التفاعل
306
الجوائز
73
- تاريخ التسجيل
- 2 أفريل 2010
- المشاركات
- 788
- آخر نشاط
- الأوسمة
- 6
جذور البلاء الحمراء
كثير من المذاهب الفكرية المعاصرة كانت نتيجة حتمية لذلك الصراع بين الكنيسة والمثقفين بشكل عام ، فلقد كان العقل الأوروبي يتقبل في القرن التاسع عشر كل ما فيه عداء للدين أو للتفكير الغيبي ،
وفي خضم تلك الأحداث ظهرت فكرة صراع العلم والدين ، وعداء الآلهة للإنسان
وكانت أسطورة بروميثوس (إله الصناعة والعلم) الذي أعطى العلم للإنسان، فغضب عليه كبير الآلهة زيوس أو جوبيتر، وطرده من حضرة الآلهة ، وربطه إلى قيد وثيق في أحد الجبال; تنهش الطيور كبده ولحمه نهارا ويعيده ليلا ليتلقى عذابه في اليوم التالي.
تلقى رواجا لدى خاصة المثقفين فضلا عن العامة بل أصبحت محرك العقل الأوربي
والمحور الذي تدور عليه أدبيات المثقفين من أشعار ومسرحيات تجسد صراع الإنسان المظلوم مع الآلهة المتجبرة الغاشمة
يقول ماركس في أطروحته التي كتبها سنة (1841م):
(ان الفلسفة تتبنى شعار (بروميثوس)، أنا ضد كل الآلهة. .
وفي ظل هذا الصراع كانت أوربا تبحث عن بديل للكنيسة ، فطرحت العقل بديلا عن إله الكنيسة لتسد ذلك الفراغ في حياتها عن طريق المدرسة العقلية المثالية بشقيها
1- شق هيجل الذي يؤمن بإله مع اضطراب في التصور ، فهيجل يؤمن بوجود إله لكنه يرى أن الإله هو العقل الكبير أو المطلق ، فيقول بصريحة العبارة :
(إن الأديان المختلفة ليست إلا مراتب مختلفة لنمو الفكر البشري وجلود ثعابين قشرها الإنسان عن نفسه).
2- والشق الثاني هو الشق الإلحادي الذي ينكر الإله بالمرة وزعيمه (فشتة)
ثم كانت المدرسة الحسية الوضعية التي يتزعمها
أوغست كومت التي اتخذت شعارا لها ، لا إيمان إلا بالمحسوس ، فلقد كان كومست يرى أن الفكر البشري لدى الفرد والنوع على السواء يمر بثلاث حالات :
1- اللاهوتية التي ترد تفسير الأحداث إلى الله.
2- الميتافيزيقية التي تفسر الأحداث لقوى ما وراء الطبيعة دون ذكر الله.
3- المرحلة الوضعية التي تفسر الأحداث بقوانين طبيعية حسية ولا تؤمن إلا بالمحسوس.
وانتهى الأمر إلى أن أصبحت تلك الأفكار في مرحلتها الأخيرة لتتجسد كحقيقة نهائية في تصور العقل البشري الأوربي..، فنادى فيرباخ (تلميذ كومت) بحلول الإنسان محل الله، وطالب أن تصبح الإنسانية هي المعبود الأكبر، وقال فيرباخ: ا
الله فكرتي الأولى، ثم العقل فكرتي الثانية ثم الإنسان بواقعيته فكرتي الثالثة والأخيرة
وفي تلك الأجواء المضطربة الهاربة من سطوة إله الكنيسة ظهرت الشيوعية كمرحلة نهائية لتلك الأفكار ، وكان ذلك الجائع اليهودي ماركس حفيد الحاخام اليهودي مردخاي قد اختمرت الفكرة جيدا في عقله المتحجر
ليعلنها صريحة بقوله :
إن تاريخ العالم هو تاريخ البحث عن الطعام .. ليدمر بمقولته بقية الكيان الإنساني المتماسك
لذلك فلا نعجب عندما نقرأ أن بعض علماء التاريخ يرون
أن الماركسية هي تفسير يهودي للتاريخ، ورؤيا توراتية تلموذية للحياة .
