- إنضم
- 10 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 1,282
- نقاط التفاعل
- 524
- النقاط
- 51
- محل الإقامة
- سيدي خالد...بسكرة
- الجنس
- ذكر
حكاية وقصيدة ابو البقاء الرّندي في (رثاء الممالك)
هو او البقاء الرّندي شاعرٌ وكاتبٌ اندلسي
ولد سنة601 هجري وتوفي سنة 684 هجري شاهد وهو كهلٌ كبير سقوط معظم المدن والحصون الاسلامية في الاندلس
ماعدا غرناطة وما يحيط بها حيث اقاموا بنوا الاحمر دولتهم وكانت بلد الشاعر رندة واحدة من المدن التابعة لهذه الدولة
وقد ادرك ابو البقاء حياة الضياع والحروب التي كانت تدور رحاها في الاندلس معلنةً
عن سقوط اجمل حضارة ومنارةٌ عرفها التاريخ الا وهي دولة الاندلس
بكل ما حملت من نور وعلم للانسانية
وكانت نتيجة هذه الصدمة التي دوت في العالم العربي والاسلامي الكثير الكثير من نتاجات الشعراء
الذين بكو في الاندلس الاطلال يذكرونها ويمجدون تاريخها
ولكن ابو البقاء الرّندي الذي عاش هذه المرحلة من السقوط كان مدركا للواقع التي كانت تعيشه الامة
فقد كانت قصيدة (رثاء الممالك)التي امتازت بانها منظمة في نسيجها مرتبةً في افكارها
فقد استهلها الشاعر بحكمةٍ صدرت عن عاطفة هادئة عن تجربة في الحياة
واستهل الحديث عن سقوط الممالك بهذا البيت الذي يحمل الحكمة والعمق في روية الحدث..
لكُـلّ شـيء إذا ما تَم نُقصـانُ
فلا يغـرُّ بطيـب العَيش إنسـانُ
هي الأُمـورُ كما شاهَدتُهـا دُوَلٌ
مَن سَـرّهُ زمن سـاءَتـه أَزمـانُ
وهذه الـدارُ لا تُبقـي على أحـدٍ
ولا يَـدُومُ على حَـالٍ لَها شـأنُ
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ
إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ
كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ
وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ
وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب
وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له
حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك
كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه
وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ
يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة
وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
وللحوادث سُلوان يسهلها
وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له
هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ
حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً)
وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ (جَيَّانُ)
وأين (قُرطبة)ٌ دارُ العلوم فكم
من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ
ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما
عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ
كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية
قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما
فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ
حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ
إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ
أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها
وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً
كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ
كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ
لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ
فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم
قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ
وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبَّاتٌ لها هممٌ
أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ
أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم
واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ
عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ
لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما
كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت
كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً
والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يبكي القلبُ من كمدٍ
إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
هو او البقاء الرّندي شاعرٌ وكاتبٌ اندلسي
ولد سنة601 هجري وتوفي سنة 684 هجري شاهد وهو كهلٌ كبير سقوط معظم المدن والحصون الاسلامية في الاندلس
ماعدا غرناطة وما يحيط بها حيث اقاموا بنوا الاحمر دولتهم وكانت بلد الشاعر رندة واحدة من المدن التابعة لهذه الدولة
وقد ادرك ابو البقاء حياة الضياع والحروب التي كانت تدور رحاها في الاندلس معلنةً
عن سقوط اجمل حضارة ومنارةٌ عرفها التاريخ الا وهي دولة الاندلس
بكل ما حملت من نور وعلم للانسانية
وكانت نتيجة هذه الصدمة التي دوت في العالم العربي والاسلامي الكثير الكثير من نتاجات الشعراء
الذين بكو في الاندلس الاطلال يذكرونها ويمجدون تاريخها
ولكن ابو البقاء الرّندي الذي عاش هذه المرحلة من السقوط كان مدركا للواقع التي كانت تعيشه الامة
فقد كانت قصيدة (رثاء الممالك)التي امتازت بانها منظمة في نسيجها مرتبةً في افكارها
فقد استهلها الشاعر بحكمةٍ صدرت عن عاطفة هادئة عن تجربة في الحياة
واستهل الحديث عن سقوط الممالك بهذا البيت الذي يحمل الحكمة والعمق في روية الحدث..
لكُـلّ شـيء إذا ما تَم نُقصـانُ
فلا يغـرُّ بطيـب العَيش إنسـانُ
هي الأُمـورُ كما شاهَدتُهـا دُوَلٌ
مَن سَـرّهُ زمن سـاءَتـه أَزمـانُ
وهذه الـدارُ لا تُبقـي على أحـدٍ
ولا يَـدُومُ على حَـالٍ لَها شـأنُ
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ
إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ
كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ
وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ
وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب
وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له
حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك
كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه
وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ
يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة
وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
وللحوادث سُلوان يسهلها
وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له
هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ
حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً)
وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ (جَيَّانُ)
وأين (قُرطبة)ٌ دارُ العلوم فكم
من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ
ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما
عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ
كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية
قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما
فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ
حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ
إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ
أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها
وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً
كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ
كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ
لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ
فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم
قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ
وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبَّاتٌ لها هممٌ
أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ
أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم
واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ
عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ
لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما
كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت
كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً
والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يبكي القلبُ من كمدٍ
إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
آخر تعديل: