بلادي اهواك
:: عضو منتسِب ::
التفاعل
0
الجوائز
1
- تاريخ التسجيل
- 2 فيفري 2010
- المشاركات
- 42
- آخر نشاط
1/1

الاربعاء 5 ماي 2010
تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي، وكل الاتفاقيات والمعاهدات والمفاوضات تقول بأن الإسرائيليين يريدون فقط "الكلام" عن السلام، أما السلام الحقيقي وغير ذلك من الأمور التي تعيد الحقوق، وترضي النفوس فلا تفكر فيها كثيراً ويبدو أنها لا تهمهم، لذا يجب أن لا يصل العرب إلى مرحلة يكتشفون أنهم يعيش أوهام السلام في عقولهم ويعيشون واقع العدوان على أرض الواقع وبشكل يومي.
على مدى ستين عاماً كان العرب صفاً واحداً في مواجهة إسرائيل سواء كانوا كباراً أو صغاراً مثقفين أو أميين نساء أو رجالا، متدينين أو غير متدينين، ليبراليين أو محافظين، كل الشعب العربي كان له موقف واحد تجاه هذا الاحتلال الإسرائيلي. ومن خلال ما يحدث اليوم من حديث عربي جاد عن السلام وحديث إسرائيلي غير جاد، بل ومراوغ عن السلام، يبدو أن السنوات المقبلة ستشهد شقاً للصف العربي، إلى قسمين الأول، يعتقد بأن هناك أملاً في السلام مع إسرائيل، وآخر لا يؤمن بأي سلام معها.أنها صورة أخرى، ولكنها مكبرة لما يحدث في فلسطين هذه الأيام فالسلطة الفلسطينية تعتقد بأن هناك فرصة للسلام، وتسعى إليه ولا تتردد في تقديم بعض التنازلات أملاً في إنهاء حالة الحرب الدائمة والوصول إلى صيغة تعايش مع إسرائيل، وفي المقابل هناك حركة "حماس" وحركات المقاومة الأخرى، التي تعتقد أن لا سلام مع إسرائيل، والخاسر في هذا الوضع هي فلسطين والرابح تل أبيب!
العرب صادقون في سعيهم للسلام، فهل تضمن الولايات المتحدة التي تلاحق الدول العربية، وتدفعهم إلى السلام وتضغط عليهم بكل الطرق للجلوس مع الإسرائيليين على طاولة المفاوضات مرة بعد الأخرى؟ هل تضمن أن يسير الإسرائيليون في طريق السلام، وتلتزم إسرائيل بتعهداتها وتتوقف عن التوسع في الاستيطان، وفي الاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين وإشعال الحرب تلو الأخرى ضد أطفالهم ونسائهم؟ وهل تسمح لهم بالعيش الكريم، وهم الذين يعيشون حصاراً قاتلًا منذ سنوات لا يستطيعون بسببه توفير أساسيات الحياة اليومية من دواء للمرضى، وغذاء للأطفال، وأمن للنساء والمدنيين الأبرياء؟!
المشكلة ليست في العرب المؤمنين بالسلام، ولا غير المؤمنين به، وإنما كل المشكلة في إسرائيل التي تستخدم السلام كلعبة طويلة المدى تلعب بها على الفلسطينيين والعرب والعالم بأسره. وما اكتشفه العالم مؤخراً هو أن إسرائيل غير جادة بالسلام، وأن العرب عندما يتقدمون نحوها خطوة إلى السلام، فإنها تتراجع خطوتين إلى الوراء، وتضع كل أنواع العراقيل التي من شأنها منع التقدم، وأي خطوة في عملية السلام.
وما يجعل السعي إلى السلام مشكوكاً فيه هذه الأيام، أن من يمثل الجانب الإسرائيلي هو نتنياهو الذي يؤمن بإسرائيل الكبرى "من النيل إلى الفرات"! فهل يمكن أن يثق العرب به كهذا لبدء عملية السلام ووضع أيديهم في يده لتحريك سفينة السلام؟ بتقييم مبدئي تبدو هذه المحاولة "مهمة مستحيلة"، ولكن بما أن العرب يريدون إبداء حسن النية وفي الوقت نفسه، لا يريدون أن تعتقد الولايات المتحدة أن العرب من يعرقل العملية، فإنهم قبلوا بهذه المهمة المستحيلة.
