوعيّ ..
كان أستاذاً مبدعاً!
ملاحظة: تذكّر أن طرح الأسئلة أسلوب إبداعيّ كما سبقت الإشارة.
2 ـ قال لي صديق يحبّ تصليح الأجهزة العاطلة: أتدري كيف تعلّمت ذلك؟
قلت: في معهد ما؟
قال: لا .. بل من البيت.
قلت: كيف؟
فقصّ لي قصته مع أوّل جهاز تعطل في البيت وتولّى تصليحه في الوقت الذي كانت أمّه قد طلبت من أبيه أن ينقله إلى المصلِّح المختصّ ..
يقول صاحبي: فتحت الجهاز واكتشفت الخلل وذهبت لشراء القطعة التالفة وركّبتها وعاد التلفاز يعمل كما كان .. وحينما جاء أبي أخبرته بما فعلت، ففتح الجهاز وتأكّد بنفسه .. ومع إشراقة الشاشة الصغيرة أشرق وجهه بالإعجاب .. وقال: أنا فخور بك يا ولدي!
كانت مكافأته الجزيلة وهي عبارة: «أنا فخورٌ بك» بمثابة القوة الدافعة لإبداعات مستقبلية حتى أنّه كان إذا استعصى عليه شيء طلبني لحلّه.
ملاحظة: إنتبه إلى أسلوب التشجيع في رفع معنويات المبدع ومستوى إبداعه.
3 ـ قال المعلِّم لتلاميذه، وهو يطمح أن يراهم أكثر من متلقين سلبيين: اعرضوا المسألة التي أطرحها عليكم على أذهانكم عدّة مرّات فربّما يأتيكم في المرّة العاشرة إشكال يكون مفيداً أو صحيحاً .. فليس من الضروري أن يكون ما أطرحه عليكم صحيحاً دائماً ..
من حينها والتلاميذ يناقشون أستاذهم نقاشا فكرياً حرّاً فتح له ولهم أبواباً أوسع من دائرة المعلومات المسطّرة في الكتاب!
ملاحظة: التفت إلى صيغة مراجعة المسائل بذهنية ناقدة ..
4 ـ طلب أستاذ في إحدى كُلِّيات الطبّ من طلاّبه، بعد أن درسوا أمراض القلب، أن يذكروا له احتمالات إصابة القلب، فراح الطلبة يعدّدون تلك الأمراض التي يصاب بها القلب عادة والواردة في المنهج المقرّر .. ثمّ طرح الأستاذ سؤالاً مفاجئاً: وماذا بعد؟ أي ماذا غير هذه الاحتمالات المدرجة على اللوح.. فصمت الطلاّب ليقولوا بصمتهم أن لا شيء يذكر، وأنّهم لم يدعوا مرضاً قلبياً دون أن يذكروه.
أخذ المعلِّم الطبشور ووضع في أسفل قائمة الاحتمالات علامة (× ) .. ولفت نظر طلاّبه إلى أنّ الاحتمال (× ) يجب أن يحضر في أذهانهم كأطباء، فإذا ما استعرضوا كافّة الاحتمالات ولم يكن أيّ منها هو الصحيح أو المرجّح .. فليبحثوا عن الاحتمال (× ) غير المعلوم، مذكّراً إيّاهم انّه احتمال قائم ليس في الطبّ وحده بل في جميع الحقول العلمية والفكريّة.
ملاحظة: تذكّر أنّ الاحتمال (× ) .. هو الذي يفتح أبواب الإبداع غير المفتوحة من قبل.
5 ـ قضى رسّام ياباني عدّة سنوات وهو لا يرسم سوى الأعشاب، وعندما سُئِل مرّة: لماذا الأعشاب دائماً؟ قال: يوم رسمت العشب فهمت الحقل، ويوم فهمت الحقل أدركت سرّ العالم!
