رئيس الإتحاد الإنكليزي لكرة القدم يوجه إتهامات خطيرة بمحاولة القائمين على المنتخب الإسباني رشوة حكام مونديال 2010 المقبل في صفقة تبادلية مع روسيا.
Imago
اتهم ديفيد تريسمان رئيس الإتحاد الإنكليزي لكرة القدم القائمين على المنتخب الإسباني بصفقة تبادلية مع نظرائهم في روسيا تقضي بسحب الإسبان لملف استضافتهم كأس العالم 2018 لصالح الملف الروسي، في مقابل مساعدة الروس بتقديم رشى لبعض حكام كأس العالم بجنوب إفريقيا في يونيو المقبل لتسهيل مهمة المنتخب الإسباني.
ونشرت صحيفة صنداي ميل البريطانية في تقرير مثير اتهامات تريسمان من خلال عرض تفاصيل شريط مكالمة هاتفية جمع رئيس الإتحاد بمساعدته وعشيقته السابقة ميليسا جاوكوبز.
وقال تريسمان بالشريط بلهجة صريحة: "هناك العديد من الدلائل أن القائمين على الكرة الإسبانية حاولوا الاتصال بالحكام وعرض الأموال عليهم".
صفقة إسبانية روسية
وواصل تريسمان حديثه عن تلك الصفقة في المكالمة التي استغرقت ساعة كاملة، مؤكداً أن الإسبان سيقدمون مساعدة للجانب الروسي في الصراع المحموم لاستضافة مونديال 2018، وهو الصراع الذي يدخله الإنكليز، وأيضاً إسبانيا التي تقدمت بملف استضافة مشترك برفقة جارتها البرتغال.
ويقول تريسمان حسب محتويات الشريط لمساعدته: "أعتقد أن ملفنا يحظى بتأييد جيد بين الأصوات الأفريقية، ونفس الحال بالنسبة للعديد من الأصوات الآسيوية، وعلى غير المتوقع بين بعض الأصوات في أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى. في المقابل يبدو أن أصوات أمريكا الجنوبية ستذهب إلى إسبانيا، حتى لو كان هذا يبدو غير معلناً في الوقت الحالي".
وتابع: "وإذا قامت إسبانيا بسحب ملفها فسيكون هذا بموجب صفقة مع روسيا تهدف لحصد الملف الروسي لأصوات أمريكا اللاتينية في مقابل مساعدتهم إسبانيا على رشوة حكام مونديال 2010 في جنوب أفريقيا".
وسارعت ميليسا جاكوبز بالسؤال: "وهل ستساعدهم روسيا في هذا أمر الرشوة؟"، ليصبح الرد الفوري من جانب تريسمان بالتأكيد أن "روسيا ستتوصل لاتفاق ما مع الإسبان بهذا الشأن، فالروس لم يتأهلوا إلى كأس العالم هذا العام، ليس لديهم ما يخسروه على الإطلاق".
اعتذار رسمي إنكليزي
ولم يصل أي رد رسمي من الجانب الإنكليزي تعليقاً على ما أدلى به تريسمان، إلا أن صنداي ميل أكدت أن العديد من القائمين بالإتحاد الإنكليزي للعبة حاولوا عن طريق الجهات القضائية والقانونية منع تسريب محتويات الشريط قبل ساعات من نشر تفاصيله بعدد الصحيفة الأحد.
ومن جهة أخرى، أكدت شبكة البي بي سي البريطانية أن الإتحاد الإنكليزي سارع بإرسال خطابات اعتذار رسمية للإتحادين الإسباني والروسي، وخطاب مماثل لسويسرى جوزيف بلاتر رئيس الإتحاد الدولي في محاولة لتحجيم الأضرار التي ألحقها "شريط تريسمان" بالملف الإنكليزي لاستضافة مونديال 2018.
وأكدت ميليسا للصحيفة أن علاقتها بتريسمان بدأت منذ بداية عملها بالإتحاد عام 2008، حيث ربطتهما علاقة عاطفية رغم زواج تريسمان، قبل أن تنهي مساعدة رئيس الإتحاد العلاقة برئيسها لشعورها بعدم الارتياح، إلا أنها احتفظت بعلاقة صداقتهما حتى موعد محادثتهما المثيرة، والتي تم تسجيلها بأحد المطاعم اللندنية قبل أسبوعين.
لقب فارس مقابل صوت
وكشف تريسمان في الشريط عن علاقة الصداقة التي تجمعه بالفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي، والتي قد تدعم الملف الإنكليزي لمونديال 2010، إلا أن رئيس الإتحاد واصل اتهاماته لمنافسيه ولعملية التصويت للملف الفائز بشكل صريح.
وتابع: "بلا شك هناك العديد من الفاسدين في أوروبا، وهناك تاريخ أكبر من الفساد في أمريكا اللاتينية، أنا أعرف ممثل لبلد من أمريكا اللاتينية طالب بمنحه لقب فارس من قبل الملكة إليزابيث مقابل منح صوته للملف الإنكليزي لمونديال 2018".