كل محاولات السلام السابقة كشفت كيف أن إسرائيل تضع بقصد ربما من يسعون إلى السلام من العرب في وضع صعب أمام شعوبهم، وذلك عندما لا تلتزم إسرائيل بأي اتفاق فيبدو من سار في طريق السلام في موقف سيئ أمام الشارع، فيبدو أنه قدم التنازلات للعدو دون أي مقابل، ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك لتخوينه ووضعه في خانة المستسلم للعدو. وهناك مفكرون وسياسيون، بل وحتى أحزاب وجماعات ودول دفعت ثمن إيمانها بالسلام مع إسرائيل، لذا يجب الانتباه لهذه المصيدة الإسرائيلية، التي دفع ثمنها البعض بحسن نية في بعض الأحيان.
اليوم الأربعاء يفترض أن تبدأ جولة المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمباركة عربية وبقليل من التفاؤل العربي، وهذه المفاوضات ستستمر لمدة أربعة أشهر بعدها يفترض أن يكون للولايات المتحدة رأيها في الموضوع، الذي قد تفرضه على جميع الأطراف لضمان مصالحها في المنطقة التي يبدو أنها تتعرض للخطر... ولا أدري هل هو خبر جيد أو غير جيد أن الفلسطينيين والإسرائيليين، لن يجلسوا على طاولة المفاوضات هذه المرة، وإنما سيتفاوضون من خلال الوسيط الأميركي جورج ميتشل، ولا يخفى على أي من الطرفين أن الوصول إلى حلول في هذه المرحلة، يعني تقديم تنازلات كبيرة من الطرف الفلسطيني، ومن الطرف الإسرائيلي فقد يضطر الفلسطينيون إلى التنازل عن "حق العودة"، كما قد يضطر الإسرائيليون إلى تقديم تنازلات في موضوع "القدس"... وهاتان المسألتان في غاية الحساسية في الداخل الفلسطيني للداخل الإسرائيلي، وهذا ما يجعل البعض غير متفائل في هذه المرحلة.
يجب أن لا ينسى العرب، وهم يسعون بإخلاص إلى السلام، ويحاولون أن يبرهنوا للولايات المتحدة والعالم بأن لا مشكلة للعرب مع السلام، وإنما المشكلة لدى إسرائيل. ويجب أن لا ينسى العرب، وهم يقومون بهذه المهمة أن من يحتاج السلام، هي إسرائيل أما العرب فيريدون الأرض. فهذه هي المعادلة الحقيقية التي يجب أن تقوم عليها المفاوضات وعملية السلام. ويجب أن لا يسمح العرب للاسرائيليين بأن يقلبوا هذه المعادلة بحيث يظهر العرب وكأنهم يريدون السلام، وإن إسرائيل تسعى إلى أخذ المزيد من أراضي الفلسطينيين.
منذ أيام التقيت بكاتب صحفي أميركي كان يسأل عن المنطقة، ويسأل باستغراب، وربما باستنكار أو حتى ربما بقصد الاستفهام والاستعلام، لماذا القضية الفلسطينية، هي محور كل القضايا في المنطقة حتى طهران لا تتوقف عن الحديث عن القدس وفلسطين والمقاومة الفلسطينية على الرغم من أنها غير عربية؟! البعض في الغرب لا يستطيعون أن يستوعبوا أن قضية فلسطين هي الوتر الحساس، بل أكثر الأوتار حساسية في الجسم العربي والمسلم، وبالتالي فإن التلاعب به أو عليه، كان دائماً مؤثراً بشكل كبير إيجاباً أو سلباً... لكن يبدو أن الأميركيين باتوا يدركون أن جزءاً غير يسير من المعارضة والعداء، الذي تواجهه الإدارة الأميركية في العالمين العربي والإسلامي مرتبط بشكل رئيسي وأساسي بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني... عسى هذا الاكتشاف المتأخر يغير في الأمر شيئا.