والشيوعية مبدأ يقوم على إثارة الثورات في العالم وعلى مبدأ العداء العام ، وتأجيج نار الحقد وإثارة روح الانتقام في قلوب العمال ضد الرأسماليين في كل مكان على وجه الأرض
يقول ماركس :
(إنه لا مفر من أن يكون المحرومون من الامتياز مستائين، ومن أن يكونوا أغلبية، وبذلك يكون عدم الاستقرار والثورات وحرب الطبقات وما سواهما، وليس الباعث على كل هذه العملية في النظام مبدأ من مبادىء العدالة، وإنما المبدأ السلبي المحض... مبدأ العداء).
والغريب في الأمر أن رؤوس الشيوعية في العالم اغلبهم من اليهود أو لهم صلة قوية باليهود ، ولا يزال اليهود حتى يومنا هذا يمدون كثيرا من الثورات بالمال والسلاح والأفكار ، وكانت الثورة البلشفية الانتصار الحقيقي لليهودية
وقد وجد اليهود في الشيوعية ملاذا آمنا يتسترون من ورائه لهدم كل مظاهر التحضر والإنسانية في العالم ..
جاء في قرار بني بيرث (أبناء العهد اليهودية) سنة (1939م) ما يلي :
(لقد نشرنا روح الثورية التحررية الكاذبة بين شعوب الغير، لإقناعهم بالتخلي عن أديانهم بل بالشعور بالخجل من الإعلان عن تعاليم هذه الأديان، ونجحنا في إقناع كثيرين بالإعلان جهارا عن إلحادهم الكلي وعدم الإيمان بخالق البتة، وأغويناهم بالتفاخر بكونهم أحفاد القرود -نظرية داروين- ثم قدمنا لهم عقائد يستحيل عليهم سبر أغوارها الحقيقية; كالشيوعية والفوضوية التي تخدم مصالحنا وأهدافنا) .
ويقول ريمون أرون أستاذ العلوم في المدنية المعاصرة في كوليج دو فرانس:
( وعلى هذا فإن الحركة الشيوعية تعمل على بعث الخرافات والأساطير اليهودية القديمة التي تراكم عليها غبار السنين .. )
وقد سطرت الشيوعية تاريخها بالدم الأحمر ، ونال المسلمون في العالم كله الحظ الأوفر من تلك الأسطر الحمراء
- ففي تركستان الشرقية : احتلتها الصين سنة (1934م) بمساعدة الجيش الأحمر الروسي، وقتلوا (ربع مليون مسلم) من المفكرين والعلماء والشباب.
وقامت الثورة الصينية سنة (1952م) فقتلت (122) ألفا من المسلمين.
2- في يوغسلافيا: أباد تيتو بعد الحرب العالمية من المسلمين (24) ألفا .
3- في القرم: أبادت الشيوعية سنة (1921م) (مائة ألف)، وهجروا (خمسين ألف) في عهد بيلاكون، وكان عدد مساجدها قبل احتلال روسيا لها زمن كاترينا الثانية (1554) مسجدا ، وعدد سكانها (5) ملايين، فما زالت تهجر وتقتل وتنفي إلى سيبريا حتى بقي منهم (3) مليون وبقي من المساجد (700) مسجد. وعندما جاء البلاشفة سنة (1920م) أغلقت المساجد، وشنت على أهل القرم حرب التجويع. فقد نشرت الأزفستيا (15) يوليو سنة (1922م) تقريرا للرفيق (كالينين) عن مجاعة القرم: (بلغ عدد الذين أصابتهم محنة الجوع في يناير (302090) مات منهم (14413).ارتفع عددهم في مارس (379000) مات منهم (12574). وارتفع عددهم في يونيو (392063) . وفي سنة (1946م) كان قد بقي من شعب القرم نصف مليون نفاهم ستالين إلى سيبريا.
القفقاس (بلاد الشيشان والشركس) : نفى ستالين إلى سيبريا وأذربيجان جميع الشعبين (800) ألف من الشيشان و (300) ألف من شعب كارة شاي و (250) ألفا من شعب كالموك . فهدمت المساجد وحولت إلى إصطبلات ودور للسينما ومراكز للحزب ودور للترفيه ونوادي، والمساجد الباقية في المناطق الأخرى تدفع ضرائب للدولة،
وقد ثبت بالإحصائيات الروسية: أن ستالين قد قتل11مليونا من المسلمين
إن الذين أبادتهم الشيوعية الحمراء من المسلمين يساوي أضعاف الذين قتلهم هتلر من اليهود الذين جعلوا من ذلك الحدث مأساة تعاطف معها حتى الحمقى من المنتسبين إلى الإسلام زورا وبهتانا ، فأين المسلمون اليوم ، وأين أرباب الفكر والرأي ليحدثونا عن هولوكست الشيوعية الحمراء وإبادتها للمسلمين ، إن الحقيقة التي يتغاضى عنها أشباه المثقفين سواء أكان ذلك عمدا أو جهلا أن الشيوعية ومن ورائها اليهودية العالمية استطاعت أن تسدل الستار في صمت عن ذلك الهولوكست الرهيب في بلاد المسلمين في شرق الكرة الارضية ..
قد يطول بنا الحديث في هذا الموضوع الذي في تصوري انه يحتاج إلى بسط أكثر من هذا الذي ذكرناه على عجل ونختم هنا بأقوال واحد من أولئك الذي اغتر بهم كثير من أشباه المثقفين فأصبح يمثل عنوانا للبطولة في تصورهم وما ذلك إلا عن قصور في فهم الأحداث وجوهر الحقيقة ،
يقول جيفارا
" أنا فى أدغال كوبا، حيا ومتعطشا للدماء."
" أمام أى شك، اقتلوا فورا"
"أطلق النار فلن تقتل سوى إنسان"
قلت هذا كلام ذئب يعوي في غابة متعطشا للدماء لا يمت لصفة المحارب بصلة ، بل لا علاقة له بصفة الانسانية والآدمية مطلقا
" الكراهية كعامل للصراع ، تدفع الإنسان ابعد من قيوده الطبيعية، محولة إياه إلى آلة قتل قاسية وفعالة وانتقائية وباردة الدم. هكذا يجب أن يكون جنودنا ."
ولم يسلم أصدقاءه الثوار من هذه الدموية .. فعلق تشي جيفارا بعض أصدقائه الثوار على أعواد المشانق
ويقول أيضا مصورا احد بطولاته المزعومة في قتل شخص بعينه ..
"أنهيت المشكلة بإعطاءه طلقة من مسدس عيار .32 على الجانب الأيمن من دماغه. فلهث قليلاً ثم مات وحال مواصلتي إزالة ممتلكاته الشخصية، لم استطع انتزاع الساعة المربوطة بسلسلة إلى حزامه. عندها قال لي بصوت ثابت ابعد مايكون عن الخوف: انتزعها بقوة فما أهميتها؟ فعلت ذلك وحاجياته الآن ملكي
لقد قتل جيفارا جنديه يوتميو بعد أن شك أنه خائن، شك لم يكن مُدعم بأي دليل، لكن أليس جيفارا القائل:
" أمام أى شك، اقتلوا فورا"، طبق هذا المبدأ ليُنهي حياة رجل من جنوده، لم يقتله فقط، بل قام بسرقة مُمتلكاته مُفتخرا بذلك ومدونا هذه الحادثة في مُذكراته فالعدل تفاصيل بورجوازية قديمة لا يأخذ بها جيفارا..وهل تعرف الذئاب الحمراء معنى للعدل
ويقول أيضا :
"لكي ترسل رجالاً إلى فرقة الإعدام، فالإثبات القضائي غير ضروري...فهذه الإجراءات هي تفاصيل برجوازية قديمة. هذه ثورة، والثوريون يجب أن يصبحوا آلات قتل باردة مدفوعة بالكره النقي. يجب ان نخلق علم تدريس الحائط
الاثبات القضائي غير ضروري .. ؟ هذا في عرف هؤلاء الذئاب الحمر بل حاشا الذئاب فلقد خدشنا كرامتهم بنسبة هؤلاء إليهم
بهذا التفكير الحيواني الأحمر المتحجر وبهذه العقلية الدموية سقط المسلمون تحت وطأة الشيوعية الحمراء...
فيا ليت قومي يعلمون
ـــــــــــ توقيع سراي علي
وللموضوع تتمة إن شاء الله