الحزب الإخواني (رأس الأفعى)

عبدالرحمن الأثري

:: عضو مُتميز ::
إنضم
4 ماي 2009
المشاركات
675
نقاط التفاعل
4
النقاط
17

الحزب الإخواني (رأس الأفعى)

أ- في رمضان الماضي صرح سمو الأمير نايف لجريدة السياسة الكويتية:

"إن مشكلاتنا كلها جاءت من (حزب الإخوان المسلمين) بعد أن لجأوا إلى المملكة فاستضافتهم وحمتهم وأوجدت لهم سبل العمل ولكنهم أخذوا يجندون الناس وينشئون التيارات ويسيئون إلى المملكة والله تعالى يقول: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} بل سببوا المشاكل في عالمنا العربي والإسلامي".

وفي تصريح لاحق للجريدة نفسها أكد سموه أن تاريخ الإخوان المسلمين يدل على أن "قصدهم القفز إلى الحكم وليس الدعوة إلى شرع الله وخير الإسلام والمسلمين".

ب- وهذا عين الحق والعدل والصواب، يؤيده أن من أهداف الحزب المعلنة: "استخلاص الحكم من أي حكومة لا تنفذ أمر الله بعد أن تنتشر مبادىء الإخوان وتسود وبعد أن تتوفر أسباب القوة الإيمان ثم الوحدة ثم السلاح" مجموعة رسائل حسن البنا، طبع المؤسسة الإسلامية ص169-171.

وكل الحكومات عند قادته لا تنفذ أمر الله.

"إنه ليست على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله" (في ظلال القرآن لسيد قطب ص2122 طبع دار الشروق).

وبخاصة في سياسة الحكم فقد حكم عليها سيد قطب بأنها "خرجت نهائياً من دائرة الإسلام منذ عهد المنصور العباسي بسبب الثراء الذي بدأ بداية صغيرة في عهد عمر وفشا فشواً ذريعاً في عهد عثمان" (العدالة الاجتماعية في الإسلام ص168-175) طبع دار الشروق.

ويؤيد اتهام سمو الأمير هذا الحزب بأنه "يهدف إلى القفز إلى الحكم لا الدعوة إلى شرع الله" مسارعة الحزب إلى تأييد ثورة الخميني ثم تأييد احتلال حزب البعث (وطاغوته) الكويت لعله يعطى جائزته.

ج- والحزب بلاشك لا يدعو إلى شرع الله بدليل:

1) تعريف حسن البنا الحركة بأنها "دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية" (مجموعة رسائله ص156-157)، المهم اجتذاب الجميع لاستخلاص الحكم من أيدي ولاته إلى أيدي القائمين على الحزب.

2) مناقضة فكر مؤسس الحزب شرع الله مناقضة صريحة لما ثبت في الصحيحين عن تحديد ونوع الموبقات، فهي في فكر حسن البنا: "الاستعمار، الخلافات السياسية والشخصية والمذهبية، الربا، الشركات الأجنبية، التقليد الغربي، القوانين الوضعية، الإلحاد والفوضى الفكرية، الشهوات والإباحية، فساد الخلق وإهمال الفضائل النفسية، ضعف القيادة وفقدان المناهج العلمية" (مذكرات الدعوة والداعية ص295-296).

وهي في الوحي من حديث من لا ينطق عن الفكر والهوى صلى الله عليه وسلم: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" متفق عليه.

3) مناقضة فكر الحزب شرع الله مناقضة صريحة لمحكم آيات الله عن تحديد ونوع أهم وصايا الخالق للمخلوق، فهي في فكر حسن البنا: "قم إلى الصلاة متى سمعت النداء، اتل القرآن أو طالع أو استمع إلى ذكر الله، اجتهد أن تتكلم العربية الفصحى فإن ذلك من تعاليم الإسلام، لا تكثر الجدل في أي شأن، لا تكثر الضحك، لا ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامع، تجنب غيبة الأشخاص وتجريح الهيئات، تعرف إلى من تلقاه من إخوانك، الواجبات أكثر من الأوقات فعاون غيرك على الانتفاع بوقته، وإن كانت لك مهمة فأوجز في قضائها"(1).

وهي في وحي الله من كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: {... أن لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق} {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق...} {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا..}.

