القسام ـ خاص: الأسير يضع بذلك مسؤولية عظيمة على عاتقنا، هي مسؤولية تخليصه من براثن الاحتلال وإنقاذه من أغلال الأسر، لذا يجب أن تكون قضيتهم على رأس سلم أولويات جميع الفلسطينيين، فهم جميعاً أبناء فلسطين وضحوا من أجلها، وكذلك مسؤولية العناية بأسرهم وأهلهم بزيارتهم ورعايتهم وتكريمهم، وتقديم الدعم المعنوي والمادي لهم ومواساتهم في مشاعرهم وآلامهم، ومد يد العون إليهم وقضاء حوائجهم.
الميلاد والنشأة
ولد أسيرنا البطل المجاهد (صبحي العطار) في مدينة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة في التاسع من شهر مارس عام 1982م في أحضان أسرة مجاهدة ملتزمة بتعاليم الدين الحنيف، حيث رباه والده وأنشأه فيها على أخلاق الإسلام وصقل فيه آداب وأحكام القرآن الكريم، وأعده منذ صغره ليكون مجاهدا في سبيل الله عز وجل، ليرد ظلم الصهاينة المحتلين، أما أمه الحنون الرؤوم فقد أسقته لبن العزة والكرامة وأرضعته حليب الجهاد والتضحية، فكبر قويا عزيزا لا يخاف في الحق لومة لائم. لقد تعلم أسيرنا البطل صبحي من جدران وحوائط منازل الحي الذي نشأ وترعرع فيه كيف تكون الرجولة الحقة، وكيف يكون الأبطال وكيف يصنعون، فتعلم الثبات من الجدران الصامدة برغم تهالكها، وتعلم الشموخ والعزة من مآذن المساجد السامية، ليكبر رجلا فارسا نادرا ما يوجد أمثاله بين الرجال.
تعليمه
تلقى أسيرنا البطل المجاهد صبحي تعليمه الابتدائي في مدرسة "عمر بن الخطاب" ، ثم انتقل بعدها لدراسة المرحلة الإعدادية في مدرسة "بيت لاهيا"، أما المرحلة الثانوية فقد درسها في مدرسة "أبو عبيدة بن الجراح".:santa_1: وخلال الفترة التي قضاها أسيرنا في طلب العلم، اشتهر صبحي بين أقرانه وأصدقائه بعلو أخلاقه وحسنها، فهو الطالب المؤدب الهادئ صاحب الابتسامة الصافية العذبة، الذي يحب مساعدة الآخرين، وهو صاحب القلب الأبيض الكبير الذي يسامح الجميع، وكذلك كان حاله في الحي الذي كبر فيه، حيث عرف أيضا بصفاته النبيلة السامية، فهو المتواضع المحبوب، الذي لا يبخل على أحد بالنصيحة، الداعي إلى الخير والناهي عن المنكر والشر، يشارك أهل الحي في أفراحهم ويكون سندا وعونا لهم في أتراحهم.
علاقته بوالديه
صنع أسيرنا المجاهد صبحي لنفسه علاقة قوية متينة مع والديه، جعلت منه الابن المحبوب لديهما، فقد كان يمثل لهما كل شيء في المنزل، وكان بحق "صبحي" المنزل وركنه الأساسي، بضحكته العذبة الجميلة، وإطلالة المشرقة الذي كان يطل بها عليهم بكل بر وحنان وإحسان، منفذا أمر الله عز وجل حين قال :" وبالوالدين إحسانا". ولم تقتصر هذه العلاقة الأسرية التي صنعها أسيرنا المجاهد صبحي على والديه فحسب، بل امتدت لتطال إخوته وأخواته وجميع أفراد عائلته الذين كان يزورهم ويشاركهم في كل مناسباتهم.
عملية الاعتقال
تمت عملية اعتقال الأسير البطل المجاهد "صبحي العطار" أثناء الحرب الصهيونية على قطاع غزة والتي بدأت في 27/12/2008م وانتهت في 18/1/2009م بنصر أكرم الله به عباده المجاهدين الصادقين ورد به كيد الغزاة المجرمين، حيث أنه في يوم الثلاثاء الموافق 6/1/2009م وأثناء الاجتياح البري للقوات الصهيونية في منطقة بيت لاهيا، قامت القوات الصهيونية بمحاصرة منزل أسيرنا الذي كان فيه هو وزوجته وأبنائه، ونفذت القوات الصهيونية الخاصة عملية اقتحام للمنزل وألقت القبض على أسيرنا المجاهد صبحي.
المحاكمة ... والتهم الموجه للأسير
تم تقديم أسيرنا البطل (صبحي العطار) مرتين إلى المحاكم الصهيونية، وكانت آخر محكمة له بتاريخ 12/3/2009م حيث تم تأجيلها إلى إشعار آخر. والتهم الموجه لأسيرنا هي : 1. الانتماء لتنظيم إرهابي هو "حركة المقاومة الإسلامية –حماس-". 2. الانتماء لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. 3. مقاومة الاحتلال الصهيوني.
معاناة أهل الأسير
يعاني أهل أسيرنا البطل المجاهد (صبحي العطار) من عدم سماح قوات الاحتلال الصهيوني لهم بزيارة ابنهم في السجن منذ أن تم اعتقاله، حالهم في هذا حال جميع أهالي الأسرى من سكان قطاع غزة وذلك بسبب الحصار الظالم المفروض على القطاع عقب اختطاف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط"، وأيضا بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية –حماس- على قطاع غزة، والذي اعتبره الكيان الصهيوني بعدها "كيانا معاديا".
حياة الأسير في السجن
لا يعرف أهل أسيرنا عن حياة ابنهم صبحي في السجن أي شيء، وذلك لأنه لم يسمح لهم بزيارته بالمطلق منذ اعتقاله ولا حتى رؤيته، إلا أنه –كحال الأسرى كلهم- يخضع للتعذيب الشديد الغير إنساني الذي يمارسه الجنود الصهاينة بحق الأسرى الفلسطينيين. ولقد أرسل لذويه رسالة واحدة فقط من خلال "الصليب الأحمر الدولي" أخبرهم فيها أنه ما زال صامدا ولن يعطي الدنية في دينه ووطنه، وأنه سوف يعود إلى أحضانهم بإذن الله، ولن تكسر عزيمته ظلمة السجن والسجان.
حياة على أمل اللقاء ..
ويعيش أهل أسيرنا وزوجته وأبناءه على أمل احتضان صبحي مرة أخرى، يعدون الليالي والأيام ويحصون الدقائق والساعات، وهم يرقبون الأمل بأن يأتي الفرج القريب من الله على أيدي عباده المجاهدين، سائلين الله عز وجل أن يوفق المجاهدين لخطف الجنود الصهاينة من أجل تحرير الأسرى الأبطال من السجون الصهيونية
... فك الله قيد أسيرنا وصبر أهله وذويه ...
أسرانا الأبطال مهما طال ظلام القيد فلا بد أن تشرق شمس الحرية
... وهذا وعد القسام لكم ... سنذكركم وسيذكركم التاريخ ويصفكم بلأبطال على طول الزمان