فى جوهانزبوج تزيد فرص جرائم القتل 27 مرة بالمقارنة بلندن
مونديال 2010حلم الأستظافة وكابوس الفشل
مونديال 2010، تحد حقيقي تخوضه جنوب إفريقيا ومغامرة للحفاظ على سمعة القارة السمراء بأسرها، وليس مجرد بطولة لكرة القدم هي الأهم على مستوى العالم، يأتي ليثبت للعالم أن قارة إفريقيا لا تفتقر إلى القدرة على تنظيم مثل هذا الحدث، أو بمعنى أدق، ليثبت أنها قارة قادرة على الإحتفاظ بالأمل، وأنها تحتاج إلى فرصة.
البطولة السابقة، والتي إستضافتها ألمانيا عام 2006، أظهرت للعالم مدى إعتزاز الشعب الألماني بمقدرات بلاده، وهو ما تحاول جنوب إفريقيا أن تثبته، فالأمر ليس مجرد كرة قدم، ففوز جنوب إفريقيا ببطولة العالم لـ"الركبي" التي إستضافتها قبل 15عاما، دفعت رئيسها نيلسون مانديلا وقتها إلى القول للاعبين "أشكركم على ما حققتموه لصالح هذا الوطن"، حين ظهر مرتديا زي الفريق الشهير، فيما رد عليه قائد الفريق فرانسوا بينار "إنه لا شئ سيدي في مقابل ما قدمته أنت لهذا الوطن". الأمر الذي كان موحيا للدرجة التي دفعت الممثل والمخرج الأمريكي الشهير "كلينت ستوود" لإخراج فيلم يتحدث عن إلغاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، هو فيلم "انفيكتوس"، وبنى أحداثه على نضال مانديلا واللاعب بينار، قائد منتخب الراكبي.
وإذا كانت بطولة كأس العالم للركبي عام 1995 إيذانا بإنتهاء الفصل العنصري، فإن كأس العالم 2010 سيكون إشارة إلى تغيير غير مسبوق في تاريخ جنوب إفريقيا، للدرجة التي دفعت القس "ديزمونذ توتو" الحائز على جائزة نوبل للسلام، إلى التأكيد على أن كأس العالم 2010 سيوحد جنوب إفريقيا إلى الأبد، فهناك تحديات خطيرة تهدد جنوب إفريقيا، ولمن يعرف هذا البلد جيدا، يعلم أن وجود نيلسون مانديلا على قيد الحياة هو الدعامة الحقيقية للحفاظ على الوحدة، وهناك مخاوف مما قد يحدث بعد رحيله، لذا فإن المفكرين هناك يعتقدون أن حدث مثل مونديال 2010 قد يسهم في تلاشي تحقق هذا الكابوس الذي يزعج الجميع هناك.
الكثير من الأصوات قللت من قدرة جنوب إفريقيا على إستضافة المونديال، وركزت الشك
ستاد موزس مابهيدا وك في الأساس إلى عدم وجود البنية التحتية المناسبة لإستضافة الحشود الهائلة من الجماهير من جميع أنحاء العالم، أو وجود ملاعب وفنادق وخدمات تناسب الحدث، الأمر الذي تسبب في أكثر من مرة في ترويج شائعات بأن البطولة ستنقل إلى ألمانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي كان يحتاج دائما إلى نفي المسئولين هناك لتهدئة الجماهير المتعطشة للبطولة.
أزمة الملاعب في جنوب إفريقيا لم تعد أزمة بالمعنى المتعارف عليه، بعد أن نجحت في تجهيز عدد من الملاعب يعتبر أبرزها (ستاد موزس مابهيدا) في مدينة دربن، والذي يبعد عن وسط المدينة قرابة كيلو ونصف فقط، ويمكن للجماهير الوصول إليه عبر طريق خاص تم الإنتهاء من إعداده بموازاة الساحل، هذا الطريق يحتوي على جانبيه على عدد ضخم من المحال التجارية والفنادق، الأمر الذي يعتبره البعض فكرة رائعة لتحقيق فائدة مركبة، فالطريق يقود إلى الملعب الذي يسع 70 ألف مشجع، وفي الوقت نفسه سيحقق أرباح كثيرة ويوفر المئات من فرص العمل. ومن المفترض أن تستضيف مدينة دربن واحدة من مباريات نصف النهائي، وتجرى المباراة الأخرى في ستاد (جرين بوينت) في كيب تاون.
