بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من أبطال ثورة التحرير الجزائرية
إلى أبطال ثورة التحرير العراقية
من أبطال ثورة التحرير الجزائرية
إلى أبطال ثورة التحرير العراقية
ماذا لو تصورنا أننا طرحنا بعض الأسئلة على أبطال وشهداء ثورة التحرير الجزائرية من أمثال مصطفى بن بولعيد والعربي بن المهيدي وعميروش والجيلالي بونعامة والعقيد لطفي حول المقاومة الوطنية العراقية؟ ما هي إجابتهم المتوقعة؟ ما هي رسالتهم إلى أبطالنا وقرة أعيننا في المقاومة الوطنية العراقية؟ وماذا لو طرحنا نفس الأسئلة عمن لا يزال حيا من الذين أفنوا زهرة شبابهم في جبال الجزائر يقاتلون الاستعمار الفرنسي؟،
لقد كان شعبنا في العراق يعيش ثورة التحرير الجزائرية كما في سوريا و مصر وفي كل الوطن العربي رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها شعبنا العربي، وكان يجود بسخاء لفائدة الجزائريين ولفائدة ثورة التحرير الجزائرية لأنه كان يؤمن بأنها ثورة العرب وليست لقطر بعينه، ولقد وصل الأمر بالعراقيين إلى اقتطاع نسبة معتبرة من ميزانية الدولة العراقية لصالح الجزائريين، أي من أجور موظفي الدولة. وكان الأستاذ المرحوم بسطنجي المجاهد الجزائري وفقيد الثورة العراقية، ينتهز الفرص في المناسبات ليذكر الجزائريين والشباب الجزائري بفضل العرب والعراقيين على الخصوص ويفخر بما قدمه شعبنا في العراق من دعم مادي ومعنوي لثورة التحرير الجزائرية. لقد كان المرحوم وهو لا يقوى على المشي وقد أصابه مرض عضال يحرص على حضور المناسبات الداعمة للثورة العراقية ليؤكد على التواصل فيما بين جيل ثورة التحرير الجزائرية وجيل أبنائهم وإخوانهم في المقاومة الوطنية العراقية. كان رحمه الله يحمل رسالة إخوانه وأحبائه الذين استشهدوا في ميدان الشرف إلى الثورة العراقية الباسلة، وكان كله إيمان بحتمية انتصار المقاومة الوطنية العراقية والشعب العراقي وعودة العراق إلى دوره الطليعي في الأمة.
هكذا كان المرحوم بسطنجي المجاهد الجزائري الوفي لذكرى إخوانه الذين استشهدوا في ساحة المعركة أو تحت التعذيب مثل العربي بن المهيدي وعميروش وسي الحواس والآخرين الكثيرين. ثورة العراقيين هي ثورتنا، ويجب أن ندعمها ماديا ومعنويا، ولأبطالنا في الثورة العراقية المباركة حق وواجب علينا. وإذا لم نف بالتزاماتنا تجاهها يكون قد طرأ خلل ما في تكويننا النفسي وفي وروحنا وتاريخنا الجهادي. ألم يكن الجزائريون يتباهون بأن بلادهم التي افتكوها من الإستيطان الغربي الاستعماري بالحديد والنار والدم قلعة للثوار والأحرار في العالم وليس في الوطن العربي فحسب؟ إنه العراق وبغداد عاصمة الحضارة العربية والإسلامية. أين نحن الآن من ذلك؟ أم أنها الأيام... والنار تلد الرماد كما يقال؟ إن الحماس والفوران الشعبي المؤقت والدعاء في خطب الجمعة لا يقدم ولا يؤخر ما لم يعقبه عمل مؤسساتي منظم لدعم المقاومة العراقية أو الفلسطينية. ما هي نتيجة التهييج الإعلامي والتهيج الشعبي لمناصرة غزة؟ هل كف العدو عن عدوانه المخطط والمحسوب النتائج والعواقب. إن التحريض الإعلامي ضد الأعداء مهم جدا ولكن يجب أن يكون جزءا من عمل منظم ودؤوب ومتصاعد لدعم المقاومة العربية في العراق وفلسطين وفي أماكن أخرى من وطننا العربي. إن التهييج الإعلامي والتهيج الشعبي بلا عمل فعلي منظم قد يعود علينا بالوبال لأنه يكون حينذاك مجرد تنفيس ولا يختلف في شيء عن حفلات وطقوس الإنسان البدائي. لقد أصبح العدو يختلق حالات لتهييجنا واللعب بعقولنا لأنه يعلم بأننا سوف لن نستمر طويلا في العمل الجاد لأشهر وسنوات وأجيال للدفاع عن مستقبلنا وثرواتنا وأمننا القومي المستباح دوليا وإقليميا.
هل المجاهد الجزائري الذي نذر حياته لشعبه وأمته يقبل بالهيجان الوقتي العقيم والخطب الرنانة في المناسبات؟ ثم هل يقبل بأن يعود كل منا بعد كل مناسبة قومية أو مظاهرة أو تجمع إلى بيته راضيا مرضيا وقد أخرج ما في جوفه من حنق وغضب على الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية؟ إن التحديات أخطر ومصيرنا كأفراد وجماعات في مهب الريح، وغير مجد في ملتي واعتقادي الانغماس في همومنا اليومية التي لا شك في أهميتها وعدم تخصيص شيء من المال والجهد والعمل لنصرة قضايانا المصيرية في العراق وفلسطين وفي السودان وفي كل وطننا العربي.
سألت يوما أحد ضباط ثورة التحرير وأبطالها الكبار في جبال الونشريس غرب الجزائر العاصمة، عما يقوله لأبطال الثورة العراقية المسلحة، فتنهد وكأنه طعن بخنجر في القلب، قائلا بكلام في غاية الإيجاز أنه لا حل إلا بتقديم التضحيات.... وأنه يقول لهم أن لا تراجع ولا عودة إلى الخلف.... الكفاح المسلح هو الحل الوحيد لإعادة العراق وثروات العراق لأصحابه من اليتامى والأرامل والمعطوبين والرضع، وكل ادعاء لا يدعم الكفاح المسلح يصب في صالح العدو. هذه هي عقيدة المجاهد الجزائري، وهذه عقيدة المجاهد العراقي، وهذا هو منطق الشعوب.
ولقد سبق لي أن تكرر لقائي مع شيخ، عرفت أن اسمه عمي إبراهيم وأنه من إحدى ولايات الشرق الجزائري، وأنه كان في جيش التحرير الجزائري. كان يتكلم بلغة هادئة ومتزنة وبدارجة جزائرية أقرب إلى الفصحى. وتطرقنا إلى تاريخه الجهادي فقال فيما معناه: إنه معروف في منطقتهم باسم :"إبراهيم الروج" أي "ابراهيم الأحمر" للونه الأحمر وأضاف أنه عمل على تنقيتها وتطهيرها من المعمرين الفرنسيين وعملائهم، ويقصد "الحركى والبياعين" أي أدوات الاستعمار وعيونه. والمنطقة حاليا مركز إحدى ولايات الشرق الجزائري المعروفة. وسألته كالعادة عن الرسالة التي يود أن يوجهها إلى المجاهدين العراقيين، فكان جوابه بلهجة حازمة وقوية ومختصرة كعادة المجاهدين على شاكلته الذين يحسنون الفعل وقليلا ما يتكلمون، فقال حرفيا" لقد دخلتم التاريخ من بابه الواسع"....و أضاف فيما معناه" إلى الأمام، فنحن قوم لا نعود إلى الخلف". وهذا يذكرني بطرفة سمعتها في الجزائر عن الرئيس الشهيد صدام حسين، وهي أنه كان يوما في إحدى العمارات في العراق، فتصادف أن التقى بأحد الأشخاص فسأله عن وجهته فأجاب بأنه ينزل أو يهبط من العمارة في اتجاه كذا...فأجابه الرئيس الشهيد: " استعمل كلمة الصعود.... فنحن قوم نسير دائما إلى الأعلى.". إنها إرادة المجاهد المعبر بصدق عن إرادة الشعب والأمة التي لا تعرف إلا السير إلى الأمام وحتى في ظروف الانحطاط والبلاء العظيم.
إن المجاهدين الجزائريين يباركون المقاومة الوطنية العراقية، فبطل الونشريس الذي قاد إحدى العمليات التي كان لها وقع كبير إعلاميا وسياسيا انتهت بأسر عدد كبير من جنود الاستعمار الفرنسي يدرك جيدا مكانة المجاهد العراقي وبطولاته، وكذلك عمي إبراهيم الذي دوخ الاحتلال في إحدى مدن شرق الجزائر، والذي كان بليغا جدا عندما قال عن أهله وأبنائه في المقاومة الوطنية العراقية أنكم "دخلتم التاريخ من بابه الواسع"، ولو قالها غير مجاهد جزائري صنديد لكانت كلاما عاديا ولكن أن يقولها أشخاص عانوا حربا شرسة، ولا يتكلمون إلا قليلا، فإن لها دلالتها ومغزاها العميق. هذه هي نظرة المجاهد الجزائري الذي كافح في الجبال الجزائرية إلى أبطالنا في المقاومة الوطنية العراقية. لتنعت الفضائيات البائسة مجاهدينا وأبطالنا في العراق بالمسلحين أو ما شابه ذلك ولتصف شهداءنا الأبرار بالقتلى، لأن ذلك لا معنى له دينيا ووطنيا. إن صوت المجاهدين الجزائريين أبلغ بكثير عندما يتغنون ببطولات أهلهم وأبنائهم في المقاومة الوطنية العراقية، وله كل المصداقية، ولا شيء يعادله، وأما الزبد الذي تثيره وسائل الإعلام العميلة والمعادية، فلا طائل من ورائه ولا يبقى في الساحة إلا المعادن النفيسة والجواهر الحسان من فضائل وبطولات الوطنيين العراقيين.
يجب أن نصارح أنفسنا والمسئولين منا ونتساءل: أين نحن في الجزائر من طموحات مجاهدينا الأبطال وشهدائنا الأبرار الذين أشادوا بدور أشقائنا في العراق في دعم الثورة الجزائرية بلا حساب؟
لقد كان من الطبيعي جدا أن يدعم العربي في العراق وفي الوطن العربي أخاه في الجزائر، فهل من الطبيعي أن نترك المقاومة الوطنية العراقية البطلة في الساحة بلا اتخاذ موقف شجاع في صالح شعبنا في العراق؟ إننا ندرك في الجزائر قبل غيرنا أن ما سماها الاحتلال الصهيوأمريكي في العراق حكومة وعملية سياسية وانتخابات وما عقده من معاهدات تدخل في إطار الألاعيب الشيطانية لإحكام سيطرته على مقدرات العراقيين وحرمانهم من حريتهم وثرواتهم، وأخطر من ذلك منع العراقيين والعرب من الخروج من عصر الانحطاط والتبعية للأجنبي، والأخذ بأسباب التقدم. ثم أننا أدرى قبل غيرنا أيضا بحكم تجربتنا الطويلة أن المقاومة العراقية قطعت شوطا كبيرا في طريقها نحو النصر النهائي واستعادة السيادة كاملة وهيبة الدولة العراقية. وأننا لا نعير تخرصات المالكي ولا الطالباني ولا غيرهما من أدوات الاحتلال أي اهتمام لأنهم أولا عملاء لأقذر محتل و ثانيا أنهم انتهوا وانتهى دورهم. وما يجعلنا نتعجب أكثر من غيرنا هو تشبث بعض البؤساء بالسراب وانخداعهم بالمظاهر الخداعة مثل تصورهم بأن هناك في العراق جيشا وشرطة وما إلى ذلك من المسميات المضللة، فالجيش و الشرطة عقيدة وطنية وأخلاقية تستمد مشروعيتها من إرادة الشعب، أما ما فبركه وصنعه المحتل فهو سريع الزوال، نعم لقد كان للاستعمار الفرنسي في الجزائر جالية من المعمرين تساوي ما يعادل نسبة إخواننا الأكراد في العراق، وهؤلاء منخرطون في القوة الاستعمارية.، مضاف إليهم عدد من العملاء يزيد عن عدد المجاهدين الجزائريين المنتشرين في الجبال. ولكن عندما حصحص الحق وزهق الباطل الزهوق أصلا، فر المعمرون الفرنسيون بجلودهم رغم التسليح والعدد والقوة وتلاشى العملاء قبل اندحار المستعمر. إن الدرس الجزائري بليغ جدا للعملاء في المنطقة الخضراء ولمن يمثلهم من جواسيس وقتلة و"بياعين" في المحافظات وللمليشيات العميلة، وليتعظ من نصبهم الاحتلال في تكريت شرطة، الذين يتطاولون على منجزات الدولة الوطنية وعلى مقدسات العراقيين والأمة. نحن نتعجب عندما نسمع أن بعض البؤساء والجهلة من القتلة و" البياعين" لم يتفطنوا إلى أن السيل يجرفهم نحو الهاوية... أي غفلة هذه؟ المجاهدون الجزائريون يدركون جيدا أن الوقت متأخر للالتحاق بأحضان الوطن، ويجب الإسراع بالعودة إلى الأهل والشعب لا المشاركة في حملات الدهم والاعتقال وملء السجون بالمواطنين العراقيين. فمن في الجزائر يصدق وقبلنا المجاهدون الجزائريون أن تقبض القوات العميلة في ديالى المجاهدة مثلا على وطني مجاهد واحد دون مقاومة عنيفة وخسارة كبيرة؟ لكنه الكذب والادعاء الذي لا يشبع ولا يغني من جوع ولا يقنع كل من له قليل من العقل.
إن الجزائريين والمسئولين منا أولا متيقنون بحكم التجربة أن العراق عائد آجلا أو آجلا إلى المقاومة الوطنية العراقية أحب العدو وعملاؤه أو كرهوا، وأن لا حرية ولا استقلال ولا استقرار في ظل أدوات الاحتلال التي سماها حكومة ومجلسا وما إلى ذلك من الحيل الشيطانية الصهيوأمريكية. لا غرابة أن نتوقع المزيد من التدهور في كل المجالات والخسائر البشرية الكبيرة ما لم تنته لعبة الاحتلال القذرة التي سماها عملية سياسية وحكومة في أقرب الآجال.
لنؤكد لبعض الجزائيين الذين يقولون كلاما لا يؤمنون به والذي فيه الكثير من إنكار الحقيقة لأسباب لا نعلمها، من ذلك الموقف من التدخل الإيراني السافر في الوطن العربي بما فيه الجزائر. ومهما تكن علاقتنا بإيران ومصالحنا التي تربطنا بها فإنها علاقة لا شأن لها أمام الخريطة الإستراتيجية للأمن القومي العربي ولأمننا الوطني في الجزائر. المنطقة العربية واحدة وأمنها القومي مترابط، ومستقبلنا مهدد. ومما لفت الانتباه أن أحد المسؤولين الجزائريين أشار إلى الخلاف الموجود فيما بين المغرب والمشرق العربيين، وأشار إلى أن هناك تهميشا للدور المغاربي في القضايا العربية. وهذا الأمر طبيعي جدا لأن الموقف المغاربي أقرب إلى الموقف العربي الحقيقي أما الموقف في المشرق العربي فهو ليس موقفا عربيا وإنما مواقف أملتنا القواعد العسكرية الأمريكية المتواجدة في شبه الجزيرة العربية، فالأساطيل الغربية والجيوش الأمريكية الجرارة في المنطقة العربية ليست في نزهة سياحية أوفي رحلات دينية وإنما وجدت في المنطقة لتملي شروطها على قادة المنطقة العربية وتفرض إرادتها بالقوة. إن الإرادة العربية الحقيقية في المشرق العربي هي إرادة المقاومة وبالأخص المقاومة الوطنية العراقية.... إنها الإرادة الحقيقية التي نرتاح لها ونتحمس، وإذن فإن الموقف المغاربي من القضايا المصيرية الكبرى للأمة يبقى ضعيفا ما لم يقف موقفا قويا وشجاعا مع المقاومة الوطنية العراقية. نحن نأبى أن تضللنا إيران أو أمريكا والكيان الصهيوني، أو أية قوى إقليمية طامعة لأن انتصار المقاومة الوطنية العراقية ضرورة إستراتيجية للمغاربة وللمنطقة العربية ككل. إن موقف المجاهد الجزائري الحازم والمناصر للمقاومة الوطنية يجب أن يتحول إلى حالة جماهيرية داعمة لشعبنا المجاهد في العراق. وإن المجاملات واللغو الدبلوماسي غاير نافع في القضايا الإستراتيجية الحساسة،. ألم يصرح الرئيس الإيراني نجاد أنهم على استعداد لملئ الفراغ في العراق؟ إن قوله هذا في عقيدة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين مس بالمصالح العليا للجزائر والمغاربة والأمة، وهي عين عقيدة المجاهد الجزائري الذي يعتز بالثورة العراقية وبمنجزاتها الجهادية في ساحة المعركة رغم التعتيم والتضليل الإعلاميين. إن الفضائيات الكثيرة التي تدعي أنها عراقية، وهي ليست كذلك، تتلقى الدعم والتمويل من أجهزة المخابرات الأجنبية ابتداء من أمريكا وإيران والكيان الصهيوني وبعض الدول العربية، لكننا لا نشم في أي منها ولو في برامج محدودة دليلا واحدا على أن للجزائريين حضورا داعما للمقاومة الوطنية العراقية. لقد روجت بعض الفضائيات، وهي معروفة، منذ البداية لعملاء الاحتلال في العراق ولا زالت تروج مقابل المال الحرام، ونحن في الجزائر بتاريخنا الثوري المشهود له لا نتحرك على الأقل إعلاميا لدعم المقاومة الوطنية العراقية!!! هل نحن أوفياء لشهدائنا الأبرار ولمجاهدينا الأحرار الذين لا يزالون على قيد الحياة؟ إن القلوب تتمزق على ما حل بالأهل في العراق الذين ألقوا بالأمس بأنفسهم لدعم ثورتنا المباركة بلا حساب. ما من مجاهد جزائري إلا ويشعر بمرارة التخاذل العربي تجاه الإخوان والأبناء في العراق. إن ذاكرة مجاهدينا وأبطالنا لا تستحضر أنه كان لإيران مع احترامنا لكل الشعوب في العالم دروا ما في دعم الثورة الجزائرية، لكن ذاكرة فقيدنا الأستاذ بسطنجي كانت معبأة بمآثر العراقيين تجاهنا. فما إن يذكر العراق إلا وتعود ذاكرة المجاهد إلى الشهامة العراقية والبذل والعطاء العراقيين. إنه العراق وإنه المصير المشترك وإنه الانتماء العربي الواحد والعلاقة التاريخية المتميزة، فهل تضللنا تكشيرة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أو غيره عن رؤية حقيقة أن إيران شريك لأمريكا والغرب في الجريمة المروعة التي حصدت أرواح أكثر من مليون ونصف المليون من العراقيين الأبرياء وشردت ويتمت ورملت الملايين؟ إن ملة الطمع واحدة، سواء في الكيان الصهيوني أو في الغرب الاستدماري أو في إيران الملالي، وليس هناك طماع مناع أفضل من الآخر، الصهاينة والأمريكان والبريطانيون والإيرانيون يريدون خيرات العراق والأمة، ولا يرتدعون ما لم تحترق أناملهم وتقطع أيديهم. وإن الجهة الوحيدة القادرة على إنهاء الاحتلال في العراق والتصدي للمشاريع الاستدمارية الغربية والصهيونية والإقليمية هي بامتياز المقاومة الوطنية العراقية التي يفخر بها كل مجاهد جزائري. والثورة العراقية كما الثورة الجزائرية تماما في الستينات، فبعد حملات التمشيط الواسعة والإبادة بين عامي 1958- 1659 في كل الولايات الجزائرية عادت الثورة لتشتعل أكثر وأكثر، في الستينات، وتنتهي بتفكك التشكيلات المسلحة التي شكلها المحتل، واندحار الاستعمار الفرنسي، وكذلك فإن الثورة العراقية آخذة منذ مطلع 2009 في التأجج والانتشار، ومن المفروض أن يكون من تورطوا وغرر بهم أن يعودوا إلى الصف الوطني بطريقة أو أخرى لا أن يتمادوا في مداهمة البيوت الآمنة وانتهاك الحرمات واغتصاب السجينات في سجون المليشيات العميلة التي يسمونها حكومة وشرطة وجيشا ومغاوير.... وحتى لوحات التدشين لم تسلم من أذى عملاء الاحتلال ومليشياته في تكريت. ماذا ينتظر هؤلاء الأشقياء وقد نادى المنادي أن البقاء لله عز وجل ولا حول ولا قوة إلا بالله؟ ألا يبصرون؟ لقد زالت الغشاوة عن عيوننا، نحن في الجزائر، منذ أن أعلنا ثورتنا ثم أبصرنا النور في الاستقلال، ولهذا فإننا ندرك بوضوح تام أن المالكي وشريكه الطالباني والآخرون من ذوي الطمع والجشع قد انتهى دورهم وبارت تجارتهم، ويبدو أن الكثير منهم قد دبر أحواله وحزم أمتعته، بل وهرب أفراد عائلته إلى الخارج. بل إن الفضائيات أصبحت تفضحهم فهذا يلقي الخطب الرنانة من لندن وذاك يجري المقابلات من القاهرة أو إيران. فأي مجانين أو بلهاء هؤلاء الذين يداهمون البيوت في المدن العراقية.... بديالى والبصرة والناصرية والموصل والفلوجة. إن العصر عصر المقاومة الوطنية العراقية... ومن شاء أن يعمي بصره وبصيرته من هؤلاء الأشقياء مما يسمى جيشا وشرطة فليستمر في مداهمة البيوت الآمنة وترويع اليتامى واغتصاب السجينات في سجون العملاء. المجاهدون الجزائريون يقولون انتهت اللعبة ولا بد أن تعود الأمور إلى نصابها، ولتنطلق دولة المقاومة العراقية فتعيد الكهرباء والماء النقي الطهور والأمن والأمان والراحة والسلوان لكل العراقيين في العراق القوي والواحد الموحد. المقاومة الوطنية العراقية مقاومة تحرير وتطوير، ولن تمنعها الأزمة المالية العالمية ولا غيرها من تحويل العراق من شماله إلى جنوبه إلى ورشه للتشييد والبناء. أبشر أيها الطفل العراقي وقر عينا لأن هناك رجال ونساء ضحوا من أجلك لطرد المحتل وعملاء المحتل.... لكن تذكر دائما صور أبو غريب، والمثاقب أو الدريلات وجثث الأبرياء المتناثرة في بغداد كل صباح، والفسفور الأبيض والقنابل العنقودية... ثم تذكر تلك الأشياء الشبيهة بالكائنات البشرية والتي كانت في المنطقة الخضراء تبالغ في عناق رامسفلد وبوش وبريمر ونجاد، بعضها يسمونها رئيسا والبعض الآخر رئيس وزراء والبعض الآخر وزراء... ثم سجل أن العراقيين وحدهم بلا سند ولا مدد إلا من رب العالمين قهروا أكبر وأشرس إمبراطورية في تاريخ البشرية.
وتحيات الجزائر بشهدائها وأبطالها إلى أبطالنا وأحبائنا في المقاومة الوطنية العراقية. وعاشت المقاومة الوطنية العراقية الموحدة، الممثل الشرعي الوحيد لأهلنا في العراق الواحد الموحد.