محمد الحمادي
تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي، وكل الاتفاقيات والمعاهدات والمفاوضات تقول بأن الإسرائيليين يريدون فقط "الكلام" عن السلام، أما السلام الحقيقي وغير ذلك من الأمور التي تعيد الحقوق، وترضي النفوس فلا تفكر فيها كثيراً ويبدو أنها لا تهمهم، لذا يجب أن لا يصل العرب إلى مرحلة يكتشفون أنهم يعيش أوهام السلام في عقولهم ويعيشون واقع العدوان على أرض الواقع وبشكل يومي.
على مدى ستين عاماً كان العرب صفاً واحداً في مواجهة إسرائيل سواء كانوا كباراً أو صغاراً مثقفين أو أميين نساء أو رجالا، متدينين أو غير متدينين، ليبراليين أو محافظين، كل الشعب العربي كان له موقف واحد تجاه هذا الاحتلال الإسرائيلي. ومن خلال ما يحدث اليوم من حديث عربي جاد عن السلام وحديث إسرائيلي غير جاد، بل ومراوغ عن السلام، يبدو أن السنوات المقبلة ستشهد شقاً للصف العربي، إلى قسمين الأول، يعتقد بأن هناك أملاً في السلام مع إسرائيل، وآخر لا يؤمن بأي سلام معها.أنها صورة أخرى، ولكنها مكبرة لما يحدث في فلسطين هذه الأيام فالسلطة الفلسطينية تعتقد بأن هناك فرصة للسلام، وتسعى إليه ولا تتردد في تقديم بعض التنازلات أملاً في إنهاء حالة الحرب الدائمة والوصول إلى صيغة تعايش مع إسرائيل، وفي المقابل هناك حركة "حماس" وحركات المقاومة الأخرى، التي تعتقد أن لا سلام مع إسرائيل، والخاسر في هذا الوضع هي فلسطين والرابح تل أبيب!
العرب صادقون في سعيهم للسلام، فهل تضمن الولايات المتحدة التي تلاحق الدول العربية، وتدفعهم إلى السلام وتضغط عليهم بكل الطرق للجلوس مع الإسرائيليين على طاولة المفاوضات مرة بعد الأخرى؟ هل تضمن أن يسير الإسرائيليون في طريق السلام، وتلتزم إسرائيل بتعهداتها وتتوقف عن التوسع في الاستيطان، وفي الاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين وإشعال الحرب تلو الأخرى ضد أطفالهم ونسائهم؟ وهل تسمح لهم بالعيش الكريم، وهم الذين يعيشون حصاراً قاتلًا منذ سنوات لا يستطيعون بسببه توفير أساسيات الحياة اليومية من دواء للمرضى، وغذاء للأطفال، وأمن للنساء والمدنيين الأبرياء؟!
المشكلة ليست في العرب المؤمنين بالسلام، ولا غير المؤمنين به، وإنما كل المشكلة في إسرائيل التي تستخدم السلام كلعبة طويلة المدى تلعب بها على الفلسطينيين والعرب والعالم بأسره. وما اكتشفه العالم مؤخراً هو أن إسرائيل غير جادة بالسلام، وأن العرب عندما يتقدمون نحوها خطوة إلى السلام، فإنها تتراجع خطوتين إلى الوراء، وتضع كل أنواع العراقيل التي من شأنها منع التقدم، وأي خطوة في عملية السلام.
وما يجعل السعي إلى السلام مشكوكاً فيه هذه الأيام، أن من يمثل الجانب الإسرائيلي هو نتنياهو الذي يؤمن بإسرائيل الكبرى "من النيل إلى الفرات"! فهل يمكن أن يثق العرب به كهذا لبدء عملية السلام ووضع أيديهم في يده لتحريك سفينة السلام؟ بتقييم مبدئي تبدو هذه المحاولة "مهمة مستحيلة"، ولكن بما أن العرب يريدون إبداء حسن النية وفي الوقت نفسه، لا يريدون أن تعتقد الولايات المتحدة أن العرب من يعرقل العملية، فإنهم قبلوا بهذه المهمة المستحيلة.