وختمها الله تعالى بالأمر باتباع شريعة الوحي والنهي عن اتباع سبل الفكر والهوى فقال في سورة الأنعام: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}.

وقال في سورة الإسراء بعد ذكر هذه الوصايا بترتيبها: {ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً}.

4) مناقضة فكر الحزب شرع الله في كل رسالاته (ومع كل رسله) بإهماله نشر توحيد العبادة لله وحده والسنة ومحاربة الشرك الأكبر بالمقامات والمزارات والمشاهد ومادونه من البدع، وقد قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}، وقال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون}.

د- وقد بدأت مرحلة العنف في مناهضة السلطة الحاكمة باغتيال رئيس وزراء مصر مقابل اغتيال حسن البنا، ثم جاء سيد قطب ليقود العنف الفكري:

1) ظن أن وراثة الحكم "طعنة في قلب الإسلام ونظامه واتجاهه" (معركة الإسلام والرأسمالية ص155 طبع دار الشروق)، مع أن سليمان ورث الملك من أبيه داوود عليهما السلام وورث يزيد التابعي الملك من أبيه معاوية (الصحابي كاتب الوحي المحدث الفقيه الفاتح العظيم)، وأن أبا بكر عهد بالملك من بعده لعمر رضي الله عنهما وتكررت وراثة الحكم في القرون المفضلة.

2) وظن أن تغيير نظام الحكم هو طريق الإصلاح فحرض الشعب على الثورة: "الآن ينبغي أن تتولى الجماهير الكادحة المحرومة المغبونة قضيتها بيدها... إن أحداً لن يقدم لهذه الجماهير عوناً إلا أنفسها فعليها أن تعنى بأمرها ولاتتطلع إلى معونة أخرى" (معركة الإسلام والرأسمالية ص113).

3) وسن للثورة طريق الاشتراكية المخالفة لشرع الله: "للدولة أن تنتزع الملكيات والثروات جميعاً وتعيد توزيعها على أساس جديد ولو كانت هذه الملكيات قد قامت على أسس شرعية ونمت بوسائل شرعية" (المعركة ص44).

وأباح للدولة أن تأخذ نسبة من الربح أو من رأس المال. (المعركة ص 123).

وكان لسيد ما تمنى من تغيير نظام الحكم ونزع الملكيات وتأميم الثروات وتوزيع الأراضي الزراعية الخاصة على من لا يملكها ولم يتحقق الإصلاح بل تم تأميم الفقر وتحقيق الظلم.

وبعد أن "قربه قادة الثورة وعمل معهم 12 ساعة يومياًُ في بداية الثورة" وجعلوه "موضع ثقتهم ورشحوه لمناصب هامة وتشاوروا معه في مثل مسائل العمال والحركات الشيوعية التخريبية وفترة الانتقال والدستور واستغرق في العمل معهم حتى فبراير 1953 بدأ الخلاف بينهم (إداري) حول هيئة التحرير، ثم انضم الى جماعة الإخوان المسلمين وانتهى الأمر بسجنه ومحاكمته وشنقه لاعترافه بالتآمر لقتل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وثلاثة من كبار المسؤولين وتفجير محطة الكهرباء ونسف بعض الجسور دفاعاً عن الحزب وأعضائه" كما يقول في مذكرة التحقيق التي نشرها أنصاره في العدد الثاني ومابعده من جريدة (المسلمون) وطبعها أنصاره في (الشركة السعودية للأبحاث والتسويق) ضمن سلسلة كتاب الشرق الأوسط بعنوان (لماذا أعدموني) ص50-61.

وليس السبب ما أشاعه الحزب عن مطالبته بالحكم بما أنزل الله.

هـ- ونتيجة لفكر سيد قطب المكفر لجميع الأمة بالكبائر والصغائر، بل بالمباحات وتحريضه أتباعه على اعتزال الناس وهجر مساجدهم والانعزال في بيوتهم وفكرهم (انظر فكر سيد قطب بين رأيين مكتبة السنة في الخبر) بدأت الحركة الأم تفقد أبناءها الذين ضاقوا بنفسها الطويل فانعزلوا تحت عناوين جديدة (التكفير والهجرة، الجهاد، السروريين، القطبيين).

و- أما الفتنة الحاضرة فهي نتيجة لهذا كله وأساسه المناجزة لا المصابرة، وقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها 8407 بتاريخ 19/9/1422هـ اعترافاً صريحاً من أحد أكبر قادة ومفكري الفتنة الحاضرة (أيمن الظواهري) بأن فكر سيد قطب هو محرك الفتنة وبخاصة في كتابه الديناميت (معالم في الطريق) وكتابه (العدالة الاجتماعية) وهذا حق ينقصه ذكر كتابه (في ظلال القرآن) وكتابه (معركة الإسلام والرأسمالية)، وكانت هذه المملكة السوق الأولى والأهم لكتب سيد قطب يقوم على نشرها أخوه محمد قطب (المقيم في حي العزيزية في مكة) مطبوعة في دار الشروق في مصر ولبنان.

ز- وبعد أن كانت كتب سيد (وبخاصة في الظلال) تطبع وتوزع من قبل بعض المؤسسات الحكومية وتدرس في بعض معاهد التعليم (ومنها معهد الخطباء والأئمة التابع للرابطة في مكة) وتوضع في مكتبات المدارس والمساجد بل تذاع مقتطفات منها في الإذاعة (ذكر سيد ذلك في مذكرته للمحققين معه ص77) بدأ يظهر خطر ذلك واتخذت بعض الإجراءات التي قد تتلافى بعض هذا الخطر.

ولكن فكر سيد ولو لم ينسب إليه يسيطر على بعض الخطباء وعلى بعض الصحفيين والمثقفين والمفكرين في الإذاعة والتليفزيون ومن ذلك:

1) ادعاء أن الحرب على الإرهاب حرب على الإسلام والحق أنها حرب على المسلمين المشتركين في الإرهاب وعلى غير المسلمين كما حورب ماركوس وكما حورب البعث العراقي الملحد والرافضة الإيرانيون والصرب النصارى والشيوعيون وغيرهم.

2) تأكيد الأئمة في دعاء القنوت (والخطباء يوم الجمعة) أن المسلمين يواجهون اضطهاداً في الدين وهذه فرية لاوجود لها في بلد مسلم ولا كافر منذ طَرْد المسلمين من إسبانيا وأقرب شئ إلى الحقيقة منع أنور خوجة (الألباني الشيوعي) الصلاة في المساجد والكنائس والمعابد ومنع البعث العراقي دروس الدين للجميع في المساجد ثم للسلفيين خاصة (بعد غزو الكويت واحتلالها ثم تحريرها) لأنهم بفضل الله يقرون للسعودية. أما المساجد في أوروبا وأمريكا (بل وإسرائيل) فمفتوحة ليلاً ونهاراً.

3) وصف المنتحرين بأنهم شهداء مخالفة لشرع الله ولواقع حالهم فلا يجوز أن يقال فلان شهيد لمن لم يشهد له الوحي (بعينه) بذلك ولأنهم يقاتلون للحزب والأرض والهوية والقومية لا لتكون كلمة الله هي العلياء غالباً.

ح- وطريق الخلاص من هذه الفتنة محاولة إبعاد فكر التكفير والعنف وفقاً لشرع الله:

1) إجبار الخطباء يوم الجمعة على التزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في قصر خطبة الجمعة على الثوابت الشرعية، نشر التوحيد والسنن والتحذير من الشرك والبدع، وذكر الموت ومابعده من الحشر والحساب والجنة والنار، والتذكير بأيام الله وآلائه، وقراءة القرآن كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم من حديث أم هشام بنت حارثة بن النعمان.

ولم يذكر عنه مرة واحدة أن تكلم في خطبة الجمعة عن الحوادث والطوارئ والغزوات والمناسبات ولا ذكر عن غيره من الخلفاء القدوة والصحابة وأئمة الفقه في الدين (قبل الأفغاني ومحمد عبده).

وأئمة الحرمين لأنهم قدوة يجب أن يكونوا أول الملتزمين بشرع الله في ذلك.

2) تخصيص الندوات والدروس في وسائل الإعلام الحكومية والخاصة بعلماء المسلمين لا بالموصوفين بالمفكرين والمثقفين والحركييين.

3) تيسير الحصول على الإذن بإقامة الدروس والندوات في المساجد لمن هم أهل لها من الملتزمين بمنهاج النبوة ومنع الدروس في الاجتماعات الخاصة في الأماكن المغلقة كالاستراحات والمكتبات ودور القرآن الملحقة بالمساجد ليسهل مراقبتها واستفادة الجميع منها.

4) منع محمد قطب من نشر كتب أخيه في المملكة وبخاصة مدة إقامته فيها ومطالبته ودار الشروق باستعادة النسخ التي لم يتم بيعها.

5) إعادة النظر في تنظيم الرحلات المدرسية وجمعيات التوعية والمراكز الصيفية لضمان تخلصها وعدم عودتها إلى خدمة الفكر الضال.

6) عقد حلقات الدروس وتعليم القرآن في المصلى من المسجد ومنع فصلها عنه بغرف خاصة ليسهل مراقبتها واستفادة الجميع منها.

7) وهذه البلاد وهذه الدولة ـ بفضل الله ومنته ـ تميزت بتأسيسها للدعوة إلى التوحيد والسنة وخيرها في بقائها على العهد الذي أسست عليه (كما يكرر جميع ولاة أمره) وبخاصة في هذا العصر الذي قدر الله فيه العودة إلى الدين وتقوم الفتن باسمه جهلاً بحقيقته. حفظها الله وثبتها على دينه.

هامـــش:
(1) مع أن حسن البنا نقل عدد الوصايا العشر من رواية اليهود عن التوراة (المحرفة) فإن الرواية اليهودية كانت أقرب إلى شرع الله من فكره فقد بدأت بتحريم عبادة غير الله وثَنَّت بتحريم نحت التماثيل (تماثيل أي مخلوق) والسجود لها وقد بينت تحريم الزنى وتحريم السرقة وتحريم القتل وأمرت ببر الوالدين وهذه موافقة لشرع الله.

للشيخ سعد الحصين حفظه الله
 
فتح الرحمان في بيان طريقة عمل حزب الاخوان

[font=&quot]بارك الله فيك على حسن البيان لما وقع فيه حزب الإخوان من مكائد الشيطان ولتمام الفائدة إليكم إخواني تعريفا مختصرا للحركيين والذي يعد مبدأ عمل وطريقة نهج ينتهجها من كان حاله في التدبير و التقدير كحال هذه الحركة التي ضربت أطنابها في المجتمع الإسلامي فعثت في الأرض فساد وشقت عصا الطاعة و فرقت الجماعة وأثارت في الأمة البلابل والفتن وأورثتها كثيرا من المحن بعد القضاء على بهجة الأمن فصار المجتمع الإسلامي مضيقا عليه في أمر دينه فاقد بهجته بأمنه، بعدما كاد ينال السؤدد والسيادة بالأمن والإيمان[/font] .
[font=&quot]تعريف مختصر بـ الحركيين[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]الحركيُّون الإسلاميون هم قوم يعملون للإسلام فيما يظهر، ويرون أن الفقه في الدين غير كاف للقيام بذلك، حتى ينتمي كلُّ فرد إلى تنظيم دعويِّ، يؤمرُ فيه ويُنهى، ويسمعُ ويُطيع، والغالبُ أن ذلك يصحبه بيعة وعهدٌ ولو كان في دولة عليها سلطانٌ مسلم، ولهذا نفهم سبب تسميتهم بالحركيِّين؛ إذ سوء ظنِّهم بالفقه في الدين جعلهم يتصورون أنه لا يحرك، أي لا يحرك نحو الانقضاض على عروش السلاطين، وأن الفقهاء أشبه بالدراويش ما لم تنتظمهم الحركة؛ لأنهم يصبحون - في زعمهم[/font][font=&quot] - [/font][font=&quot]أدوات في أيدي حكَّامهم وهم لا يدرون[/font][font=&quot].

[/font]
[font=&quot]وأما الحركة فإنها تُبصِّرهم بتخطيطات الحكام وعيوب الأنظمة، وتفتح أعينهم على فقه هم في عماية عنه، ألا وهو "فقه الواقع"، هؤلاء هم الحركيون أينما اتَّجهت، فهم إذاً يتحركون باسم الإسلام لإسقاط عروش الأمراء والسلاطين الذين يرونهم غير عادلين، فهم في ظواهرهم للإسلام يتحركون، وفي بواطنهم على السلطة يتحرَّقون؛ بدليل أنَّهم لا يُراعُون حدود الله في حركتهم هذه، وإذا تعارضت عواطفهم مع الضوابط الشرعية قدموا عواطفهم، ألا ترى أنَّهم يرفضون رفضاً باتَّاً حُكم الله في تحريم الخروج على الوالي المسلم الجائر، ويُوهمون الناس أن ذلك إذلالٌ للشعوب !!،وقد تجد منهم من هو مستعدٌّ لقبول كل شيء من عقيدة السلف إلاّ هذه المسألة، فإن قلوبهم تغلُّ عليها، مع أن النبي - صلى الله عليه و سلم - قد أخبر أن المؤمن قد طهر قلبه من هذا النوع من الغلّ لولاة الأمر، فقال : " ثلاث خصالِ لا يَغِلُّ عليهنَّ قلب مسلم أبداً: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإنَّ دعوتهم تُحيط بهم من ورائهم )). رواه الترمذي (2582) وغيره وهو صحيح، وأصله عند مسلم (1715[/font][font=&quot]).

[/font][font=&quot]قال ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (ص79): " أي: لا يحمل الغل ولا يبقى فيه مع هذه الخصال، فإنها تنفي الغل والغش ومفسدات القلب وسخائمة. فالمخلص لله إخلاصه يمنع غل قلبه ويخرجه ويزيلة جملة، لأن قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه، فلم يبق فيه موضع للغل والغش[/font][font=&quot].

[/font][font=&quot]وقوله: (لزوم جماعتهم) هذا -أيضاً- مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويسوؤه ما يسوؤهم، ويسره ما يسرهم. وهذا بخلاف من انحاز عنهم، واشتغل بالطعن عليهم، والعيب والذم لهم، كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم؛ فإن قلوبهم ممتلئة غلاًّ وعشّاً، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشًّهم للأئمة والأمة، وأشدّهم بعداً عن جماعة المسلمين[/font][font=&quot] ".

[/font][font=&quot]ومن عرف دعوة الحركيِّين عرف عشَّهم لهذه الثلاث[/font][font=&quot]:

[/font][font=&quot]فأما غشهم للتوحيد، فلأنَّهم من أبعد الناس عن الاعتناء به، حتى إنهم لينهون عنه إذا توهموا أنه سبب في تفريق الجماهير عنهم، بل إنك لتجدُ من رءوسهم من لا يفرِّق بين الشرك والتوحيد[/font][font=&quot].

[/font][font=&quot]وأما غشُّهم لولاة الأمور فهم أنشط الناس في العمل للإنقضاض على سلطانهم، بل ما قامت حركتهم إلا لذلك[/font][font=&quot].

[/font][font=&quot]وأما غشهم لجماعة المسلمين، فجميع الاضرابات التي تحصل لبلاد الإسلام هم وراءها، بل السِّمة الغالبة عليهم أنّهم لا يُجمِّعون الجماهير إلا [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]لتوعيتهم!" ضدَّ السلطان، ولا يكادون يتراجعون ولو رأوا الشعوب تتقلب ما بين سجن وقتل ونهب؛ لأن من أصولهم التي يغشون بها الشعوب أنه لا بأس بل لا بد من حرق جيل للتَّمكين لمن بعده[/font]
[font=&quot] !!

[/font][font=&quot]هذه المسألة تغل قلوبهم عليها، وكذا ما تفرَّع عنها من مسائل الفقه والأحكام العملية التي تخدم هذا الهدف الحركيَّ، كالبيعة والعمل السياسي والتحزب بشقيه الدعوي والبرلماني، والتمثيل والمسرح والأناشيد وغيرها[/font][font=&quot] ...

[/font][font=&quot]وتزهقُ روح الحركي ولا يحرم هذه التي هي روح دعوته، لذا فإن مناقشته فيها تعدُّ من قبيل مناقشة عجائز المسلمين في أصول الدين[/font][font=&quot].

[/font][font=&quot]والحركي سهل التميُّز بشاراته المعروفة، وذلك في أيِّ بلد وجد؛ فإنك تراه محترقاً في التكتيل، ولو على غير سبيل، شديد الاهتمام بواقع الحكومات، نَهماً في مطاردة أخبارها، مولعاً بتصديق أيِّ خبر في مثالبها، حريصاً على بثها، سريعاً في تزكية من يقوم بمواجهتها، غير عابئ بمسائل التوحيد إلا ما كان من قبيل توحيد "الحاكمية!!"، والسنة عنده قشور، والفقه في الدين علمٌ أكل عليه دهور[/font]
[font=&quot] !!

[/font][font=&quot]المرجع: كتاب: "خرافة حركي" للشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري صاحب كتاب مدارك النظر في السياسة بتقريض الألباني والعباد وثناء العثيمين والفوزان[/font][font=&quot].[/font]
 
آخر تعديل:

شافاك الله وعافاك

لا بأس عليك ... طهورا إن شاء الله


لا تنسى تبلغ سلامنا الحار لسمو الهايف
 
[font=&quot]بارك الله فيك على حسن البيان لما وقع فيه حزب الإخوان من مكائد الشيطان ولتمام الفائدة إليكم إخواني تعريفا مختصرا للحركيين والذي يعد مبدأ عمل وطريقة نهج ينتهجها من كان حاله في التدبير و التقدير كحال هذه الحركة التي ضربت أطنابها في المجتمع الإسلامي فعثت في الأرض فساد وشقت عصا الطاعة و فرقت الجماعة وأثارت في الأمة البلابل والفتن وأورثتها كثيرا من المحن بعد القضاء على بهجة الأمن فصار المجتمع الإسلامي مضيقا عليه في أمر دينه فاقد بهجته بأمنه، بعدما كاد ينال السؤدد والسيادة بالأمن والإيمان[/font] .
[font=&quot]تعريف مختصر بـ الحركيين[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]الحركيُّون الإسلاميون هم قوم يعملون للإسلام فيما يظهر، ويرون أن الفقه في الدين غير كاف للقيام بذلك، حتى ينتمي كلُّ فرد إلى تنظيم دعويِّ، يؤمرُ فيه ويُنهى، ويسمعُ ويُطيع، والغالبُ أن ذلك يصحبه بيعة وعهدٌ ولو كان في دولة عليها سلطانٌ مسلم، ولهذا نفهم سبب تسميتهم بالحركيِّين؛ إذ سوء ظنِّهم بالفقه في الدين جعلهم يتصورون أنه لا يحرك، أي لا يحرك نحو الانقضاض على عروش السلاطين، وأن الفقهاء أشبه بالدراويش ما لم تنتظمهم الحركة؛ لأنهم يصبحون - في زعمهم[/font][font=&quot] - [/font][font=&quot]أدوات في أيدي حكَّامهم وهم لا يدرون[/font][font=&quot].

[/font]
[font=&quot]وأما الحركة فإنها تُبصِّرهم بتخطيطات الحكام وعيوب الأنظمة، وتفتح أعينهم على فقه هم في عماية عنه، ألا وهو "فقه الواقع"، هؤلاء هم الحركيون أينما اتَّجهت، فهم إذاً يتحركون باسم الإسلام لإسقاط عروش الأمراء والسلاطين الذين يرونهم غير عادلين، فهم في ظواهرهم للإسلام يتحركون، وفي بواطنهم على السلطة يتحرَّقون؛ بدليل أنَّهم لا يُراعُون حدود الله في حركتهم هذه، وإذا تعارضت عواطفهم مع الضوابط الشرعية قدموا عواطفهم، ألا ترى أنَّهم يرفضون رفضاً باتَّاً حُكم الله في تحريم الخروج على الوالي المسلم الجائر، ويُوهمون الناس أن ذلك إذلالٌ للشعوب !!،وقد تجد منهم من هو مستعدٌّ لقبول كل شيء من عقيدة السلف إلاّ هذه المسألة، فإن قلوبهم تغلُّ عليها، مع أن النبي - صلى الله عليه و سلم - قد أخبر أن المؤمن قد طهر قلبه من هذا النوع من الغلّ لولاة الأمر، فقال : " ثلاث خصالِ لا يَغِلُّ عليهنَّ قلب مسلم أبداً: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإنَّ دعوتهم تُحيط بهم من ورائهم )). رواه الترمذي (2582) وغيره وهو صحيح، وأصله عند مسلم (1715[/font][font=&quot]).

[/font][font=&quot]قال ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (ص79): " أي: لا يحمل الغل ولا يبقى فيه مع هذه الخصال، فإنها تنفي الغل والغش ومفسدات القلب وسخائمة. فالمخلص لله إخلاصه يمنع غل قلبه ويخرجه ويزيلة جملة، لأن قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه، فلم يبق فيه موضع للغل والغش[/font][font=&quot].

[/font][font=&quot]وقوله: (لزوم جماعتهم) هذا -أيضاً- مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويسوؤه ما يسوؤهم، ويسره ما يسرهم. وهذا بخلاف من انحاز عنهم، واشتغل بالطعن عليهم، والعيب والذم لهم، كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم؛ فإن قلوبهم ممتلئة غلاًّ وعشّاً، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشًّهم للأئمة والأمة، وأشدّهم بعداً عن جماعة المسلمين[/font][font=&quot] ".

[/font][font=&quot]ومن عرف دعوة الحركيِّين عرف عشَّهم لهذه الثلاث[/font][font=&quot]:

[/font][font=&quot]فأما غشهم للتوحيد، فلأنَّهم من أبعد الناس عن الاعتناء به، حتى إنهم لينهون عنه إذا توهموا أنه سبب في تفريق الجماهير عنهم، بل إنك لتجدُ من رءوسهم من لا يفرِّق بين الشرك والتوحيد[/font][font=&quot].

[/font][font=&quot]وأما غشُّهم لولاة الأمور فهم أنشط الناس في العمل للإنقضاض على سلطانهم، بل ما قامت حركتهم إلا لذلك[/font][font=&quot].

[/font][font=&quot]وأما غشهم لجماعة المسلمين، فجميع الاضرابات التي تحصل لبلاد الإسلام هم وراءها، بل السِّمة الغالبة عليهم أنّهم لا يُجمِّعون الجماهير إلا [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]لتوعيتهم!" ضدَّ السلطان، ولا يكادون يتراجعون ولو رأوا الشعوب تتقلب ما بين سجن وقتل ونهب؛ لأن من أصولهم التي يغشون بها الشعوب أنه لا بأس بل لا بد من حرق جيل للتَّمكين لمن بعده[/font]
[font=&quot] !!

[/font][font=&quot]هذه المسألة تغل قلوبهم عليها، وكذا ما تفرَّع عنها من مسائل الفقه والأحكام العملية التي تخدم هذا الهدف الحركيَّ، كالبيعة والعمل السياسي والتحزب بشقيه الدعوي والبرلماني، والتمثيل والمسرح والأناشيد وغيرها[/font][font=&quot] ...

[/font][font=&quot]وتزهقُ روح الحركي ولا يحرم هذه التي هي روح دعوته، لذا فإن مناقشته فيها تعدُّ من قبيل مناقشة عجائز المسلمين في أصول الدين[/font][font=&quot].

[/font][font=&quot]والحركي سهل التميُّز بشاراته المعروفة، وذلك في أيِّ بلد وجد؛ فإنك تراه محترقاً في التكتيل، ولو على غير سبيل، شديد الاهتمام بواقع الحكومات، نَهماً في مطاردة أخبارها، مولعاً بتصديق أيِّ خبر في مثالبها، حريصاً على بثها، سريعاً في تزكية من يقوم بمواجهتها، غير عابئ بمسائل التوحيد إلا ما كان من قبيل توحيد "الحاكمية!!"، والسنة عنده قشور، والفقه في الدين علمٌ أكل عليه دهور[/font]
[font=&quot] !!

[/font][font=&quot]المرجع: كتاب: "خرافة حركي" للشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري صاحب كتاب مدارك النظر في السياسة بتقريض الألباني والعباد وثناء العثيمين والفوزان[/font][font=&quot].[/font]



بارك الله فيك اخي على الاضافة والاثراء
 
شكرااا على الموضوع
شفاك الله وعفك من المرض
وشكرااا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top