ملاحظة: إنّ الانطلاق نحو الإبداعات الكبرى قد يكون مدخله إبداع صغير، وفهم أسرار الأشياء الكبيرة قد يأتي من فهم سرّ الشيء الصغير .. هل توافقه؟
6 ـ يقول كاتب أميركي روائي أصيب بمرض أقعده عن السير (82) عاماً: منذ أن أصابني المرض الذي كاد أن يقتلني، كتبت أربع كتب، وهذا هو جوابي على الخوف من الموت .. فإذا ما بقيت دون أن تفعل شيئا فإنّك تموت بسرعة!!
ونضيف على ما يقوله: أمّا إذا فعلت شيئا نابعاً من صميم تفكيرك الشخصيّ، وكانت فيه لمسات إبداعية، وكنت ترى فيه نفسك وموهبتك فإنّك تحيّا كأجمل ما تكون الحياة الحافلة بالإنتاج والإبداع والإمتلاء.
وقد لا يكون (الإنتاج) إبداعياً لكنه ـ مع الحبّ والمداومة ـ يقود إلى الإبداع.
ملاحظة: الكاتب الروائي يقول لك: افعل شيئاً ذا قيمة .. يكن مبدعاً.
7 ـ الإبداع أيضاً .. تطوير للوسائل والأجهزة والأنظمة القديمة: فلقد اخترع أحدهم فرشاة ذات خزّان تستخدم للدهان، وتقوم فكرته على الحاق خزّان يمدّها بصورة مباشرة بمادة الدهان من خلف شعيراتها، فيملأ الخزان بمادة الدهان بعد تصفيتها من العوالق ثمّ يغلق جيداً ويعلّق على الكتف .. مما يوفِّر الوقت والجهود والدهان أيضاً.
واختراع مبدع آخر سريراً دائرياً متعدد الأغراض يمكن استخدامه كسريرين منفصلين، ويمكن تحويله إلى أريكة كما يمكن فصل الأريكة إلى جزئين كلّ جزء يحمل أربعة أشخاص، وتستخدم الأماكن السفلية للتخزين ..
ميزة السرير إنّه متعدد الأغراض .. يستخدم في الأماكن الضيِّقة .. كما أنّه رخيص الثمن! ( )
8 ـ راجع الصور التالية:
* إعادة ترتيب الغرفة بشكل مغاير لوضعها السابق لإعطائها مساحة أكبر وإزالة الزوائد غير الضرورية .. وجعلها أكثر حميمية بإضافة لمسات بسيطة في الديكور والإنارة وتغيير الأثاث.
* تنظيم الحديقة وتقليمها حسب الذوق .. وتوزيع أزهارها بشكل منضّد .. وتوزيع المناضد بشكل جمالي لافت.
* إعداد طبخة معروفة .. ولكن بشكل غير مألوف من خلال إدخال تحسينات في المواد والنكهات وأسلوب العرض والتقديم.
* إعادة ترتيب مكتبة بتبويب وترقيم وعرض جديد ..
* عرض بضاعة في واجهة محلّ تجاري، أو بقاليّة، أو أزياء، أو أحذية بطريقة تجتذب الزبائن وتلفت أنظار المارّة والمتسوّقين وتستهويهم للاطلاع .. فربّما يقبلون على الشراء في المرّة القادمة.
* كتابة رسالة إخوانية لانسان عزيز على القلب بطريقة غير تقليدية.
أليست هذه وسواها وما شاكلها كلّها إبداعات ولو بسيطة ..
أليست تنمّ أو تدلّ على ذوق رفيع، وقدرة على التجديد، وهما من أخوات الإبداع وشقائقه ..
تأمّل في حياتك اليومية لترى كمّ من الإبداع فيها؟ أو كم من الإبداع يمكن أن تضيفه إليها!
منقول لتعميم الفائدة
يمكنك أن تلتقط الكثير من دروس الإبداع في الحياة من حولك .. التقِ بأيّ عامل ماهر، أو أي صاحب مشروع ناجح، أو تجربة غنيّة في أي حقل .. استمع إليه. ستحصد من لقائك معه العديد من التجارب والأفكار الإبداعية كالتي ننقل لك بعضها على سبيل المثال فقط:
1 ـ يقول أحد التلاميذ: لم يلفت نظري في أسلوبه المميز، بين المعلّمين الكثّر الذين تعاقبوا على تعليمي، سوى أستاذ واحد، كان مدرساً لمادة التأريخ .. فكان قبل البدء بالدرس يضع على اللوح بخطّه الجميل ثلاثة أو أربعة أسئلة تلخِّص الإجابةُ عنها الموضوع كلّه.
منه تعلّمنا .. كيف نطرح أسئلتنا .. وكيف نجيب عليها .. وكيف نكون منهجيين في الطرح والمعالجة والانتقال من مقطع إلى مقطع، أو فكرة إلى فكرة أخرى، في تسلسل موضوعيّ ..
كان أستاذاً مبدعاً!
ملاحظة: تذكّر أن طرح الأسئلة أسلوب إبداعيّ كما سبقت الإشارة.
2 ـ قال لي صديق يحبّ تصليح الأجهزة العاطلة: أتدري كيف تعلّمت ذلك؟
قلت: في معهد ما؟
قال: لا .. بل من البيت.
قلت: كيف؟
فقصّ لي قصته مع أوّل جهاز تعطل في البيت وتولّى تصليحه في الوقت الذي كانت أمّه قد طلبت من أبيه أن ينقله إلى المصلِّح المختصّ ..
يقول صاحبي: فتحت الجهاز واكتشفت الخلل وذهبت لشراء القطعة التالفة وركّبتها وعاد التلفاز يعمل كما كان .. وحينما جاء أبي أخبرته بما فعلت، ففتح الجهاز وتأكّد بنفسه .. ومع إشراقة الشاشة الصغيرة أشرق وجهه بالإعجاب .. وقال: أنا فخور بك يا ولدي!
كانت مكافأته الجزيلة وهي عبارة: «أنا فخورٌ بك» بمثابة القوة الدافعة لإبداعات مستقبلية حتى أنّه كان إذا استعصى عليه شيء طلبني لحلّه.
ملاحظة: إنتبه إلى أسلوب التشجيع في رفع معنويات المبدع ومستوى إبداعه.
3 ـ قال المعلِّم لتلاميذه، وهو يطمح أن يراهم أكثر من متلقين سلبيين: اعرضوا المسألة التي أطرحها عليكم على أذهانكم عدّة مرّات فربّما يأتيكم في المرّة العاشرة إشكال يكون مفيداً أو صحيحاً .. فليس من الضروري أن يكون ما أطرحه عليكم صحيحاً دائماً ..
من حينها والتلاميذ يناقشون أستاذهم نقاشا فكرياً حرّاً فتح له ولهم أبواباً أوسع من دائرة المعلومات المسطّرة في الكتاب!
ملاحظة: التفت إلى صيغة مراجعة المسائل بذهنية ناقدة ..
4 ـ طلب أستاذ في إحدى كُلِّيات الطبّ من طلاّبه، بعد أن درسوا أمراض القلب، أن يذكروا له احتمالات إصابة القلب، فراح الطلبة يعدّدون تلك الأمراض التي يصاب بها القلب عادة والواردة في المنهج المقرّر .. ثمّ طرح الأستاذ سؤالاً مفاجئاً: وماذا بعد؟ أي ماذا غير هذه الاحتمالات المدرجة على اللوح.. فصمت الطلاّب ليقولوا بصمتهم أن لا شيء يذكر، وأنّهم لم يدعوا مرضاً قلبياً دون أن يذكروه.
أخذ المعلِّم الطبشور ووضع في أسفل قائمة الاحتمالات علامة (× ) .. ولفت نظر طلاّبه إلى أنّ الاحتمال (× ) يجب أن يحضر في أذهانهم كأطباء، فإذا ما استعرضوا كافّة الاحتمالات ولم يكن أيّ منها هو الصحيح أو المرجّح .. فليبحثوا عن الاحتمال (× ) غير المعلوم، مذكّراً إيّاهم انّه احتمال قائم ليس في الطبّ وحده بل في جميع الحقول العلمية والفكريّة.
ملاحظة: تذكّر أنّ الاحتمال (× ) .. هو الذي يفتح أبواب الإبداع غير المفتوحة من قبل.
