بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه يودع أحد نوابه على بعض أقاليم الدولة، فقال له: ماذا تفعل إذا جاءك سارق؟! قال: أقطع يده. قال عمر رضي الله عنه: إذاً، فإن جاءني جائع أو عاطل، فسوف يقطع عمر يدك. إنّ الله استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفتهم. فإذا أعطيناهم هذه النعم تقاضيناهم شكرها. يا هذا إن الله قد خلق الأيدي لتعمل ، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً، التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية.
***
رحم الله الفاروق ما أعدله
ليت شعري كيف يمر كثير من المسئولين والحكام في بلاد الإسلام على خبر مثل هذا دون أن يشعروا بالخجل ، ...
انه الحزم والقوة والرحمة ولين الجانب تجتمع في شخص عمر في ساعة يقف فيها يودع احد نوابه على الأقاليم يوصيه فيها برعيته خيرا ويسترهبه ويشعره بتلك الرقابة عليه في تسيير أموال العامة والرفق بهم
فيسأله عن حد من حدود الله منبها إياه أن هذا الأمر على خطورته وضرورة إقامته بالعدل بين الناس فإنه ينبغي أن يؤخذ بشيء من تحفظ في حال جور الحاكم وعدم وقوفه بالعدل والقسط الذي يضمن كرامة المسلم
وحريته وحقه في عيش تطيب به نفسه وترضاه
فهل يفقه هؤلاء الذي تربعوا على عروش الحكم في البلاد العربية هذه النظرة الاقتصادية العادلة في فرض الرقابة على من تولى أمرا من أمور المسلمين ....؟