كل محاولات السلام السابقة كشفت كيف أن إسرائيل تضع بقصد ربما من يسعون إلى السلام من العرب في وضع صعب أمام شعوبهم، وذلك عندما لا تلتزم إسرائيل بأي اتفاق فيبدو من سار في طريق السلام في موقف سيئ أمام الشارع، فيبدو أنه قدم التنازلات للعدو دون أي مقابل، ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك لتخوينه ووضعه في خانة المستسلم للعدو. وهناك مفكرون وسياسيون، بل وحتى أحزاب وجماعات ودول دفعت ثمن إيمانها بالسلام مع إسرائيل، لذا يجب الانتباه لهذه المصيدة الإسرائيلية، التي دفع ثمنها البعض بحسن نية في بعض الأحيان.
اليوم الأربعاء يفترض أن تبدأ جولة المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمباركة عربية وبقليل من التفاؤل العربي، وهذه المفاوضات ستستمر لمدة أربعة أشهر بعدها يفترض أن يكون للولايات المتحدة رأيها في الموضوع، الذي قد تفرضه على جميع الأطراف لضمان مصالحها في المنطقة التي يبدو أنها تتعرض للخطر... ولا أدري هل هو خبر جيد أو غير جيد أن الفلسطينيين والإسرائيليين، لن يجلسوا على طاولة المفاوضات هذه المرة، وإنما سيتفاوضون من خلال الوسيط الأميركي جورج ميتشل، ولا يخفى على أي من الطرفين أن الوصول إلى حلول في هذه المرحلة، يعني تقديم تنازلات كبيرة من الطرف الفلسطيني، ومن الطرف الإسرائيلي فقد يضطر الفلسطينيون إلى التنازل عن "حق العودة"، كما قد يضطر الإسرائيليون إلى تقديم تنازلات في موضوع "القدس"... وهاتان المسألتان في غاية الحساسية في الداخل الفلسطيني للداخل الإسرائيلي، وهذا ما يجعل البعض غير متفائل في هذه المرحلة.
يجب أن لا ينسى العرب، وهم يسعون بإخلاص إلى السلام، ويحاولون أن يبرهنوا للولايات المتحدة والعالم بأن لا مشكلة للعرب مع السلام، وإنما المشكلة لدى إسرائيل. ويجب أن لا ينسى العرب، وهم يقومون بهذه المهمة أن من يحتاج السلام، هي إسرائيل أما العرب فيريدون الأرض. فهذه هي المعادلة الحقيقية التي يجب أن تقوم عليها المفاوضات وعملية السلام. ويجب أن لا يسمح العرب للاسرائيليين بأن يقلبوا هذه المعادلة بحيث يظهر العرب وكأنهم يريدون السلام، وإن إسرائيل تسعى إلى أخذ المزيد من أراضي الفلسطينيين.
منذ أيام التقيت بكاتب صحفي أميركي كان يسأل عن المنطقة، ويسأل باستغراب، وربما باستنكار أو حتى ربما بقصد الاستفهام والاستعلام، لماذا القضية الفلسطينية، هي محور كل القضايا في المنطقة حتى طهران لا تتوقف عن الحديث عن القدس وفلسطين والمقاومة الفلسطينية على الرغم من أنها غير عربية؟! البعض في الغرب لا يستطيعون أن يستوعبوا أن قضية فلسطين هي الوتر الحساس، بل أكثر الأوتار حساسية في الجسم العربي والمسلم، وبالتالي فإن التلاعب به أو عليه، كان دائماً مؤثراً بشكل كبير إيجاباً أو سلباً... لكن يبدو أن الأميركيين باتوا يدركون أن جزءاً غير يسير من المعارضة والعداء، الذي تواجهه الإدارة الأميركية في العالمين العربي والإسلامي مرتبط بشكل رئيسي وأساسي بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني... عسى هذا الاكتشاف المتأخر يغير في الأمر شيئا.
محمد الحمادي
آخر تعديل: