- إنضم
- 10 جويلية 2007
- المشاركات
- 1,833
- نقاط التفاعل
- 6
- النقاط
- 37
الثبات بعد رمضان
إخوتي و أخواتي في.... الله السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
المسلمون ينتظروا شهر رمضان من السنة إلى السنة طمعا في الرحمة والمغفرة والعتق من النار وتبدأ العبادات بحماس شديد, وتُنزع الأتربة من فوق المصاحف المتروكة طوال السنة, لنبدأ في قراءة يومية ويتنافس المسلمون منهم من يقوم بختمة القرآن 3 مرات ومنهم مرتان ومنهم مرة , ومنهم أكثر من ذلك. ونصلى التراويح والتهجد ونجد المساجد مملوءة بالمصلين في كل الأوقات حتى أنهم يصلون على الأرصفة ونرى الأخلاق الحميدة التي لا تظهر إلا في رمضان, و موائد الرحمن, والعطف على الفقراء, فهذا والله الجو الإسلامي الحقيقي ويجب أن يستمر طوال السنة.
ولكن .... هل سنستمر هكذا حتى بعد رمضان؟
لقد رحمنا الله و أكرمنا بأن جعلنا نعبده طوال الشهر الكريم, ولكن ماذا بعد رمضان؟ والله إني أقول هذه الكلمات وأنا خائف على نفسي وعليكم, هل سنترك المصاحف لرمضان القادم؟, هل سنترك صلاة ألجماعه في المسجد ويكون الصف الأول هو الصف الأخير؟ , هل سنخاصم قيام الليل؟ أسئلة رد عليها الآن ولكن النتيجة ستظهر بعد رمضان بشهر أو شهرين على حسب ثبات كل منا, وأخاف أن يكون فشلك من ليلة العيد.
فلكل من عبد الله وشعر بلذة العبادة, لكل من سجد في قيام الليل وبكت عيناه من خشية الله, لكل من ترك معصية وتاب عنها وبُدلت سيئاته حسنات, ماذا ستفعل بعد رمضان؟؟؟؟؟
إن رمضان هذا فرصة من ربنا عز وجل حتى نعبده ونكون في أعلى مستويات الإيمان, حتى نكمل لرمضان القادم بنفس المستوى, ثم ندخل رمضان التالي ليزيد إيماننا أكثر و أكثر.
فلا تكن رمضانيا وكن ربانيا, لا تكن عبدا لرمضان و كن عبدا لرب رمضان, فرب رمضان هو رب باقي الشهور, فلا تترك القرآن و لو حتى قرأت صفحتين في اليوم, و لا تترك القيام و لو حتى صليت ثلاث ركعات يوميا, و لا تترك الذكر ولو حتى أذكار الصباح و المساء, ولا تترك الصيام و لو حتى الثلاث البيض من كل شهر, وإياك أن تترك صلاة الفروض في المسجد, بعد أن داومت عليها طوال رمضان, فهذه الأعمال أقل ما تفعله, و لكنى أحسبك على خير و أحسبك أنك تريد الفردوس الأعلى فأجتهد أكثر, ولا تأخذ بالقليل.
أخي في الله انتهز الفرصة التي أعطاها لك ربك فقوة إيمانك و عبادتك هي أكرم النعم وأهم الفرص فلا تضيعها لعلها تكن الفرصة الأخيرة, ولا يأتي عليك رمضان القادم أو تكون عاصيا لله, فلا تفرط في إيمانك الذي هو نعمة من الله ورحمته عليك.
لكن ما حال الغافلين في رمضان؟؟؟؟
سأقول لهم كلمه واحدة "البقاء لله" "البقاء لله يا من لم تعبد الله في رمضان, البقاء لله يا من لم تنتهز الفرصة الكبرى, البقاء لله يا من لم تلحق بليلة القدر".
لكن لا تحزن فرصتك موجودة فرُب ساعة من إخلاص قلبك و خشوعك و دمعة من عينيك تسبق كل القائمين والصائمين, فحاول أن تتقرب إلى الله, فالله الكريم الذي يضاعف الحسنات للمخلصين العابدين بنية صادقة, فابدأ من الآن في الصلاة في المسجد, والقيام وقراءة القرآن كأنك في رمضان
و أخيرا يا من عبد الله بكل جوارحه مخلص له القلب, بنية صادقة, يا من ترك المعاصي ابتغاء مرضاة الله, هل عبادتك هذه من عندك؟؟؟ لا والله فهي كرم وفضل من الله, فأقل ما تفعله أن تصلى لتشكره و تحمد فضله على أنه خلقك مسلما وجعلك تعبده طوال الشهر الكريم حتى يثبتك ويزيدك إيمانا. قال تعالى: "اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ " صدق الله العظيم , كما قال عز و جل :" لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ" صدق الله العظيم،،
أدعو الله أن يثبتك على إيمانك, أدعو الله أن يهديك و يعفو عنك و يرحمك, أدعو الله لك ولا تنسني من صالح دعائك.
اللهم أهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعفُ عنى
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
" هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ" صدق الله العظيم
إذا أردت الثبات بعد رمضان أدعو الله أن يثبتك و ويثبتك أخوتك في الإسلام و استمع لهذا الدرس فهو قيم جدا ومهم جدا في أخر رمضان...
منقول للفائدة