5 ـ قضى رسّام ياباني عدّة سنوات وهو لا يرسم سوى الأعشاب، وعندما سُئِل مرّة: لماذا الأعشاب دائماً؟ قال: يوم رسمت العشب فهمت الحقل، ويوم فهمت الحقل أدركت سرّ العالم!
ملاحظة: إنّ الانطلاق نحو الإبداعات الكبرى قد يكون مدخله إبداع صغير، وفهم أسرار الأشياء الكبيرة قد يأتي من فهم سرّ الشيء الصغير .. هل توافقه؟
6 ـ يقول كاتب أميركي روائي أصيب بمرض أقعده عن السير (82) عاماً: منذ أن أصابني المرض الذي كاد أن يقتلني، كتبت أربع كتب، وهذا هو جوابي على الخوف من الموت .. فإذا ما بقيت دون أن تفعل شيئا فإنّك تموت بسرعة!!
ونضيف على ما يقوله: أمّا إذا فعلت شيئا نابعاً من صميم تفكيرك الشخصيّ، وكانت فيه لمسات إبداعية، وكنت ترى فيه نفسك وموهبتك فإنّك تحيّا كأجمل ما تكون الحياة الحافلة بالإنتاج والإبداع والإمتلاء.
وقد لا يكون (الإنتاج) إبداعياً لكنه ـ مع الحبّ والمداومة ـ يقود إلى الإبداع.
ملاحظة: الكاتب الروائي يقول لك: افعل شيئاً ذا قيمة .. يكن مبدعاً.
7 ـ الإبداع أيضاً .. تطوير للوسائل والأجهزة والأنظمة القديمة: فلقد اخترع أحدهم فرشاة ذات خزّان تستخدم للدهان، وتقوم فكرته على الحاق خزّان يمدّها بصورة مباشرة بمادة الدهان من خلف شعيراتها، فيملأ الخزان بمادة الدهان بعد تصفيتها من العوالق ثمّ يغلق جيداً ويعلّق على الكتف .. مما يوفِّر الوقت والجهود والدهان أيضاً.
واختراع مبدع آخر سريراً دائرياً متعدد الأغراض يمكن استخدامه كسريرين منفصلين، ويمكن تحويله إلى أريكة كما يمكن فصل الأريكة إلى جزئين كلّ جزء يحمل أربعة أشخاص، وتستخدم الأماكن السفلية للتخزين ..
ميزة السرير إنّه متعدد الأغراض .. يستخدم في الأماكن الضيِّقة .. كما أنّه رخيص الثمن! ( )
8 ـ راجع الصور التالية:
* إعادة ترتيب الغرفة بشكل مغاير لوضعها السابق لإعطائها مساحة أكبر وإزالة الزوائد غير الضرورية .. وجعلها أكثر حميمية بإضافة لمسات بسيطة في الديكور والإنارة وتغيير الأثاث.
* تنظيم الحديقة وتقليمها حسب الذوق .. وتوزيع أزهارها بشكل منضّد .. وتوزيع المناضد بشكل جمالي لافت.
* إعداد طبخة معروفة .. ولكن بشكل غير مألوف من خلال إدخال تحسينات في المواد والنكهات وأسلوب العرض والتقديم.
* إعادة ترتيب مكتبة بتبويب وترقيم وعرض جديد ..
* عرض بضاعة في واجهة محلّ تجاري، أو بقاليّة، أو أزياء، أو أحذية بطريقة تجتذب الزبائن وتلفت أنظار المارّة والمتسوّقين وتستهويهم للاطلاع .. فربّما يقبلون على الشراء في المرّة القادمة.
* كتابة رسالة إخوانية لانسان عزيز على القلب بطريقة غير تقليدية.
أليست هذه وسواها وما شاكلها كلّها إبداعات ولو بسيطة ..
أليست تنمّ أو تدلّ على ذوق رفيع، وقدرة على التجديد، وهما من أخوات الإبداع وشقائقه ..
تأمّل في حياتك اليومية لترى كمّ من الإبداع فيها؟ أو كم من الإبداع يمكن أن تضيفه إليها!
منقول لتعميم الفائدة