غير أن المشلكة في كيب تاون، هي أن العديد من الأصوات في جنوب إفريقا إنتقدت بناء الملعب الجديد قرب الساحل، والقيام بإخلاء أحياء كاملة من أجل إقامته، وربما لن يشفع أمام هذه الإنتقادات سوى مدى الروعة التي خرج بها الملعب، لكن تظل المخاوف بعد إنتهاء البطولة، وتحول الملعب إلى رمز يذكر بتاريخ أسود مرت به البلاد، خاصة مع تضرر الكثير من المواطنين هناك من بنائه.
وفي جوهانزبرج، المعقل الروحاني لكرة القدم في جنوب إفريقيا، يتم في هذه الأيام وضع اللمسات الاخيرة لملعب (سوكر سيتي)، الذي يتسع لقرابة 95 ألف مشجع، ستاد مستدير يغلب عليه اللون الأحمر، وعلى أحد جانبيه بنيت محطة حافلات هائلة، وعلى الجانب الاخر محطة قطارات لنقل المشجعين إلى وسط المدينة. الملعب يقع فوق تلال صناعية تذكر بعمليات التنقيب عن الذهب التي أدخلها البيض إلى البلاد، وتفصل بين جوهانزبرج وبين حي "سويتو" الفقير الذي يقطنه المواطنون السود.
ومنذ عام 2005، زادت الشرطة في جنوب إفريقيا من طاقتها البشرية وأضافت قرابة 55 ألف شرطي، من بينهم 41 ألفا سيأمنون المونديال، بعد أن خاضوا تدريبات للتعامل مع الجماهير بواسطة الشرطة الفرنسية، وهو أمر لا يريح البعض، خاصة إذا وضع في الإعتبار طبيعة تعامل الشرطة الفرنسية مع التجمعات البشرية في الأحداث الطارئة، ومثال على ذلك ما حدث مع جماهير مانشتسر يونايتد وفريق ليل الفرنسي في إحدى مباريات دوري الأبطال.
كما تزودت الشرطة بمروحيات جديدة ومتطورة، وتم تخصيص أماكن إحتجاز ستستخدم ضد المشجعين من مثيري الشغب، غير أن المشكلة تبقى، خاصة خارج إطار البطولة، حيث تخشى السلطات هناك ما قد يحدث خاصة مع إنتشار المشجعين الأجانب في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي دفع بعض الصحفيين هناك إلى ترويج مصطلح (هناك فرصة تبلغ 27 ضعفا للتعرض للقتل في جوهانزبرج بالمقارنة بلندن)، والمقصود هنا جرائم القتل لدوافع إجرامية.
مشكلة أخرى يخشاها الجميع في جنوب إفريقيا، وهي الخروج المبكر للمنتخب من المونديال، وإمكانية أن توصف بأنها الدولة الأسوأ تنظيما في تاريخ المونديال على الإطلاق، فلو كانت جنوب إفريقيا قد نجحت في التغلب على مشكلة الملاعب، وإستضافت المونديال الإفريقي الأول، ولكن تبقى قضية التمثيل المشرف للمنتخب، والمخاوف من عدم تجاوزه الدور الأول، الأمر الذي قد ينعكس في بلد مثل جنوب إفريقيا على العديد من النواحي الأخرى، التي قد تجعل من إستضافة المونديال كابوسا مخيفا.
ستاد كيب تاون
ستاد دربن
هل تعتقد أن جنوب أفريقيا ستحقق نجاحا تنظيميا في إستضافة مونديال 2010؟
مونديال 2010حلم الأستظافة وكابوس الفشل
مونديال 2010، تحد حقيقي تخوضه جنوب إفريقيا ومغامرة للحفاظ على سمعة القارة السمراء بأسرها، وليس مجرد بطولة لكرة القدم هي الأهم على مستوى العالم، يأتي ليثبت للعالم أن قارة إفريقيا لا تفتقر إلى القدرة على تنظيم مثل هذا الحدث، أو بمعنى أدق، ليثبت أنها قارة قادرة على الإحتفاظ بالأمل، وأنها تحتاج إلى فرصة.
البطولة السابقة، والتي إستضافتها ألمانيا عام 2006، أظهرت للعالم مدى إعتزاز الشعب الألماني بمقدرات بلاده، وهو ما تحاول جنوب إفريقيا أن تثبته، فالأمر ليس مجرد كرة قدم، ففوز جنوب إفريقيا ببطولة العالم لـ"الركبي" التي إستضافتها قبل 15عاما، دفعت رئيسها نيلسون مانديلا وقتها إلى القول للاعبين "أشكركم على ما حققتموه لصالح هذا الوطن"، حين ظهر مرتديا زي الفريق الشهير، فيما رد عليه قائد الفريق فرانسوا بينار "إنه لا شئ سيدي في مقابل ما قدمته أنت لهذا الوطن". الأمر الذي كان موحيا للدرجة التي دفعت الممثل والمخرج الأمريكي الشهير "كلينت ستوود" لإخراج فيلم يتحدث عن إلغاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، هو فيلم "انفيكتوس"، وبنى أحداثه على نضال مانديلا واللاعب بينار، قائد منتخب الراكبي.
وإذا كانت بطولة كأس العالم للركبي عام 1995 إيذانا بإنتهاء الفصل العنصري، فإن كأس العالم 2010 سيكون إشارة إلى تغيير غير مسبوق في تاريخ جنوب إفريقيا، للدرجة التي دفعت القس "ديزمونذ توتو" الحائز على جائزة نوبل للسلام، إلى التأكيد على أن كأس العالم 2010 سيوحد جنوب إفريقيا إلى الأبد، فهناك تحديات خطيرة تهدد جنوب إفريقيا، ولمن يعرف هذا البلد جيدا، يعلم أن وجود نيلسون مانديلا على قيد الحياة هو الدعامة الحقيقية للحفاظ على الوحدة، وهناك مخاوف مما قد يحدث بعد رحيله، لذا فإن المفكرين هناك يعتقدون أن حدث مثل مونديال 2010 قد يسهم في تلاشي تحقق هذا الكابوس الذي يزعج الجميع هناك.
الكثير من الأصوات قللت من قدرة جنوب إفريقيا على إستضافة المونديال، وركزت الشك
![cM6drkW3bwqg.jpg](/forum/proxy.php?image=http%3A%2F%2Fwww.1onetwo2.com%2Fuploads%2FcM6drkW3bwqg.jpg&hash=e3623ca4d61a0f753389dec677230905)
أزمة الملاعب في جنوب إفريقيا لم تعد أزمة بالمعنى المتعارف عليه، بعد أن نجحت في تجهيز عدد من الملاعب يعتبر أبرزها (ستاد موزس مابهيدا) في مدينة دربن، والذي يبعد عن وسط المدينة قرابة كيلو ونصف فقط، ويمكن للجماهير الوصول إليه عبر طريق خاص تم الإنتهاء من إعداده بموازاة الساحل، هذا الطريق يحتوي على جانبيه على عدد ضخم من المحال التجارية والفنادق، الأمر الذي يعتبره البعض فكرة رائعة لتحقيق فائدة مركبة، فالطريق يقود إلى الملعب الذي يسع 70 ألف مشجع، وفي الوقت نفسه سيحقق أرباح كثيرة ويوفر المئات من فرص العمل. ومن المفترض أن تستضيف مدينة دربن واحدة من مباريات نصف النهائي، وتجرى المباراة الأخرى في ستاد (جرين بوينت) في كيب تاون.
غير أن المشلكة في كيب تاون، هي أن العديد من الأصوات في جنوب إفريقا إنتقدت بناء الملعب الجديد قرب الساحل، والقيام بإخلاء أحياء كاملة من أجل إقامته، وربما لن يشفع أمام هذه الإنتقادات سوى مدى الروعة التي خرج بها الملعب، لكن تظل المخاوف بعد إنتهاء البطولة، وتحول الملعب إلى رمز يذكر بتاريخ أسود مرت به البلاد، خاصة مع تضرر الكثير من المواطنين هناك من بنائه.
وفي جوهانزبرج، المعقل الروحاني لكرة القدم في جنوب إفريقيا، يتم في هذه الأيام وضع اللمسات الاخيرة لملعب (سوكر سيتي)، الذي يتسع لقرابة 95 ألف مشجع، ستاد مستدير يغلب عليه اللون الأحمر، وعلى أحد جانبيه بنيت محطة حافلات هائلة، وعلى الجانب الاخر محطة قطارات لنقل المشجعين إلى وسط المدينة. الملعب يقع فوق تلال صناعية تذكر بعمليات التنقيب عن الذهب التي أدخلها البيض إلى البلاد، وتفصل بين جوهانزبرج وبين حي "سويتو" الفقير الذي يقطنه المواطنون السود.
ومنذ عام 2005، زادت الشرطة في جنوب إفريقيا من طاقتها البشرية وأضافت قرابة 55 ألف شرطي، من بينهم 41 ألفا سيأمنون المونديال، بعد أن خاضوا تدريبات للتعامل مع الجماهير بواسطة الشرطة الفرنسية، وهو أمر لا يريح البعض، خاصة إذا وضع في الإعتبار طبيعة تعامل الشرطة الفرنسية مع التجمعات البشرية في الأحداث الطارئة، ومثال على ذلك ما حدث مع جماهير مانشتسر يونايتد وفريق ليل الفرنسي في إحدى مباريات دوري الأبطال.
كما تزودت الشرطة بمروحيات جديدة ومتطورة، وتم تخصيص أماكن إحتجاز ستستخدم ضد المشجعين من مثيري الشغب، غير أن المشكلة تبقى، خاصة خارج إطار البطولة، حيث تخشى السلطات هناك ما قد يحدث خاصة مع إنتشار المشجعين الأجانب في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي دفع بعض الصحفيين هناك إلى ترويج مصطلح (هناك فرصة تبلغ 27 ضعفا للتعرض للقتل في جوهانزبرج بالمقارنة بلندن)، والمقصود هنا جرائم القتل لدوافع إجرامية.
مشكلة أخرى يخشاها الجميع في جنوب إفريقيا، وهي الخروج المبكر للمنتخب من المونديال، وإمكانية أن توصف بأنها الدولة الأسوأ تنظيما في تاريخ المونديال على الإطلاق، فلو كانت جنوب إفريقيا قد نجحت في التغلب على مشكلة الملاعب، وإستضافت المونديال الإفريقي الأول، ولكن تبقى قضية التمثيل المشرف للمنتخب، والمخاوف من عدم تجاوزه الدور الأول، الأمر الذي قد ينعكس في بلد مثل جنوب إفريقيا على العديد من النواحي الأخرى، التي قد تجعل من إستضافة المونديال كابوسا مخيفا.
![Q6P49kpczsn6.jpg](/forum/proxy.php?image=http%3A%2F%2Fwww.1onetwo2.com%2Fuploads%2FQ6P49kpczsn6.jpg&hash=8ad330cdef64e006277126c02fcb77e7)
![G5DKFW5RKsfB.jpg](/forum/proxy.php?image=http%3A%2F%2Fwww.1onetwo2.com%2Fuploads%2FG5DKFW5RKsfB.jpg&hash=b77714ebf9cc7a08fb925c38ffa425a6)
هل تعتقد أن جنوب أفريقيا ستحقق نجاحا تنظيميا في إستضافة مونديال 2010؟
آخر تعديل: